دعاء الفرج
دعاء الفرج من الأدعية المهمة التي ينبغي على الناس الاستعانة بها والتركيز عليها؛ ذلك أن الضيق والقلق يشكلان جزءًا من المنغِّصات التي تدمر حياتهم داخليًا وخارجيًا، ولذا كان دعاء الفرج وإزاحة الهموم أمرًا مُعِينًا على استكمال دورة الحياة، والتغلب على المصاعب والمشاكل وإزاحتهما من طريقك حتى يمكنك مواصلة المسير. كما أن الإنسان في رحلته الحياتية يواجه الكثير من العراقيل التي تقف في وجهه، مما يجعله يبحث طول الوقت عن مخرج، ولا يجد أمامه سوى سلاح الدعاء، والتلفظ بكلمات يناجي به خالقه سبحانه وتعالى لكي يفرج عنه ما أصابه أو ما يُعكِّر صفوه.
دعاء الفرج من الكرب والهم
أدعية من السنة النبوية
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الدالة على أهمية الدعاء، وعلى الكلمات التي يجب مناجاة الله تعالى بها، وذلك حتى يُفرج الله سبحانه عن العبد ما أصابه.
• قال النبي ﷺ: “اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي“. 1رواه أحمد 1/391، والطبراني 10/169، وابن حبان 3/253
• كان النبي ﷺ يدعو الله تعالى ويلتجِئ إليه تعالى إذا أصابته كربة، فيقول: “لا إلهَ إلا الله العظيم الحليم، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ والأرضِ، وربُّ العرشِ العظيمِ“. 2رواه البخاري: 6345 ولم يكن ﷺ يترك فرصة للدعاء إلا اغتنمها وأرشد أصحابه إليها، وذلك لكي يعلِّمهم ما يريح نفوسهم وينقي قلوبهم.
• قال النبي ﷺ: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال“. 3رواه البخاري: 2825
• قال النبي ﷺ: “اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلا تَكِلْني إلى نفسِي طَرْفةَ عَيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ“. 4صحيح الجامع: 3388
• قال النبي ﷺ: “اللهمَّ بعلْمِك الغيبِ، وقدْرتِك على الخلقِ أحْيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي، اللهمَّ وأسألُك خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وأسألُك كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضبِ، وأسألُك القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُك نعيمًا لا ينفدُ وأسألُك قُرةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألُك الرضا بالقضاءِ، وأسألُك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، وأسألُك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ اللهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مُهتدينَ“. 5رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمار بن ياسر
• عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: “اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا“. 6رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 458، صحيح
• “اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ“. 7رواهُ الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ
• “اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي“. 8رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3135، صحيح
• “اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منَّا، اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين“. 9صححه الألباني في تخريج فقه السيرة، ص:284
• “اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بك مِنْ زوالِ نعمتِكَ، وتحوُّلِ عافيتِكَ، وفُجاءةِ نقْمتِكَ، وجَميعِ سَخَطِكَ“. 10حديث صحيح، رواه مسلم
• عَنْ عِمْرانَ بنِ الحُصينِ رَضي اللَّه عنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ علَّم أَباهُ حُصيْنًا كَلِمتَيْنِ يدعُو بهما: “اللَّهُمَّ أَلهِمْني رُشْدِي، وأَعِذني مِن شَرِّ نَفْسي“. 11رواهُ الترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ
• “اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ“. 12الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث، المحدث: الألباني، في صحيح أبي داود
• كان النبي ﷺ يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا“. 13رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم
• “اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وأعظِمْ لي نورًا اللهم اجعلْ لي نورًا في قلبي، واجعلْ لي نورًا في سمعي، واجعلْ لي نورًا في بصري، واجعلْ لي نورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، واجعلْ لي نورًا من بين يديَّ، ونورًا من خلفي، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا“. 14رواه ابن عباس، وأخرجه البخاري ومسلم
• “اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ“. 15رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2713، صحيح
• “يا حيُّ يا قيُّومُ، برَحمتِكَ أستَغيثُ، أصلِح لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ“. 16رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1/313، إسناده صحيح
أدعية من القرآن الكريم
• ناجى سيدنا سليمان عليه السلام ربه تعالى فقال: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)17سورة النمل: 19. وقد دل ذلك على أن الدعاء يجب أن يكون حاضرًا على لسان العبد طوال الوقت، سواء للشكر أو لطلب الحاجة والسؤال.
• (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)18سورة آل عمران، الآية: 8
• (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا)19سورة البقرة، الآية: 250
• (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)20سورة الأنبياء، الآية:87
قال رسول الله ﷺ: “فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له“21رواه: سعد بن أبي وقاص، المصدر: صحيح الترمذي
• (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)22سورة آل عمران، الآية:173
• (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)23سورة غافر، الآية:44
• (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)24سورة القمر، الآية:10
أمور تُعين على الفرج
1- المواظبة على الدعاء: وخاصة دعاء الفرج وتخليص النفس من الهموم، فالاستمرارية تعني أن الله سبحانه يجب أن يرى تضرُّع عبده وحاجته إلى خالقه تعالى، وكلما ألحَّ الإنسان وطرق الباب، فإن الباب حتمًا سيفتح له، لذا يجب ألَّا نيأس قط، وأن نواظب على طرق باب الكريم والالتجاء إليه في كل وقت وحين.
