صلاة الفجر
صلاة الفجر من الصلوات الخمس المفروضة فرضًا عينًا على كل المسلمين يوميًّا وهي أوَّلهم وأقصرهم كونها من ركعتين فقط وقد فُرضت ضمن الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة النبوية بعام ونصف وهي صلاة جهريَّة لها سُنَّة قَبليَّة (أي صلاة السنة قبل صلاة الفرض) عدد ركعاتها اثنتان، تُصلَّى في وقت دخول الفرض.
وصلاة الفجر لها أجر عظيم فالمسلم يجاهد لذة النوم في ذلك التوقيت ابتغاء مرضاة الله ورحمته، فهي الصلاة الوحيدة التي يحتوي آذانها على الصيغة الإضافية “الصلاة خيرٌ من النوم” وهي أيضًا الصلاة التي شُرِّع لها أذانين في عهد رسول الله ﷺ.
الأول قبل الفجر لتنبيه النائم والصائم لمن أراد الصيام والأذان الثاني عند دعوة الناس للصلاة لدى دخول وقت الفجر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: “لا يمنعنَّكم أذان بلال عن سحوركم فإنه ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أُم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر“. رواه البخاري ومسلم.
سبب تسميتها
كحال الصلوات الخمس سُمِّيَت نسبة إلى توقيتها ولأن رسول الله ﷺ كان يمكث في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، فعن جابر بن أبي سمرة: “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا“. صحيح مسلم.
والفَجْرُ في اللغة العربية بفتح الفَاء وسكون الجيم هو انكشاف ظلمة الليل وانحسارها أمام نور الصباح وأصلها الفعل فَجَرَ بمعنى شق فكأن نور الصباح يشق عتمة الليل وتحمل السورة المكية رقم (89) اسم الفجر الذي أقسم به الله عز وجل فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ). الآية 1-2.
والفجر نوعان فجر مستطيل وهو الفجر الأوَّل أو الفجر الكاذب وفيه يَحِل الطعام للصائم أي السحور ويُحرَّم عليه صلاة الفجر وعن سمرة بن جندب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ﷺ: “لَا يمنعكم من سحوركم أذان بِلَال وَلَا الْفجْر المستطيل، وَلَكِن الْفجْر المستطير فِي الْأُفق“. رواه أبو داود والترمذي وحسَّنه.
أما الفجر الثاني فهو الفجر المستطير أي المنتشر في الأفق وهو الفجر الصادق وفيه يُحرَّم الطعام بالنسبة للصائم وتَحِلُّ الصلاة وفي ذلك يقول جابر بن عبد الله، قال رسول الله ﷺ: “الفجر فجران؛ فأما الفجر الذي يكون كَذَنَب السرحان (أي يشبه شكله في السماء ذيل الذئب) فلا يَحِل الصلاة ولا يُحَرِّمُ الطعام وأما الفجر الذي يذهب مستطيرًا في الأفق فإنه يَحِلُّ الصلاة ويُحَرِّمُ الطعام“. أخرجه الألباني في صحيح الجامع.
وكلًّا من صلاتي الفجر والعصر تسمى (صلاة البردين) والبردين مثنَّى برد لأن الجو في توقيتهما يكون رطبًا باردًا خاصة في الفجر وعن أبي موسى الأشعري، أن النبي ﷺ قال: “منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ“. (متفق عليه). وهي أيضًا تعرف بصلاة الغداة لأنها بين الفجر وطلوع الشمس.
كيفية صلاة الصبح
صلاة الصبح فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ، رجل وامرأة، ليس لهما عذر ويُؤدِّيها المسلم في المسجد مثل سائر الصلوات الخمس بعد إتمام شروط وجوبها وصحتها وصلاة الصبح جماعة في المسجد لها أجر عظيم، أما عن كيفية أدائها فهي ركعتين كالآتي:
– بعد الإقامة واستقبال القبلة يرفع المصلِّي يديه نحو أذنيه مكبرًا بقول “الله أكبر” بحيث يسمع نفسه بينما هو ناظر إلى موضع سجوده طوال الصلاة (في حالة الصلاة الفردية).
– أما في صلاة الجماعة فبعدما يُكبِّر الإمام تكبيرة الإحرام للركعة الأولى قائلاً “الله أكبر“، يرفع المصلِّي يديه نحو أذنيه مرددًا خلفه “الله أكبر” بحيث يسمع نفسه وبذلك يدخل في الصلاة ورفع اليدين سُنَّة لكن الصلاة لا تصِحُّ بدون التكبير ويتَّبع المصلِّي الإمام في صلاته في التكبير والركوع والسجود والقيام من الركوع والسجود والتسليم ولا يصِح أن يسبقه.
– بعد التكبير يقرأ المصلِّي دعاء الاستفتاح سرًّا قبل قراءة سورة الفاتحة وهو سُنَّة له أكثر من صيغة أشهرها “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد”.
– قراءة سورة الفاتحة وهي شرط من فروض الصلاة وقراءة ما تيسَّر من القرآن الكريم جهرًا (إلَّا فيما يجهر به الإمام إذا كانت الصلاة جماعية).
– تكبيرة الركوع والانحناء بملامسة اليدين للركبتين حتى يطمئن ظهر المصلِّي مع قول “سبحان ربي العظيم” ثلاثًا (سرًّا) خلال الركوع.
– القيام من الركوع بقول “سمع الله لمن حمده” والرَّد بقول “ربنا لك الحمد“.
– تكبيرة السجود ثم السجود على الأعضاء السبعة مع قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاثًا (سرًّا).
– الرفع من السجدة الأولى مع الجلوس والظهر مستقيم وقول “رب اغفر لي” (سرًّا).
– التكبير والسجود مجددًا مع قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاثًا (سرًّا).
– القيام من الركعة الأولى مكبِّرًا وبذلك تنتهي الركعة الأولى وتبدأ الركعة الثانية.
– اتباع نفس خطوات الركعة الأولى لكن عند انتهاء السجدة الثانية من الركعة الثانية، يجلس المصلي للتشهُّد.
– يقرأ المصلِّي نص التشهد سرًّا وصيغته “التحيَّات لله والصلوات والطيِّبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.
– ثم التسليم بالالتفات يمينًا مع قول “السلام عليكم ورحمة الله” ثم يسارًا مع تكرار الجملة وبذلك يفرغ المسلم من صلاته.
ومن السُّنة قراءة السوَر التي في آخر المفصل في صلاة الصبح، أي السور الأخيرة من المصحف وتبدأ من سورة ق أو سورة الحجرات إلى سورة المرسلات كما جاء في كتاب “الأذكار” للإمام النووي ومن السنة أن يقرأ المرء في صلاة الصبح من فجر يوم الجمعة سورة السجدة في الركعة الأولى وسورة الإنسان في الركعة الثانية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه وعن ابن عباس رضي الله عنهما: “أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة (الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ) و (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا)“.
ومن السنة إطالة القراءة في صلاة الفجر لما لها من فضل، فقد ورد ذكر قرآن الفجر في القرآن الكريم بقوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا). الإسراء: 78.
والمقصود بقوله مشهودًا أي أن ملائكة الليل والنهار تشهده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: “يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون“. متفقٌ عَلَيْهِ.
كذلك من السُّنَّة المستحبة، المكوث في المسجد بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس والانشغال بتأدية أذكار الصباح وقراءة القرآن، فعن جابر بن سمرة “أن النبي ﷺ كان إذا صلَّى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء“. (رواه مسلم).
وقت صلاة الفجر
من شروط صحة الصلاة دخول وقتها وموعد صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى شروق الشمس وطلوعها، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: “… وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ“. (أخرجه الألباني).
وعن جابر بن عبد الله أنه قال: “كان رسول الله ﷺ يصلِّي الصبح بِغَلَسٍ” والغَلَس هو ظلمة آخر الليل وأول الفجر والتغليس هو التعجيل بصلاة الفجر في أول وقتها إذا تحقق وقوع الفجر الصادق. وأما من صلَّى الفجر بعد شروق الشمس، تُعَد صلاته صلاة قضاء أي قضاء صلاة فائتة لوقوعها بعد انقضاء وقتها وإذا أدرك المصلِّي من الفجر ركعة قبل انقضاء وقتها فكأنما صلى الفجر كله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فكأنما أدرك العصر“. (رواه البخاري).
وقد روى البخاري أيضًا في كتاب مواقيت الصلاة، عن حفص بن عمر أن النبي ﷺ نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس.
الفرق بين صلاة الفجر والصبح
لا فرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح فكلاهما يشيران إلى صلاة واحدة، إلا أن اسم صلاة الفجر يختص بركعتي السنة قبل الفرض واسم صلاة الصبح يختص بركعتي الفرض نفسه ويخطئ البعض في تصوُّر أنهما صلاتين منفصلتين الأولى تصلَّى وقت الفجر والثانية عند بزوغ الصباح وشروق الشمس.
سُنَّة الفجر
يؤدّي المسلم ركعتين خفيفتين قبل إقامة صلاة الفرض وهي من السُّنن الرواتب المؤكدة وعن فضل سنة الفجر، قالت عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: “رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها“. رواه مسلم.
وعنها أيضًا أنها قالت: “لم يكن النبي ﷺ على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر“. وكان النبي ﷺ يخفِّفهُما فلا يطيل فيهما لقول عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله ﷺ يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما“. ومن ضمن ذلك قراءته لسورة الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الركعة الثانية أو يقرأ الآية (136) من سورة البقرة (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) أو الآية (64) من سورة آل عمران (تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه “أن رسول الله ﷺ قرأ في ركعتي الفجر (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون) و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد) وعن ابن عباس رضي الله عنهما “أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا) الآية التي في سورة البقرة وفي الآخرة منها (آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون).آل عمران: 52″. ولا توجد صلاة سنة بعد أداء صلاة الصبح.
فضل صلاة الفجر
لصلاة الفجر أجر وثواب كبيرين، منها ما ورد في الأحاديث الشريفة كالآتي:
- دخول الجنة: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: “منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ“. متفقٌ عَلَيهِ.
والبردين هما صلاة الفجر و صلاة العصر كما أسلفنا. - النجاة من النار: “لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا“. رواه مسلم.
- أجر قيام الليل كله: “من صلَّى العشاء في الجماعة فكأنَّما قام نصف الليل ومن صلَّى الفجر في جماعة فكأنَّما قام الليل كلَّه“. رواه مسلم.
- أجر حج وعمرة: “من صلَّى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلَّى ركعتين كانت له كأجر حجَّة وعمرة“. رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وصححه الألباني.
- من يقومها يكون في ذمَّة الله: “من صلَّى صلاة الصبح فهو في ذمَّة الله…“. رواه مسلم.
- الفوز برؤية الله: فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: كنا عند النبي ﷺ فنظر إلى القمر ليلة، يعني: البدر، فقال: “أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لاَ تُضَامُّونَ – أَوْ لاَ تُضَاهُونَ – فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا“. أخرجه البخاري ومسلم.
- النور يوم القيامة لمن مشى في صلاة الفجر قال رسول الله ﷺ: “بشِّر المشَّائينَ في الظلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التامِّ يومَ القيامةِ“. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. في إشارة لمن يمشون لصلاة العشاء والفجر وقت الظلام.
- أجرٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها “رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها“. رواه مسلم.
- البراءة من التشبُّه بالمنافقين وشهادة الملائكة لمن يؤدِّيها.
عقوبة تاركها
يُوصف المتخلف عن صلاة الفجر عمدًا بدون عذر بأنه من المنافقين، فقد رُوِيَ عن البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا…“. رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: “صلَّى رسول اللَّه ﷺ يومًا صلاة الصبح فقال: أَشَهِدَ فلان الصلاة؟ قالوا: لا. قال: ففُلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا“. رواه النسائي.
وعن بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “كنَّا من فقدناه في صلاة العشاء والفجر أسأنا به الظن”. ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه”. فالمتخلف عن صلاة الفجر يدخل بذلك في نطاق المنافقين.
كذلك يُحرَم من حفظ الله ومعيته وذلك من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عن النبي ﷺ أنه قال: “من صلَّى الصبح فهو في ذمَّة الله. فلا يطلبنكم الله من ذمَّته بشيء فيدركه فيكُبُّه في نار جهنم“. رواه مسلم. ولا تشهد له الملائكة التي تجتمع في صلاتَيْ الفجر والعصر ويُوعد بالوَيْل لقوله تعالى: “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ“. سورة الماعون.