ما هي عاصمة بلجيكا
عاصمة بلجيكا هي مدينة بروكسل، وهي أكبر بلدية تقع في منطقة العاصمة بروكسل، التي تعد واحدة من ثلاث مناطق تُشكل الاتحاد الفيدرالي لمملكة بلجيكا. تضم مدينة بروكسل مقر إقامة العائلة المالكة، كذلك مقر مؤسسات المجتمعات الفلمنكية والفرنسية في بلجيكا والإقليم الفلمنكي وهي أيضاً عاصمة منطقة العاصمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المدينة هي المقر الرئيسي لدول الاتحاد الأوروبي والمقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي، ومقر الأمانة العامة الدائمة لدول البنلوكس، ويوروكنترول وكذلك مقر اتحاد أوروبا الغربية سابقاً.
تضم منطقة العاصمة بروكسل 19 بلدية، بما في ذلك مدينة بروكسل، وهي منطقة ثنائية اللغة تضم المجتمع البلجيكي-الفرنسي الناطق بالفرنسية والمجتمع البلجيكي-الفلمنكي الناطق بالهولندية وتقع في وسط البلاد وتحديداً داخل المنطقة الفلمنكية التي تحيط بها من كل جانب. تواجدت منطقة العاصمة بروكسل بشكلها الحالي منذ 1 يناير 1995م. وهي تغطي مساحة قدرها 162 كم²، وهي مساحة صغيرة نسبياً مقارنة بالمنطقة الفلمنكية ومنطقة فالونيا، وتعتبر بروكسل المنطقة الأكثر كثافة سكانية في بلجيكا، بنحو 1.218.255 نسمة (1 يناير 2020م).
تتكون بلدية بروكسل من عدة أقسام: أولاً البنتاغون الذي يعد بمثابة المركز التاريخي ووسط المدينة، ثم البلديات السابقة لاكن وهارين ونيدر-أوفر هيمبيك، وأخيراً أجزاء البلديات المجاورة الملحقة وهي المنطقة الشمالية-الشرقية مع الامتداد الحديث للمنطقة الشمالية وكتل الأبراج والمنطقة الأوروبية ومنطقة أفينيو لويز بالإضافة إلى بوا دو لا كامبر وجزء من غابة هيل.
أصبحت بروكسل موقعاً هاماً للأحداث الدولية في الآونة الأخيرة. وجرى اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية إلى جانب ثماني مدن أوروبية أخرى في عام 2000م. استضافت المدينة اتفاقية بروكسل في 2013م، كما استضافت القمة الأربعين لمجموعة السبع في 2014م، وقمم حلف الناتو 28 و29 و31 في أعوام 2017م و2018م و2021م على التوالي.
تمتد مدينة بروكسل على مساحة 32.61 كم² وبلغ عدد سكانها 185,053 نسمة في 1 سبتمبر 2019م، منهم 94,863 رجلاً و90,190 امرأة، بكثافة قدرها 5510,21 نسمة/كم². وتعتبر بروكسل واحدة من أكثر العواصم الأوروبية خُضرة، مع أكثر من 8000 هكتار من المساحات الخضراء.
وتنتشر العديد من المتنزهات والحدائق، العامة والخاصة، في جميع أنحاء المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تقع غابة سونيان في الجزء الجنوبي منها وتمتد على المناطق البلجيكية الثلاث. اعتباراً من 2017م، أدرجت اليونسكو الغابة كموقع للتراث العالمي.
أصل التسمية
النظرية الأكثر شيوعاً لأصل اسم بروكسل هو أنه مشتق من كلمتين ترجعان إلى اللغة الهولندية القديمة وهما بروكسيلا أو بروكزيله، يعنى المقطع بروك (المستنقعات) ويعني المقطع سيلا أو زيله (المنزل) أو (المستوطنة) أو (الاستيطان في الأهوار). ذكر القديس فينديكيانوس، أسقف كامبريه، أول إشارة مسجلة لموقع بروسيلا في 695م، حينها كانت لا تزال قرية صغيرة.
تاريخ عاصمة بلجيكا
التاريخ المبكر
يرتبط تاريخ بروكسل ارتباطاً وثيقاً بتاريخ أوروبا الغربية. إذ تعود آثار الاستيطان البشري إلى العصر الحجري، مع بقايا وأسماء أماكن تتعلق بالآثار الحجرية للمغليث والدولمن والشواهد القائمة (كما في شارع بلاتستين بوسط المدينة وتومبرغ في فولويه سانت لامبرت، على سبيل المثال). وكانت المنطقة تتبع الإمبراطورية الرومانية خلال العصور القديمة المتأخرة، كما يتضح من الأدلة الأثرية المكتشفة في الموقع الحالي لتور وتاكسيس، شمال غرب البنتاغون (المركز التاريخي لمدينة بروكسل). وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت المنطقة تابعة لإمبراطورية الفرنجة.
وفقاً للأسطورة المحلية، فإن أصل المستوطنة التي أصبحت بروكسل لاحقاً، تكمن في بناء القديس غوغريكوس لكنيسة صغيرة على جزيرة في نهر زينه حوالي 580م. إلا أنه عادة ما يُذكر أن التأسيس الرسمي لبروكسل كان حوالي عام 979م، عندما نقل الدوق تشارلز، دوق اللورين السفلى (لوثارينجيا)، رفات الشهيد القديس غودولا من مورسيل (الواقعة في مقاطعة فلاندرز الشرقية حالياً) إلى كنيسة القديس غوغريكوس. وكان الملك لوثر الثاني قد عيَّن أخيه تشارلز ليصبح دوق لوثارينجيا السفلى في 977م، أمر تشارلز ببناء أول حصن دائم للمدينة، وذلك في نفس الجزيرة التي بُنيت عليها الكنيسة.
العصور الوسطى
ضم الكونت لامبرت الأول من لوفين، كونت لوفين، مقاطعة بروكسل حوالي عام 1000م، عن طريق الزواج من ابنة تشارلز. أصبحت بروكسل مركزاً تجارياً متخصصاً في تجارة المنسوجات، بسبب موقعها على ضفاف نهر زينه، على طريق تجاري هام بين بروغ وغينت وكولونيا. ونمت المدينة بسرعة كبيرة وامتدت نحو البلدة العليا (مناطق تريورينبيرج كودينبيرغ ومنطقة زابلون/ زافل)، حيث كان هناك خطر أقل لحدوث فيضانات. مع نمو عدد سكانها إلى حوالي 30.000 نسمة، جُففت الأهوار المحيطة للسماح بمزيد من التوسع.
في هذا الوقت تقريباً، بدأ العمل في ما يُعرف حالياً بكاتدرائية القديس ميخائيل وسانت غودولا (1225م)، لتحل محل كنيسة قديمة بُنيت على الطراز الرومانسكي. في 1183م، أصبح كونت لوفين دوقاً على برابانت. لم تكن برابانت، على عكس مقاطعة فلاندر، مقاطعة إقطاعية لملك فرنسا ولكنها اندمجت في الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقد شُيِّدت أولى أسوار بروكسل في أوائل القرن الثالث عشر، وبعد ذلك نمت المدينة بشكل ملحوظ. وأقيمت مجموعة ثانية من الأسوار بين عامي 1356م و1383م، للسماح للمدينة بالمزيد من التوسع. ولا يزال بالإمكان رؤية آثار هذه الأسوار حتى اليوم.
مطلع العصر الحديث
نتج عن الزواج بين وريثة مارغريت الثالثة كونتيسة فلاندرز وفيليب الجريء دوق بورغندي، مولد ابنهما أنطوان دوق برابانت الجديد وذلك في القرن الخامس عشر. ولقي دوق بورغندي تشارلز الجريء حتفه في معركة نانسي في 1477م. وقعت البلدان المنخفضة تحت سيادة هابسبورغ من خلال زواج ابنته ماري أميرة بورغندي (التي ولدت في بروكسل) من الإمبراطور الروماني المقدس ماكسيميليان الأول.
دُمِجَت برابانت في هذه الإمبراطورية المركبة، وازدهرت بروكسل باعتبارها العاصمة الأميرية لهولندا البورغندية المزدهرة، والمعروفة أيضاً باسم المقاطعات السبعة عشر. أصبح فيليب الوسيم (فيليب الأول ملك قشتالة فيما بعد) دوقاً على بورغندي وبرابانت خلفاً لأمه ماري بعد وفاتها في 1482م.
توفي فيليب في 1506م، وخلفه ابنه تشارلز الخامس (شارلكان) الذي أصبح أيضاً ملكاً على إسبانيا (تُوِّج في كاتدرائية القديس ميشيل وسانت غودولا في بروكسل)، كذلك تُوِّج إمبراطوراً رومانياً مقدساً بوفاة جده ماكسيميليان الأول في 1519م. أصبح تشارلز الخامس حاكم إمبراطورية هابسبورغ “التي لا تغرب عنها الشمس أبداً” وكانت بروكسل إحدى عواصمه الرئيسية.
أُعلن تشارلز الخامس، أحد أعظم ملوك أوروبا، نفسه ملكاً في قصر كودينبيرج الواقع في بروكسل عام 1515م. وفي نهاية عهده، تنازل عن جميع ممتلكاته ونقل حُكم مملكة هابسبورغ بهولندا إلى ملك إسبانيا فيليب الثاني في 1555م. كان قصر كودينبيرج المثير للإعجاب والمشهور في جميع أنحاء أوروبا، قد توسع بشكل كبير منذ أن أصبح أول مقر لدوقات برابانت، لكن النيران أتت عليه ودُمر في حريق في 1731م.
كانت بروكسل مركزاً لصناعة الدانتيل خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. بالإضافة إلى ذلك، اشتهرت بقماش النجود الذي كان يُعلَّق على جدران القلاع في جميع أنحاء أوروبا. أرسل الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا قوات لقصف بروكسل بالمدفعية في 1695م، خلال حرب التسع سنوات.
فيما أصبح الحدث الأكثر تدميراً في تاريخ بروكسل بأكمله إلى جانب الحريق الكبير الناتج عنه، حيث دُمر القصر الكبير مع 4000 مبنى تمثل ثلث جميع المباني في المدينة. وقد أدَّت إعادة إعمار وسط المدينة، التي جرت خلال السنوات اللاحقة، إلى تغيير مظهرها بشكل عميق وتركت آثاراً عديدة لا تزال مرئية حتى اليوم.
انتقلت السيادة الإسبانية على جنوب هولندا إلى الفرع النمساوي من آل هابسبورغ بعد معاهدة أوترخت في 1713م. شكل هذا الحدث عصر هولندا النمساوية. استولت فرنسا على بروكسل في 1746م، خلال حرب الخلافة النمساوية، لكنها أعادتها إلى النمسا بعد ثلاث سنوات. وظلت بروكسل تتبع النمسا حتى 1795م، عندما احتلت فرنسا جنوب هولندا وضمتها مجدداً، وأصبحت المدينة عاصمة مقاطعة دايل.
انتهى الحكم الفرنسي في 1815م، بهزيمة نابليون في ساحة معركة واترلو الواقعة جنوب منطقة العاصمة بروكسل حالياً. وانضمت هولندا الجنوبية إلى مملكة الأراضي المنخفضة المتحدة بمقتضى مؤتمر فيينا، تحت حكم الملك ويليام الأول ملك أورانج. وتحولت دائرة دايل السابقة إلى مقاطعة ساوث برابانت وعاصمتها بروكسل.
أواخر العصر الحديث
اندلعت الثورة البلجيكية من بروكسل في 1830م، عقب تقديم دانييل أوبيه أوبرا (فتاة خرساء من بورتيشي) في المسرح الملكي في لا موناي. أصبحت المدينة عاصمة ومقر حكومة الأمة الجديدة. أُعيد تسمية جنوب برابانت إلى برابانت فقط، مع كون بروكسل مركز إداري لها. واعتلى العرش ليوبولد الأول، أول ملك لبلجيكا في 21 يوليو 1831م، والذي هدم أسوار المدينة القديمة وشيَّد العديد من المباني الحديثة.
خضعت بروكسل للعديد من التغييرات بعد الاستقلال عن هولندا. حيث أصبحت مركزاً مالياً، بفضل عشرات الشركات التي أقامها بنك الشركة العامة لبلجيكا. وجلبت الثورة الصناعية وافتتاح قناة بروكسل-شارلروا في 1832م الازدهار للمدينة من خلال التجارة والصناعة. وتأسست الجامعة الحرة في بروكسل في 1834م وجامعة سانت لويس في 1858م. وشُيد أول خط سكة حديد للركاب خارج إنجلترا لربط بلدية مولينبيك سان جان بميشيلين الواقعتين في منطقة العاصمة في 1835م.
تزايد عدد سكان بروكسل بشكل كبير خلال القرن التاسع عشر، من حوالي 80,000 إلى أكثر من 625,000 شخص في المدينة ومحيطها. وأصبح نهر زينه خطراً صحياً خطيراً، لذلك جرى تغطية مساره بالكامل عبر المنطقة الحضرية من 1867م إلى 1871م، في عهد رئيس بلدية المدينة آنذاك، جول أنسباش.
وسمح هذا بالتجديد الحضري وبناء المباني الحديثة على الطراز الهاوسماني على طول الجادات المركزية الكبرى، وهي سمة من سمات وسط مدينة بروكسل حالياً. ويرجع بناء بعض المباني مثل بورصة بروكسل (1873م) وقصر العدل (1883م) وكنيسة سانت ماري الملكية (1885م) إلى هذه الفترة.
استمر هذا التطور طوال فترة حكم الملك ليوبولد الثاني. وقد ساهم المعرض الدولي لعام 1897م في تعزيز البنية التحتية للمدينة، مثل تشييد قصر المستعمرات (المتحف الملكي لأفريقيا الوسطى حالياً)، في ضاحية ترفورين، والذي كان متصلاً بالعاصمة عبر زقاق كبير بطول 11 كم.
أصبحت بروكسل واحدة من المدن الأوروبية الرئيسية لتطوير أسلوب الفن الجديد في تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. واشتهر المهندسون المعماريون فيكتور هورتا وبول هانكر وهنري فان دي فيلدي بتصميماتهم بشكل خاص، والتي لا يزال الكثير منها باقٍ حتى اليوم.
التاريخ المعاصر
استضافت عاصمة بلجيكا العديد من المعارض والمؤتمرات خلال القرن العشرين، بما في ذلك مؤتمر سولفاي للفيزياء والكيمياء، وثلاثة معارض عالمية هي: معرض بروكسل الدولي لعام 1910م ومعرض بروكسل الدولي لعام 1935م ومعرض بروكسل العالمي لعام 1958م (إكسبو 58). وأصبحت بروكسل مدينة محتلة خلال الحرب العالمية الأولى، لكن القوات الألمانية لم تسبب لها الكثير من الضرر.
ثم احتلتها القوات الألمانية مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية وفي هذه المرة لحقت بها أضرار جسيمة، قبل أن تحررها فرقة الحرس البريطاني المدرعة في 3 سبتمبر 1944م. ويعود تاريخ إنشاء مطار بروكسل، في ضاحية زافينتيم، إلى فترة الاحتلال الألماني.
خضعت بروكسل لتحديث واسع النطاق بعد الحرب، حيث انتهى بناء خط الربط بين الشمال والجنوب، الذي يربط بين محطات السكك الحديدية الرئيسية في المدينة في 1952م، في حين أُطلقت أول خدمة بريمترو (ترام تحت الأرض) في 1969م، وافتتح أول خط مترو في 1976م. أصبحت بروكسل العاصمة الفعلية لما سيصبح الاتحاد الأوروبي في بداية أوائل الستينيات، وشُيدت فيها العديد من المكاتب والمباني الحديثة.
تشكلت منطقة العاصمة بروكسل في 18 يونيو 1989م، نتيجة إصلاح دستوري في 1988م. وهي واحدة من ثلاث مناطق فيدرالية في بلجيكا، إلى جانب فلاندر وفالونيا، ولها وضع ثنائي اللغة. تُمثل زهرة السوسن الأصفر شعار المنطقة (في إشارة إلى وجود هذه الزهور في الموقع الأصلي للمدينة) وتظهر نسخة منمقة تظهر على علمها الرسمي.
الموقع الجغرافي
تقع بروكسل في الجزء الشمالي الأوسط من بلجيكا، على بعد حوالي 110 كم من الساحل البلجيكي وحوالي 180 كم من الطرف الجنوبي لبلجيكا. تقع في قلب هضبة برابانتية، على بعد حوالي 45 كم جنوب أنتويرب (في إقليم فلاندر)، 50 كم شمال شارلروا (في فالونيا).
