أصغر دولة في العالم

ما هي أصغر دولة في العالم؟

أصغر دولة في العالم هي دولة الفاتيكان، وتقع وسط العاصمة الإيطالية “روما” في الجزء الأوسط الغربي من إيطاليا. ويبلغ عدد سكانها حوالي 805 نسمة اعتبارًا من يوم الخميس، 28 أبريل 2022م، بناءً على أحدث تقديرات الأمم المتحدة. وتبلغ مساحتها 0.44 كم². وليس لها أي حدود إلا مع دولة إيطاليا، التي تحيط بها من جميع الاتجاهات. ويحكمها “البابا” كرئيس دولة الفاتيكان. ولديها علمها الخاص ونشيدها الوطني أيضًا.

الجغرافيا

تقع أصغر دولة في العالم وهي دولة الفاتيكان على تلَّةٍ منخفضة مُطلَّة على نهر “التيبر” في قلب روما عاصمة إيطاليا. أي أنها دولة داخل دولة أخرى، ويحيط بها جدار دفاعي قديم من أغلب الاتجاهات. وترجع تسمية هذه البقعة باسم تلَّة الفاتيكان لزمن ما قبل ظهور الديانة المسيحية.

عاصمة دولة الفاتيكان هي مدينة الفاتيكان التي تعتبر مركز الكنيسة الكاثوليكية. والتي كانت تمتلك عدة مقاطعات في إيطاليا سابقًا. أما الآن فهي المدينة الوحيدة التي تمتلكها الكنيسة الكاثوليكية.

التَّاريخ

555

كانت أراضي دولة الفاتيكان عكس ما هي عليه الآن فقد كانت أراضيها ومناطق نفوذها شاسعة في أغلب أرجاء وسط إيطاليا منذ القرن السادس عشر وامتدت حوالي ألف عام، حتى عام 1870م. حين زحفت القوات الإيطالية واستولت على جميع الأراضي “البابويَّة” باستثناء رقعة أرض صغيرة من الفاتيكان لها صبغة رمزية فقط.

ورَفَض الباباوات حينها الاعتراف بسلطة الحكومة العلمانية الجديدة ورفضوا مغادرة الفاتيكان والتخلي عن السلطة لمدة 60 سنة. حتى انتهى الخلاف بين الحكومة الإيطالية والكنيسة الكاثوليكية وتم إبرام اتفاقيات لاتران الثلاثة سنة 1929م. والتي تعتبر بداية تأسيس وظهور دولة الفاتيكان الحالية باعتبارها أصغر دولة في العالم.

السُّكَّان

يبلغ عدد سكان دولة الفاتيكان حوالي 805 نسمة، مما يعني أنها أصغر دولة في العالم من حيث المساحة وعدد السكان. إذ يبلغ عدد المواطنين حوالي 450 نسمة أما البقية فلديهم موافقة للإقامة فيها بشكل مؤقت دون منحهم حق المواطنة. ويعادل عدد سكانها ما نسبته 1.0E-5% من إجمالي عدد سكان العالم.

وأغلب سكان دولة الفاتيكان من القسِّيسين والراهبات من مختلف الجنسيات. ويعمل فيها عدد من العاملين عددهم حوالي ثلاثة آلاف عامل أغلبهم من الإيطاليُّون، ويؤدون الخدمات العامة في الاعتناء بمرافق الدولة من حدائق ومباني. ويعيش في دولة الفاتيكان حوالي نصف مواطنيها فقط، أما النصف الآخر منهم يقيمون خارجها حول العالم لأداء وظائفهم وأعمالهم. فأغلبهم موظفون دبلوماسيون يمثلون دولة الفاتيكان في عدد من دول العالم.

كما يعيش في دولة الفاتيكان أعضاء الحرس السويسري وعائلاتهم أيضًا. ويمثِّلون الجيش المكلَّف بحماية وسلامة بابا الفاتيكان، وعددهم 135 جنديًّا سويسريًّا تتراوح أعمارهم مابين 19 و 30 عامًا. وتوجد قوانين تنظم إجراءات منح الجنسية وآليات إقامة الأشخاص في أصغر دولة في العالم، وكلها تخضع للوائح اتفاقية لاتران.

الإقتصاد

يعتمد اقتصاد أصغر دولة في العالم على المساهمات والهِبَات الممنوحة من قبل الملايين من الكاثوليك حول العالم. الذين يقومون بمنح الأموال للكنائس المحلية، والتي بدورها تقوم بتحويل جزء من هذه الأموال إلى الكنيسة الكاثوليكية في دولة الفاتيكان.

كما يتوفر دخل آخر لاقتصاد هذه الدولة، من خلال بيع الكتب والطوابع البريدية والقطع النقدية والتذكارات والهدايا لملايين السياح. الذين يدفعون المال للدخول إلى متاحف الفاتيكان لرؤية الأعمال الفنية الشهيرة والتحف النادرة والثمينة التي تم تجميعها على مر العصور.

كما أن أسعار السلع أقل ممَّا هي عليه في مدينة روما بسبب إعفائها من الجمارك. وكذلك مرتبات العاملين أكثر بعض الشيء مما يتقاضاه العاملون في روما. إذ لا تُفرض ضريبة أو بدل إيجار في حال سكن وتواجد العاملين داخل مدينة الفاتيكان.

وقد كانت “الليرة الفاتيكانية” هي العملة الرسمية لدولة الفاتيكان، والتي جرى تداولها ما بين عامي 1929م و 2002م. ثم بعد ذلك تم اعتماد عملة اليورو كعملة رسمية في جميع تعاملاتها والتي اعتمدت أيضًا في أغلب دول الاتحاد الأوروبي.

اللغة

 

لا توجد لغة رسمية في الفاتيكان ولكن اللغة اللاتينية هي اللغة الرسمية التي يستخدمها من هم في أعلى سُدَّة الحكم والمناصب الرسمية. بينما يتم استخدام اللغة الإيطالية بشكل كبير جدًا بحكم وجود دولة الفاتيكان وسط إيطاليا.

وكذلك تستخدم اللغة الألمانية أيضًا نظرًا لأن الحرس السويسري يتكلمون بها. ويترافق مع هذه اللغات حوالي 38 لغة أخرى، تعترف بها دولة الفاتيكان وأغلبها من اللُّغات التي يتحدث بها أتباع الكنيسة الكاثوليكية.

معالم دولة الفاتيكان

حدائق الفاتيكان

تغطِّي حدائق الفاتيكان مساحة شاسعة تصل إلى نصف مساحتها بحوالي 4,046 متر مربع (23 هكتارًا). وتتنوَّع تفاصيلها بين نباتات وأشجار وبِرَك مائية ومهبط طائرة وممرَّات متعرجة تصل بالزائر إلى معالم أخرى وسط منظر جمالي خلَّاب.

وطالما كانت حدائق الفاتيكان ملاذًا وفسحة للباباوات على رأسهم نيكولاوس الثالث الذي بدأ بإنشاء هذه الحدائق في عام 1279م. وذلك للراحة فيها لتصبح الآن متنفَّسًا للزوَّار من كل بقاع الأرض. إذ تُعتبر هذه الحدائق حاليًّا من أهم عوامل الجذب السياحي للكثير من المسافرين لزيارة أصغر دولة في العالم.

كاتدرائية القديس بطرس

يمكن القول إن كاتدرائية القديس بطرس الواقعة في مدينة الفاتيكان أو كما تُعرف أيضُا باسم بازليك القديس بطرس هي واحدة من أرقى الكاتدرائيات في العالم بأسره، وهي المركز الروحي للفاتيكان وهي نتاج تصاميم ومجهودات العديد من المهندسين المعماريين في عصر النهضة في إيطاليا، ومن بينهم برامانتي ورافائيل ومايكل أنجلو وكارلو ماديرنو. وبدأ بناء الكنيسة الجديدة في عام 1506م عندما تم هدم الكاتدرائية القديمة وانتهت بناؤها في عام 1626م، حيث تم تكريسها في 18 نوفمبر 1626م.

يمكنها أن تستوعب حتى 20,000 شخص في داخلها. حيث يبلغ طولها 190 مترًا (624 قدمًا) ويبلغ ارتفاع الصَّحن المركزي للقاعة 46 مترًا (150 قدمًا). ويبلغ ارتفاع القبة 136 مترًا (447 قدمًا). في داخلها سيجد الزوار قطعًا فنية رائعة للغاية، بما في ذلك مظلة القديس بطرس، والمظلة البرونزية الكبيرة التي صممها الفنان الإيطالي جيان لورينزو بيرنيني، وتمثال بيتتا الذي صممه مايكل أنجلو، وتمثال القديس بطرس على عرشه. ولقد تآكلت قدم تمثال القديس بطرس اليمنى بسبب لمسات الزوار لها نسبة إلى معتقداتهم.

وتعتبر قبة الكاتدرائية واحدة من أكثر معالمها إثارة للإعجاب فهي قبة مزخرفة بشكل جذاب وبدأ تصميمها الفنان مايكل أنجلو واستمر بعد ذلك بواسطة المهندس المعماري والنحَّات الإيطالي جياكومو ديلا بورتا. وقد أنهى تصميم القبة المهندس المعماري ذو الأصل الإيطالي كارلو ماديرنو في عام 1614م. وكانت هذه القبة مصدر إلهام للعديد من الكاتدرائيات والمباني الأخرى، على سبيل المثال، مبنى الكابيتول في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية وكاتدرائية القديس بولس في لندن.