2- إخلاص النية في الدعاء: فلا عمل ينفع دون أن يكون مصحوبًا بنِيَّة صادقة، فالنية هي أساس العمل، كما أن تِلكُم النية ستجعل دعاء الفرج مقبولًا وسريع الاستجابة بإذن الله.
3- اختيار الأدعية الواردة في السنة النبوية: هناك الكثير من الأحاديث النبوية، بخلاف الأحاديث القليلة التي ذكرناها هنا، والتي تختص بالفرج وإزالة الكرب والهم والحزن، ولذا يجب الرجوع إليها على الدوام. وكذلك قول كل من دعاء الشفاء أو دعاء الرزق أو دعاء للميت وغيرها من الأدعية والأذكار.
4- سؤال الله تعالى باسمه الأعظم: وهذا الأمر من الأمور الضرورية لاستجابة الله تعالى للعبد وتفريج كربه، فمن ذلك ما ورد عن النبي ﷺ حينما سمع رجلًا يقول: “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار فقال النبي ﷺ لأصحابه: تدرون بما دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم، وفي رواية: (الأعظم)، الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى”. 25(رواه أبو داود: 1495، والترمذي: 3544، وأحمد: 3/158)
5- التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة: فإذا أراد العبد طلب التفريج وإزالة الكربة، فيجب عليه أن يتوسل إلى الله من خلال الأعمال الصالحة التي قام بها، أو ما يظن أنها أعمال طيبة خالصة لوجه الله تعالى، وأدل شيء على ذلك قصة الرجال الثلاثة الذين حبستهم الصخرة، إذ ذكر كل رجل منهم عملًا صالحًا له، فإذا بالصخرة تتزحزح شيئًا فشيئًا، حتى فرج الله عنهم الكرب وخرجوا من ذلك المأزق سالمين.
أهمية دعاء الفرج
يعتبر الدعاء في حد ذاته طاعة لله تعالى، وامتثالًا لأمره سبحانه، كما أن الدعاء عامةً يعمل على انشراح الصدر، وتفريج الهم، وقضاء الحاجات، وفك الكُربات، ودفع غضب الله تعالى. كما أن كل دعاء بالتفريج ينتج عنه التخلص من الهموم والأحزان، إذ إن الإنسان حينما يدعو، فإنه يُفوِّض أمره لله سبحانه، كونه القادر على كل شيء، والمتحكم في أمور عباده، والذي بيديه الضر والنفع، كما أن الدعاء يدل على قوة الإيمان وحسن التوكل.
ولذا يجب أن يلجأ الإنسان إلى ربه في السرَّاء والضرَّاء طمعًا في رحمته، وطلبًا لعفوه، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى سوف يستجيب لدعائه، وأنه سيفرِّج كربه وينفث عنه ما يجده من أمور تفسد عليه نفسه وحياته وتحول دون تقدُّمه.
دعاء الفرج خير دواء
يبحث الجميع عن الأدوية وينفقون فيها كثيرًا من المال، ويجهلون الدواء النافع والشافي بإذن الله تعالى، ألا وهو دواء الدعاء وسلاح تفريج الكرب وإزاحة الهم، وقد أرشد الإسلام إلى كيفية معالجة المشاكل التي تواجهنا في حياتنا، وكيف نعالج القلق والتوتر وضيق النفس، بأن نلجأ إلى الله تعالى وأن نركِّز على الأذكار والأدعية التي تساعدنا على التخلص من الأفكار السلبية ووساوس الشيطان، وأمراض النفس، قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ). 26سورة الحجر: 97–99.
إن سلاح الدعاء يستمد قوته من كونه تسليمًا بقضاء الله تعالى، وراحةً للنفس من كل ما يشغلها، كما أننا نتوجه إلى الله وحده دون سواه ونلجأ إليه، فنستمد منه القوة والعون، مما يُكسب أنفسنا قوة تمحو الضعف الذي يلحقنا، ونصبح في حالة من السكينة والراحة والاطمئنان، الأمر الذي ينعكس على تصرفاتنا ويخفف من الأعباء الملقاة على عاتقنا.
كانت تلك لمحة سريعة عن دعاء الفرج وإزالة الهموم والأحزان، تناولنا فيه أهم الأمور المتعلقة بإزالة الكروب وتحدي المنغصات، وكيف يلتجئ العبد إلى ربه طلبًا لعونه ومساعدته، وما الكلمات التي يمكن للعبد أن يخاطب ربه بها، وكيف يمكنه أن يصل إلى غرضه، وذلك من خلال استعراض الأمور الواجب عليه فعلها كي يتخطى العثرات التي تواجهه. وختامًا فإن سلاح الدعاء يعد من أمضى الأسلحة وأكثرها قوةً، والتي يجب الالتزام بها دومًا وفي كل وقت وحين، في السراء أو الضراء.