قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة حيث ينطق اسمه (جوزيف باللغة الإنجليزية) ولقبه يوسف الصدِّيق وأصل اسمه بالعبرية يُوسَاف أو يوسِيف ومعناه “الله يمنح ويضاعف” وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، أحد أنبياء بني إسرائيل من سلالة سيدنا إبراهيم الخليل والابن الحادي عشر ليعقوب وابن راحيل البِكر.
قصة سيدنا يوسف عليه السلام
تعد قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أشهر قصص الأنبياء وأوسعها نطاقاً وأكثرها أحداثاً وله في القرآن الكريم سورة باسمه هي السورة المكية رقم 12 في ترتيب المصحف، تتناول قصته بشكل تفصيلي أكثر من أي نبي أو رسول ذُكر في القرآن، أما سيدنا يوسف نفسه فقد ذكر في القرآن 27 مرة منها 25 مرة في سورة يوسف ومرة في سورة الأنعام ومرة في سورة غافر.
ويعتبر بعض المفسرين أن الآية الثالثة من سورة يوسف “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ”، يُقصد بها قصة يوسف وقد مَدَحَه النبي ﷺ فقال “إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم” وقابله في السماء الثالثة في رحلة الإسراء والمعراج.
وتُتَّخذ قصة سيدنا يوسف عليه السلام مثالاً للعفاف والتقوى والأمانة ولُقِّب بالصدِّيق لصدقه في أفعاله وأقواله، قال عنه الله أنه من الأنبياء المحسنين ومن عباده المخلصين وهو الوحيد الذي مُنح النبوَّة من بين إخوته واعتبره سيدنا يعقوب من أفضل أبنائه وكان شديد الجمال كوالدته، ولد يوسف عليه السلام في بلاد كنعان ويُقدَّر أنه عاش في القرن السادس عشر قبل الميلاد.
رؤيا يوسف في المنام
وتوفيت والدته وهو بعمر الخامسة فتولَّت عمته فائقة بنت إسحاق تربيته وقيل أن عمره كان إحدى عشر سنة لمَّا رأى في منامه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فقص رؤياه على والده الذي أخبره ألا يحكيها لإخوته حتى لا يضمروا له شراً وقد علم سيدنا يعقوب أن ابنه سيكون له شأناً عظيماً وقد فسر علماء تفسير الأحلام رؤياه بأن الكواكب هم إخوته والشمس والقمر هم أبوه وأمه.
كيد إخوة يوسف له
لكن إخوة يوسف كانوا يحسدونه بالفعل لمَّا وجدوا والدهم يعقوب يخصه هو وبنيامين بالمحبة أكثر منهم، فحقدوا عليه وازدادت كراهيتهم له واتفقوا على التخلص منه وقرروا قتله ظانين بذلك أن والدهم سيختصهم بمحبته كلها وبعد قتلهم إياه سيتوبوا إلى الله ويُصبحوا من الصالحين أو هكذا ظنوا، لكن أحدهم هو يهودا اقترح عليهم اقتراحاً آخر للتخلص منه وهو إلقاء يوسف في بئر على طرق السفر فإن مرَّت قافلة لتتزود بالماء أخذته معها.
حضر إخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب ليترجوه إرسال يوسف معهم ليلعب وليروِّح عن نفسه ويتسلَّى بينما هم يرعون وكان يوسف حينها في الثانية عشر من عمره، وكان يعقوب يعلم في قرارة نفسه أنهم يضمرون شيئاً ما فحاول التحجج بعدم إرساله معهم خوفاً عليه من أن يأكله ذئب بينما هم منشغلين عنه، لكنهم غلبوه بالرد لمَّا قالوا له كيف يأكله ذئب ونحن عُصبة معه وإلا أُكلنا وهلكنا جميعاً، حينها لم يجد يعقوب مفراً فوافق على مضَضْ وحتى لا يُشعرهم أنه يخشى على يوسف منهم وبقي معه بنيامين الصغير.
