ما هي عاصمة ألمانيا

عاصمة ألمانيا

عاصمة ألمانيا هي برلين كما أنها أكبر مدنها من حيث المساحة والسكان، حيث يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة، مما يجعلها المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في دول الاتحاد الأوروبي، وفقاً لتعداد السكان داخل حدود المدينة. وتُعد برلين واحدة ضمن ولايات ألمانيا الست عشرة، وتقع بالكامل داخل ولاية براندنبورغ وهي تتاخم بوتسدام، عاصمة براندنبورغ.

تُعد المنطقة الحضرية في برلين، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 4.5 مليون نسمة، ثاني أكثر المناطق الحضرية اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا بعد منطقة الرور. ويبلغ عدد سكان منطقة العاصمة برلين-براندنبورغ حوالي 6.2 مليون نسمة وهي ثالث أكبر منطقة حضرية في ألمانيا بعد منطقتي الراين-الرور والراين-ماين. وكانت هناك محاولة لتوحيد هاتين الولايتين في 1996م، غير أنها لم تكلل بالنجاح. مع ذلك، تتعاون الولايتان في العديد من الأمور، رغم انفصالهما.

تمتد مدينة برلين عاصمة ألمانيا على ضفاف نهر شبريه، الذي يصب في نهر هافل (أحد روافد نهر إلبه) في المنطقة الغربية من شبانداو. ومن بين السمات الطبوغرافية الرئيسية للمدينة العديد من البحيرات في الأحياء الغربية والجنوبية الشرقية التي شكلتها أنهار شبريه وهافل وداهمه، لعل أكبرها بحيرة موغل زيه.

تتأثر برلين بمناخ موسمي معتدل، نظراً لموقعها في السهل الأوروبي ويتكون حوالي ثلث مساحة المدينة من الغابات والمتنزهات والحدائق والأنهار والقنوات والبحيرات. تقع المدينة في المنطقة التي تتحدث اللهجة الألمانية الوسطى ويتحدث سكانها لهجة برلين وهي نوع مختلف من اللهجات اللوساتية-المارشانية الجديدة.

ذُكرت برلين في الوثائق لأول مرة في القرن الثالث عشر، كمدينة تقع عند ملتقى عبور طريقين تجاريين تاريخيين مهمين، أصبحت برلين عاصمة إمارة مرغريفية براندنبورغ (1417م-1701م) ومملكة بروسيا (1701م-1918م) والإمبراطورية الألمانية (1871م- 1918م) وجمهورية فايمار (1919م-1933م) وألمانيا النازية (1933م-1945م). وكانت برلين في عشرينيات القرن الماضي ثالث أكبر بلدية في العالم.

احتل الحلفاء برلين وقسموها بينهم بعد انتصارهم في الحرب العالمية الثانية؛ أصبحت برلين الغربية التابعة لألمانيا الغربية منعزلة فعلياً عنها ومحاطةً بجدار برلين (من أغسطس 1961م إلى نوفمبر 1989م) وأراضي ألمانيا الشرقية. اتخذت ألمانيا الشرقية من برلين الشرقية عاصمة لها، بينما أصبحت بون عاصمة ألمانيا الغربية. وأصبحت برلين مرة أخرى عاصمة ألمانيا بالكامل، بعد إعادة توحيد الدولتين في 1990م وانتقلت المؤسسات الفيدرالية الرئيسية إليها في 1999م.

برلين هي مدينة عالمية للثقافة والسياسة والإعلام والعلوم. يعتمد اقتصادها على شركات التكنولوجيا الفائقة وقطاع الخدمات، الذي يشمل مجموعة متنوعة من الصناعات الإبداعية ومرافق البحث والشركات الإعلامية وأماكن المؤتمرات. وتعمل برلين كمركز قاري لحركة النقل الجوي والسكك الحديدية ولديها شبكة نقل عام معقدة للغاية.

تشمل الصناعات الهامة بها: تكنولوجيا المعلومات والأدوية والهندسة الطبية الحيوية والتكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الحيوية والبناء والإلكترونيات، كما أن المدينة وجهة سياحية شهيرة للسياح من كل دول العالم.
كما تُعد برلين موطناً لعدة جامعات مشهورة عالمياً مثل جامعة هومبولت والجامعة التقنية والجامعة الحرة وجامعة الفنون والمدرسة الأوروبية للإدارة والتكنولوجيا ومدرسة هيرتي وكلية بارد برلين.

وتُعد حديقة الحيوان ببرلين أكثر حدائق الحيوان زيارة في أوروبا وواحدة من أكثر حدائق الحيوان شهرة في العالم. وأصبحت برلين موقعاً شهيراً بشكل متزايد للإنتاج السينمائي الدولي، مع وجود موقع بابلسبيرج بها وهو أول مجمع استوديوهات سينمائي واسع النطاق في العالم. وتشتهر المدينة بالمهرجانات والهندسة المعمارية المتنوعة والحياة الليلية والفنون المعاصرة وجودة المعيشة العالية جداً. وقد تصدَّرت برلين المشهد العالمي لريادة الأعمال منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تحتوي برلين على ثلاثة مواقع ضمن التراث العالمي؛ جزيرة المتاحف وقصور وحدائق بوتسدام وبرلين والممتلكات السكنية ذات الأسلوب البرليني الحديث. وتشمل المعالم الأخرى؛ بوابة براندنبورغ ومبنى الرايخستاغ وساحة بوتسدام والنصب التذكاري لجدار برلين ومعرض الجهة الشرقية وعمود النصر وكاتدرائية برلين وبرج التلفزيون، وهو أطول مبنى في ألمانيا.

كما يوجد في برلين العديد من المتاحف والمعارض والمكتبات والأوركسترات والأحداث الرياضية. وتشمل التالي: المعرض الوطني القديم ومتحف بوده ومتحف بيرغامون والمتحف التاريخي الألماني ومتحف التاريخ الطبيعي ومنتدى هومبولت ومكتبة برلين الحكومية وأوبرا برلين الحكومية وأوركسترا برلين الفيلهارمونية وماراثون برلين.

 

أصل التسمية

أصل اسم برلين غير مؤكد وقد يكون له جذور في لغة السكان السلافيين الغربيين لمنطقة برلين، حيث كانت منطقة برلين الواقعة شمال شرق ألمانيا، شرق نهر إلبه، تُشكِّل في السابق، جنباً إلى جنب مع نهر ساله (من نقطة التقاءهم في باربي فصاعداً)، الحدود الشرقية لمملكة الفرنجة. خلال ذلك الوقت كانت مملكة الفرنجة مأهولة أساساً من قبل القبائل الجرمانية مثل الفرنج والساكسون، في حين كانت المناطق الواقعة شرق الأنهار الحدودية مأهولة من قبل القبائل السلافية.

لذلك تحمل معظم المدن والقرى في شمال شرق ألمانيا أسماء مشتقة من السلافية الألمانية (جرمانيا سلافيكا). لذا قد يكون أصل اسم برلين مرتبط بجذع اللغة البولابية القديم (بيرل) أي (المستنقع). كما يُربط بينه بالكلمة الألمانية للدب (بير)، والذي تتخذه المدينة شعاراً لها. كما تُلقب برلين محلياً باسم (أثينا-شبريه) لوقوعها على نهر شبريه، إلا أن هذا اللقب غير منتشر عالمياً.

 

تاريخ عاصمة ألمانيا

عصور ما قبل التاريخ

تعود أقدم الآثار البشرية، خاصة رؤوس السهام، في منطقة برلين اللاحقة إلى الألفية التاسعة قبل الميلاد. خلال العصر الحجري الحديث كان يوجد عدد كبير من القرى في المنطقة. وخلال العصر البرونزي كانت المنطقة تنتمي إلى الحضارة اللوستيانية. أمكن إثبات وجود آثار للقبائل الجرمانية بها في حوالي 500 ق.م، في شكل عدد من القرى في المناطق المرتفعة في برلين حالياً. غادر شعب السمنونيين الجرماني المنطقة حوالي 200 بعد الميلاد، تبعهم البورغنديون، كما غادر جزء كبير من القبائل الجرمانية المنطقة حوالي عام 500 بعد الميلاد.

