ما هي عاصمة النمسا
عاصمة النمسا هي فيينا وتعد أكبر مدنها وواحدة من ولاياتها التسع. وهي أكثر مدينة مكتظة بالسكان في النمسا، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة أو 2.9 مليون نسمة داخل منطقة العاصمة، أي ما يقرب من ثلث سكان البلاد. كما تعد خامس أكبر مدينة ملائمة من حيث عدد السكان في دول الاتحاد الأوروبي وأكبر المدن على نهر الدانوب. وتشكل المركز الثقافي والاقتصادي والسياسي للنمسا.
وكانت أكبر مدينة ناطقة باللغة الألمانية في العالم حتى بداية القرن العشرين، وقُبَيل تفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية خلال الحرب العالمية الأولى، حينها كان عدد سكان المدينة مليوني نسمة. أما اليوم، فهي ثاني أكبر مدينة ناطقة بالألمانية بعد برلين عاصمة ألمانيا. وتستضيف العديد من المنظمات الدولية الكبرى، بما في ذلك الأمم المتحدة وأوبك ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
تقع فيينا في الجزء الشرقي من النمسا وهي قريبة من حدود التشيك وسلوفاكيا والمجر. وتتعاون هذه الدول معًا في منطقة سينتروب الحدودية الأوروبية. وتشكل فيينا إلى جانب براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا المجاورة ضمن هذا التكتل، منطقة حضرية يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة. وصُنِّفت منطقة وسط المدينة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في 2001م. والتي انتقلت إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في يوليو 2017م.
بالإضافة إلى ذلك، تُعرف باسم (مدينة الموسيقى) نظرًا لإرثها الموسيقي الكبير، كما أن الموسيقيين الكلاسيكيين المشهورين مثل بيتهوفن وموتسارت اعتبروها كموطنهم ومن المعروف أن المدينة لعبت دورًا محوريًّا كمركز رائد للموسيقى الأوروبية، بداية من عصرها الكلاسيكي وحتى أوائل القرن العشرين. إلى جانب ذلك، تُلقَّب أيضًا بمدينة الأحلام، لأنها كانت موطنًا لأول محلل نفسي في العالم، ألا وهو سيغموند فرويد.
وتعود جذور فيينا إلى المستوطنات السلتية والرومانية المبكرة التي تحولت إلى مدينة خلال العصور الوسطى على الطراز الباروكي. ويُعد مركزها التاريخي غنيًّا بالمجموعات المعمارية الفريدة، بما في ذلك القصور والحدائق الباروكية وشارع الحلق (رينغشتراسه) الذي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وتصطف على جانبيه المباني الكبرى والمعالم الأثرية والمتنزهات. وتعتبر مركزًا ثقافيًّا وسياسيًّا لأوروبا، نظرًا لدورها كعاصمة للإمبراطورية النمساوية-المجرية منذ 1804م.
وأيضًا تشتهر بجودة الحياة العالية وفي دراسة أجريت في 2005م على 127 مدينة عالمية، صنَّفتها وحدة المعلومات الاقتصادية في المرتبة الأولى (بالتعادل مع فانكوفر وسان فرانسيسكو) ضمن المدن الأكثر ملاءمة للعيش في العالم. وجاءت في المرتبة الثانية بعد ملبورن بين عامي 2011م و2015م. بينما صنَّفها “تقييم جودة الحياة” الذي أجرته مجلة مونوكول في 2015م، في المرتبة الثانية ضمن قائمة أفضل 25 مدينة في العالم.
وصنَّف برنامج موئل الأمم المتحدة فيينا باعتبارها المدينة الأكثر ازدهارًا في العالم في 2012-2013م. واحتلت المدينة المرتبة الأولى عالميًّا لثقافتها الابتكارية في عامي 2007م و2008م، والسادسة عالميًّا (من بين 256 مدينة) في مؤشر مدن الابتكار لعام 2014م، الذي حلَّل 162 مؤشرًا في ثلاث مجالات: الثقافة والبنية التحتية والأسواق.
كما تستضيف بانتظام مؤتمرات التخطيط الحضري وغالبًا ما تُستخدم كدراسة حالة من قبل مخططي المناطق الحضرية. حيث كانت الوجهة الأولى في العالم للمؤتمرات والاتفاقيات الدولية بين عامي 2005م و2010م. وتعد واحدة من أكثر المدن زيارة في أوروبا مع حوالي 7.5 مليون سائح سنويًّا وحوالي 16.5 مليون ليلة مبيت.
أصل تسمية عاصمة النمسا
الاسم العربي لفيينا مأخوذ من الإنجليزية والتي استعارته من المُسمَّى الإيطالي المماثل. ولا يزال أصل اسم المدينة محل خلاف علمي. يدَّعِي البعض أن الاسم يأتي من فيدونيا، والذي يعني (تيَّار الغابة)، وتحوَّل لاحقًا إلى فينيا بالألمانية العليا القديمة ثم إلى فيين، بالألمانية العليا الجديدة. فيما يعتقد البعض الآخر أن الاسم يأتي من اسم المستوطنة الرومانية، فيندوبونا، ذات الجذور السلتية والتي تعني على الأرجح (مستوطنة بيضاء).
تاريخ فيينا
التاريخ المبكر
عثر العلماء على أدلة تشير إلى أن منطقة فيينا كانت مأهولة بالسكان منذ 500 سنة قبل الميلاد، وذلك عندما استقرت القبائل السلتية بها على نهر الدانوب. إذ حصَّن الرومان المستوطنة الحدودية في تلك المنطقة والتي أطلقوا عليها اسم فيندوبونا في 15 ق.م، لحماية الإمبراطورية من القبائل الجرمانية في الشمال.
واستمرت العلاقات الوثيقة بين السلتيين في النمسا والشعوب السلتية الأخرى مثل الأيرلنديين عبر العصور المتتالية. فقد دُفن الراهب الأيرلندي سانت كولمان في دير ميلك، وعمل القديس الأيرلندي فيرجيل أسقف سالزبورغ لمدة أربعين عامًا بالمنطقة. كما أسَّس الرهبان البينديكتيون الأيرلنديون مستوطنات رهبانية في القرن الثاني عشر ولا تزال الأدلة على هذه الروابط قائمة كما في دير شوتينستيفت في فيينا، والذي كان في يوم من الأيام موطنًا للعديد من الرهبان الأيرلنديين.
أصبح ليوبولد الأول من آل بابنبرغ أميرًا على مرغريفية النمسا في 976م، وهي منطقة تتمركز على نهر الدانوب على الحدود الشرقية لبافاريا. تحوَّلت هذه الإمارة إلى دوقية النمسا لاحقًا. وسَّع كل حكام بابنبرغ اللاحقين الدوقية شرقًا على طول نهر الدانوب، لتضم في النهاية فيينا والأراضي الشرقية. نقل الدوق هنري الثاني المُلقَّب (جاسوميرغوت) مقر سلالة بابنبرغ من كلوسترنوبرغ في النمسا السفلى إلى فيينا في 1145م. ومنذ ذلك الوقت، ظلَّت مركزًا لسلالة بابنبرغ.
أصبحت بعدها مقرًّا لإقامة سلالة هابسبورغ في 1440م. ونمت المدينة في نهاية المطاف لتصبح العاصمة الفعلية للإمبراطورية الرومانية المقدسة في 1437م ومركزًا ثقافيًّا للفنون والعلوم والموسيقى والأطعمة الفاخرة. واحتلت المجر المدينة بين عامي 1485م و1490م. وحالت القوى الأوروبية المسيحية دون سقوطها في أيدي العثمانيين مرتين خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، مرة خلال حصارها في 1529م ومرة خلال معركة فيينا في 1683م. وقد دمر الطاعون العظيم المدينة في 1679م، وقتل ما يقرب من ثلث سكانها.
عصر الإمبراطورية النمساوية
أصبحت فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية التي تشكلت حديثًا، خلال الحروب النابليونية في 1804م. واستمرت المدينة في لعب دور رئيسي في السياسة الأوروبية والعالمية، بما في ذلك استضافة مؤتمر فيينا في 1814-1815م. وشهدت المدينة أيضًا انتفاضات كبيرة ضد حكم آل هابسبورغ في 1848م، والتي جرى قمعها. بعد التسوية النمساوية المجرية في 1867م، وظلَّت عاصمة لما أصبح فيما بعد (الإمبراطورية النمساوية المجرية).
وكانت المدينة بمثابة مركزًا للموسيقى الكلاسيكية، أو ما يُطلق عليه المدرسة الفيينية الأولى والتي كان من روادها بيتهوفن وموتسارت وهايدن. وخلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وطوَّرت ما كان في السابق زوايا وميادين رينغشتراسه، وهو الشارع الجديد الذي أحاط بالمدينة التاريخية ضمن مشروع فخم كبير. لاحقًا، دُمِجَت الضواحي السابقة، ونمت المدينة بشكل كبير. وأصبحت فيينا عاصمة جمهورية ألمانيا النمساوية في 1918م، عقب الحرب العالمية الأولى، ثم عاصمة جمهورية النمسا الأولى في 1919م.
وظلَّت المدينة مركزًا للثقافة العالية والحداثة من أواخر القرن التاسع عشر إلى 1938م. واستضافت كعاصمة للموسيقى العالمية، ملحِّنين مثل برامز وبروكنر وماهلر وريتشارد شتراوس. وتضمنت المساهمات الثقافية للمدينة في النصف الأول من القرن العشرين، حركة فيينا الانفصالية الفنية، والتحليل النفسي، ومدرسة فيينا الثانية (كان من روادها شوينبيرغ وبيرغ ويبرن)، والهندسة المعمارية لأدولف لوس وفلسفة لودفيغ فيتغنشتاين ودائرة فيينا الفلسفية.
وعاش كل من أدولف هتلر وليون تروتسكي وجوزيب بروز تيتو وسيغموند فرويد وجوزيف ستالين على بعد بضع كيلومترات من بعضهم البعض في وسط فيينا في 1913م، وأصبح بعضهم منتظمين في نفس المقاهي. وبدأ النمساويون يعتبرونها مركزًا للسياسة الاشتراكية، وأصبح يشار إليها أحيانًا باسم (فيينا الحمراء). وقد أرسل المستشار إنغلبرت دولفوس الجيش النمساوي لقصف مساكن مدنية فيها مثل مساكن كارل ماركس-هوف التي احتلتها الميليشيا الاشتراكية وذلك خلال الحرب الأهلية النمساوية التي اندلعت في 1934م.
الانضمام للرايخ
أصبحت النمسا جزءًا من الرايخ الثالث بعد عملية أنشلوس (الضم) في 1938م، حين تحدَّث المستشار الألماني المولود في النمسا، أدولف هتلر، إلى الألمان النمساويين من شرفة مبنى نويبرغ، في ساحة هيلدا في فيينا. مما جعلها تفقد مكانتها كعاصمة لصالح برلين بين 1938م ونهاية الحرب العالمية الثانية في 1945م، حيث لم يكن هناك وجود للنمسا. وكانت أيضًا مركزًا لجماعة المقاومة البارزة التي نظمها الراهب هاينريش ماير ضد النازيين، وقد زودت هذه الجماعة قوات الحلفاء بمعلومات بالغة الأهمية حول مواقع وأسلحة النازيين. إلا أن الجستابو (البوليس السري النازي) كشف عنها وأعدم معظم أعضائها.
وقد شن الجيش الأحمر السوفيتي هجومًا باسم هجوم فيينا ضد الألمان الذين كانوا يسيطرون على المدينة في 2 أبريل 1945م. حيث أدَّت الغارات الجوية البريطانية والأمريكية وكذلك المبارزات المدفعية بين الجيش الأحمر وقوات إس إس والفيرماخت النازية، إلى شل البنية التحتية، مثل خدمات الترام وتوزيع المياه والطاقة، ودمَّرت أو ألحقت أضرارًا بآلاف المباني العامة والخاصة. وسقطت فيينا بعد أحد عشر يومًا في إيدي السوفييت. وفي نهاية الحرب، انفصلت النمسا مرة أخرى عن ألمانيا، واستعادت فيينا مكانتها كعاصمة لجمهورية النمسا، لكن السيطرة السوفيتية على المدينة ظلَّت حتى 1955م، عندما استعادت النمسا سيادتها كاملة.
تقسيم فيينا
بعد الحرب، كانت فيينا جزءًا من النمسا الشرقية التي احتلها السوفييت حتى سبتمبر 1945م. على غرار برلين، وقُسِّمت في سبتمبر 1945 إلى أربع قطاعات من قبل القوى الأربع: الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفيتي والتي أشرفت عليها لجنة الحلفاء. وأثار حصار برلين في 1948م مخاوف الغرب من أن السوفييت قد يكررون نفس الحصار في عاصمة النمسا.
وأصبحت فيينا مرتعًا للتجسس الدولي بين الكتل الغربية والشرقية خلال السنوات العشر من احتلال القوى الأربع. وفي أعقاب حصار برلين، اتخذت الحرب الباردة في فيينا أسلوبًا مختلفًا، فمع قبول تقسيم ألمانيا وبرلين، قرَّر السوفييت عدم السماح لنفس الحالة بالظهور في النمسا وعاصمتها. حيث لم توضع أسوار من الأسلاك الشائكة حول محيطها كما حدث في برلين الغربية في 1953م.
وبحلول عام 1955م، وافق السوفييت، من خلال التوقيع على معاهدة الدولة النمساوية، على التخلي عن مناطق احتلالهم في النمسا الشرقية وكذلك قطاعهم في فيينا. في المقابل، طلبوا من النمسا إعلان حيادها الدائم بعد مغادرة قوى الحلفاء البلاد. وبالتالي، تأكدوا أنها لن تكون عضوًا في حلف الناتو، بحيث لن يكون لقوات الناتو اتصالًا مباشرًا بين إيطاليا وألمانيا الغربية.
التاريخ المعاصر
استمرت السيطرة الرُّباعية على عاصمة النمسا حتى جرى التوقيع على معاهدة الدولة النمساوية في مايو 1955م. في ذلك العام، بعد سنوات من إعادة الإعمار والترميم، أعيد افتتاح دار الأوبرا الحكومية ومسرح بورغ للجمهور، وكلاهما يقعا في رينغشتراسه. ووقَّع الاتحاد السوفيتي على معاهدة الدولة النمساوية بعد تعهُّد سياسي من قبل الحكومة الفيدرالية بإعلان حياد النمسا بعد انسحاب قوات الحلفاء. ويضمن قانون الحياد هذا، الذي جرى إقراره في أواخر أكتوبر 1955م (وليس معاهدة الدولة نفسها)، أن دولة النمسا الحديثة لن تؤيد حلف الناتو ولا الكتلة السوفيتية، وكان هذا أحد أسباب تأخر انضمام النمسا إلى الاتحاد الأوروبي حتى 1995م، لكن النمسا لم تنضم إلى الناتو حتى اليوم.
وافتتح المستشار النمساوي برونو كريسكي مركز فيينا الدولي خلال السبعينيات، وهي منطقة جديدة من المدينة تأسست لاستضافة المؤسسات الدولية. واستعادت العاصمة الكثير من مكانتها الدولية السابقة من خلال استضافة المنظمات الدولية، مثل منظمات الأمم المتحدة (منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومكتب الأمم المتحدة، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة)، واللجنة التحضيرية للاختبار النووي الشامل، ومنظمة معاهدة الحظر، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة البلدان المصدرة للبترول، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
الموقع الجغرافي
تقع فيينا في شمال شرق النمسا، عند أقصى امتداد لجبال الألب شرقًا فيما يُعرف بحوض فيينا. وتكوَّنت أول مستوطنة، في موقع المدينة الداخلية اليوم، جنوب نهر الدانوب المتعرج حيث تمتد المدينة حاليًّا على جانبي النهر. ويتراوح ارتفاعها من 151م إلى 542م فوق سطح البحر. وتبلغ مساحة المدينة الإجمالية 414.65 كم²، مما يجعلها أكبر مدينة في النمسا من حيث المساحة.
ويُعد حوالي نصف المدينة عبارة عن أراضٍ عُشبية فيما تُستخدم أجزاء أكبر منها للزراعة. وتقع عاصمة النمسا في قلب قارة أوروبا تقريبًا ما يجعلها على بعد 60 كم من براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، و250 كم من بودابست عاصمة المجر، و350 كم من براغ عاصمة جمهورية التشيك، و400 كم من ميونيخ، و651 كم من برلين عاصمة ألمانيا، و1,112 كم من بروكسل عاصمة بلجيكا و1,243 كم من باريس عاصمة فرنسا.
مناخ عاصمة النمسا
تتمتع بمناخ محيطي حسب تصنيف كوبن للمناخ. حيث تحظى بصيف دافئ، مع هطول أمطار دورية يمكن أن تصل إلى ذروتها السنوية في يوليو وأغسطس ويصل متوسط درجات الحرارة المرتفعة من يونيو إلى سبتمبر من حوالي 21 إلى 27°، مع تجاوزها الحد الأقصى القياسي لتصل إلى 38° ويصل أدنى مستوى قياسي لها في سبتمبر بمقدار 5.6°. ويعتبر الشتاء جاف وبارد نسبيًّا مع متوسط درجات حرارة تصل إلى نقطة التجمد تقريبًا.
بينما الربيع متغير والخريف بارد، مع احتمال تساقط الثلوج بالفعل في نوفمبر. ويعتبر هطول الأمطار معتدل بشكل عام على مدار العام، حيث يبلغ متوسطه حوالي 550 ملم سنويًّا، مع وجود اختلافات محلية كبيرة، ومنطقة غابات فيينا في الغرب هي الجزء الأكثر رطوبة والمنطقة ذات السهول المسطحة في الشرق هي الجزء الأكثر جفافًا. ومن الشائع تساقط الثلوج في الشتاء، لكن ليس بالقدر نفسه مقارنة بالمناطق الغربية والجنوبية من النمسا.
التقسيم الإداري
تتكون فيينا من 23 مقاطعة تُديرها مكاتب باسم مكاتب المقاطعات الإدارية، ويخضع مديرو هذه المكاتب لرئيس بلديتها؛ بينما تخضع شرطة المدينة للإشراف الاتحادي. ويعتبر مايكل لودفيغ من الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو عمدة ورئيس بلدية فيينا منذ 2018م.
وكل سكان منطقة العاصمة بما في ذلك مواطنو الاتحاد الأوروبي الذين لديهم إقامة دائمة فيها، ولديهم الحق في انتخاب مجلس لكل مقاطعة. وتشرف البلدية على ميزانيات الصيانة، على سبيل المثال، للمدارس والمتنزهات، بينما تكون المقاطعات قادرة على تحديد الأولويات بشكل مستقل. ويمكن لمجلس المدينة أو مستشار المدينة المسؤول تجاوز أي قرار صادر عن أي مقاطعة.
وكان قلب مدينة فيينا التاريخية، وهو حالياً جزء كبير من المدينة الداخلية، قلعة محاطة بالحقول للدفاع عن نفسها من المهاجمين المحتملين. وفي 1850م، وضمت فيينا بموافقة الإمبراطور 34 قرية مجاورة، إلى حدود المدينة. ونتيجة لذلك، هُدمت أسوارها بعد 1857م، مما أتاح توسعة وسط المدينة.
وبُني الشارع الواسع الشهير رينغشتراسه في موضع الأسوار المهدمة، وشيدت على جانبيه المباني العامة والخاصة والآثار والحدائق في بداية القرن العشرين. وتشمل هذه المباني قاعة المدينة ومسرح بورغ والجامعة والبرلمان ومتاحف التاريخ الطبيعي والفنون الجميلة ودار الأوبرا. وهو أيضًا موقع الجناح الجديد لهوفبورغ، والقصر الإمبراطوري السابق ووزارة الحرب الملكية والإمبراطورية التي شُيِّدت في 1913م. كما تقع كاتدرائية سانت ستيفن القوطية بشكل أساسي في وسط المدينة، في ساحة ستيفانسبلاتز.
السكان
زاد عدد سكان فيينا بشكل حاد خلال فترة وجودها كعاصمة للنمسا-المجر (1867-1918م)، بسبب الصناعة والهجرة من أجزاء أخرى من الإمبراطورية. وكان عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة في 1910م، وكانت ثالث أكبر مدينة في أوروبا بعد لندن وباريس. وفي بداية القرن العشرين، كانت تعتبر ثاني أكبر مدينة تضم سكان تشيكيين في العالم (بعد براغ). وقد عاد العديد من التشيكيين والمجريين إلى بلدان أجدادهم بعد الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى انخفاض عدد سكانها.
وبعد الحرب العالمية الثانية، استخدم السوفييت القوة لإعادة العمال من أصول تشيكية وسلوفاكية ومجرية للعودة إلى أوطانهم العرقية لتعزيز اقتصاد الكتلة السوفيتية. وخلال القرن العشرين، لم يظهر نموًّا كبيرًا في التعداد السكاني مرة أخرى حتى تعداد عام 2000م. وفي 2020م، ظل عدد سكان فيينا أقل بكثير مما كان عليه في 1916م.
حيث كان هناك 16% من الأشخاص الذين يعيشون في النمسا من جنسيات أخرى غير النمساوية بحلول 2001م، نصفهم تقريبًا من دولة يوغوسلافيا السابقة وجاءت الجنسيات التالية الأكثر عددًا في فيينا من الأتراك (39,000 نسمة بنسبة 2.5%)، البولنديون (13,600 نسمة بنسبة 0.9%) والألمان (12,700 نسمة بنسبة 0.8%).
وأظهر تقرير رسمي من هيئة الإحصاء النمساوية في 2012م، أن أكثر من 660,000 نسمة (38.8%) من سكان فيينا لديهم أصول مهاجرة كاملة أو جزئية، معظمهم من يوغوسلافيا السابقة وتركيا وألمانيا وبولندا ورومانيا والمجر. وقد نما عدد سكان المدينة بنسبة 10.1% من 2005م إلى 2015م. وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وقد تكون عاصمة النمسا المدينة الأسرع نموًّا من بين 17 منطقة حضرية أوروبية حتى 2025م بزيادة سكانية قدرها 4.65%، مقارنة بعام 2010م.
الدين
وفقًا لتعداد عام 2001م، تألَّف سكان فيينا من 49.2% كاثوليك، 25.7% لادينيون، 7.8% مسلمون، 6.0% مسيحيون أرثوذكس شرقيون، 4.7% بروتستانت (معظمهم لوثريون)، 0.5% يهود و6.3% كانوا إما من ديانات أخرى أو لم يجيبوا. كما أظهر تقرير صدر في 2011م من المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية أن النسب قد تغيَّرت، مع 41.3% كاثوليك، 31.6% لادينيون، 11.6% مسلمون، 8.4% أرثوذكس شرقيون، 4.2% بروتستانت و2.9% آخرون.
واستنادًا إلى المعلومات المقدمة إلى مسؤولي المدينة من قبل منظمات دينية مختلفة حول عضويتهم، يفيد الكتاب الإحصائي السنوي لفيينا أنه في 2018م كان هناك ما يقدر بنحو 610,269 من الروم الكاثوليك، أو 32.3% من السكان، و195,000 (10.3%) مسلمون، 70,298 (3.7%) أرثوذكس، 57,502 (3.0%) مسيحيون آخرون و9,504 (0.5%) ديانات أخرى. وقدَّرت دراسة أجراها معهد فيينا للديموغرافيا أن نسب 2018م كانت 34% كاثوليكيون و30% غير منتسبين و15% مسلمون و10% أرثوذكس و4% بروتستانت و6% ديانات أخرى. وشكَّل المسلمون 30% من إجمالي نسبة أطفال المدارس في فيينا اعتباراً من ربيع 2014م.
وتعتبر عاصمة النمسا هي مقر أبرشية متروبوليتان للروم الكاثوليك وتُعد الكنائس الكاثوليكية من بين أبرز المباني التاريخية الأكثر أهمية في المدينة، بما في ذلك كاتدرائية القديس ستيفن (ستيفانسدوم) وكارلسكيرشه وبيترسكيرشه وفوتيفكيرشه. ويُعتبر مركز فيينا الإسلامي أكبر مسجد في النمسا منذ 1979م ويوجد معبد بوذي بالمدينة شُيِّد على ضفاف نهر الدانوب في 1983م.
اللغة
جميع سكان عاصمة النمسا تقريبًا يتحدثون اللغة الألمانية باللهجة البافاريَّة الوسطى وبجانب الألمانية تتحدث الأقليات المختلفة في المدينة اللغات الكرواتية والمجرية والسلوفينية والتركية وغيرها.
الثقافة
كان للفن والثقافة تقليد طويل في فيينا، بما في ذلك المسرح والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والفنون الجميلة. ويعتبر مسرح بورغ من أفضل المسارح في العالم الناطق بالألمانية إلى جانب فرعه الآخر، المسرح الأكاديمي. كما يتمتع المسرح الشعبي والمسرح في يوسفستادت بسمعة طيبة. هناك أيضًا العديد من المسارح الأصغر، أغلبها مخصصة لأشكال أقل شيوعًا للفنون المسرحية، مثل المسرحيات الحديثة أو التجريبية.
ويعتبر المسرح الإنجليزي فيها، والذي تأسس في 1963م، أقدم مسرح يقدم عروضه باللغة الإنجليزية في أوروبا القارية. بجانب ذلك، استضافت مسابقة الأغنية الأوروبية في مايو 2015م، بعد فوز النمسا بإقامتها في 2014م. ويوجد فيها عدد من المتاحف في حي المتاحف، وهي الأكشاك الإمبراطورية السابقة التي تحوَّلت إلى مجمَّع متاحف في التسعينيات. لعل أشهر هذه المتاحف، متحف الفن الحديث ومتحف ليوبولد. ويحتوي قصر ليختنشتاين على مجموعة كبيرة من أكبر المجموعات الفنية الخاصة في العالم، خاصة خلال عصر الباروك.
بينما يحتوي فندق بلفيدير، الذي بُني في عهد الأمير يوجين، معرضًا يضُم لوحات ومنحوتات شهيرة. ويعتبر هوفبورغ موقع للخزانة الإمبراطورية، التي تضم جواهر الإمبراطورية لسلالة هابسبورغ. ويسمح متحف سيسي وهو متحف مخصص للإمبراطورة إليزابيث ملكة النمسا، للزوار بمشاهدة الغرف الإمبراطورية بالإضافة إلى الخزانة الفضية. ويقع متحف تاريخ الفن مباشرة مقابل هوفبورغ، والذي يضم العديد من اللوحات للرسامين القدامى والتحف القديمة والكلاسيكية بجانب متحف التاريخ الطبيعي.
كذلك هناك العديد من المتاحف الأخرى، بما في ذلك متحف ألبرتينا، متحف التاريخ العسكري، المتحف الفني، متحف الدفن، متحف الفن المقلد، بيت الفن، متحف الفنون التطبيقية، متحف سيغموند فرويد، منزل موتسارت، المتحف التاريخي للمدينة، متحف الرومان، ومتحف الساعة وغيرها.
الاقتصاد
فيينا هي واحدة من أغنى المناطق في الاتحاد الأوروبي. إذ يشكل الناتج المحلي الإجمالي البالغ 47,200 يورو للفرد 25.7 % من الناتج المحلي الإجمالي للنمسا في 2013م. وهو يمثل 159% من متوسط الاتحاد الأوروبي. حيث حسَّنت المدينة موقعها من 2012م في تصنيف المدن الأكثر قوة اقتصاديًّا لتصل إلى المرتبة التاسعة في 2015م.
ويعد قطاع الخدمات أهم قطاع اقتصادي فيها، بحصة تبلغ 85.5% من إجمالي القيمة المضافة. وتستحوذ الصناعة والتجارة على حصة 14.5% من إجمالي هذه القيمة، بينما يستحوذ القطاع الأوَّلِي (الزراعة) على 0.07%، وبالتالي يلعب دورًا ثانويًّا في القيمة المضافة المحلية. ومع ذلك، فإن زراعة وإنتاج النبيذ داخل حدود المدينة لهما قيمة اجتماعية وثقافية عالية.
ومن أهم قطاعات الأعمال هي التجارة (14.7% من القيمة المضافة في فيينا)، والخدمات العلمية والتكنولوجية، والعقارات وأنشطة الإسكان وكذلك تصنيع السلع. حيث بلغت مساهمة فيينا في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الصادرة والواردة في النمسا حوالي 60% في 2012م، مما يدل على دورها كمركز دولي للشركات المحلية والأجنبية.
ومنذ سقوط الكتلة الشرقية، وسَّعت عاصمة النمسا مكانتها كبوابة لأوروبا الشرقية: إذ يوجد 300 شركة دولية لها فروع ومكاتب فيها وفي ضواحيها للتعامل مع دول أوروبا الشرقية. ومن بين هذه الشركات: هيوليت باكارد وهينكل وباكسالتا وسيمنز. وتتمتع الشركات فيها بعلاقات وكفاءات واسعة في الأعمال التجارية مع أوروبا الشرقية نتيجة الدور التاريخي للمدينة كمركز لإمبراطورية هابسبورغ.
ولا يزال عدد الشركات الدولية فيها يتزايد: فقد كانت 159 شركة في 2014م، ووصلت إلى 175 شركة في 2015م. وفي المجمل، تأسَّس فيها ما يقرب من 8,300 شركة جديدة منذ 2004م. تعمل غالبية هذه الشركات في مجالات الخدمات الموجهة نحو الصناعة وتجارة الجملة بالإضافة إلى تقنيات المعلومات والاتصالات والوسائط الجديدة.
وتبذل فيينا جهدًا كبيرًا لترسيخ مكانتها كمركز لبدء انطلاق الشركات. وتستضيف المدينة مهرجان الرواد السنوي منذ 2012م، وهو أكبر حدث للشركات الناشئة في وسط أوروبا بمشاركة 2,500 مشارك دولي في قصر هوفبورغ. وصَنَّفَت تيك كوكتيل وهي بوابة إلكترونية عن الشركات الناشئة، مدينة فيينا في المرتبة السادسة بين أفضل عشر مدن للشركات الناشئة في العالم.
التعليم
فيينا هي المركز الرئيسي للتعليم في النمسا وموطن للعديد من الجامعات والكليات المهنية والجيمنازيوم (المدارس الثانوية) ومن أبرز الجامعات بها:
- جامعة فيينا.
- أكاديمية الفنون الجميلة.
- جامعة أوروبا الوسطى.
- الأكاديمية الدبلوماسية.
- جامعة فيينا الطبية.
- الجامعة الخاصة للإدارة.
- جامعة الفنون التطبيقية.
- جامعة العلوم التطبيقية.
- جامعة الموسيقى والفنون المسرحية.
- جامعة الطب البيطري.
- جامعة فيينا للاقتصاد والأعمال.
- جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة.
- جامعة العلوم التطبيقية.
- جامعة فيينا التكنولوجية.
- جامعة ويبستر.
- جامعة سيغموند فرويد والأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد.
أما بالنسبة لأبرز الجامعات والمدارس الدولية فتشمل:
- مدرسة الدانوب الدولية.
- الجامعة الدولية.
- كلية هندسة الصوت.
- مدرسة لودر للأعمال.
- المدرسة الفرنسية.
- مدرسة فيينا المسيحية.
- مدرسة فيينا الدولية.
- المدرسة الأمريكية الدولية.
- المدرسة اليابانية.
- مدرسة أماديوس الدولية.
السياحة في فيينا
تشمل مناطق الجذب السياحي الرئيسية، القصور الإمبراطورية في هوفبورغ وشوينبرون وهي موطن أقدم حديقة حيوانات في العالم وهي حديقة حيوان شونبرون وعجلة فيريس في براتر. وتشمل المعالم الثقافية مسرح بورغ ودار الأوبرا وخيول ليبيزانير في المدرسة الإسبانية للفروسية وجوقة فيينا بويز، فضلًا عن الرحلات الاستكشافية إلى منطقة هيوريغن.
يوجد أيضًا أكثر من 100 متحف فني، والتي تجذب معًا أكثر من ثمانية ملايين زائر سنويًّا. أشهرها:
- ألبرتينا.
- بلفيدير.
- ليوبولد.
- كونست هاوزوين.
- بنك النمسا كونستفوروم.
- متحف كونستوريستشيسز التوأم.
- متحف التاريخ الطبيعي.
- متحف المعرفة التقنية.
وكلٌّ منها يستقبل أكثر من ربع مليون زائر سنويًّا. ويُعد المركز التاريخي للعاصمة وقصر شونبرون حاليًّا جزءًا من التراث العالمي لليونسكو. وهناك العديد من المواقع الشهيرة المرتبطة بالملحنين الذين عاشوا فيها بما في ذلك مساكن بيتهوفن المختلفة ومقبرته في المقبرة المركزية وهي أكبر مقبرة فيها وموقع دفن العديد من المشاهير. كما أن هناك ضريح تذكاري لموتسارت في حدائق هابسبورغ.
وتجتذب كنائسها العديدة أيضًا أعداد كبيرة من السياح، ومن أشهرها كاتدرائية القديس ستيفن، دويتشوردنسكيرشه، اليسيزويتينكيرشه، كارلسكيرشه، بيتيرسكيرشه، ماريا آم جيستاد، مينوريتينكيرشه، روبرشتسكيرتشه، شوتينكيرشه وسانت أولريتش وفوتيفكيرشه.
وتتميز المدينة بأبنيتها ذات الطراز المعماري الكلاسيكي وفن الباروك ويمكن للزوار إلقاء نظرة أعمق على تاريخ المدينة من خلال جولات التجول المجانية الشهيرة. كما يمكن للسياح التمتع بالحدائق والمتنزهات التي يوجد العديد منها، بما في ذلك:
- سيتي بارك.
- حديقة القلعة.
- الحديقة العامة في هوفبورغ.
- حديقة القصر في قصر بلفيدير. (موطن الحدائق النباتية).
- حديقة الدانوب.
- حديقة قصر شونبرون.
- براتر.
- أوغارتن.
- حديقة سيتي هول.
- لينزر تيرجارتن.
- دهنبارك.
- ريسيل بارك.
- منتزه فوتيف.
- كوربارك أوبيرلا.
- أور ويلسباخ بارك.
- توركينشانز بارك وغيرها.
كما تنتشر المنتزهات الصغيرة، المعروفة باسم بيسيرلباركس، في كل مكان في مناطق المدينة الداخلية.
الرياضة
تُعد عاصمة النمسا موطناً للعديد من فرق كرة القدم المحلية. لعل أشهرها أوستريا فيينا الفائز بنحو 21 لقبًا في الدوري النمساوي و27 بطولة في الكأس، وفريق رابيد فين الذي سجَّل 32 لقبًا في الدوري النمساوي، بجانب الفريق الأقدم، فيرست فيينا. وتشمل الأندية الرياضية المهمة الأخرى نادي رايفيزن فايكينغز فيينا وهو نادي لكرة القدم الأمريكية، فاز أربع مرات متتالية بلقب الدوري الأوروبي بين عامي 2004م و2007م وحقق موسمًا مثاليًّا في 2013م.
ونادي هوت فوليز فيينا، للكرة الطائرة وفيينا واندررز للبيسبول، الذي فاز ببطولة دوري البيسبول النمساوي 2012م و2013م، وفيينا كابيتالز لهوكي الجليد. وهي أيضًا المدينة التي تأسس فيها الاتحاد الأوروبي لكرة اليد. وهناك أيضًا ثلاثة نوادي للرغبي هي: فيينا سلتيك، أقدم نادي للرغبي في النمسا، آر سي دوناو، وستاد فينويس.
وتستضيف العديد من الأحداث الرياضية المختلفة بما في ذلك ماراثون فيينا، الذي يجذب أكثر من 10,000 مشارك كل عام ويُقام عادة في شهر مايو. وأقيمت بطولة العالم لهوكي الجليد في النمسا في 2005م واستضافت النهائي. واستضاف ملعب إرنست هابيل أربع نهائيات لدوري أبطال أوروبا وكأس الأندية أبطال أوروبا في سنوات 1964م و1987م و1990م و1995م.
كما استضافت نهائي يورو 2008م في 29 يونيو 2008م والذي شهد فوز إسبانيا 1-0 على ألمانيا. كما تُقام بطولة فيينا المفتوحة للتنس أيضًا في المدينة منذ 1974م. وتُلعب المباريات في صالة فينر ستادثال. وستستضيف بطولة كأس العالم لكرة السلة 3×3 الرسمية في مايو 2023م. وتعد قناة دانوب الجديدة الخالية من حركة المرور النهرية وجهة شهيرة للأنشطة الترفيهية والرياضية.
وسائل المواصلات
تملك عاصمة النمسا وصلات طرق متعددة بما في ذلك الطرق السريعة وشبكة نقل واسعة مع نظام سيارات أجرة موحَّد يدمج وسائل المواصلات البلدية والإقليمية والسكك الحديدية تحت مظلة نقابة النقل بالمنطقة الشرقية. وتتوفر وسائل النقل العام عن طريق الحافلات والترام وخمسة خطوط مترو أنفاق (يو-بان)، تُشغِّل معظمها شركة الخطوط الفيينية. ويوجد أيضًا أكثر من 50 محطة قطار ضواحي فئة (فيينا إس-بان) داخل حدود المدينة. ويتم تشغيل قطارات الضواحي من قبل السكك الحديدية الاتحادية النمساوية.
وتشكل المدينة محور نظام السكك الحديدية النمساوية، مع خدمات تصل إلى جميع أنحاء البلاد وخارجها. ويربط نظام السكك الحديدية محطة فيينا الرئيسية في (فيينا هاوبتبانهوف) بالمدن الأوروبية الأخرى مثل: برلين، براتيسلافا، بودابست، بروكسل، كولونيا، فرانكفورت، هامبورغ، ليوبليانا، ميونيخ، براغ، البندقية، فروتسواف، وارسو، زغرب وزيورخ.
ويخدم المدينة جوًّا مطار فيينا الدولي، الذي يقع على بعد 18 كم جنوب شرق وسط المدينة بجوار بلدة شويشات. وتعامل المطار مع ما يقرب من 31.7 مليون مسافر في 2019م. بعد مفاوضات مطوَّلة مع المجتمعات المحيطة، جرى توسيع المطار لزيادة قدرته عن طريق إضافة مدرج ثالث. كما خضع المطار لتوسُّع آخر، بإقامة مبنى الركاب الجديد الذي جرى افتتاحه في 2012م للاستعداد للزيادة المرتقبة في أعداد المسافرين.