يوسف في البئر
ولما ذهبوا إلى وجهتهم نزعوا من يوسف قميصه وألقوه في البئر ثم أحضروا شاة فذبحوها ولطخوا قميصه بدمها وعندما حان الليل عادوا إلى والدهم يبكون وقالوا له عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام الكاذبة وأن يوسف أكله الذئب بينما كانوا يتركونه عند متاعهم وأعطوه قميصه الملطَّخ بالدماء كدليل على صدق قولهم.
حزن يعقوب على ولده وبكى ولما وجد أن القميص ليس به أي آثار تمزيق من أسنان الذئب، علم أن ذلك من مكرهم وأن أنفسهم سوَّلت لهم صنع شيء بيوسف فاستعان بالصبر في مصيبته حتى يظهر الله الحق ولما كان إخوة يوسف قد اتهموا الذئب بأكله والذئب بريء من ذلك جاءت مقولة “برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب” التي تستخدم لتبرئة ساحة متهم بفعل ما.
وظل يوسف ثلاثة أيام في البئر، حتى عثرت عليه قافلة مسافرة إلى مصر عندما وقف أصحابها للاستسقاء ولما أدلى أحدهم الدلو ورفعه تعلق يوسف به وخرج لهم، فوجدوه غلاماً رائع الجمال ففرحوا وعزموا على بيعه عند وصولهم إلى مصر لكن إخوة يوسف شعروا بهم فلحقوا بالقافلة وقالوا لأصحابها أنه غلام مملوك عندهم وقد هرب منهم..فاشترته القافلة منهم بدراهم معدودة.
قصة سيدنا يوسف وزليخة
ولما وصلت إلى مصر باعته بدورها في سوق النخاسة ليشتريه قوطفير (بوتيفار) عزيز مصر وهو بمثابة الوزير الأول عند فرعون وعندما أتى به إلى بيته أوصى زوجته زليخة بأن تحسن معاملته. لكن زليخة امرأة العزيز التي شغلها جمال يوسف اشتهته لنفسها وأرادت إجباره على مواقعتها وقيل إن يوسف حينها كان في السابعة عشر من عمره.
فأغلقت عليه الأبواب ودعته لنفسها فأَبَى فحاولت دفعه للوقوع في المعصية معها بالقوة فأمسكت بقميصه من الخلف محاولةً جذبه إليها بينما هو يحاول الوصول إلى الباب هرباً منها فمزَّقت قميصه ولما وصلا عند الباب إذ بالعزيز زوجها أمامهما، فتصنعت البكاء وادَّعت أن يوسف حاول الاعتداء عليها وسألته أن ينتقم منه جزاء ما فعله وهو ما أنكره يوسف قائلاً إنها هي من حاولت إغوائه.
وفي هذا الموقف سخَّر الله طفلاً في المهد ليشهد على ما حدث وليبرِّئ ساحة يوسف مما نُسب إليه زوراً، فنطق قائلاً إذا كان قميص يوسف قد انشق من أمام فإن امرأة العزيز صادقة ويوسف يكذب، لأنه في تلك الحالة يكون القميص انشق بينما كانت تدافع عن نفسها من الاعتداء عليها وإن كان قميص يوسف قد انشق من الخلف فهي كاذبة وصدق يوسف فيما قاله. وأنها حاولت إغوائه فرفض، فأمسكت بتلابيبه بينما يحاول أن يتخلص منها فتَمزَّق قميصه من الخلف، ولمَّا رأى العزيز قميص يوسف وقد تمزق من الخلف ظهرت براءة يوسف وطلب منه العزيز ألا يُخبر أحداً بذلك كما طلب من امرأته أن تستغفر لذنبها.
لكن خبر قصة سيدنا يوسف عليه السلام وما حدث مع زليخة شاع في المدينة وأخذت بعض النِّسوة تتحدث عنه ولما بلغ ذلك امرأة العزيز، دعتهن إلى بيتها ليعلمن لماذا حاولت إغرائه وأعطت كل واحدة منهن ثمرة من الأترج وسكيناً ولما شرعنَ في تناولها، أمرت امرأة العزيز يوسف بالخروج عليهن بينما يأكلن، فإذا بهن وقد جرحن أيديهن دون أن يشعروا لشدة جمال يوسف، هنا أخبرتهن امرأة العزيز لماذا فعلت فعلتها وأنه إذا لم ينصاع يوسف لأمرها فستسجنه ودعت هؤلاء النسوة يوسف أن يلبِّي طلب سيِّدته فدعا يوسف ربه أن يُنجيه من كيدهن.
يوسف في السجن
ولكي يعتقد الناس أن يوسف هو من حاول الاعتداء على زوجة العزيز وليكفوا عن التحدث في هذا الأمر، قرَّر العزيز وامرأته إلقاء يوسف في السجن ظلماً وهناك التقى برجلين قد رأى كلاهما رؤيا احتارا في شأنهما فطلبا منه أن يفسرهما لهما لما رَأَيَا من حسن سيرته ودماثة خلقه وقال لهما يوسف أنه بفضل الله ومشيئته قادر على تفسير رؤياهما كما ستقع.
وكانت رؤيا الرجل الأول أنه رأى نفسه وهو يعصر ثلاثة عناقيد من العنب ويصنع منهم خمراً يصبه في كأس ثم يُسقيه إلى الملك وتلك الرؤيا فسرها سيدنا يوسف بأنه سيكون ساقي الملك بعد ثلاثة أيام. ورأى الرجل الثاني أنه يحمل فوق رأسه ثلاث سلال من الخبز يأكل الطير منها وكان تفسير هذه الرؤيا أنه بعد ثلاثة أيام سيُعدم ويُصلب حتى يأتي الطير فيأكل من رأسه.
وخلال ذلك كان يوسف يتعبد إلى الله ويدعو من بالسجن إلى عبادته وقد طلب يوسف من الرجل الذي سيصبح ساقياً للملك أن يُزكِّيه عنده عندما يخرج من السجن ويخبره بقضيته التي حُبس فيها ظلماً وبهتاناً لكن الرجل نسي أمره فظل يوسف في السجن بضع سنين أخرى وقيل سبع سنين حتى جاء فرج الله.
تفسير رؤيا الملك
رأى ملك مصر في منامه سبع بقرات سمينة قد خرجت من البحر، تبعتهن سبع بقرات هزيلات فأكلت الهزيلات السمينات ثم رأى سبع سنابل خضر تأكلهن سبع سنابل يابسات فاستيقظ من منامه فزعاً وطلب من رجال بلاطه أن يُفسِّروا له هذه الرؤيا فقالوا له إنها أضغاث أحلام (كوابيس) وليس عندهم من تفسيرها سبيل.
وتذكَّر ساقي الملك حينها أمر يوسف فقال إنه يعرف من يستطيع تفسيرها وذهب إلى سيدنا يوسف في السجن وقص عليه رؤيا الملك فأخبره أنه سيمُر سبع سنوات خصبة فيهن خير تتبعهن سبع سنوات من الجفاف والقحط ومن بعد ذلك يأتي الغيث من الله ثم أخبره ماذا يصنعوا في ذلك الأمر وهو أن يدَّخروا ما يحصدون ويذرونه في سنابله حتى لا تتلف الحبوب أثناء تخزينها وخلال السبع سنوات الأولى عليهم بالاقتصاد في أكلهم وبعدما تأتي السنوات العجاف سيكون هناك مخزون كافي ليأكل منه الناس.
براءة يوسف
أرسل الملك رسولاً في طلب سيدنا يوسف لما رأى من الفصاحة والحكمة ورجاحة العقل لكن يوسف رفض أن يخرج قبل أن تُبرَّأ ساحته وطلب من الرسول أن يُخبر الملك بأمر النسوة اللَّاتي قطعن أيديهن، فبعث الملك لهن فحضرن مع امرأة العزيز وسألهن بشأن يوسف، فأقرَّت النسوة بحسن أخلاقه وأنهن لا يعرفن عنه أيَّ سوء فاعترفت امرأة العزيز بسوء صنيعها وأنها هي من راودت يوسف والذي خرج من السجن بعدما ظهرت براءته وقد أكرمه الملك فجعله وزيراً على خزائنه وأصبح هو العزيز محل قوطفير.