لاحقاً وصلت القبائل السلافية، المعروفة لاحقاً باسم هيفلي وسبريفين، إلى منطقة برلين في القرن السابع الميلادي. والتي أمكن حالياً العثور على آثارها بشكل رئيسي في الهضاب أو بجانب مصادر المياه. وكانت مستوطناتهم الرئيسية تحتل موقع المدن الحالية مثل شبانداو وكوبنيك. في حين لم يُعثر على آثار سلافية في وسط مدينة برلين.

 

نشأة مدينة برلين (1100م-1400م)

أصبحت المنطقة تحت حكم إمارة مرغريفية براندنبورغ في القرن الثاني عشر الميلادي، التي أسسها ألبرشت الدب في 1157م. أسس التجار الألمان المستوطنات الأولى القائمة اليوم في وسط المدينة في نهاية القرن الثاني عشر، والتي تسمى برلين القديمة حول نيكولايفيرتل الحديثة وكولن وفي جزيرة شبريه المعروفة اليوم باسم جزيرة المتاحف.

لكن ليس من الواضح أي مستوطنة كانت أقدم ومتى حصلت على حقوق المدن الألمانية. ذُكرت برلين كمدينة لأول مرة في 1251م وكولن في 1261م. وقد تسبب حريق كبير في وسط المدينة في 1380م بتلف معظم السجلَّات المكتوبة لتلك السنوات الأولى. واعتبر البعض عام 1237م فيما بعد، أنه عام تأسيس برلين.

بعد ذلك اندمجت المستوطنتان برلين-كولن رسمياً في 1432م. واستوحت برلين شعار النَّبَالةِ خاصتها وهو الدُّب من لقب ألبرشت الدب (ألبرشت الأول) الذي أصبح شعار المدينة منذ ذلك الحين.

 

مرغريفية براندنبورغ (1400م-1700م)

أصبح فريدريك الأول حاكماً منتخباً لمرغريفية براندنبورغ في 1415م، التي حكمها حتى 1440م. ثم تولَّى مِن بعده الحكم أفراد من أسرة هوهنزولرن، حكموا برلين لغاية 1918م، أولاً كحُكام منتخبين في براندنبورغ، ثم ملوكاً على بروسيا، وأخيراً كأباطرة ألمان. عندما أصبحت برلين مقر إقامة أسرة هوهنزولرون، كان عليها أن تتخلى عن عضويتها كمدينة في الرابطة الهانزية في 1451م. وتغير نشاطها الاقتصادي الرئيسي من التجارة إلى إنتاج السلع الفاخرة للبلاط الملكي.

وقد بلغ عدد سكان برلين وكولن 8,000 نسمة بحلول 1400م وارتفعت أعداد السكان بسرعة، مما أدى إلى شيوع الفقر ومع أن الطاعون الدَّبْلي قتل حوالي 6,000 شخص في 1576م، فقد وصل عدد سكان برلين-كولن إلى 12,000 نسمة في 1600م. ولحق ببرلين خراب كبير جرَّاء حرب الثلاثين (1618م-1648م)، حيث تضرَّر ثُلث المنازل، وفقدت المدينة نصف سكانها.

اعتنق الحكام المنتخبون وسكان مدينة برلين الديانة المسيحية اللوثرية رسمياً في 1539م وعمل يواكيم الثاني على ترسيخ الإصلاح البروتستانتي في براندنبورغ وإخضاع ممتلكات الكنيسة لإشراف الدولة في 1540م.

خلف فريدريك ويليام، المعروف باسم (الناخب العظيم)، والده جورج ويليام في منصب حاكم براندنبورغ في1640م. في وقت لاحق، بدأ سياسة لتعزيز الهجرة والتسامح الديني، كما طوَّر جيشاً نظامياً. وعلى مدى العقود التالية، توسَّعت برلين بشكل كبير في المنطقة وازداد عدد السكان مع تأسيس الضواحي الجديدة مثل فريدريشويردر ودوروثينشتات. خلال فترة حكمه، ووصل عدد سكان برلين إلى 20,000 نسمة وبرزت أهميتها بين مدن وسط أوروبا لأول مرة.

بدأ فريدريك ويليام، المعروف باسم (المُنتخب العظيم)، الذي خلف والده جورج ويليام كحاكم في 1640م، سياسة تشجيع الهجرة والتسامح الديني. بإصدار مرسوم بوتسدام في 1685م، وبموجبه، عرض فريدريك ويليام حق اللجوء للهوغونوت الفرنسيين (طائفة بروتستانية). وبحلول 1700م، كان ما يقرب من 30% من سكان برلين من أصل فرنسي، بسبب هجرة الهوغونوت. كما قدِمَ العديد من المهاجرين الآخرين من بوهيميا وبولندا وسالزبورغ.

 

مملكة بروسيا (1701-1871)

كانت مرغريفية براندنبرغ في اتحاد شخصي مع دوقية بروسيا منذ 1618م. وشكلت الدولة المزدوجة مملكة بروسيا في 1701م، حيث أعلن فريدريك الثالث، المنتخب على براندنبورغ، نفسه ملكاً على بروسيا باسم فريدريك الأول. وأصبحت برلين عاصمة المملكة الجديدة، لتحل محل كونيغسبيرغ.

بلغ عدد سكان برلين 55,000 نسمة في 1709م، منهم 5,000 يخدمون في الجيش البروسي. وفي الأول من يناير 1710م، توحدت كولن وبرلين أخيراً تحت اسم برلين، بما في ذلك ضواحي فريدريشويردر، ودوروثينشتات، وفريدريشتادت، التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة.

في 1740م، وصل فريدريك الثاني، المعروف باسم فريدريك الكبير (1740م-1786م)، إلى السلطة. وأصبحت برلين مركزاً للآداب والفنون تحت حُكمه، ولكنها وقعت تحت احتلال الجيش الروسي لفترة وجيزة خلال حرب السنوات السبع. بعد انتصار فرنسا في حرب التحالف الرابع، زحف نابليون بونابرت إلى برلين في 1806م، لكنه منح المدينة الحكم الذاتي. وأصبحت المدينة جزءاً من مقاطعة براندنبورغ الجديدة في 1815م.

أدت الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر إلى توسع اقتصاد المدينة وازدياد سكانها بشكل كبير وأصبحت برلين مركز السكك الحديدية الرئيسي والمركز الاقتصادي لألمانيا. وسرعان ما تطورت ضواحي إضافية وزادت مساحة برلين وسكانها. واندمجت الضواحي المجاورة بما في ذلك ويدينج وموبيت والعديد من الضواحي الأخرى في برلين في 1861م. وأصبحت برلين عاصمة الإمبراطورية الألمانية المؤسسة حديثاً في 1871م وانفصلت عن براندنبورغ في 1881م.

 

الإمبراطورية الألمانية (1871-1918)

بعد الانتصار السريع لتحالف الدول الألمانية على فرنسا في حرب 1870م، تأسست الإمبراطورية الألمانية في 1871م. وأصبحت ألمانيا بدورها أقوى دولة في أوروبا. أعلن فيلهلم الأول نفسه قيصراً وأصبح السياسي أوتو فون بسمارك مستشاراً للإمبراطورية وهو من جعل مدينة برلين مركزاً لسياسة القوة الأوروبية.

جلبت الحكومة الإمبراطورية علماءها ومهندسيها ومخططي المدن، لإعادة تشكيل برلين كمدينة نموذجية عالمية. في غضون ذلك، أصبحت برلين مدينة صناعية يسكنها 800 ألف نسمة. لكنها كانت بحاجة إلى تحسينات في البنية التحتية وفي 1896م، بدأ بناء مترو الأنفاق واكتمل في 1902م. كذلك خطَت المدينة خطوات واسعة في بناء المتاحف والمسارح.

أصبحت برلين، نتيجة الأعداد الكبيرة من العمال، المقر الرئيسي لمعظم منظمات العمل الوطنية ومكان الاجتماع المفضل للمثقفين العماليين بحلول 1871م. وكان للنقابات تاريخ مضطرب بها. استنزفت عواقب ثورات 1848 (الربيع الأوروبي) قوتهم وكانت المشاحنات الداخلية بينهم من سِمات خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر. لذلك، حاول المستشار بسمارك تقويض أو تدمير الحركة النقابية.

تحمَّس سكان برلين كباقي سكان ألمانيا لدخولها الحرب العالمية الأولى، لكن تبدَّد أملهم في غضون أسابيع بعد امتداد أمد الحرب دون تحقيق نصر حاسم. وأدَّت تبِعات الحرب إلى ارتفاع نسبة البطالة وانحسار مخزونات السلع الأساسية، كما أدي الحصار البريطاني لألمانيا إلى قطع الإمدادات من المواد الخام الأساسية والمواد الغذائية عنها.

وفي 1917م كان المحصول ضعيفاً، ونفد إمداد البطاطا الذي كان يعتمد عليه السكان واضطر الألمان لاستبداله باللفت غير الصالح للأكل تقريباً وعُرف شتاء هذا العام باسم (شتاء اللفت) والذي خلق ذاكرة مريرة لعدة أجيال. ساءت الأحوال في نهاية الحرب العالمية الأولى بعد هزيمة ألمانيا، حتى أُطيح بالنظام الملكي وأصبحت ألمانيا جمهورية تعرف باسم جمهورية فايمار.

 

جمهورية فايمار (1918-1933)

ظلَّت برلين العاصمة لكنها كانت عُرضة لسلسلة من الاضطرابات والانقلابات من قبل متطرفي اليسار واليمين، مع استمرار الوضع الاقتصادي المتأزم طوال عقد العشرينيات. ومع ذلك، تحولت برلين إلى أرض خصبة للحركة التعبيرية الألمانية وظهر بالمدينة أشكال جديدة من الأساليب الفنية في مجالات مثل الهندسة المعمارية والرسم والسينما. وصدر قانون برلين الكبرى في 1920م، الذي ضم العشرات من مدن الضواحي والقرى والعقارات وحوَّل برلين إلى مدينة موسعة. رفع القانون مساحة برلين من 66 إلى 883 كم². وتضاعف عدد السكان تقريباً وبلغ حوالي أربعة ملايين نسمة.

شهدت المدينة ذروتها كعاصمة عالمية رئيسية وكانت معروفة بأدوارها القيادية في العلوم والتكنولوجيا والفنون والعلوم الإنسانية وتخطيط المدن والأفلام والتعليم العالي والصناعات. حيث شهدت صعود ألبرت أينشتاين إلى مكانة مرموقة خلال السنوات التي قضاها فيها، حتى حصل على جائزة نوبل في الفيزياء في 1921م.

 

الحقبة النازية (1933-1945)

وصل أدولف هتلر والحزب النازي إلى السلطة في 1933م. وخلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت برلين المدينة الأكثر تعرضاً للقصف في التاريخ، فقد دُمرت أجزاء كبيرة منها خلال غارات الحلفاء الجوية (1943م-1945م) وكذلك خلال معركة برلين في 1945م والتي أنهت الحرب في أوروبا.

وقد ألقى الحلفاء 67,607 طناً من القنابل على المدينة ودمروا 6,427 فداناً من المنطقة المسكونة. قُتل خلال ذلك حوالي 125 ألف مدني. بعد انتهاء الحرب في أوروبا في مايو 1945م، استقبلت برلين أعداداً كبيرة من اللاجئين من المقاطعات الشرقية.

 

تقسيم برلين (1945-1989)

قَسَّمَت قوى الحلفاء المنتصرة مدينة برلين عاصمة ألمانيا إلى أربعة أقسام، على غرار مناطق الاحتلال التي قُسِّمت إليها ألمانيا. شكَّلت برلين الغربية قطاعات الحلفاء الغربيين (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا)، بينما شكَّلت برلين الشرقية القطاع السوفيتي.

تقاسم الحلفاء الأربعة المسؤوليات الإدارية لمدينة برلين. ومع ذلك، عندما وسَّع الحلفاء الغربيون محاولات إصلاح العملة في 1948م، في المناطق الغربية من ألمانيا إلى القطاعات الغربية الثلاثة من برلين، ففرض الاتحاد السوفيتي حصاراً على طرق الوصول من وإلى برلين الغربية، والتي تقع بالكامل داخل المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد السوفيتي. وقد تغلَّب جسر برلين الجوي، الذي أقامه الحلفاء الغربيون الثلاثة، على هذا الحصار من خلال توفير المواد الغذائية والإمدادات الأخرى للمدينة من يونيو 1948م إلى مايو 1949م.

تأسست جمهورية ألمانيا الفيدرالية في ألمانيا الغربية في 1949م وتضمنت في النهاية جميع المناطق الأمريكية والبريطانية والفرنسية، باستثناء مناطق تلك البلدان الثلاثة في برلين، في حين تأسست جمهورية ألمانيا الديمقراطية في ألمانيا الشرقية. وظلت برلين الغربية رسمياً مدينة محتلة، لكنها كانت متحالفة سياسياً مع جمهورية ألمانيا الاتحادية على الرغم من العزلة الجغرافية لبرلين الغربية. مُنحت خدمة الخطوط الجوية إلى برلين الغربية فقط لشركات الطيران الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

أدى تأسيس الدولتين الألمانيتين إلى زيادة توترات الحرب الباردة، وكانت برلين الغربية محاطة بأراضي ألمانيا الشرقية، وأعلنت ألمانيا الشرقية أن الجزء الشرقي عاصمتها، وهي خطوة لم تعترف بها القوى الغربية. وشمل شرق برلين معظم المركز التاريخي للمدينة. بينما اتخذت حكومة ألمانيا الغربية من بون عاصمة لها.

وفي عام 1961م، بدأت ألمانيا الشرقية في بناء جدار برلين حول برلين الغربية وتصاعدت الأحداث إلى مواجهة بالدبابات عند نقطة تفتيش تشارلي. مع وضع قانوني فريد، أصبحت برلين الغربية حينها جزءاً من ألمانيا الغربية بحكم الأمر الواقع، بينما أصبحت برلين الشرقية جزءاً من ألمانيا الشرقية بحكم الأمر الواقع.

كان السفر إلى برلين الغربية أو ألمانيا الغربية محظوراً من قبل حكومة ألمانيا الشرقية على السكان، بينما كان من الممكن للغربيين المرور إلى الجانب الآخر من خلال نقاط التفتيش الخاضعة للرقابة الصارمة. ضمنت اتفاقية القوى الأربع الوصول من وإلى برلين الغربية بالسيارة أو القطار عبر ألمانيا الشرقية في 1971م.

 

توحيد ألمانيا إلى اليوم

مع نهاية الحرب الباردة وبضغط سكان ألمانيا الشرقية، سقط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م وهُدم لاحقاً. ولا يزال معرض الجانب الشرقي محتفظاً بجزء كبير من الجدار. توحَّد شطري ألمانيا تحت جمهورية ألمانيا الاتحادية في 3 أكتوبر 1990م وأصبحت برلين مرة أخرى مدينة موحدة. وأصبح والتر مومبر، عمدة برلين الغربية، أول رئيس بلدية للمدينة التي توحدت في هذه الأثناء.

أسفرت الانتخابات على مستوى المدينة في ديسمبر 1990م عن انتخاب أول عمدة لبرلين بالكامل وتولي مهام منصبه في يناير 1991م، مع انتهاء المكاتب المنفصلة لرؤساء البلديات في شرق وغرب برلين بحلول ذلك الوقت. وأصبح إيبرهارد ديبجين أول رئيس بلدية منتخب لبرلين بعد توحيدها.

وقد غادرت آخر القوات الروسية المدينة في 31 أغسطس 1994م، بينما كان الرحيل النهائي لقوات الحلفاء الغربيين في 8 سبتمبر 1994م. صوَّت البوندستاغ (البرلمان الألماني) لنقل مقر عاصمة ألمانيا من بون إلى برلين في 20 يونيو 1991م، والذي اكتمل في 1999م. ودمج الإصلاح الإداري عدة أحياء في برلين في 2001م، مما قلل عدد أحيائها من 23 إلى 12 حي. أقيم بالمدينة نهائي كأس العالم لكرة القدم في 2006م وافتُتح مطار برلين براندنبورغ في 2020م.

 

الموقع الجغرافي

تقع برلين  عاصمة ألمانيا شمال شرق ألمانيا، في منطقة غابات مستنقعية منخفضة ذات تضاريس مسطحة بشكل أساسي، وهي جزء من سهل شمال أوروبا الشاسع الذي يمتد على طول الطريق من شمال فرنسا إلى غرب روسيا. وتشكل الوادي البرليني (وادي جليدي خلال العصر الجليدي)، بين هضبة بارنيم المنخفضة في الشمال وهضبة تيلتوف في الجنوب، عن طريق المياه الذائبة المتدفقة من الصفائح الجليدية في نهاية فترة تجمد فايسإيليان، يتبع نهر شبريه هذا الوادي حالياً.

في شبانداو، أحد أحياء غرب برلين، يصب نهر شبريه في نهر هافيل، الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب عبر غرب برلين. ويمر مسار هافل عبر سلسلة من البحيرات، أكبرها بحيرة تيغل وفانزي الكبرى. وتستمد سلسلة من البحيرات أيضاً مياهها من الجزء العلوي من شبريه، الذي يتدفق عبر بحيرة موغل الكبرى في شرق برلين.

كما تمتد أجزاء كبيرة من برلين الحالية إلى الهضاب المنخفضة على جانبي وادي شبريه. وتقع أجزاء كبيرة من حي راينكيندورف وحي بانكوف على هضبة بارنيم، بينما تقع معظم أحياء شارلوتنبورج فيلمسدورف وشتيغليتز تسيلندورف وتمبلهوف-شونبيرغ ونويكولن على هضبة تيتلوف.

يقع حي شبانداو داخل وادي برلين الجليدي وجزئياً في سهل نوين، الذي يمتد إلى الغرب من برلين. منذ 2015م، كانت تلال آركنبيرغه في حي بانكوف مُسجلة كأعلى نقطة في برلين بارتفاع 122م. يرجع هذا الارتفاع جزئياً إلى التخلص من حطام البناء فوق هذه التلال، حتى تجاوزت ارتفاع جبل الشيطان (120.1م)، وهو بنفسه عبارة عن تل مكون من أنقاض الحرب العالمية الثانية. أما تل موغلبيرغه فهو أعلى نقطة طبيعية بالمدينة، بارتفاع 114.7م. فيما تعد بحيرة سبيكته في شبانداو أدنى نقطة، بارتفاع 28.1م.

 

المناخ

تقع عاصمة ألمانيا في المنطقة المناخية المعتدلة حيث ينتقل المناخ البحري إلى المناخ القاري. تتراوح متوسط درجات الحرارة السنوية بين 7° و11° مع اتجاه تصاعدي منذ بداية القرن العشرين. ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في منطقة برلين-داليم 9.5° ويعتبر يوليو وأغسطس الشهرين الأكثر دفئاً بمتوسط 19.1° و18.2 °على التوالي.

وقد وصلت آخر درجة حرارة قصوى مُسجلة في برلين إلى 38.9 ° وذلك في محطة كاينسفال بتاريخ 7 أغسطس 2015م. ويُعد يناير أبرد الشهور بمتوسط 0.6 °. في حين يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي 591 ملم ويسقط معظمها في أغسطس بمتوسط 64 ملم، وتصل لأدنى مستوى في أبريل بمتوسط 33 ملم.

فيما يتعلق بسرعات الرياح وتوزيع اتجاهها، يلاحظ هبوب الرياح الشمالية الغربية والجنوبية الغربية بشكل متكرر، والتي ترتبط بسرعات أعلى، خاصة في فصل الشتاء وهي غالباً ما تحمل هواء البحر النظيف. كذلك، يُلاحظ هبوب الرياح من اتجاه الشرق والجنوب الشرقي وهي سمة من سمات الظروف الجوية عالية الضغط في الكتل الهوائية القارية، والتي قد تجعل الأيام حارة أو باردة نسبياً، اعتماداً على الموسم.

تؤدي الاختلافات الطفيفة في الارتفاع داخل المدينة إلى مناخ حضري متجانس إلى حد ما، ولكن التطور الكثيف في المدينة ومراكز المناطق يؤدي في بعض الأحيان إلى اختلافات كبيرة في درجات الحرارة مقارنة بالمساحات المفتوحة الكبيرة داخل المدينة وبشكل عام، تستفيد برلين أيضاً من نسبة كبيرة من المسطحات الخضراء في هذا السياق، حيث أن أكثر من 40% من مساحة المدينة مُشكلة من المسطحات الخضراء؛ مما يساعد في تلطيف درجات الحرارة.

 

التقسيم الإداري

أصبحت برلين واحدة ضمن ثلاث (ولاية مدينة) في ألمانيا من بين ولاياتها الستة عشر الحالية منذ إعادة توحيد البلاد في 3 أكتوبر 1990م. ويعمل مجلس نواب ولاية برلين باعتباره برلمان المدينة والولاية ويضم 141 عضواً. بينما تعمل الهيئة التنفيذية في برلين كمجلس شيوخ برلين. ويتألف مجلس الشيوخ من رئيس المدينة الحاكم مع ما يصل إلى عشرة أعضاء في مجلس الشيوخ يشغلون مناصب وزارية، اثنان منهم يحملان لقب عمدة، كنائبين لرئيس المدينة الحاكم. وقد تجاوز إجمالي الميزانية السنوية لولاية برلين نحو 24.5 مليار يورو في 2015م، بما في ذلك فائض في الميزانية قدره 205 مليون يورو.

هيمن الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب اليسار على حكومة المدينة بعد انتخابات الولاية لعام 2001م. وفازا بفترة ولاية أخرى في انتخابات الولاية لعام 2006م. كان هناك تحالف بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر وحزب اليسار منذ انتخابات الولاية لعام 2016م. ويعد الرئيس الحاكم في نفس الوقت عمدة مدينة برلين ورئيس وزراء ولاية برلين ويقع مكتبه في روتوس راتوس (قاعة المدينة الحمراء). وتشغل فرانسيسكا جيفاي، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، منصب عمدة برلين منذ 2021م.

تنقسم عاصمة ألمانيا إلى 12 بلدية و96 حي. يوجد في كل بلدية عدة مناطق فرعية أو جادة. يحكم كل بلدية مجلس محلي يتألف من خمسة أعضاء بما في ذلك رئيس البلدية وينتخب هذا المجلس من قبل مجلس البلدية ومع ذلك، فإن البلديات الفردية ليست بلديات مستقلة، ولكنها تابعة لمجلس شيوخ برلين. وقد اكتمل نقل مقرات الحكومة الفيدرالية إلى برلين في 1999م. ومع ذلك، بقيت بعض الوزارات وكذلك بعض الإدارات الثانوية، في مدينة بون، العاصمة السابقة لألمانيا الغربية.

وتستضيف برلين حالياً المقر الرسمي لرئيس ألمانيا في قصر بلفيو ومقر المستشار الألماني (رئيس الوزراء) في مبنى المستشارية الاتحادية والتي يقع أمامها مبنى الرايخستاغ مقر البوندستاغ (البرلمان الألماني)، في حين يقع البوندسرات (المجلس الاتحادي الألماني الذي يُمثل الولايات الألمانية الستة عشر) في مبنى مجلس اللوردات البروسي. كما تستضيف برلين ما مجموعه 158 سفارة أجنبية بالإضافة إلى مقار العديد من المراكز الفكرية والنقابات والمنظمات والجمعيات المهنية.

 

السكان

بلغ عدد سكان مدينة برلين 3.75 مليون نسمة في نهاية 2018م، يسكنون في منطقة تبلغ مساحتها 891.1 كم² وبلغت الكثافة السكانية للمدينة 4,206 نسمة لكل كم². وبلغ عدد سكان المنطقة الحضرية في برلين حوالي 4.5 مليون نسمة في 2019م. واعتباراً من نفس العام، كانت المنطقة الحضرية الوظيفية موطناً لحوالي 5.2 مليون شخص. يبلغ عدد سكان منطقة العاصمة برلين-براندنبورغ بأكملها أكثر من 6 ملايين نسمة في مساحة قدرها 30.546 كم².