ويبلغ متوسط ارتفاع المدينة 57 م فوق مستوى سطح البحر ويتباين هذا الارتفاع من نقطة منخفضة في وادي زينه، والتي تقطع منطقة العاصمة بروكسل من الشرق إلى الغرب، وصولاً إلى النقاط العالية في غابة سونيان، على جانبها الجنوبي الشرقي.
بالإضافة إلى نهر زينه، فإن تيارات الروافد مثل مالبيك وولوي، إلى الشرق من المنطقة، تمثل اختلافات كبيرة في الارتفاع. توقع شوارع عاصمة بلجيكا المركزية على ارتفاع 15م فوق مستوى سطح البحر. وأعلى نقطة تصل لارتفاع 127.5 م في غابة سونيان.
المناخ
تشهد بروكسل عاصمة بلجيكا مناخاً محيطياً حسب تصنيف كوبن للمناخ، مع صيف دافئ وشتاء بارد. ويؤثر قربها من المناطق الساحلية على مناخ المنطقة عن طريق إرسال كتل هوائية بحرية من المحيط الأطلنطي. وتكفل الأراضي الرطبة القريبة أيضاً وجود مناخ محيطي.
كما تهطل الأمطار في المتوسط، بناء على قياسات فترة 1981-2010م، فيما يقرب من 135 يوماً سنوياً في منطقة العاصمة بروكسل. ويعد تساقط الثلوج أمر نادر الحدوث، حيث يبلغ في المتوسط 24 يوماً في السنة. وغالباً ما تتعرض المدينة أيضاً لعواصف رعدية عنيفة في أشهر الصيف.
التقسيم الإداري
عاصمة بلجيكا هي موقع للعديد من المؤسسات الوطنية، بما فيها القصر الملكي، حيث يمارس الملك البلجيكي صلاحياته كرئيس للدولة، بجانب منتزه بروكسل وقصر الأمة على الجانب الآخر من المنتزه، وهو مقر البرلمان الفيدرالي البلجيكي. ويقع مكتب رئيس وزراء بلجيكا بجوار هذا المبنى وهو أيضاً المكان الذي يعقد فيه مجلس الوزراء اجتماعاته.
كما يقع مقر محكمة النقض، وهي المحكمة الرئيسية في بلجيكا، في قصر العدل. وباقي المؤسسات الهامة الأخرى في مدينة بروكسل هي المحكمة الدستورية ومجلس الدولة وديوان المحاسبة ودار صك العملة البلجيكية الملكية والبنك الوطني البلجيكي.
بلجيكا هي دولة اتحادية تتكون من ثلاث مجتمعات وثلاث مناطق تعتمد على أربع مناطق لغوية. وعلى الرغم من اسمها، فإن منطقة العاصمة بروكسل ليست عاصمة بلجيكا. إذ تنص المادة 194 من الدستور البلجيكي على أن عاصمة بلجيكا هي مدينة بروكسل، وهي أكبر بلدية ضمن 19 بلدية تُشكل منطقة العاصمة بروكسل والمدينة تغطي مساحة 32.6 كم². أما مدينة بروكسل هي أيضاً عاصمة كل من المجتمع الفرنسي والمجتمع الفلمنكي في بلجيكا. حيث يقع البرلمان الفلمنكي والحكومة الفلمنكية في بروكسل، وكذلك الحال بالنسبة لبرلمان وحكومة المجتمع الفرنسي.
البلديات التسعة عشر أو (الكوميونات) في منطقة العاصمة بروكسل هي أقسام فرعية سياسية لها مسؤوليات فردية للتعامل مع واجبات المستوى المحلي، مثل إنفاذ القانون وصيانة المدارس والطرق داخل حدودها. ويُدير بلدية بروكسل عمدة المدينة وهو فيليب كلوز حالياً.
تنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق أحياء رئيسية:
- أحياء البنتاغون وهي الحي المركزي والحي الملكي والحي البحري وأحياء زابلون وماروليه وميدي ليمونير وزينه وماريه – جاكمين وحي الحرية.
- الأحياء الشرقية وهي الحي الأوروبي وحي ليوبولد وحي المربعات.
- الأحياء الشمالية وهي لاكن وموتسارد ونيدر أوفر هيمبيك.
السكان
يبلغ عدد سكان مدينة بروكسل 188,737 نسمة (إحصاء يناير 2022م) وقد شهدت المدينة زيادة ملحوظة في عدد سكانها في السنوات الأخيرة. في حين يبلغ سكان منطقة العاصمة بروكسل حوالي 1.2 مليون نسمة. أما “منطقة العاصمة بروكسل الحضرية” الأكبر بخمس مرات فهي تضم أكثر من 2.5 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر منطقة حضرية في بلجيكا. وهي أيضاً تُشكل جزء من تجمع حضري كبير يمتد نحو غنت وأنتويرب ولوفين وفالون-برابانت، والذي يضم أكثر من 5 ملايين شخص (أكثر بقليل من 40% من إجمالي سكان بلجيكا).
تعد عاصمة بلجيكا موطناً لعدد كبير من المهاجرين ومجتمعاتهم. حيث يُشكل الأشخاص من أصل أجنبي ما يقرب من 70% من سكانها، وقد حصل معظمهم على الجنسية بعد الإصلاح الكبير في 1991م لعملية التجنيس. وفي 2012م، كان هناك حوالي 32% من سكان المدينة من أصل أوروبي غير بلجيكي (معظمهم من المغتربين من فرنسا ورومانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والبرتغال) مع 36% من خلفيات أخرى، معظمهم من المغرب وتركيا والبلاد الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
اللغة
كانت بروكسل من الناحية التاريخية ناطقة بالهولندية، بلهجة برابانتية، ولكن على مدى القرنين أصبحت الفرنسية هي اللغة السائدة في عاصمة بلجيكا، على الرغم من أن غالبية السكان ظلوا ثنائيي اللغة حتى النصف الثاني من القرن العشرين. وحالياً فإن منطقة العاصمة بروكسل ثنائية اللغة من الناحية القانونية، حيث تتمتع كل من الفرنسية والهولندية بوضع رسمي، كما هو الحال بالنسبة لإدارة البلديات التسعة عشر، بما فيهم مدينة بروكسل.