لقاءه بإخوته
ولما حلَّت السنوات العجاف أقبلت الشعوب التي تسكن بالجوار إلى مصر لتستبضع منها حاجتها من الحبوب بعدما عَلِمَت أن بها وزيراً عادلاً وسخياً يعطي كل فرد مقدار حمل بعير وكانت كنعان إحدى البلاد التي أصابها الجفاف، فخرج أخوة يوسف العشرة ببضاعتهم إلى مصر ليأخذوا مقابلها طعاماً لأهلهم ولما دخلوا على يوسف عرفهم ولم يعرفوه، فاستقبلهم استقبالاً حسناً واستدرجهم بالسؤال فعلم أن لهم أخاً (شقيقه بنيامين) عند أبوهم لا يبارحه قط.
طلب يوسف منهم إحضار أخيهم الصغير معهم في المرَّة القادمة وهددهم إن لم يأتي معهم فليس لهم طعاماً عنده فقالوا أنهم سيحاولون الضغط على أبيهم لأنه متعلق به كثيراً وأمر يوسف رجاله فعمدوا إلى إرجاع بضاعة إخوته إلى رحالهم دون أن يشعروا ولما عادوا إلى أبيهم أخبروه بالأمر، فرفض طلبهم مستنكراً كيف يأمنهم على بنيامين كما أمنهم على يوسف من قبل.
ولما فتحوا أمتعتهم وجدوا بضاعتهم قد رُدَّت إليهم ولم يجدوا طعاماً فأخبروا والدهم بذلك وضغطوا عليه إن هو أرسل بنيامين معهم فسيحصلون على حمل بعير آخر وأمام حاجة أهل يعقوب للطعام اضطر لإرساله معهم بعدما أخذ منهم عهداً أن يحفظوا أخيهم لكنه أوصاهم عند وصولهم بأن يدخلوا مصر من أبواب مختلفة متفرِّقين.
لمَّا رجع إخوة سيدنا يوسف ومعهم بنيامين، فرح يوسف به واستقبلهم أحسن استقبال ولما جن الليل وذهب الجميع إلى مخادعهم، خلا يوسف ببنيامين وباح له بسرِّه وقال له أنه أخوه وأوصاه بأن يكتم الأمر حتى حِين، وفي اليوم التالي، أَمَر يوسف فحُمِّلَت بعيرهم بالطعام، لكنه عمد فوضع السقاية أو صواع الملك وهي الكيل الذي يوزن به في رحيل أخيه بنيامين.
ولما ارتحلوا بقليل أقبل رجال يوسف يوقفوهم ويوبخوهم متهمين إياهم بسرقة صواع الملك فأنكروا ذلك وأنهم لم يأتوا للسرقة حاشا لله وقال لهم رسل يوسف ما جزاء من نجد في متاعه الكيل إذن؟ قالوا يقع عليه جزاء فعله وكانت عقوبة السارق عندهم أن يؤخذ عبداً لمن سرق منه. وبدأ رجال يوسف بتفتيش أمتعتهم فلما وصلوا عند متاع بنيامين وجدوا صواع الملك عنده.
حينئذ قال إخوة يوسف: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) سورة يوسف-الآية 77. وكانوا يقصدون يوسف بذلك ومفاد تلك القصة التي اتهموا يوسف فيها بالسرقة كما قال المفسرون أن قصدهم بالسرقة أن يوسف وجد صنماً عند جدِّه لأمه فسرقه وحطَّمه وحكى آخرون رواية أخرى وذلك أن عمته فائقة لتحظى بتربيته لفترة أطول وكانت تحبه حباً جماً، جعلت (حزام النبوة) الذي ورثته عن أبيها إسحاق مع يوسف ثم ادعت أن أحداً سرقه ولما وجدوه عند يوسف كانت شريعتهم تحكم بأن السارق يظل في خدمة من سرق منه لأربع سنوات.
وهكذا ظل يوسف معها لفترة أطول لكنها توفيت وكان لا يزال صغيراً ولما حضرتها الوفاة أخبرت الجميع بأن ذلك من تدبيرها وأن يوسف برئ من السرقة, لذلك كان إخوة يوسف يعلمون ببراءته ومع ذلك قالوا إن لبنيامين أخاً سرق من قبل، فأخفى سيدنا يوسف هذا الأمر في نفسه (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ). سورة يوسف-الآية 77.
فطلب إخوة يوسف منه أن يترك أخيهم ويأخذ أحداً منهم مكانه لأن أباه شيخاً كبيراً ويتعلق به لكنه رفض وقال لن يأخذ سوى السارق نفسه، فتشاوروا ماذا هم بفاعلين فذكرهم كبيرهم وهو روبين بالعهد الذي اتخذوه مع أبيهم بشأن بنيامين وأنه سيبقى في مصر ولن يبارحها حتى يأذن له والده وسألهم أن يعودوا إلى أبيهم فيخبروه بما حدث وليسأل القافلة التي كانوا فيها إن كان لا يصدقهم.
فلما عادوا وأخبروا أبيهم بأمر أخيهم حزن حزناً شديداً وتذكَّر فقدانه ليوسف منذ أربعين سنة فازداد حزنه وبكائه حتى فقد بصره من البكاء على ولديه وطلب منهم البحث عن بنيامين ويوسف فعادوا إلى مصر يشكون أمرهم إلى يوسف عزيز مصر وحال قومهم من بؤس فكشف يوسف عن نفسه وعرف إخوته حقيقته فندموا وبكوا وطلبوا الصفح منه بعدما أيقنوا أن الله فضَّله عليهم وعلم يوسف منهم بحال أبيه ومدى حزنه على فراق ولديه حتى ذهب بصره فأعطاهم قميصه ليلقوه على وجه أبيه حتى يرتد بصره.
عاد أخوة يوسف إلى أبيهم بالقميص فلما اقتربت قافلتهم وانفصلوا عنها شعر يعقوب بريح يوسف قادمة وجاء يهوذا الذي حمل إليه قميص يوسف الملطخ بالدماء من قبل فألقى على وجهه قميص يوسف الجديد فارتد بصره وعلم يعقوب أمر ولده ومكانته في مصر وكيف منَّ الله عليه بعد صبره كل هذه السنوات وطلب منه أبنائه أن يستغفر لهم الله فأجابهم إلى طلبهم بالدعاء لهم بالمغفرة.
لقاء يوسف وأبيه يعقوب
وبعث يوسف إلى أبيه وأمه وأهله وبني جلدته في كنعان فحضروا جميعاً إلى مصر والتقى يوسف بأبيه يعقوب أخيراً وأجلس أبويه على عرشه بجانبه فما كان منهما إلا أن سجدا له كما سجد له إخوته الأحد عشر فقال يوسف لأبيه إن هذا تأويل الرؤيا التي قصَّها عليه من قبل وذكر فضل الله عليه ودعا أن يتوفاه مسلماً ويُلحقه بالصالحين ولما حضرت يعقوب الوفاة دفنه طبقاً لوصايته في الحرم الإبراهيمي الذي يضم مقابر آبائه وأجداده وزوجاتهم.
زوجة سيدنا يوسف ووفاته
قصد سيدنا يوسف عليه السلام في العهد القديم تذكر لنا أن زوجة يوسف هي أسينات (سينات) وهي من عَلِيَّة القوم خطبها له الملك وقيل عنها بنت كابوسيس كبير الكهنة في مصر وأمها هي دينا بنت يعقوب وأنجبت له ولدين هما مانيسا (مانسي) ثم (إفرايم) بينما يدَّعِى البعض أنه تزوج من زليخة بعدما هلك زوجها وندمت على فعلها وقد توفى سيدنا يوسف عليه السلام عن عمر 110 سنة وقيل أنه دفن بمصر، لكن حسب قصة سيدنا موسى عليه السلام أنه أحضر رُفاته معه عندما خرج منها ودفنها في مدينة نابلس بفلسطين حيث توجد هناك مقبرة باسمه حالياً.