بلغت نسبة المواليد في برلين 37,368 ولادة حية في 2014م، وهو رقم قياسي منذ 1991م (بأكثر من 6.6%)، بينما بلغ عدد الوفيات 32,314 حالة وفاة. أُحصى ما يقرب من 2 مليون أسرة في المدينة، منهم 54% كانوا أسراً من شخص واحد. إلى جانب 337,000 أسرة لها أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وقد سجلت العاصمة الألمانية فائض هجرة يقارب 40 ألف شخص في 2014م.

تحتل برلين المرتبة الخامسة بين أكبر المدن الأوروبية من حيث عدد السكان بعد إسطنبول وموسكو ولندن وسانت بطرسبرج والمرتبة الأولى ضمن قائمة مدن الاتحاد الأوروبي حسب تعداد السكان داخل حدود المدن.

 

اللغة

تُعد الألمانية اللغة الرسمية في برلين ويتحدثها سكان المدينة بلهجتهم المميزة المعروفة باسم (لهجة برلين) وقد أخذت هذه اللهجة العديد من الكلمات والعبارات من لغات ولهجات أخرى مثل الفرنسية واليديشية والبولندية السيلزية. وتعد اللغات الأجنبية الأكثر شيوعاً في برلين هي اللغة التركية والبولندية والإنجليزية والفارسية والعربية والإيطالية والبلغارية والروسية والرومانية والكردية والصربية الكرواتية والفرنسية والإسبانية والفيتنامية.

وبالإمكان سماع اللغة التركية والعربية والكردية والصربية الكرواتية في كثير من الأحيان في الجزء الغربي بسبب وجود مجتمعات مهاجرة كبيرة من الشرق الأوسط الكبيرة ويوغوسلافيا السابقة. بينما اللغات البولندية والإنجليزية والروسية والفيتنامية لها أكبر عدد من المتحدثين الأصليين في برلين الشرقية.

 

العرق

للهجرة الوطنية والدولية إلى عاصمة ألمانيا تاريخ طويل. مثلاً في 1685، بعد إلغاء مرسوم نانت في فرنسا، استقبلت المدينة بموجب مرسوم بوتسدام، الذي ضمن الحرية الدينية والوضع المعفي من الضرائب، اللاجئين الهوغونوت الفرنسيين لمدة عشر سنوات.

وأدت سياسات الهجرة واللجوء النشطة في برلين الغربية إلى موجات من الهجرة في الستينيات والسبعينيات. وتعد برلين موطناً لما لا يقل عن 180,000 من السكان من ذوي الأصول التركية، مما يجعلها أكبر جالية تركية خارج تركيا.

كما أتاح قانون الأجانب الهجرة إلى ألمانيا لبعض المقيمين من الاتحاد السوفيتي السابق في التسعينيات من القرن الماضي. إذ يُشكل هؤلاء حالياً الجزء الأكبر من المجتمع الناطق بالروسية. وشهد العقد الماضي تدفقاً من مختلف الدول الغربية وبعض المناطق الأفريقية. حيث استقر جزء من المهاجرين الأفارقة في الحي الأفريقي.

في ديسمبر 2019م، كان هناك 777,345 مقيماً مسجلاً من جنسية أجنبية و542,975 مواطناً ألمانياً ممَّن لديه “أصول مهاجرة”، بمعنى أنهم هاجروا أو أن أحد والديهم هاجر إلى ألمانيا بعد 1955م. هناك 48% من السكان تحت سن 15 سنة من أصول مهاجرة من حوالي 190 دولة. قُدِّرَ أن هناك ما يتراوح بين 100,000 و 250,000 نسمة غير مسجلين ضمن سكان برلين في 2009م.

وتعتبر مقاطعات ميتي ونيوكولن وفريدريكشاين كروزبرج مقاطعات برلين التي تضم أكبر عدد من المهاجرين أو السكان المولودين في الخارج. وهناك أكثر من 20 مجتمعاً من سكان برلين من أصل غير ألماني، أغلبهم من دول شرق أوروبا والبلقان والشرق الأوسط.

 

الديانة

أظهر تعداد سكاني جرى في 2011م، أن 21.6% من سكان  مدينة برلين ينتمون إلى الكنيسة الإنجيلية، 9.6% إلى الكنيسة الكاثوليكية، 1.5% إلى الكنيسة الأرثوذكسية، 0.7% إلى الكنيسة الإنجيلية الحرة.

وبشكل عام، وصَفَ 37.4% من السكان أنفسهم بأنهم مسيحيون، 9.0% انتموا إلى ديانة أو معتقد آخر، 23.4% لادينيون، 30.2% لم يُجيبوا. وفقاً لتعداد الأشخاص من أصول مهاجرة، كانت نسبة المسلمين في برلين في 2011م نحو 7.6% (حوالي 249,200 شخص)، وهي قريبة من العدد الذي نشره مكتب الإحصاء الحكومي لعام 2009م (حوالي 249.000)، في حين أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الذي يدرس أحوال المسلمين في ألمانيا افترض وجود حوالي 279,800 مسلم في برلين في 2008م (ما نسبته 6.9% من حوالي 4,055,100 مسلم في جمهورية ألمانيا الاتحادية).

من بين ما يقرب من 3.8 مليون شخص في برلين في نهاية 2020م، كان هناك 13.9% بروتستانت، 8.1% كاثوليك و 78% ينتمون إلى طوائف وديانات أخرى أو لا ينتمون إلى أي ديانات. وتعتبر نسبة المسيحيين في المناطق الشرقية من المدينة والتي كانت في السابق تابعة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية، منخفضة بشكل خاص. في 2019م، كان هناك 14.4% بروتستانت و8.3% كاثوليك من بين سكان المدينة.

تضاعف عدد المسلمين تقريباً بين عامي 1992م و2011م. حيث قدرت صحيفة دير شبيغل أن حوالي 350 ألف مسلم صاموا شهر رمضان المبارك في برلين في 2016م. وفقاً لدراسات أجريت في 2018م، انتمى ما بين 250,000 إلى 300,000 شخص (7-9%) إلى طوائف إسلامية. وفي 2019م، أفاد حوالي 437,000 مقيم مسجل، أي 11.6% من إجمالي السكان، أن لديهم خلفية مهاجرة من إحدى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

عاصمة ألمانيا هي مقر المجلس المركزي لليهود في ألمانيا منذ 1999م. وتعد الجالية اليهودية في برلين، أكبر جالية يهودية في ألمانيا، وهي تضم أكثر من 12,000 عضو. وهناك مجتمع بهائي صغير في برلين منذ 1907م. بالإضافة إلى ذلك، يعيش بها حوالي 7,000 هندوسي.

برلين هي مقر رئيس أساقفة الروم الكاثوليك في برلين وأسقف للكنيسة الإنجيلية في برلين وبراندنبورغ ولوساتيا العليا السيليزية. علاوة على ذلك، فإن عاصمة ألمانيا هي مقر العديد من الكاتدرائيات الأرثوذكسية، مثل كاتدرائية القديس بوريس المعمدان، واحدة من مقرين للأبرشية البلغارية الأرثوذكسية في غرب ووسط أوروبا، وكاتدرائية قيامة المسيح التابعة لأبرشية برلين (بطريركية موسكو).

كما توجد العديد من دور العبادة المختلفة في برلين. لدى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية المستقلة 8 أبرشيات وهناك 36 مجمعاً معمدانياً ضمن اتحاد الكنائس الإنجيلية الحرة في ألمانيا و29 كنيسة رسولية جديدة و15 كنيسة ميثودية متحدة و8 تجمعات إنجيلية حرة و4 كنائس للمسيح (للعلم المسيحي) و6 مجمعات لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وكنيسة للكاثوليكية القديمة وكنيسة أنجليكانية.

أيضاً يوجد في برلين أكثر من 80 مسجداً و10 معابد يهودية ومعبدين بوذيين. ومن أشهر دور العبادة: كاتدرائية برلين (البروتستانتية) وكاتدرائية القديسة هيدفيغ (للروم الكاثوليك) والكنيس الجديد ومسجد سيتليك.