ونظراً للهجرات والدور الدولي لبروكسل فهي موطن لعدد كبير من المتحدثين الأصليين للغات غير الفرنسية أو الهولندية وحالياً، يتحدث حوالي نصف السكان لغة موطن غير هاتين اللغتين. في 2013م، تبين أن 88% من السكان بإمكانهم التحدث بالفرنسية بشكل جيد إلى مثالي، بينما كانت هذه النسبة للغة الهولندية 23% فقط (أقل من 33% في 2000م)؛ اللغات الأخرى الأكثر شيوعاً هي الإنجليزية (30%) و اللغة العربية (18%) والإسبانية (9%) والألمانية (7%) والإيطالية والتركية (5% لكل منهما).
على الرغم من صعود اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في عاصمة بلجيكا، بما في ذلك كلغة تسوية غير رسمية بين الفرنسية والهولندية، فضلاً عن لغة العمل لبعض الشركات والمؤسسات الدولية، تظل اللغة الفرنسية هي اللغة المشتركة وتُجرى جميع الخدمات العامة حصرياً بالفرنسية أو الهولندية.
الدين
تاريخياً، كانت بروكسل ذات أغلبية كاثوليكية رومانية، خاصة منذ طرد البروتستانت في القرن السادس عشر. وهذا واضح من كثرة الكنائس التاريخية في المنطقة، ولا سيما في مدينة بروكسل. كاتدرائية القديس ميخائيل وسانت غودولا هي أبرز الكاتدرائيات الكاثوليكية في عاصمة بلجيكا، وتعمل ككاتدرائية مشتركة لأبرشية ميكلين – بروكسل.
بينما تقع الكنيسة الوطنية للقلب المقدس على الجانب الشمالي الغربي من منطقة العاصمة، وهي تحتل المركز الرابع عشر كأكبر كنيسة في العالم. تضم كنيسة نوتردام دي لاكن مقابر العديد من أفراد العائلة المالكة البلجيكية، بما في ذلك جميع الملوك البلجيكيين السابقين، داخل السرداب الملكي.
كما تضم عاصمة بلجيكا مجموعة متنوعة من المجتمعات الدينية، فضلاً عن أعداد كبيرة من الملحدين واللاأدريين. وتشمل ديانات الأقليات: الإسلام والأنجليكانية والأرثوذكسية الشرقية واليهودية والبوذية. ووفقاً لإحصاء جرى في 2016م، أعلن ما يقرب من 40% من سكان بروكسل أنفسهم كاثوليكيين (12% كانوا كاثوليكيين و28% كاثوليك غير متدينين)، 30% لادينيون، 23% مسلمون، 3% بروتستانت و4% من ديانة أخرى.
يوجد في بروكسل تجمع كبير من المسلمين ومعظمهم من أصول مغربية وتركية وسورية وغينية. ويقع المسجد الكبير في بارك دي سيكونتنير، وهو أقدم مسجد في بروكسل. وتشير التقديرات إلى أنه في 2005م، بلغ عدد الأشخاص من أصول إسلامية الذين يعيشون في منطقة العاصمة 256,220 نسمة، يمثلون 25.5% من السكان، وهو تركيز أعلى بكثير من السكان المسلمين في المناطق الأخرى في بلجيكا.
الثقافة
تتنوع الهندسة المعمارية في عاصمة بلجيكا وهي تُشكل مزيج متضارب ممتد من الأنماط القوطية والباروكية ونمط لويس الرابع عشر المُتمثل في الميدان الكبير إلى نمط مباني ما بعد الحداثة الموجود في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
هُناك قلة قليلة من آثار العمارة في العصور الوسطى في المدينة. إذ بالإمكان العثور على المباني من تلك الفترة في الغالب في المركز التاريخي (الذي يسمى الجزيرة المقدسة) وأحياء سانت غراي وسانت كاثرين. وتظل كاتدرائية برابانتين القوطية للقديس مايكل وسانت جودولا كميزة بارزة في أفق وسط مدينة بروكسل.
حفظت الأجزاء المعزولة من أسوار المدينة الأولى من الدمار ويمكن رؤيتها حتى يومنا هذا. بينما تعتبر بوابة هالي من أبرز آثار أسوار المدينة الثانية. كما يعد الميدان الكبير عامل الجذب الرئيسي في وسط المدينة وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ 1998م. كما يعتبر تمثال مانيكين بيس عامل جذب سياحي ورمز للمدينة.
كما يُمثل الطراز الكلاسيكي الجديد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في منطقة الحي الملكي، حول منتزه بروكسل والقصر الملكي. ومن الأمثلة على ذلك القصر الملكي وكنيسة القديس جيمس في كودينبرغ وقصر الأمة (مبنى البرلمان) وقصر الأكاديمية وقصر شارل لورين وقصر كونت فلاندرز وقصر إيغمونت، يمكن العثور على المباني الكلاسيكية الجديدة الموجودة الأخرى حول ميدان الشهداء وميدان المتاريس.
تشمل بعض المعالم الأخرى: معارض سانت هوبيرت الملكية (1847م)، وهي واحدة من أقدم أروقة التسوق المغطاة في أوروبا، وعمود الكونغرس (1859م) ومبنى بورصة بروكسل السابق (1873م) وقصر العدل (1883م)، الذي صممه جوزيف بوليرت، بأسلوب انتقائي ويشتهر بكونه أكبر مبنى بُني خلال القرن التاسع عشر.
تقع حديقة اليوبيل خارج المركز التاريخي، في بيئة أكثر خضرة على الحدود مع الحي الأوروبي، مع أروقة تذكارية ومتاحف قريبة، ويوجد في لاكن: القصر الملكي في لاكن وأبنية التاج الملكي الزجاجية الكبيرة، وكذلك متاحف الشرق الأقصى.
منذ النصف الثاني من القرن العشرين، شُيدت أبراج مكتبية حديثة في عاصمة بلجيكا مثل برج مادو، برج روجير، أبراج بروكسيموس، برج التمويل، مركز التجارة العالمي. ويوجد حوالي ثلاثين برجاً، يتركز معظمها في الحي التجاري الرئيسي بالمدينة ويُعرف الحي الشمالي باسم مانهاتن المصغرة.
ويقع بالقرب من محطة سكة حديد بروكسل الشمالية. البرج الجنوبي، الذي يقف بجوار محطة سكة حديد بروكسل الجنوبية، وهو أطول مبنى في بلجيكا، على ارتفاع 148م. وتضم بروكسل أحد المباني الشهيرة في جميع أنحاء أوروبا وهو الأتوميوم وهو عبارة عن هيكل حداثي رمزي يبلغ ارتفاعه 103م، يقع في ساحة هيسيل، وقد بني في الأصل خلال معرض (إكسبو 58) العالمي.
تحتوي بروكسل على أكثر من 80 متحفاً. تضم المتاحف الملكية للفنون الجميلة مجموعة واسعة من أعمال الرسامين المتنوعين، من بينهم أشهر الرسامين الفلمنكيين القدامى ويضم متحف ماغريت أكبر مجموعة في العالم من أعمال السريالي رينيه ماغريت. وتشمل المتاحف المخصصة للتاريخ الوطني لبلجيكا متحف بيلفيو والمتاحف الملكية للفنون والتاريخ والمتحف الملكي للقوات المسلحة والتاريخ العسكري ومتحف الآلات الموسيقية، الموجود في مبنى إنجلترا القديمة وهو جزء من المتاحف الملكية للفنون والتاريخ، وهو مشهور عالمياً بمجموعته التي تضم أكثر من 8000 قطعة.
أيضاً يوجد في بروكسل عدد من المكتبات العامة أو الخاصة وتقع معظم المكتبات العامة ضمن اختصاص المجتمعات وعادة ما يتم فصلها بين المؤسسات الناطقة بالفرنسية والمتحدثة بالهولندية، على الرغم من اختلاط بعضها. وتعد المكتبة الملكية البلجيكية المكتبة الوطنية لبلجيكا وواحدة من أعرق المكتبات في العالم وهي تمتلك العديد من المجموعات ذات الأهمية التاريخية، مثل أرشيفات فيتيس الشهيرة، وهي مستودع لجميع الكتب المنشورة في بلجيكا أو في الخارج من قبل المؤلفين البلجيكيين. بجانب العديد من المكتبات الأكاديمية ودور المحفوظات في بروكسل.
تشكل مكتبات جامعة بروكسل الحرة الفرنسية ومكتبات جامعة بروكسل الحرة الهولندية أكبر مجموعة مكتبات جامعية في المدينة. وتشمل المكتبات الأكاديمية الأخرى تلك الموجودة في جامعة سانت لويس والجامعة الكاثوليكية في لوفان.
تشتهر بروكسل بمشهدها الفني المسرحي، حيث يعد المسرح الملكي في لا موناي ومسرح كايتياتر من بين المؤسسات الأكثر شهرة. يُقام مهرجان الفنون، وهو مهرجان دولي للفنون المسرحية، كل عام في شهر مايو في حوالي عشرين قصراً ومسرحاً ثقافياً مختلفاً في جميع أنحاء المدينة. يستضيف ملعب الملك بودوان بعض الحفلات والمسابقات الموسيقية بسعة 50,000 مقعد، وهو الأكبر في بلجيكا.
ويعد مركز الفنون الجميلة، وهو مركز متعدد الأغراض للمسرح والسينما والموسيقى والأدب والمعارض الفنية، موطناً لأوركسترا بلجيكا الوطنية ومسابقة الملكة إليزابيث السنوية وهي واحدة من أكثر المسابقات الموسيقية المرموقة. كما تشتهر المدينة بالمواكب والمهرجانات الشعبية مثل موكب أوميغانغ الذي يُقام سنوياً في شهر يوليو، وهو موكب بالملابس الفولكلورية، لإحياء ذكرى الدخول المبهج للإمبراطور تشارلز الخامس وابنه فيليب الثاني للمدينة في 1549م. وتقليد مايبوم، أقدم تقليد شعبي في بروكسل (منذ 1308م) ومهرجان سجادة الزهور وموكب زينيك وموكب سان في وغيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المهرجانات الفنية التي تحيي مشهد بروكسل الثقافي، مثل مهرجان السوسن، المهرجان الرسمي لمنطقة العاصمة بروكسل ومهرجان بروكسل السينمائي الدولي وجوائز ماغريت السينمائية ومهرجان أوروبا، واليوم الوطني البلجيكي. وتشمل بعض الاحتفالات الصيفية مهرجان القهوة الملونة، وهو مهرجان للموسيقى العالمية والحضرية ومهرجان بروكسل الصيفي ومعرض بروكسل، أهم معرض سنوي في عاصمة بلجيكا.
كذلك تشتهر بروكسل بالفطائر المحلية والشوكولاتة والبطاطس المقلية وكرنب بروكسل، الذي سُمي باسم المدينة، كما تُعرف بروكسل بأنها مسقط رأس الهندباء البلجيكية. ويعتبر خبراء التذوق المطبخ البلجيكي أحد أفضل المطابخ في أوروبا. وهو يتميز بمزيج من المطبخ الفرنسي مع المأكولات الفلمنكية الدسمة أكثر.
الاقتصاد
يوجه اقتصاد عاصمة بلجيكا إلى حد كبير نحو الخدمات، نظراً لكون المدينة مركز الإدارة لبلجيكا وأوروبا وبها المقرات الإقليمية والعالمية للشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الأوروبية والإدارات المحلية والفيدرالية المختلفة وشركات الخدمات ذات الصلة، مع من أن لديها عدداً من الصناعات الحرفية البارزة.
لدى بروكسل اقتصاد قوي. حيث تساهم منطقة العاصمة بخُمس الناتج المحلي الإجمالي لبلجيكا، وتشكل وظائفها البالغ عددها 550 ألف وظيفة ما يمثل 17.7% من العمالة البلجيكية. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في بلجيكا الضعف تقريباً، ولدى بروكسل أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بأي منطقة في الاتحاد الأوروبي، والذي وصل إلى حوالي 80,000 دولار في 2016م.
ومع ذلك، يتم تعزيز الناتج المحلي الإجمالي من خلال التدفق الهائل للركاب من المناطق المجاورة؛ حيث يعيش أكثر من نصف أولئك الذين يعملون في بروكسل في إقليم فلاندر أو فالونيا، مع 230,000 و130,000 مسافر يومياً لكلاً منهما على التوالي. بالمقابل، يعمل 16.0% فقط من سكان بروكسل خارجها. اعتباراً من ديسمبر 2013م، بلغت نسبة البطالة بين سكان بروكسل 20.4%.
يوجد ما يقرب من 50,000 شركة في بروكسل، منها حوالي 2200 شركة أجنبية. ويتزايد هذا الرقم باستمرار ويمكن أن يفسر جيداً دور بروكسل في أوروبا. البنية التحتية للمدينة مواتية للغاية من حيث بدء عمل تجاري جديد. ومع ذلك ارتفعت أسعار المساكن في السنوات الأخيرة، خاصة مع زيادة المهنيين الشباب الذين يستقرون في بروكسل، مما يجعلها أغلى مدينة للعيش في بلجيكا. بالإضافة إلى ذلك، تعقد بروكسل أكثر من 1,000 مؤتمر أعمال سنوياً، مما يجعلها تاسع أشهر مدينة للمؤتمرات في أوروبا.
تحتل بروكسل المرتبة الرابعة والثلاثين ضمن المراكز المالية الأكثر أهمية في العالم اعتباراً من 2020م، وفقاً لمؤشر المراكز المالية العالمية. وتعد بورصة بروكسل، والتي تسمى حالياً بورصة يورونكست بروكسل، جزءاً من البورصة الأوروبية (يورونكست)، جنباً إلى جنب مع بورصة باريس وبورصة لشبونة وبورصة أمستردام.
التعليم في عاصمة بلجيكا
توجد عدة جامعات خاصة ومستقلة في بروكسل. تضم جامعة بروكسل الحرة، ثلاثة أحرم جامعية في المدينة، وهي جامعة ناطقة بالفرنسية، تضم حوالي 20 ألف طالب، بينما تضم الجامعة الشقيقة الناطقة بالهولندية الجامعة الحرة في بروكسل حوالي 10,000 طالب. انبثقت كلتا الجامعتين من جامعة رئيسية، تأسست في 1834م وانقسمت في 1970م، في نفس الوقت تقريباً اكتسبت المجتمعات الفلمنكية والفرنسية السلطة التشريعية على تنظيم التعليم العالي.
تأسست جامعة سانت لويس (والمعروفة أيضاً باسم جامعة لوفان – سانت لويس) في 1858م وهي متخصصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية وهي تضم 4,000 طالب، وتقع في حرمين جامعيين في مدينة بروكسل وإيكسيليس. اعتباراً من سبتمبر 2018م فصاعداً، تستخدم الجامعة اسم جامعة لوفان، جنباً إلى جنب مع الجامعة الكاثوليكية في لوفان، في سياق الاندماج بين الجامعتين.
لدى بعض الجامعات الأخرى خارج المدينة حرم جامعي في بروكسل، مثل الجامعة الكاثوليكية الناطقة بالفرنسية في لوفان. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة كلية بروكسل للدراسات الدولية بجامعة كينت وهي مدرسة دراسات عليا متخصصة تقدم دراسات دولية متقدمة.
يوجد أيضاً عدد من الكليات الجامعية في بروكسل، بما في ذلك مدرستان للدراما، تأسستا في 1832م هما: معهد الكونسرفاتوار الملكي الناطق بالفرنسية ومعهد كونينكليك كونسيرفاتوريوم الناطق بالهولندية،
ويذهب معظم تلاميذ بروكسل الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثامنة عشر إلى مدارس تنظمها المجتمعات الفرنسية أو الفلمنكية، مع ما يقرب من 80% يذهبون إلى المدارس الناطقة بالفرنسية، وحوالي 20% إلى المدارس الناطقة بالهولندية.
وبسبب التواجد الدولي بعد الحرب في المدينة، هناك أيضاً عدد من المدارس الدولية، بما في ذلك مدرسة بروكسل الدولية والمدرسة البريطانية وأربع مدارس أوروبية، التي توفر التعليم المجاني لأطفال العاملين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. يبلغ عدد الطلاب مجتمعين في المدارس أوروبية الأربعة في بروكسل حوالي 10,000 طالب.
السياحة في عاصمة بلجيكا
تعد بروكسل وجهة سياحية ممتازة فهي مدينة غنية بالتاريخ والهندسة المعمارية وفن الطهو والثقافة وغير ذلك الكثير وهي عاصمة غير رسمية لأكثر من 500 مليون أوروبي ضمن دول الاتحاد الأوروبي.
تضم المدينة العديد من المتاحف والأبنية المعمارية والمتنزهات والحدائق التي يمكن زيارتها وتستضيف العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية بخلاف المؤتمرات الدولية. اجتذبت منطقة العاصمة ما يزيد قليلاً عن مليون سائح في 2020م. وشهدت الأرقام انخفاضاً كبيراً مقارنة بالعام السابق، نتيجة جائحة فيروس كورونا، التي أضرت بصناعة السياحة العالمية بشدة. كما أثرت الجائحة على معدل إشغال الفنادق الذي تراجع إلى حوالي 20%.
اعتباراً من 2020م، كان هناك ما يقرب من 190 فندقاً في منطقة العاصمة، واعتباراً من 2018م، بلغ عدد العاملين في صناعة الفنادق والمطاعم في مدينة بروكسل والمجتمعات المحيطة بها 13.186 موظفاً.
الرياضة
تتولى المجتمعات الفرنسية والفلمنكية مسؤولية الرياضة في بروكسل. وتعتبر إدارة التربية البدنية والرياضة هي المسؤولة عن الاعتراف بمختلف الاتحادات الرياضية الناطقة بالفرنسية وتدير أيضاً ثلاثة مراكز رياضية في منطقة العاصمة بروكسل. أما الاتحادات الرياضية الناطقة بالهولندية فهي من مسؤولة وكالة فلاندر الرياضية.
يعد ملعب الملك بودوان الأكبر في البلاد وموطن المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم والرغبي. وقد استضاف المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية لعام 1972م، والمباراة الافتتاحية لنسخة 2000م. وأقيمت العديد من نهائيات الأندية الأوروبية على أرض الملعب، بما في ذلك نهائي كأس أوروبا في 1985م الذي شهد وفاة 39 شخصاً بسبب أعمال الشغب والانهيار الهيكلي.
ملعب الملك بودوان هو أيضاً موطن لحدث فان دام التذكاري لألعاب القوى السنوي، وهو أهم منافسة لسباقات المضمار والميدان في بلجيكا، والتي تعد جزءاً من الدوري الماسي. من الأحداث الهامة الأخرى لألعاب القوى ماراثون بروكسل وسباق 20 كم من بروكسل، وهو سباق سنوي يشارك فيه 30,000 مشارك.
كذلك تعتبر عاصمة بلجيكا موطناً لسباقات الدراجات الشهيرة مثل سباق دراجات بروكسل التقليدي، المعروف سابقاً باسم باريس – بروكسل، وهو أحد أقدم سباقات الدراجات شبه التقليدية في التقويم الدولي. كما يُقام سباق الجائزة الكبرى إيدي ميركس للدراجات في المدينة أيضاً.
تضم المدينة نادي رويال أندرلخت، ومقره في ملعب كونستانت فاندن ستوك في أندرلخت، هو أنجح نادي كرة قدم في دوري المحترفين البلجيكي برصيد 34 لقباً، كما فاز بأكبر البطولات الأوروبية مع فريق بلجيكي بست ألقاب أوروبية. وهي أيضاً موطن نادي يونيون سان خيلويزي، النادي البلجيكي الأكثر نجاحاً في كرة القدم قبل الحرب العالمية الثانية، برصيد 11 لقباً.
ومن ضمن أندية بروكسل الأخرى: رايسينغ وايت دارينغ مولينبيك، إكسل إس سي وكروسينغ إلوفيت، سكوب جيت، روس دي لاكن، راسينغ جيت دي بروكسل، إيه إس أوديرجيم، كيه في فوجوت فولوي، إف سي غانشورين.
وسائل المواصلات
لدى بروكسل شبكة واسعة من وسائل النقل الخاصة أو العامة. تشمل وسائل النقل العام الحافلات والترام والمترو وتديرها جميعاً شركة النقل بين المجتمعات المحلية في بروكسل، بالإضافة إلى شبكة من خطوط السكك الحديدية، تديرها شركة إنفرابل ومحطات السكك الحديدية التي تخدمها القطارات العامة وتديرها الشركة الوطنية للسكك الحديدية في بلجيكا.
كما تتوفر خدمة النقل الجوي عبر مطارين في المدينة (مطار بروكسل ومطار جنوب شارلروا)، كما يتوفر النقل النهري عبر القوارب في ميناء بروكسل. وتتوفر أيضاً أنظمة عامة لمشاركة الدراجات والسيارات. تتيح أهمية حركة المرور النهرية في بروكسل تجنب ما يعادل 740,000 شاحنة سنوياً، بالإضافة إلى تخفيف مشاكل المرور وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
يوجد في منطقة العاصمة بروكسل ثلاث محطات قطار رئيسية: بروكسل الجنوبية ووسط بروكسل وبروكسل الشمالية، وهي أيضاً الأكثر ازدحاماً في البلاد. تخدم محطة بروكسل الجنوبية خطوط سكة حديدية عالية السرعة تصل مباشرة إلى لندن، عبر نفق قناة المانش، بجانب أمستردام وباريس وكولونيا وفرانكفورت.