صلاة الظهر

صلاة الظهر

صلاة الظهر هي الصلاة الثانية من الصلوات الخمس المفروضة فرضًا عينًا على المسلمين يوميًّا وهي صلاة سِرِّية من أربع ركعات لها سُنَّة قبلية مؤكدة من أربع ركعات وسُنَّة بعدية مؤكدة من ركعتين وهي أول صلاة يقيمها النبي ﷺ بعدما فُرضت الصلاة على المسلمين خلال رحلة الإسراء والمعراج قبل سنة أو سنة ونصف من الهجرة.

سبب تسميتها

الظُّهْرُ حسب تعريف المعاجم؛ ساعة زوال الشمس أو زوال الظل وهو منتصف النهار وتُعرف تلك الفترة الزمنية أيضًا باسم الظهيرة، يَنسِب بعض جمهور العلماء تسمية صلاة الظهر بهذا الاسم كونها أول صلاة ظهرت في الإسلام ولنفس السبب يطلق عليها اسم “الصلاة الأولى” وكلًا من صلاة الظهر والعصر تُسَمى “الظُّهْرين”.

كيفية صلاة الظهر

تتشابه صَلاتَي الظهر والعصر في كونهما صلاة سرية من أربع ركعات، فأداء صلاة الظهر كأداء صلاة العصر تمامًا كالآتي:

بعد الإقامة يستقبل المُصلِّي القِبلة ويرفع يديه نحو أذنيه مكبرًا بقول: “الله أكبر” بعد تكبيرة الإمام (في حالة الصلاة الجماعية حيث يتَّبِعُ المأموم الإمام).

أمَّا في الصلاة الفردية فبعدما يُكَبِّر المُصلِّي يقرأ دعاء الاستفتاح ثم سورة الفاتحة وما تيسَّر من القرآن الكريم سِرًّا ولا يُجاهر المصلي سوى بالتكبير والتسليم وقول: “سمع الله لمن حمده”.

ثُمَّ يُكبِّر تكبيرة الرُّكوع وينحني حتى تلامس يديه ركبتيه ويَطمَئِن ظهره مع قول: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرَّات خلال الركوع.

ثُم يقوم من ركوعه قائلًا: “سمع الله لمن حمده” والرَّد قائلًا: “ربَّنا لك الحمد”.

بعدها يُكبِّر للسجود ويَسجد على الأعضاء السبعة (الأنف والجبهة واليدين والركبتين وأطراف أصابع القدمين) مع قَوْل: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرَّات ثم الدعاء خلال سجوده.

ثُم يقوم المصلي مكبرًا بينما هو جالس من السجدة الأولى مع قول: “رَبِّ اغْفِرْ لِي”.

ويُكَبِّر للسجدة الثانية مجددًا مع قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرَّات.

ثُم يقوم من الركعة الأولى مُكبرًا ويدخل في الركعة الثانية.

وعند الانتهاء من الركعة الثانية، يجلس المصلِّي للتشهد الأول.

يقرأ المصلِّي نص التشهُّد سِرًّا وصيغته: “التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”.

بعد الانتهاء من التشهد الأول يقوم المصلي مكبرًا لصلاة الركعة الثالثة والرابعة ويقرأ فيهما سورة الفاتحة فقط.

وعند الانتهاء من السجدة الثانية للركعة الرابعة يجلس المصلي للتشهد الأخير وهنا يقرأ صيغة التشهد الأولى مع إضافة صيغة الصلوات الإبراهيمية بقول: “اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.

ثُم التسليم بالالتفات يمينًا مع قول: “السلام عليكم ورحمة الله” ثُم يسارًا مع تكرار الجملة وبذلك يَفرغ المصلي من أداء صلاته.

ومن السُّنة قراءة السور طِوال المفصل في صلاة الظهر وهي السور التي في آخر المصحف بداية من سورة (ق) أو الحجرات إلى سورة (عم) أو إلى آخر المصحف.

وقت صلاة الظهر

يكون وقت صلاة الظهر بزوال الشمس عن منتصف السماء وينتهي عندما يصبح لكل شيء ظِلٌ مثله بخلاف الظل عند زوال الشمس ودخول وقت العصر وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: سُئِلَ رسول الله ﷺ عن وقت الصلوات فقال: “وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأول ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم يحضر العصر ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس ويسقط قرنها الأول ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل” (صحيح مسلم).

وجاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ حينما أتى سائلٌ يسأل رسول الله ﷺ عن مواقيت الصلاة، أنه قال بخصوص ميقات الظهر: “أن النبي ﷺ أمر المؤذن فأقام بالظهر حين زالت الشمس“.

ومن المستحب الإبراد في صلاة الظهر من شدة الحر ويُقصد بالإبراد تأخير إقامة الصلاة حتى يبرد (يلطف) الجو، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: “كُنَّا مع النبي ﷺ في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال النبي ﷺ: أبرِد. ثم أراد أن يؤذن فقاله له: أبرِد. حتى رأينا فيء التلول (ظِل التلال)، فقال النبي ﷺ: إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة” (رواه البخاري).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: “كان النبي ﷺ إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة”. (رواه البخاري).

هذا ويجوز جمع صلاة الظهر مع صلاة العصر إذا فات وقتها لِعُذر كسفر أو مرض أو مطر، شريطة أن يؤدِّي المصلي الظهر أولًا ثم العصر بالترتيب والواجب تأدية الصلاة في وقتها وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: “جمع رسول الله ﷺ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يُحرج أُمَّته”. (صحيح مسلم).

كذلك روي عنه أنه قال: “أن النبي ﷺ صَلَّى بالمدينة سبعًا وثمانيًا: الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فقال أيوب (أيوب السختياني راوي الحديث إلى جابر بن زيد): لعلَّه في ليلة مطيرة، قال: عسى”. (صحيح البخاري).

سُنَّة الظهر

للظهر صلاة سنة مؤكدة قبلية وبعدية، أما القبلية فهي من أربع ركعات وأما البعدية فهي من ركعتين ومن المستحب أداء ركعتين اثنتين بعد ركعتي السنة البعدية فيصبح مجموعهما ثمان ركعات، أربعة قبلية مؤكدة وأربعة بعدية، اثنتان منهما مؤكدتين واثنتان مستحبتان، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: “إن النبي ﷺ كان لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الغداة“. (صحيح البخاري).

وقال عبد الله بن السائب رضي الله عنه: “أن النبي ﷺ كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال: إنها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماءِ، وأُحِبُّ أن يصعَد لي فيها عملٌ صالحٌ“. (صحيح الترغيب وسنن الترمذي). وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: “كان النبي ﷺ يُصلي قبل الظهر أربعًا وبعدها ركعتين”. (صحيح الترمذي).

صلاة الظهر يوم الجمعة

في يوم الجمعة لا يُؤدِّي المسلم صلاة الظهر لأن صلاة الجمعة تنُوب عنها وبين الصلاتين فروق كثيرة تبلُغ اثنان وعشرون فرقًا أو حُكمًا وبعض جمهور العلماء يجعلها ثلاثين وتكمن أبرز هذه الفروقات والاختلافات كَوْن صلاة الجمعة تُقام مرة واحدة كل أسبوع وأنها صلاة جهرية من ركعتين ولها شعائرها وترتبط بخطبة تسبقها ولا تُقضى إلا في وقتها فإذا فات وقتها تُصلَّى ظهرًا لمن فاتته صلاة الجمعة.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد