دعاء الرزق
دعاء الرزق والتوفيق وتيسير الأمور يفتح لك الأبواب المغلقة التي سُدَّت في وجهك، ويسهِّل طريقك نحو تحصيل الرزق والمال، ويجلب لك راحة البال، ويجعلك متمسكاً بما عند الله تعالى من خير، فهو الرزاق الحليم، وهو المدبر لكل أمر، فإذا ضاقت بك الدنيا وهزمتك الأحداث وأصبحت متكدر المزاج، فاسأل الله من فضله، وسيفاجئك عطاؤه الجزيل، ونعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.
ذلك أن خزائن الله تعالى عامرة لا تنفد أبدا، كما أن سؤال الله الرزق السريع مع الأخذ بالأسباب الممكنة والمتاحة والاجتهاد فيها، سيريحك من عناء التفكير في المال وكثرته، لأنك بذلك ستكون قد قُمت بما تستطيع القيام به، ولم تترك باباً لم تسلكه، فإن كان الرزق كبيراً فهذا توفيق من الله تعالى، وإلا تكون قد فعلت ما تستطيع فعله، ومنعت عن نفسك التقصير وكثرة التفكير والقلق.
دعاء الرزق وأذكاره
دعاء الرزق الذي لا يُرد كله خير وبركة، وهناك الكثير من الأدعية الواردة عن النبي ﷺ في هذا الباب، وهي تمثِّلُ مفاتيح مهمة من أجل جلب الرزق والثراء وكسب قوت اليوم، كما تساعد على الراحة النفسية وتهدئة الإنسان من حالة القلق والاضطراب التي تنتابه نتيجة انشغاله برزقه وتكاليف حياته، ومن أهم تلك المفاتيح وأدعية الرزق ما يلي:
• أن تُكثر من قول: ” اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ “.
فقد رُوِيَ عن سيِّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أن مُكاتَبًا (أي عليه دَين) جاءَهُ فقال إِنَّي قد عجزْتُ عن مكاتبتي (أي لم أستطع السَّداد) فأعِنِّي، قال: ألَا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ علَّمَنِيهِنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لو كانَ عليكَ مثلَ جبلِ صِيرٍ دَيْنًا أدَّاهُ اللهُ عنكَ، قال قُلْ: اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ” (سنن الترمذي: 3563).
• كثرة الاستغفار والتسبيح وذكر الله سبحانه وتعالى: فهو من أنفع الأدعية وأكثرها تأثيراً في جلب الرزق والتوفيق. يقول الله تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” (سورة نوح: 10-11-12).
وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي اللَّه عنْهُما قَال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ“. رواه أبو داود.
• قال رسول الله ﷺ: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ”. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6368، صحيح.
• قال رسول الله ﷺ: “اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممَّن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك”. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1821، حديث حسن.
• الإكثار من قول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ“.
فقد ورد عن النبي ﷺ أن دخل عليه ذات يوم رجل من الأنصار وكان به همٌّ وحُزن واضحان، فقال له النبي ﷺ: “يا أبَا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة.
قال: هموم لزمتني وديون يا رسول اللهِ.
قال: أفلا أعلِّمُك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همَّك وقضى عنك دينك.
قال: قلت: بلى يا رسول اللهِ.
قال: قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ“.
قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همِّي وقضى عنِّي ديني”. (سنن أبي داود: 1555).
فهذا الدعاء من أدعية الرزق المهمة التي تفتح الأبواب وتسُد الديون وتفرج العثرات.
• الدعاء كما جاء في قول رسول الله ﷺ: “(ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحداً مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجاً. قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال: بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها“.
(رواه أحمد: 3712، والحديث مثبت في صحيح الترغيب: 1822).
• قال رسول الله ﷺ: “اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ”. رواه البخاري، في صحيحه، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 844، صحيح.
• سؤال الله الغنى بأن يدفع عنك الفقر: فمِمَّا رُوِيَ عن النبي ﷺ أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشِه: “اللهمَّ ربَّ السمواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ كلِّ شيءٍ فالِقَ الحبِّ والنَّوى مُنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ؛ أعوذُ بك من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبلَك شيءٌ، وأنت الآخرُ فليس بعدَك شيءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونَك شيءٌ، اقضِ عنِّي الدَّينَ وأَغْنِني من الفقرِ” (سنن أبي داود: 5051).
• قال رسول الله ﷺ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي”. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 2697، صحيح.
أدعية عن جلب الرزق
• اللَّهم ارزقنا رزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه كما تُحِب وترضى يا رب العالمين، أنت حسبُنا ستُؤتينا من فضلك، وإنا إلى لقائِك راغبون.
• اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، إن كان رزقي في السَّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرِّبه، وإن كان قريباً فيسِّره، وإن كان قليلًا فكثِّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه.
• يا الله، يا كريم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تقضي عنَّا الدَّين وأن تُغننا من الفقر، وأن ترزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً مباركاً فيه.
• اللهم ارزقني البركة والصحة وراحة البال والمال الحلال، واستجب دعائي ووفقني، وأعوذ بسترك من الفضيحتين؛ الفقر والدَّيْن.
• اللهم إني توكلت عليك وسلَّمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، يا قاضي الحاجات ومجيب الدعوات تقبَّل دعائي هذا وارزقني المال والصحة واجعلني من الصالحين.
• اللهم يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، يا ذا القوة المتين، ويا ولي المؤمنين، ويا خير الناصرين، يا غيَّاث المستغيثين، ارزقني رزقاً واسعاً يا رب العالمين.
• اللَّهم لك الحمد والشكر شكراً كثيراً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
• يا رب يا رزَّاق، يا موزِّع الأرزاق، ارزقنا نعمة راحة النفس، وزدنا في الرزق والسكينة، واجعلنا من عبادك المخلصين، وافتح لنا خزائن رحمتك، ونسألك رحمة لا تعذِّبنا بعدها في الدنيا والآخرة.
• اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير النَّاصرين، يا وليَّ المؤمنين، يا غيَّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيَّاك نستعين، يا قاضي الحاجات، اقض عنِّي حاجتي، وفرِّج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب.
• اللهم ارزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدَّيْن وسؤال الناس، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لكَ شكراً، وإليك فقراً، وبك عمَّن سواك غنىً وتعفُّفاً.
• اللهم ارزقني وأرضني ببركة ما رزقتني، اللهم لا تحوجني لأحد، ولا تجعلني عبئاً على أحد، واجعلني غنياً بك عمَّن سواك.
آيات الرزق
لا يوجد في القرآن الكريم آيات أو سور تختص بجلب الرزق، إنما قراءة القرآن وتدبُّر آياته يجلب الرزق لأنه من الطاعات، والطاعة والصلاة مجلبة للرزق والخير. أما المعاصي فتمنع الرزق وتحجبه. كما جاء في قوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). الآيات 2-3 من سورة الطلاق.
ولكن سنضع لكم بعض الآيات القرآنية التي ذُكِر فيها الرزق وكيف يأتي من عند الله سبحانه وتعالى:
– (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). الآية 26-سورة آل عمران.
– (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). الآيات 10-11-12-سورة نوح.
– (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ). الآية 3-سورة هود.
– (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ). الآيات 22-23-سورة الذاريات.
– (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا). الآية 30-سورة الإسراء.
– (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ). الآية 52-سورة هود.
– (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). الآية 96-سورة الأعراف.
– (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). الآية 2-سورة فاطر.
أهمية دعاء الرزق
يساعدنا دعاء الرزق المستجاب في عدة أمور مهمة كالتالي:
أولاً: يساعد العبد على التقرب من الله تعالى، حيث يُعلن العبد عن استسلامه لأمر الله تعالى، واعتماده على خالقه في كل حركاته وسكناته.
ثانيًا: إن هذا الدعاء يسهِّل سبيل الخير والرزق الحلال ويفتح الأبواب أمام جلب الرزق والمال، وتسهيل سُبل العمل ومصادر الرزق والتوفيق وتكثير الأموال والخيرات.
ثالثًا: فإن دعاء الرزق الحلال يريح النفس ويخلِّصها من الأعباء الملقاة عليها، كما يعمل على تصفية النفس من المشاعر السلبية وحالة القلق والاكتئاب الناتجة عن كثرة الحزن والهم والانشغال بالرزق وقِلَّته أو السعي إلى تحصيل الكثير من المال، أو طلب الولد، وغير ذلك مما يدخل في باب الرزق.
رابعًا: فإن العبد من خلال هذا الدعاء يحصِّل الخير والأجر والثواب، ويكتسب الحسنات ويُكفِّر عن نفسه السيئات، لكونه قد وضع أمره بين يدي الله سبحانه، مُعتمدًا عليه، ومُسلِّماً أمره بين يديه.
ابدأ مع دعاء الرزق وتيسير الأمور
إذا انقشع ظلام الليل وجاء ضوء النهار فناجِ ربك بقول أذكار الصباح واطلب منه ما تتمناه، واسأله من فضله الواسع ونعمه التي لا تُعد ولا تحصى، وأكثر من الإلحاح والطلب، فإن الله يحب من عبده أن يُلح في الطلب، واسأله أن يرزقك من فضله، وتضرع إليه بدعاء الرزق، وحتمًا سيستجيب لك، ويمنحك أكثر مما تتمنى.
وإذا وجدت نفسك مهموماً وحزيناً فردِّد الحديث السالف الذكر: “اللهم إني عبدك…”، وسيفرج الله همَّك وحزنك، ويوسِّع رزقك. ومَن كانت الديون تحاصره ولا يجد من يعينه عليها، فليذكر دعاء الرزق وفك الكرب والضيق: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل…”.
ابدأ يومك بدعاء الرزق واستبشر خيرًا، ولا تتشاءم، ولا تجعل نفسك مادة للحزن والهموم، فقدرُك مكتوب، ورزقك مقدَّر بأمر الله، ولن تموت حتى تستوفي رزقك كاملاً، ولن يفيدك الحزن، بل إنه سيضرك ويجعلك قلقاً طوال الوقت فأكثِر من قول الحمد لله.
أمور تساعد في جلب الرزق
1. الاستعانة بالله وإحسان الظن به تعالى: فحسن الظن بالله والثقة به سبحانه من الأمور التي تُعين على جلب الرزق وكثرة المال، لأن الله تعالى عند حسن ظن عبده به، فإن ظن به خيراً وجد خيراً.
2. اختصاص الله تعالى بدعاء الرزق: اطلب من الله أن يفتح لك الأبواب، وأن يرزقك من فضله، واستعن بالأدعية الواردة عن النبي ﷺ، مثل دعاء الصباح أو دعاء الشفاء أو حتى دعاء للميت بعد موته فهي كفيلة بتحقيق ما تتمنى.
3. الإلحاح في الطلب: كثرة الطَّرق على الباب، تجعل انفتاح الباب وشيكاً، لذا استمر في الطلب واجتهد في الدعاء، فهذا كفيل بأن يجعلك تخرج من حالة المشقَّة والتفكير المشوَّش في كل شيء من حولك.
4. كثرة الاستغفار: فالاستغفار من الأمور المهمة التي تساعدك على جلب الرزق، فبجانب دعاء الرزق يجب الإلحاح على الاستغفار، وخاصة دعاء سيد الاستغفار.
5. السعي وطلب الرزق: لأن الدعاء والطلب يجب أن يكون مصحوباً بسعي حقيقي نحو تحصيل الرزق، لأن الرزق لا يتأتَّى للإنسان وهو جالس بلا عمل، وإنما يتأتَّى بالسعي مع الدعاء وسؤال الله من فضله أن يفتح أبواب الرزق الواسعة.
أهمية دعاء الرزق
لقد دأب النبي ﷺ أن يدعو ربه ويطلب منه العون والسداد، ولذا كانت هذه الأدعية الخاصة بجلب الرزق باباً من الأبواب المهمة التي ينبغي على المسلمين أن يردِّدُوها باستمرار، وأن يطلبوا من الله تعالى أن يرزقهم من فضله الواسع ورزقه الجزيل. وهناك عدة أدعية خاصة بمسألة الرزق وجلبه، وما ذكرناه هنا قليل من كثير، ويعد أمثلة فقطـ، وكتب الأذكار والسُّنَن مليئة بهذه الأدعية ويمكن الرجوع إليها.
دعاء الرزق مهم ويجب المحافظة عليه، كما يجب أن نسأل الله من فضله ولا نركن لليأس والحزن، فكل شيء مقدَّر بيد الله تعالى، كما يجب أن نُحسن الظن بالله تعالى، وأن نسعى إلى الرزق ونسلك في ذلك الطرق المشروعة التي أحلَّها لنا الله تعالى، وحتماً سنجد ما يُفرح قلوبنا ويسعد أنفسنا.