 

الاقتصاد

بلغ إجمالي الناتج المحلي لمدينة برلين 147 مليار يورو في 2018م، بزيادة قدرها 3.1% عن العام السابق. ويهيمن قطاع الخدمات على اقتصاد برلين، حيث تعمل حوالي 84% من جميع الشركات في مجال الخدمات.

في 2015م، بلغ إجمالي القوى العاملة في عاصمة ألمانيا 1.85 مليون عامل. وبلغ معدل البطالة أدنى مستوى له منذ 24 عاماً في نوفمبر 2015م بنسبة 10.0%. سجلت برلين، كولاية ألمانية، أعلى معدل نمو سنوي للعمالة من 2012م إلى 2015م. وأُضيف حوالي 130,000 وظيفة في هذه الفترة.

تشمل القطاعات الاقتصادية المهمة في مدينة برلين علوم الحياة، النقل، تقنيات المعلومات والاتصالات، الإعلام والموسيقى، الإعلان والتصميم، التكنولوجيا الحيوية، الخدمات البيئية، البناء، التجارة الإلكترونية، تجارة التجزئة، الأعمال الفندقية والهندسة الطبية.

البحث والتطوير لهما أهمية اقتصادية للمدينة. حيث تدير العديد من الشركات الكبرى مثل فولكس فاغن وفايزر وساب مختبرات ابتكار في المدينة. ويُعد مجمع العلوم والأعمال في أدلرشوف أكبر مجمع تكنولوجي في ألمانيا قياساً بالإيرادات. أصبحت عاصمة ألمانيا مركزاً لنقل الأعمال والاستثمارات الدولية داخل منطقة اليورو.

تملك العديد من الشركات الألمانية والدولية مراكز أعمال أو خدمات في العاصمة. لعدة سنوات عُرف عن اصمة ألمانيا كونها مركز رئيسي لرواد الأعمال. حيث كان لدى برلين أكبر قدر من رأس المال الاستثماري للشركات الناشئة في أوروبا في 2015م.

وتشمل قائمة أكبر 10 أرباب عمل في برلين: ولاية مدينة برلين، دويتشه بان، مجمعات تشارتيه وفيفانتس الطبية، الحكومة الفيدرالية الألمانية، ومزود النقل العام المحلي (شركة برلين للنقل)، سيمنز ودويتشه تيليكوم.

يقع المقر الرئيسي لشركة سيمنز في برلين، وهي ضمن أكبر 500 شركة في جميع أنحاء العالم في فورتشن غلوبال وضمن شركات مؤشر داكس. من بين الشركات الأخرى المدرجة في مؤشر داكس والتي يقع مقرها الرئيسي في برلين، شركة العقارات (دويتشه فونن) وشركة خدمة توصيل الطعام عبر الإنترنت (دليفري هيرو).

ومن بين الشركات الأخرى التي يقع مقرها في برلين، المشغل الوطني للسكك الحديدية (دويتشه بان) وأكسل شبرينغر بالإضافة إلى شركتي تسالاندو وهالوفريش المدرجتين في مؤشر مادكس. ومن بين أكبر الشركات الدولية التي يقع مقرها الرئيسي في ألمانيا أو أوروبا في برلين هي بومباردييه للنقل وشركة تأمين الطاقة لأوروبا وكوكاكولا وفايزر وسوني وتوتال إنرجيز.

كانت البنوك الثلاثة الأكبر التي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة هي دويتشه كريديت بانك ولاندس بانك برلين وبرلين هايب اعتباراً من 2018م.

 

التعليم

ضمَّت برلين 878 مدرسة اعتباراً من 2014م، يدرُس بها 340,658 طالباً في 13,727 فصلاً ويُدرِّسُ لهم 56,787 معلماً ومتدرباً. ويمتد برنامج التعليم الابتدائي لمدة 6 سنوات. بعد الانتهاء من المدرسة الابتدائية، يستمر الطلاب في سيكوندار شوله (المدرسة الشاملة) أو الجيمانزيوم (المدرسة الإعدادية للكلية).

برلين لديها برنامج مدرسي ثنائي اللغة في المدرسة الأوروبية الخاصة، حيث يتعلم الأطفال المناهج باللغة الألمانية بجانب لغة أجنبية، بدءاً من المدرسة الابتدائية وحتى المدرسة الثانوية.

تقدم المدرسة الثانوية الفرنسية في برلين، التي تأسست في 1689م، لتعليم أطفال اللاجئين الهوغونوت، دروساً (ألمانية/فرنسية). كما تعد مدرسة جون إف. كينيدي، مدرسة عامة ثنائية اللغة ألمانية-أمريكية في زيليندورف وتحظى بشعبية خاصة بين أبناء الدبلوماسيين ومجتمع المغتربين الناطقين بالإنجليزية. وتُدرَّس اللغة اللاتينية في 82 مدرسة ثانوية وتُدرَّس اللغة اليونانية القديمة في 8 مدارس ثانوية.

وتعد منطقة العاصمة برلين-براندنبورغ واحدة من أكثر مراكز التعليم العالي والبحث غزارة في ألمانيا وأوروبا. تاريخياً، ينتمي 67 فائزاً بجائزة نوبل إلى جامعات مقرها برلين.

كما يوجد بالمدينة أربع جامعات بحثية عامة وأكثر من 30 كلية خاصة ومهنية وتقنية، تقدم مجموعة واسعة من التخصصات. سُجِّل عدد قياسي بلغ 175,651 طالباً في الفصل الشتوي لعام 2015م/2016م. من بينهم حوالي 18% طالب أجنبي. تضم أكبر ثلاث جامعات مجتمعة في برلين ما يقرب من 103,000 طالب مسجل. وتضم جامعة برلين الحرة حوالي 33,000 طالباً وتضم جامعة هومبولت 35,000 طالباً وتضم جامعة برلين للتكنولوجيا 35,000 طالباً. بينما تضم مدرسة شاريتيه الطبية حوالي 8000 طالب.

تشكل هذه الجامعات الأربعة (تحالف جامعة برلين)، الذي حصل على تمويل من برنامج استراتيجية التميز للحكومة الألمانية. وتضم جامعة برلين للفنون حوالي 4,000 طالب والمدرسة الأوروبية للإدارة والتكنولوجيا هي واحدة فقط من أربع كليات إدارة أعمال في ألمانيا حاصلة على اعتماد ثلاثي.

تضم مدرسة هيرتي وهي مدرسة خاصة للسياسة العامة تقع في ميته، أكثر من 900 طالب وطالبة دكتوراه. يبلغ عدد المسجلين في كلية برلين للاقتصاد والقانون حوالي 11,000 طالب، وجامعة برلين للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا نحو 12,000 طالب وجامعة العلوم التطبيقية للهندسة والاقتصاد حوالي 14.000 طالب.

تتمتع المدينة بكثافة عالية من المؤسسات البحثية المشهورة عالمياً، مثل جمعية فراونهوفر، جمعية ليبنيز، جمعية هيلمهولتز وجمعية ماكس بلانك، وهي مستقلة عن جامعاتها أو مرتبطة بها. في 2012م، كان حوالي 65,000 عالم محترف يعملون في مجال البحث والتطوير في المدينة.

برلين عاصمة ألمانيا هي إحدى مجتمعات المعرفة والابتكار التابعة للمعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا. والذي يقع مقره في مركز ريادة الأعمال في جامعة برلين للتكنولوجيا ويركز على تطوير صناعات تكنولوجيا المعلومات. وهي شريك مع كبرى الشركات متعددة الجنسيات مثل سيمنز ودويتشه تليكوم وساب.

يقع مقر إحدى مجموعات الأبحاث والأعمال والتكنولوجيا الناجحة في أوروبا في حديقة ويستا في برلين-أدلرسهوف، مع وجود أكثر من 1,000 شركة تابعة وإدارات جامعية ومؤسسات علمية.

بالإضافة إلى المكتبات التابعة للجامعة، تعد مكتبة برلين الحكومية مكتبة بحثية رئيسية ويوجد موقعان رئيسيان لها في شارع بوتسدامر وجادة أونتر دين ليندن. هناك أيضاً 86 مكتبة عامة في المدينة. كما يوجد في برلين موقع ريسيرش غيت وهو موقع عالمي للتواصل الاجتماعي بين العلماء.

 

الثقافة

تشتهر عاصمة ألمانيا بالعديد من المؤسسات الثقافية التي يتمتع الكثير منها بسمعة دولية. أطلقت منظمة اليونسكو على برلين لقب “مدينة التصميم” في 2005م، وهي جزء من شبكة المدن الإبداعية منذ ذلك الحين.

برلين هي موطن لنحو 138 متحفاً وأكثر من 400 معرضاً فنياً اعتباراً من 2011م. تعتبر المجموعة المتحفية الموجودة في جزيرة المتاحف هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتقع في الجزء الشمالي من جزيرة شبريه، بين نهر شبريه وقناة كوبفيرغرابن.

وقد عُيِّنَت كمنطقة مخصصة للفنون والآثار بموجب مرسوم ملكي في وقت مبكر من 1841م. بعد ذلك، بُني متحف ألتيس في حديقة لوشتغارتين بالجزيرة. ثم بُني متحف برلين الجديد، الذي يعرض تمثال نصفي للملكة نفرتيتي ومتحف المعرض الوطني القديم، ومتحف بيرغامون ومتحف بوده.

بجانب جزيرة المتاحف، هناك العديد من المتاحف الإضافية في المدينة. مثل متحف غيملده غاليري (معرض الرسوم)، الذي يضم لوحات للفنانين القدامى من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر، بينما يتخصص المعرض الوطني الجديد، في الرسم الأوروبي في القرن العشرين. يعرض هامبورغر بانهوف، في موابيت، مجموعة كبيرة من أعمال الفن الحديث والمعاصر.

كما أعيد افتتاح متحف التاريخ الألماني الموسع في تسوايكوس، مع لمحة عامة عن التاريخ الألماني الذي يمتد لأكثر من ألف عام. ويعد متحف أرشيف باوهاوس متحف من تصاميم مدرسة باوهاوس الفنية الشهيرة. ويضم متحف بيرغروين مجموعة جامع التحف الشهير هاينز بيرغروين، ويضم مجموعة متنوعة من أعمال بيكاسو وماتيس وسيزان وجياكوميتي وآخرين.

ويعد متحف المطبوعات والرسومات جزءاً من متاحف برلين الحكومية ويعد متحف المنتدى الاقتصادي في ساحة بوتسدام في حي ميته، أكبر متحف لفنون الجرافيك في ألمانيا وفي نفس الوقت أحد أهم أربع مجموعة متحفية من نوعها في العالم.

يحتوي المتحف الألماني للتكنولوجيا في كروزبرج على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الفنية التاريخية. ويعرض متحف التاريخ الطبيعي في برلين أكبر ديناصور مركب في العالم. وعينات محفوظة جيداً من الديناصور ريكس والطائر المبكر الأركيوبتركس.

كذلك يوجد في داليم العديد من المتاحف للفنون والثقافة العالمية، مثل متحف الفن الآسيوي والمتحف الإثنولوجي ومتحف الثقافات الأوروبية وكذلك متحف الحلفاء. يضم متحف بروكيه واحدة من أكبر مجموعة الأعمال لفنان من أوائل الحركة التعبيرية في القرن العشرين. يقع متحف شتازي في حي ليشتنبرغ وقد شغل في السابق مقر جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية.

يعرض منظر مدينة برلين كميات كبيرة من فن الشارع الحضري. أصبح جدار برلين نفسه أحد أكبر اللوحات في الهواء الطلق في العالم. لا يزال الامتداد المتبقي له على طول نهر شبريه مثل معرض الجانب الشرقي. يتم تصنيف برلين اليوم باستمرار على أنها مدينة عالمية مهمة لثقافة فن الشارع ويوجد في برلين صالات عرض غنية بالفن المعاصر.

برلين هي موطن لنحو 44 مسرح ودار عرض، كما تضم ثلاث دور أوبرا رئيسية: دار الأوبرا الألمانية وأوبرا برلين الحكومية وأوبرا كوميشه وهناك سبع فرق أوركسترا سيمفونية في برلين، من بينها أوركسترا برلين الفيلهارمونية وهي واحدة من أبرز الأوركسترات العالم. ويعد مسرح أم بوتسدامر بلاتز ومسرح دي ويستنس المكان الرئيسي في المدينة لعروض المسرح الموسيقي.

كما تعتبر حديقة تيرغارتن في ميته، ذات المناظر الطبيعية المصممة من قبل جوزيف بيتر لين، واحدة من أكبر وأشهر المنتزهات في برلين. وتوفر حديقة فيكتوريا كروزبرغ نقطة مشاهدة للجزء الجنوبي من وسط مدينة برلين. وتعد حديقة فولكس بارك في فريدريشاين، التي افتتحت في 1848م، أقدم حديقة في المدينة.

وتُعرف المنطقة المحيطة ببوتسدام، منطقة قصر سانسوسي على وجه الخصوص، بسلسلة من البحيرات المترابطة والمعالم الثقافية. وتعد قصور ومتنزهات بوتسدام وبرلين أكبر موقع للتراث العالمي في ألمانيا.

وتحظى برلين بمجموعة انتقائية للغاية من الهندسة المعمارية والمباني القديمة والحديثة وترتفع بها مجموعات من الأبراج في مواقع مختلفة، كما في ساحة بوتسدام والمدينة الغربية وميدان ألكسندر بلاتز ويوجد في برلين خمسة من أعلى 50 مبنى في ألمانيا. يعد برج التلفزيون في ألكسندر بلاتز في ميته من بين أطول الهياكل في الاتحاد الأوروبي بارتفاع 368م وقد بُني في 1969م، ويمكن رؤيته في معظم المناطق المركزية في برلين.

 

السياحة في عاصمة ألمانيا

برلين هي واحدة من أكثر المراكز زيارة للسياحة المحلية والدولية وقد تضاعفت أرقام السياحة لأكثر من الضعف خلال السنوات العشر الماضية وأصبحت برلين الوجهة الثالثة الأكثر زيارة في أوروبا بعد لندن وباريس.

في 2014م، بلغ عدد الفنادق بها 788 فندقاً، تضم 134,399 سريراً وسجلت المدينة 28.7 مليون ليلة مبيت مع حوالي 11.9 مليون نزيل. وفي 2015م، تألف مشهد الإقامة في برلين من 814 مكان إقامة بسعة سريرية تبلغ حوالي 136,000 سرير ومتوسط معدل إشغال 60.5%. وكان متوسط مدة الإقامة لنزلاء الفنادق 2.4 يوم.

وفي 2016م، كان هناك أكثر من 12.7 مليون نزيل قضوا حوالي 31 مليون ليلة مبيت في فنادق برلين. (مقارنة بنحو 11.3 مليون ليلة مبيت بواقع 4.9 مليون نزيل في 2001م)، يمثل هذا زيادة بنحو 250%.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات في 2015م، أصبحت برلين المنظم الرئيسي للمؤتمرات على مستوى العالم، حيث استضافت 195 اجتماعاً دولياً. تقام بعض أحداث المؤتمر هذه في أماكن مثل سيتي كيوب برلين أو مركز المؤتمرات في برلين. ويعتبر معرض برلين (المعروفة أيضاً باسم برلين إكسبو سنتر سيتي) هو الشركة المنظمة الرئيسية للمؤتمرات في المدينة.

تغطي مساحة المعرض الرئيسية أكثر من 160,000 كم². تجذب العديد من المعارض التجارية واسعة النطاق عدداً كبيراً من الزوار من رجال الأعمال مثل؛ معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (معرض إيفا برلين)، معرض برلين الدولي للطيران، أسبوع الموضة في برلين، أسبوع برلين الأخضر الدولي، فروت لوجيستيكا، معرض النقل إينو ترانس ومعرض السياحة.

يمثل الضيوف الدوليون حوالي 40% من أعداد الزوار ويحتل الزوار من المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والولايات المتحدة المرتبة الأولى بين زوار المدينة. وتضم عوامل الجذب الرئيسية العمارة والمواقع التاريخية والمتاحف والمهرجانات والتسوق والحياة الليلية والأحداث الكبرى التي تجذب مئات الآلاف من الزوار كل عام.

تشمل بعض الأماكن الأكثر زيارة في برلين:

ساحة بوتسدام وساحة ألكسندر والحديقة النباتية ومعرض الجهة الشرقية وجدار برلين وعمود النصر وبوابة براندنبورغ وجزيرة المتاحف وقصر شارلتنبرغ ومنتزه ماور والكاتدرائية الفرنسية والكنيسة الجديدة وغيرها.

هذا وقد أصبحت صناعة السياحة في برلين ركيزة مهمة للاقتصاد الإقليمي نتيجة التطور الإيجابي. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد صناعة الفنادق والمطاعم، إلى حد كبير من السياحة في برلين.

 

الرياضة في برلين

لمدينة برلين تاريخ رفيع المستوى كمدينة مضيفة للأحداث الرياضية الدولية الكبرى. حيث استضافت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936م وكانت المدينة المضيفة لنهائي كأس العالم فيفا 2006م. وأقيمت بطولة العالم لألعاب القوى في الملعب الأوليمبي ببرلين في 2009م.

واستضافت المدينة نهائيات بطولة الدوري الأوروبي لكرة السلة في عامي 2009م و2016م. وكانت أحد مضيفي بطولة أمم أوروبا لكرة السلة 2015م. وفي نفس العام، استضافت برلين نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

في المستقبل، ستستضيف برلين دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في 2023م. ستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها ألمانيا هذه الدورة الرياضية.

كما يعد ماراثون برلين السنوي الدورة الرياضية التي تتمتع بأكبر عدد من أفضل 10 أرقام قياسية عالمية في الجري ويُقام في برلين مهرجان الاستاد الدولي وهو عبارة عن عدد من الأحداث الرياضية الراسخة في المدينة. وتعد ساحة ميلوبارك في كوبنك إحدى أكبر متنزهات التزلج وسباق دراجات بي إم أكس في أوروبا.

سُجِّل حوالي 600,000 شخص من سكان برلين ضمن أعضاء أكثر من 2,300 نادي رياضي ولياقة بدنية في 2013م. وتدير بلدية برلين أكثر من 60 حمام سباحة عام مفتوح ومغلق. وتعتبر برلين أكبر مركز تدريب أوليمبي في ألمانيا ويضم هذا المركز حوالي 500 رياضي (من بينهم 15% من جميع كبار الرياضيين الألمان). شارك سبعة وأربعين من هؤلاء الرياضيين في دورة أولمبياد صيف 2012م. حقق رياضيو برلين خلالها، 7 ميداليات ذهبية و12 فضية و3 ميداليات برونزية.

تترسخ العديد من الأندية المحترفة في برلين وهي تمثل أهم الرياضات التي لها فريق عريض من المشجعين في ألمانيا. يعتبر نادي هيرتا برلين أقدم وأنجح فريق لكرة القدم في برلين. وقد مثل هذا النادي المدينة كعضو مؤسس في الدوري الألماني الممتاز (البوندزليغا) في 1963م.

تشمل أندية الرياضات الجماعية الاحترافية الأخرى: نادي يونيون برلين ونادي فيكتوريا برلين لكرة القدم، ألبا برلين لكرة السلة، برلين ثاندر لكرة القدم الأمريكية، أيسباغن برلين لهوكي الجليد وفوكسه برلين لكرة اليد.

وتشمل أكبر الملاعب الرياضية في المدينة، الاستاد الأولمبي بحوالي 74,649 مقعداً وملعب آلته فورشتراي مع حوالي 22,000 مقعداً، وملعب فريدريش لودفيج جان الرياضي مع 19,000 مقعداً وصالة مرسيدس بنز أرينا بحد أقصى 17,000 مقعداً وصالة فيلودروم بحد أقصى 12,000 مقعداً وقاعة ماكس شميلينغ مع ما يصل إلى 11,900 مقعداً.

 

وسائل المواصلات

البنية التحتية للنقل في برلين شديدة التعقيد، وهي توفر نطاقاً متنوعاً من التنقل الحضري. هناك ما مجموعه 979 جسراً بطول 197 كم مُقام فوق الممرات المائية داخل المدينة. يمر 5,422 كم من الطرق عبر برلين، منها 77 كم من الطرق السريعة (أوتوبان). في 2013م، سُجلت 1.344 مليون سيارة في المدينة، بمعدل 377 سيارة لكل 1,000 ساكن (إحصاء 2013م).

برلين هي إحدى المدن الغربية التي لديها أقل عدد من السيارات بالنسبة لعدد الأفراد. في 2012م، كان هناك حوالي 7,600 سيارة تاكسي في الخدمة.

تربط خطوط السكك الحديدية برلين بجميع المدن الرئيسية في ألمانيا ومع العديد من المدن في الدول الأوروبية المجاورة. توفر خطوط السكك الحديدية الإقليمية لوكالة عبور برلين-براندنبورغ إمكانية الوصول إلى المناطق المحيطة ببراندنبورغ وبحر البلطيق.

وتعد محطة برلين هاوبتبانهوف أكبر محطة سكة حديد منفصلة في أوروبا. وتدير شركة دويتشه بان نظام للقطارات فائقة السرعة (إنتر سيتي إكسبريس) إلى وجهات محلية مثل هامبورغ وميونيخ وكولونيا وشتوتغارت وفرانكفورت وغيرها.

كما تدير خدمة السكك الحديدية السريعة المتصلة بالمطار، بالإضافة إلى القطارات المتجهة إلى العديد من الوجهات الدولية مثل فيينا وبراغ وزيورخ ووارسو وبودابست وأمستردام.

كما ترتبط برلين بنهري إلبه وأودر عبر نهري شبريه وهافل. ولا توجد وسائل نقل ثابتة للركاب من وإلى برلين عن طريق الأنهار، لكن تنقل بعض البضائع عبرها. ويقع أكبر ميناء نهري في برلين، وهو فيستهافن، في حي موابيت. وهو موقع لإعادة الشحن والتخزين للشحن الداخلي ويحظى بأهمية متزايدة.

على غرار المدن الألمانية الأخرى، هناك عدد متزايد من خدمات الحافلات بين المدن. يوجد في المدينة أكثر من 10 محطات تدير الحافلات إلى وجهات في جميع أنحاء ألمانيا وأوروبا وتعتبر محطة الحافلات المركزية في برلين أكبر محطة. ويدير كلاً من مؤسسة النقل الداخلي في برلين وشركة دويتشه بان العديد من أنظمة النقل العام الحضرية الشاملة. ويمكن للمسافرين الوصول إلى جميع وسائل النقل بتذكرة واحدة.

يخدم عاصمة ألمانيا مطار دولي تجاري واحد وهو مطار برلين براندنبورغ، الواقع خارج الحدود الجنوبية الشرقية لبرلين، في ولاية براندنبورغ. بدأ بنائه 2006م، بهدف استبدال مطار تيغيل ومطار شونفيلد كمطار تجاري منفرد في برلين. حيث كان من المقرر افتتاحه في 2012م، لكنه افتتح للعمليات التجارية في أكتوبر 2020م. ومن المقرر تطوير السعة الأولية المخططة له لحوالي 27 مليون مسافر سنوياً، لزيادة سعة المحطة إلى ما يقرب من 55 مليون مسافر سنوياً بحلول 2040م.

قبل افتتاح هذا المطار، كان مطار تيغيل ومطار شونفيلد يخدمان عاصمة ألمانيا بالكامل. كان مطار تيغيل ضمن حدود المدينة، وكان مطار شونيفيلد يقع في نفس موقع مطار برلين براندنبورغ. خدم كلا المطارين 29.5 مليون مسافر في 2015م. وتشتهر برلين بنظام حارات الدراجات المتطور للغاية. تشير التقديرات إلى أن برلين بها 710 دراجة لكل 1,000 ساكن. مَثَّل حوالي 500,000 راكب دراجات يومياً ما نسبته 13% من إجمالي حركة المرور في 2010م.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق