ما هي عاصمة المغرب

عاصمه المغرب

عاصمة المغرب هي الرباط وهي سابع أكبر مدينة في المملكة المغربية كما أنها عاصمة جهة الرباط سلا القنيطرة الإدارية ويبلغ عدد سكانها في المناطق الحضرية حوالي 577،827 نسمة (وفق إحصاء 2014م) بينما تُشكل إلى جانب تمارة وسلا تجمعا لأكثر من 1.8 مليون نسمة (وفق إحصاء 2020م) وتُشكل ضواحيها ثاني أكبر تجمع سكاني في المملكة بعد مدينة الدار البيضاء.

تقع الرباط على المحيط الأطلسي عند مصب نهر أبو رقراق في شمال غرب المغرب بنحو 40 كم جنوب القنيطرة و 240 كم جنوب غرب طنجة ومضيق جبل طارق و 87 كم شمال شرق الدار البيضاء. وهي تُقابل مدينة سَلَا التي يفصلها عنها نهر أبي رقراق ومن هنا أطلق عليهما لقب “المدينتين التوأم”.

تأسست الرباط في القرن الثاني عشر على يد خليفة الموحدين، عبد المؤمن بن علي في 1150م، كمدينة مُحصَّنة نمت لاحقاً بشكل مُطَّرِد، حيث أكمل حفيد المؤمن، يعقوب المنصور، المدينة ووسعها، شمل ذلك إحاطتها بالأسوار، بعدها أصبحت بمثابة قاعدة لبعثات الموحدين في الأندلس، لكن بعد سقوط دولة الموحدين واتخاذ المرينيون مدينة فاس عاصمةً لهم بعد أن قضوا على الموحدين في 1269م، دخلت الرباط في فترة طويلة من التراجع.

وفي 1609م، بعد مرسوم فيليب الثالث بطرد المسلمين، وجد 13000 موريسكي (سكان الأندلس المسلمين) ملاذاً آمناً بمدينة الرباط، وبالتالي انتعشت المدينة من جديد، كما أنها كانت ملاذاً لقراصنة البربر في القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، حينها كانت الرباط تُعرف باسم “سلا الجديدة”. وفي 1912م، أعلن الجنرال الفرنسي، هوبير ليوتي، المغرب محمية فرنسية وجعل الرباط عاصمتها، وبعد أن نال المغرب استقلاله عام 1955م أصبحت الرباط عاصمته رسمياً.

أدت المشاكل المتعلقة بالطَّمْي إلى تقليص دور ميناء الرباط. إلا أنها احتفظت رفقة سلا بصناعات النسيج وتعبئة الأغذية والبناء الهامة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت السياحة وتواجد جميع سفارات دول العالم الأجنبية في المغرب على جعل الرباط واحدة من أهم المدن في البلاد.

وقد احتلت العاصمة المغربية المركز الثاني ضمن استطلاع أجرته قناة سي إن إن الأمريكية “كثاني أفضل الوجهات السياحية حول العالم لعام 2013م”. وتعتبر الرباط واحدة من أربع مدن ملكية جنباً إلى جنب مع فاس ومكناس ومراكش ومنذ 2012م، أدرجت اليونسكو مجموعة من المواقع بها على قائمة التراث العالمي.

 

أصل تسمية عاصمة المغرب

جاء اسم العاصمة من الكلمة العربية “الرِّباطُ” والتي من ضمن معانيها المكان الذي يُرابط فيه الجيش أو الحصن وجمعها “رُبُط” وعندما بنى الموحدون المدينة كقاعدة بحرية محصنة، أطلقوا عليها اسم “رِبَاط الفَتْح” والذي اُختصر إلى الرباط.

 

تاريخ عاصمة المغرب

ما قبل التاريخ

في عام 1875م، أكَّد الجيولوجي الفرنسي غوستاف ماري بلايشر، لأول مرة، وجود أدوات حجرية في المغرب، مستشهداً على ذلك بموقع دوار الدوم بالرباط بالإضافة إلى مواقع أخرى. وقد أسفرت أعمال تنقيب في حي القبيبات في 1933م عن أقدم حفريات بشرية عُثر عليها في المغرب (اعتباراً من 2004م) وكانت عبارة عن 23 جزء من عظام جمجمة، دون وجود أي آثار لصناعة حجرية مكتشفة معها، أدت خصائص هذه العظام إلى عدة فرضيات متتالية.

حيث اعتبرها فيليب مرسيه عظاماً تنتمي إلى إنسان الأطلس في 1934م، بينما اعتقد هنري فيكتور فالويس (1958/1959م) أنها مزيجاً من إنسان نياندرتال (الإنسان البدائي) وإنسان بكين. أما يارانوف (1945م) فيعتقد بانتمائها إلى الحضارة الموستيرية. وينسبها فيرمباخ (1975م) إلى الفترة الأشولينية المتوسطة. وفي 1982م اكتشفت بقايا تعود للعصر الحجري في موقع الروازي الصخيرات على بعد 30 كم من الرباط.

كذلك فإن منحدرات الساحل الأطلسي بين الرباط وتمارة غنية أيضاً بآثار ما قبل التاريخ مثل كهف دار السلطان 1 و 2، موقع الهرهورة 1 و 2، كهف المهربين (الذي يسمى حالياً كهف المناصرة).

 

العصور القديمة

بدأ تاريخ الرباط بمستوطنة عُرفت باسم شالة على ضفاف نهر أبي رقراق في القرن الثالث قبل الميلاد. وفي 40م، تولَّى الرومان حكم شالة وحوَّلوها إلى “مستوطنة سلا”. واحتفظت روما بالمستوطنة حتى عام 250م، عندما تخلت عنها للحكام البربر، الذين لعبوا دوراً تاريخياً هاماً خلال الوجود الإسلامي في الأندلس.

 

العصور الوسطى

يقع أول أثر حضري في الرباط في قصبة الوداية الحالية، حيث شيَّد المرابطون حصناً هناك لتنظيم الهجمات ضد قبائل مملكة بورغواطة غير البعيدة عن أنقاض مدينة سالا الرومانية القديمة. كان لدى سلالة الموحدين رباط (أو حصن) بُنِيَ في 1150م، بدلاً من حصن صنهاجة القديم للمرابطين، وهو مكان تجمع للمجاهدين ونقطة انطلاق لتوسع الموحدين في الأندلس وسيطرتهم على بقية المغرب العربي. حينها وضع الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور تصوراً لمدينته الجديدة لتصبح قادرة على مضاهاة العواصم العباسية الكبرى في الشرق الإسلامي.

وبمساعدة العديد من الأسرى الذين أُسِروا خلال معركة الأرك في الأندلس ضد القشتاليين، بنى أسوار العاصمة المستقبلية وبدأ في تشييد مسجداً بأبعاد فخمة، بالقرب من النهر؛ لكن لم يبق منه سوى مئذنته والتي كانت بمثابة مَعلَم للملَّاحين لعبور المدينة.

وقد أطلق على هذا المعسكر المتحصِّن اسم “رباط سلا” ثم “رباط الفتح” بعد انتصار جيوش الموحدين في الأندلس. وكان هذا البناء، الذي يتوافق تقريباً مع الجزء الغربي من قصبة الوداية الحالية، سُمِّيَ رباط الفتح، لإحياء ذكرى انتصارات الموحدين وذكرى المهدي بن تومرت، المؤسس الحقيقي لحركة الموحدين.

خلال ولاية الخلفاء عبد المؤمن وابنه أبو يعقوب يوسف، ثم حفيده يعقوب المنصور، ورثة إمبراطورية الموحدين الممتدة من قشتالة إلى طرابلس، في أوروبا وأفريقيا، بنى هؤلاء مدينة مهيبة، تغطي أكثر من أربعمائة هكتار، محاطة بجدران شاهقة تتخلَّلها بوابات ضخمة وكان من المقرر أن يُشيد بها مسجد ضخم، “جامع حسان أو صومعة حسان” (الذي لم يكتمل بنائه وأتى زلزال على ما تبقى منه في عام 1755م)، ولو بقي هذا المسجد لكان أحد أكبر المساجد في العالم الإسلامي نظراً لمساحته الكبيرة.

وعلى الرغم من أن رباط الفتح لم تستقبل أبداً السكان الذين كان من الممكن أن يحموا محيطها، فقد صُمِّمَت الخطوط الرئيسية للمدينة، حيث لا تزال الأسوار والأبواب الأثرية في ذلك الوقت تشهد اليوم على اتساع مدينة الموحدين، بالإضافة إلى مئذنة وأطلال جامع حسان.

مع انتهاء عهد الموحدين، في منتصف القرن الثالث عشر وحتى بداية القرن السابع عشر، تضاءلت أهمية الرباط بشكل كبير وتحوَّل جزء كبير من قوتها الاقتصادية إلى مدينة فاس. وخلال حكم سلالات المرينيين، بُني الجامع الكبير، بالإضافة إلى الأزقة الأخرى وكلها تقع في قلب المدينة القديمة الحالية، ويؤكد موقع هذا الجامع أن حياة المدينة لم تكن مرتكزة فقط في المنطقة المجاورة مباشرة للقصبة وأن العديد من أحياء المدينة القديمة كانت مأهولة وقد ذكر الرحَّالة المغربي، حسن الوزان، أن الرباط تدهورت كثيراً لدرجة أنه لم يبق منها سوى 100 منزل مأهول في 1515م.

 

العصور الحديثة

منذ 1610م، استقبلت الرباط عدداً كبيراً من اللاجئين الموريسكيين الذين طُرِدوا من الأندلس على يد الملك الإسباني فيليب الثالث والذين استقروا في القصبة وداخل أسوار الموحدين، في الجزء الشمالي الغربي الذي حدَّدوه وطوَّقوه بسورٍ جديد، “السور الأندلسي” ولا يزال أحفاد هؤلاء الموريسكيين، الذين غالباً ما يحملون ألقاباً لاتينية، يعتبرون أنفسهم من العائلات الرباطية الأصلية.

لعدَّة عقود، كانت الرباط، التي كانت تُعرف آنذاك في أوروبا باسم سلا الجديدة، مقراً لدولة جمهورية أبي رقراق (جمهورية سلا)، التي اعتمد اقتصادها الرئيسي على الجهاد البحري والقرصنة ضد الأوروبيين، ولا سيما الإسبان وقد وفَّر لها ذلك أغلب مواردها ومن ثمَّ دخلت جمهورية سلا في منافسة مع العثمانيين الذين سيطروا على عاصمة الجزائر وكذلك عاصمة تونس وطرابلس عاصمة ليبيا. وقد غامر قراصنة سلا الجديدة بعيداً جداً في المحيط الأطلسي وفي بعض الأحيان وصلوا حتى إلى آيسلندا وإلى أبعد من ذلك حتى نيوفندلاند ولابرادور، قبالة سواحل ما يعرف حالياً بكندا.

لم يكن لقراصنة جمهورية أبي رقراق أي تعامل مع أي سلطة مركزية حتى وحَّدَت سُلالة العلويِّين المغرب في  عام 1666م. والتي حاولت فرض سيطرتها عليهم، لكنها فشلت في ذلك.  واستمرت الدول الأوروبية في محاولاتها لإخضاع قراصنة أبي رقراق على مدى سنوات عديدة، لكن جمهورية أبي رقراق لم تنهار حتى عام 1818م. وحتى بعد انهيارها، استمر القراصنة في استخدام ميناء الرباط، مما أدى إلى قصف المدينة من قبل النمسا في 1829م بعد أن فقدت سفينة نمساوية في هجوم للقراصنة.

أصبحت الرباط مدينة ملكية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، خلال عهد السلطان محمد الثالث (1757-1790م) الذي بنى فيها قصراً ومسجداً. ولجأ بها أحد خلفائه، السلطان مولاي سليمان (1792-1822م)، الذي جاء للإقامة بها أثناء ثورات السيبة الكبرى التي ضربت الأطلس الأوسط وهددت فاس، كذلك بنى فيها مسجداً وقد أدَّت سياسته للانعزال والانغلاق إلى تراجع النشاط البحري كما أنه أنهى تماماً القرصنة.

بدأ الغزو الفرنسي للمغرب في الشرق، باحتلال الجنرال هوبير ليوتي لمدينة وجدة في مارس 1907م وفي الغرب، بقصف الدار البيضاء في أغسطس 1907م. ونصَّت معاهدة فاس على الحماية الفرنسية على المغرب في مارس 1912م. وقد قرر ليوتي، بصفته الحاكم الفرنسي للمغرب، نقل عاصمة المغرب من فاس إلى الرباط، نتيجة مقاومة القبائل حول فاس للاحتلال الفرنسي وحذا السلطان مولاي يوسف قرار الفرنسيين ونقل مقر إقامته إلى الرباط.

وفي 1913م، عيَّن ليوتي، المهندس هنري بروست الذي صمَّم الحي الجديد في الرباط كقطاع إداري. وعندما حصل المغرب على استقلاله في 1956م، اختار السلطان محمد الخامس، ملك المغرب آنذاك، أن تبقى الرباط عاصمة المغرب.

 

موقعها الجغرافي

تقع الرباط على بعد حوالي 90 كم على الطريق السَّيَّار رقم 3 شمال شرق الدار البيضاء و 200 كم على الطريق السَّيَّار رقم 1 على طول الساحل الجنوبي لطنجة والمسافة على الطريق السَّيَّار رقم 2 شرق الداخل إلى مكناس هي 120 كم.

تقع كل من الرباط وسلا على نُتُوء صخري فوق وادي أبو رقراق الواسع. ما يقرب من كيلومترين فقط يفصلان بين أسوار التحصين لكلتا المدينتين القديمتين عند التقاء النهر في المحيط الأطلسي.

 

المناخ

تتميز مدينة الرباط بمناخ متوسطي معتدل بشكل عام، مع صيف دافئ إلى حار وجاف وشتاء رطب معتدل وبارد، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في شهر يناير، أكثر الشهور برودة، حوالي 12 °م. وفي الشتاء والربيع، يكون هطول الأمطار غزيراً ومتكرراً وغالباً ما يكون مصحوباً بهبوب الرياح وتنتمي الرباط إلى المنطقة المناخية الحيوية شبه الرطبة بمتوسط هطول سنوي يبلغ 560 ملم (22 بوصة). أما في الصيف، فيخفف النسيم القادم من المحيط الأطلسي درجة حرارة المدينة. تبلغ درجة الحرارة في أغسطس، أكثر الشهور سخونة، 22 °م.

يُعد شهر أكتوبر وشهر مايو أنسب الشهور لزيارة مدينة الرباط، حيث تتراوح درجة الحرارة خلال النهار بين 17 °م و 23 °م. وساعات سطوع الشمس السنوية في اليوم هي أربع ساعات ونصف بمتوسط درجة حرارة سنوية 17 °م.

 

التقسيم الإداري

تنقسم جهة الرباط سلا القنيطرة إلى 4 أقاليم و 3 عمالات، منها عمالة الرباط التي تتكون من بلديتين: بلدية التواركة، حيث يقع القصر الملكي وبلدية الرباط وتضم خمس أحياء أو مقاطعات

  • حي حسان، يتكون من: حي حسان ومنطقة المدينة العتيقة والحي الأطلسي وحي الليمون وقصبة الوداية.
  • منطقة أكدال الرياض، تتكون بشكل أساسي من: منطقتي أكدال وحي الرياض، بالإضافة إلى مُلحقة العرفان وجزء من حي السويسي.
  • حي اليوسفية، يقع شرق المدينة ويتكون من أحياء: التقدم، اليوسفية، سيدي خليفة، مابيلا، الطيران، العسكري وحي النهضة.
  • حي يعقوب المنصور، على طول الساحل، يتكون بشكل رئيسي من أحياء الطبقة العاملة في: العكاري، يعقوب المنصور، مسيرة وحي الفتح.
  • حي السويسي، يتكون من: حي السويسي وامتداده بئر قاسم، طريق زائير، طريق دركوش، السفراء، ديلوباك، بينيد، جنان، المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، دار السلام والمدينة.

 

السكان

في نهاية القرن التاسع عشر، كان يعيش حوالي 30 ألف شخص في الرباط وسلا. وفي 1912م، كان عدد سكان الرباط 27000 نسمة وبلغ عدد سكان سلا 19000 نسمة. وفي تعداد 1952 كان هناك 156000 نسمة، زاد عددهم إلى 231000 بحلول 1960م، أي حوالي ثلاثة أضعاف عدد سكان سلا. ومنذ السبعينيات، بدأت سلا في اللحاق بها.

وقد بلغ عدد سكان محافظة الرباط بأكملها 623457 نسمة حسب إحصاء 1994م. في هذا العام، كانت مدينة سلا في المقدمة حيث بلغ عدد سكانها 631803 نسمة، فقد تطورت أكثر فأكثر لتصبح “مدينة سكن” للعمال والموظفين في الرباط ويقدر عدد سكان المنطقة الحضرية بنحو 1،885،000(إحصاء 2020م).

 

اللغة

اللُّغتين الرسميتين للدولة هي اللغة العربية (الدارجة المغربية) والأمازيغية ويتحدث سكان المغرب الفرنسية والإسبانية كنتيجة للاحتلال الفرنسي-الإسباني، بالنسبة لعاصمة المغرب الرباط فإن أغلب سكانها يتحدثون الدارجة بنسبة 98.4% ويتميزون بلهجتهم الهلالية المغربية المعروفة باسم “اللهجة العروبية” وتتراوح نسبة القادرين على التحدث بالأمازيغية بلهجاتها المختلفة 12.2% (إحصاء 2014م)، بينما تُستخدم الفرنسية في مجالات العمل والإدارة وكلغة تواصل مشترك.

 

الدين

يمثل الإسلام (السُّنِّي) الديانة الأساسية والرسمية لمعظم سكان المغرب بنسبة 98% تليه المسيحية (المذهب الكاثوليكي والبروتستانتي) ثم اليهودية بنسبة 2%. ووصل الإسلام إلى المغرب خلال فتوحات الخلافة الأُموية لشمال أفريقيا في 680م وكان الأدارسة أول سلالة إسلامية مغاربية تحكم المغرب.

أما المسيحية فيرجع وجودها إلى العصر الروماني وقد نمى المذهب الكاثوليكي عقب الاحتلال الفرنسي والإسباني للبلاد وقد شهدت المغرب تدفق لهجرة اليهود المطرودين مع الموريسكيين من الأندلس، حيث أقام عدداً كبيراً منهم في الرباط وتشير إحدى المطبوعات الصادرة في 1901م إلى أن الحي اليهودي في الرباط المسمى “الملاح” والذي أعيد بناؤه حوالي 1811م، كان يوجد به العديد من التجار اليهود وستة عشر كنيساً يهودياً في بداية القرن العشرين.

لكن نسبة سكان المغرب من اليهود انخفضت بدرجة كبيرة للغاية بعد هجرة معظمهم إلى الكيان الصهيوني فيقدر عدد اليهود من أصل مغربي في الكيان الصهيوني بأكثر من 400 ألف أما حالياً فيوجد بالرباط وحدها حوالي 100 يهودي.

 

ثقافة عاصمة المغرب

يعتبر مسرح محمد الخامس الوطني الكائن في وسط المدينة أكبر مسرح في البلاد ومن أكبر المؤسسات الثقافية في الرباط ومن ضمن المؤسسات والمواقع الثقافية والفنية الأخرى بالمدينة:

  • متحف الرباط الأثري.
  • متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
  • مركز النهضة الثقافي.
  • موقع شالة التاريخي.

إضافة إلى صالات العروض الرسمية في باب الرواح وباب الكبير في الوداية ومحمد الفاسي، توجد أيضاً معاهد ثقافية وفنية أجنبية مثل المعهد الفرنسي والمعهد الإسباني.

وتنشط العديد من المنظمات في القضايا الثقافية والاجتماعية، حيث تعد مؤسسة الشرق والغرب ومؤسسة أونا أكبرهما. كذلك تنشط الفضاءات الفنية المستقلة في المدينة من خلال “الشقة 22” وهي أول فضاء مستقل للفنون البصرية أسسها عبد الله كروم في عام 2002م وقدمت فنانين عالميين ومحليين. اُفتُتحت فضاءات مستقلة أخرى بعد سنوات قليلة، مثل “لو كيوب – الغرفة الفنية المستقلة”.

 

التعليم

تعد جامعة محمد الخامس إحدى أقدم الجامعات في الرباط والمغرب وتنقسم إلى جامعتين مستقلتين: جامعة محمد الخامس أكدال وجامعة محمد الخامس السويسي، بالإضافة إلى الجامعة الدولية بالرباط وهي جامعة خاصة وتضم الرباط أيضاً: المعهد الوطني للبريد والمواصلات والمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي‏ والمدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة المغربية لعلوم الهندسة والمدرسة المولوية والمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية ومدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط ومدرسة محمد جسوس وثانوية ديكارت.

 

الاقتصاد

الرباط كونها عاصمة المغرب فهي أيضاً ثاني أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء وفي السنوات الأخيرة، بدأت تتحول إلى مركز أعمال يستفيد من إعادة هيكلة وإعادة تنظيم الإدارات العامة وكذلك إنشاء الشركات الأجنبية والمناطق الاقتصادية الخارجية.

وتعتبر الرباط مقر العديد من الشركات المغربية والمتعددة الجنسيات الكبيرة الموجودة في المغرب مثل مجموعة تاليس وهولسيم وكيه بي إم جي واتصالات المغرب وصندوق الإيداع والتدبير ومجموعة بنوك القرض الفلاحي المغرب وبريد المغرب.

لدى الرباط حالياً العديد من المشاريع التنموية الطموحة التي بدأت أو لازالت قيد الإنشاء، لتلبية احتياجات وطموحات السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة، كما تهدف الرباط إلى أن تصبح عاصمة ثقافية حقيقية للبلاد وهو ما ينعكس في تعدُّد المشاريع الثقافية مثل المكتبة الكبيرة والمسرح الوطني الكبير المستقبلي على ضفاف أبي رقراق ومتحف التاريخ والحضارات (المتحف الأثري السابق)، متحف الفن المعاصر وتنظيم عدة مهرجانات على مدار العام أكبرها مهرجان موازين.

يعتبر تطوير وادي أبي رقراق الذي يفصل بين مدينتي الرباط وسلا مشروعاً كبيراً للمغرب والمقرر أن يُقام في نهاية المطاف على مساحة 6000 هكتار وانطلق في عام 2006م من خلال إنشاء مدينة الثقافة والسياحة والترفيه “باب البحر”.

ويهدف هذا المشروع إلى إعمار المنطقة التي غمرتها المياه جزئياً وتطوير مناطق جديدة متعددة الوظائف لتسهيل الانتقال بين الرباط وسلا من خلال تعزيز إمكانيات محور النهر مع المرسى الجديد. كما سيسهم المشروع، الذي تديره مؤسسة عامة أُنشئت لهذا الغرض (وكالة إدارة وادي أبي رقراق)، في تحسين التواصل بين المدينتين.

خُطِّطِ للمشروع على سِت مراحل، بدأت اثنتان منها في 2009م. المرحلة الأولى منه، تسمى باب البحر، باستثمار بلغ قدره 750 مليون دولار أمريكي، وتتضمن برنامجاً عقارياً مختلطاً تبلغ مساحته حوالي 560,000 متر مربع. تشمل المرافق الموجودة على الضفة اليسرى للوادي بين فمه وقنطرة الحسن الثاني، مجمعات فندقية ومجمعات سكنية عالية الجودة ومدينة الفنون والحرف المخصصة للحفاظ على الحرف اليدوية ومرسى.

من ضمن المشاريع الأخرى في عاصمة المغرب:

  • مشروع السفيرة لتطوير كورنيش ساحل المحيط الأطلسي بطول 11 كم ومساحة 330 هكتار بين باب البحر (بالقرب من الوداية) وهرهورة (تمارة).
  • مشروع أكراش وهو امتداد لمدينة الرباط لاستيعاب 200 ألف ساكن على الهضبة التي تحمل نفس الاسم الواقعة جنوب المدينة.
  • مشروع مركز أكدال متعدد الوظائف وهو عبارة عن مركز للتسوق وفندقاً ونادياً للياقة البدنية ومكاتب إدارية. بُ
  • بُنِيَت أيضاً مدينة جديدة، تُسمى “تامسنا” على بعد 30 كم جنوب شرق الرباط ومن المقرر أن تستوعب 250,000 ساكن في 50,000 وحدة سكنية.

 

السياحة في عاصمة المغرب

تحتضن عاصمة المغرب الكثير من الوجهات السياحية المتنوعة وتتركز معظم المعالم السياحية فيها في وسط المدينة وبالقرب من نهر أبي الرقراق، كما أنها تضم العديد من الفنادق والمطاعم الفاخرة والكثير من المقاهي والأسواق والمتاجر ومن معالم المدينة التي يمكن زيارتها: قصبة الأوداية (أو الوداية) وموقع شالة الأثري والمدينة القديمة (أو المدينة العتيقة) والسور الموحدي ومغارة دار السلطان وصومعة حسان وحديقة حيوانات الرباط وغيرها من المعالم.

منذ شهر يونيو 2012م، أُدرجَت مجموعة مواقع في مدينة الرباط على قائمة التراث العالمي لليونسكو مثل:

  • المدينة الجديدة” (التي بنيت في بداية الحماية الفرنسية على المغرب).
  • قصبة الوداية.
  • حديقة التجارب النباتية.
  • المدينة العتيقة.
  • أسوار وبوابات الموحدين مثل بابي الرواح والأوداية.
  • موقع شالة التاريخي أو جامع حسان (ومنه مئذنة “صومعة حسان”).
  • ضريح محمد الخامس.
  • ديور الجامع في حي الحبوس.‬‬‬‬‬

 

وسائل النقل

تشترك الرباط مع سلا في مطار الرباط سلا الدولي بسعة 3.5 مليون مسافر وبلغ عدد المسافرين 485 ألف مسافر في عام 2013م. ويستخدم سكان الرباط على نطاق واسع شبكة النقل العام المكونة من الحافلات التي تديرها شركة ألسا منذ أغسطس 2019م وترامواي الرباط سلا الذي تديره مجموعة ترانسديف.

في ديسمبر 2007، كانت الانطلاقة الرسمية لترام (ترامواي) الرباط سلا، الذي يمر عبر منطقة الرباط – سلا الحضرية في خطَّيْن بطول 20 كم و 31 محطة. وهناك خط سكة حديد مزدوج مكهرب يربط الرباط بالمدن المجاورة سلا والدار البيضاء وبقية المغرب ويوجد بالرباط محطتان للقطار:

  • محطة الرباط-أكدال: تأسست في 1925م وخضعت لعملية إعادة تطوير كبيرة في 2018م لتصبح أكبر محطة قطار في قارة أفريقيا ولاستيعاب القطار المغربي فائق السرعة “البراق”.
  • محطة الرباط-المدينة: جُدِّدِت خلال 2008-2010م وتخضع لعملية إعادة تطوير رئيسية وحالياً ستحول المحطة الحالية إلى متحف.

هاتان المحطتان تخدمهما قطارات الأطلس، لربطهما بالعديد من المدن المهمة في المملكة مثل طنجة ومراكش وفاس أو حتى الدار البيضاء.

وقد كان الجسر البري الوحيد في وسط المدينة هو قنطرة مولاي الحسن المكونة من أربع حارات والتي شُيدت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وقد هُدمت واستُبدلت بقنطرة الحسن الثاني المعلقة في شهر مايو للتخفيف من الازدحام المروري على المحور الذي يربط سلا بالرباط في عام 2011م.

ويُستخدم الجسر الجديد لحركة مرور السيارات والترام معاً. ونظراً للارتفاع الكبير للجسر الجديد البالغ 12.8 م، أصبح مصب نهر أبو رقراق صالحاً للملاحة الداخلية، بحيث أمكن لليخوت الأكبر حجماً أن ترسو في مرسى سلا المُشيد حديثاً (هُدم لاحقاً في 2020م).

يتيح مشروع نفق الوداية حالياً تقليل الازدحام المروري على المحور الذي ينتقل من قنطرة الحسن الثاني إلى كورنيش ساحل المحيط عبر موقع سياحي مهم في الرباط وهو قصبة الوداية. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح هذا، بفضل انحراف حركة المرور من شارع المرسى باتجاه النفق، بإنجاز مشروع منطقة المشاة بين الوداية ومدينة الرباط، التي كانت فيما سبق طريقاً مزدحماً للغاية.

 

الرياضة

كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في الرباط وبها أحد أنجح الفرق الرياضية المحترفة في البلاد ألا وهو نادي الجيش الملكي إضافة إلى نادي الفتح الرياضي (أو الفتح الرباطي) أقدم نادي رياضي أسسه مغاربة في 1919م.

يُعتبر “المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله” مجمعاً رياضياً متعدد الأغراض في عاصمة المغرب والذي أُفتُتح رسمياً في 1983م وهو نادي الجيش الملكي وغالباً ما تقام على أرضه مباريات كرة القدم، إلى جانب تنظيمه بطولات ألعاب القوى حيث يستضيف ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى منذ 2008م وهو يتَّسع لعدد 52,000 متفرج.

استضافت الرباط دورة الألعاب الإفريقية 2019م بدلاً من مالابو عاصمة غينيا الاستوائية التي جُرِّدت من الاستضافة لأسباب اقتصادية وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها مملكة المغرب دورة الألعاب الإفريقية.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد