عيد الأضحى المبارك
كم باقي على العيد الأضحى المبارك
العد التنازلي
عيد الأضحى المبارك
عيد الأضحى المبارك هو أحد المناسبات المهمة للمسلمين، فهو أحد عيدين يحتفل بهما المسلمون كل عام، وفيه الرُّكن الخامس من أركان الإسلام الحج، كما أن به يوم النحر الذي يسبقه يوم عرفة خير أيام الدنيا على الإطلاق، وهو يوم العيد الأكبر.
وهو أحد الأيام التي فضَّلها الله سبحانه وتعالى وجعل له منزلة بين أيام الدنيا، فقد فضَّل الله بعض الأيام على بعض وفضَّل بعض الشهور على بعض وفضَّل بعض الأماكن على بعض، فالتفضيل سُنَّة كونية لِحِكَم إلهية يعلمها الله سبحانه وتعالى.
يقع عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، وهو يوم من الأيام التي خصَّ الله بها الأمة الإسلامية، فلَمَّا قَدِم النبي ﷺ المدينة المنورة وجد أهلها يلعبون في يومين لهم فسأل عن هذين اليومين، فقالوا كُنَّا نلعب فيهما في الجاهلية فقال النبي ﷺ: “قد أبدَلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ”. (أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد، والحديث صحيح).
وقد بَيَّن هذا الحديث أن المسلمين يحتفلون بعيدين فقط: عيد الأضحى وعيد الفطر، وأن تشريع الأعياد قد صدر عن الله سبحانه وتعالى، فمن حق المسلم أن يفرح بنعمة الله عليه وأن يحتفل بهذين العيدين الأضحى والفطر وليعلم أن أيام الأعياد في ديننا عبادة.
فضائله
له العديد من الفضائل حيث يقع في العشر الأولى من شهر ذي الحجة وهي خير أيام الدنيا، ويستمر العيد أيام التشريق وهي أيام استكمال مناسك الحج، كما أنه يقع بعد يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس، وفيه يوم النحر الذي هو من أحب الأيام إلى الله تعالى كما ثبت عن رسول الله ﷺ.
وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن يوم النحر الذي يصادف أول أيام العيد هو يوم الحج الأكبر، لأن الحجيج يكونون قد أفاضوا من عرفات وذبحوا الهَدْي وبدأوا يتحلَّلون من ملابس الإحرام، وهذا يؤكد أن عيد الأضحى أفضل من عيد الفطر، لأن الأضحى يجتمع فيه النحر مع الصلاة.
أحكامه وآدابه
هذا العيد له أحكام وآداب تدل على رفعة منزلته ومكانته السامية وأنه من أيام الله المشهودة فمن أحكامه أداء صلاة العيد جماعة، والسنة الثابتة عن رسول الله ﷺ أن تكون هذه الصلاة في أرض خلاء، وصلاة العيد من السُّنن المؤكدة عند بعض الفقهاء وهم المالكية والشافعية وذهب الحنفية إلى أنها واجبة على الجميع، بينما ذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه إذا اتفق أهل بلدة على ترك صلاة العيد فإن الإمام يقاتلهم حتى يعودوا إلى أداء الصلاة، وهذا يؤكد أن هذه الصلاة من العبادات المهمة في الإسلام وأن القول حول حُكمها يدور بين السنة المؤكدة أو الوجوب أو فرض الكفاية.
ومن سُنن صلاة عيد الأضحى الاغتسال، والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر، ولا ننسى قراءة أذكار الصباح أيضاً، وهي من ركعتان فقط، يكبّر في الركعة الأولى منهما سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، ويكبّر في الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة الانتقال، ويستحب أن يُقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية.
ومن سنن الصلاة الجلوس لاستماع خطبة العيد حيث إنها تشتمل على كثير من الأحكام المتعلقة بهذا اليوم المبارك ونحر الأضاحي وغير ذلك مما ينتفع المسلم به في هذه الأيام، وقد شُرِّعت صلاة العيد في العام الأول من هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، وتُصلَّى صلاة عيد الفطر في الأوَّل من شهر شوال، وصلاة عيد الأضحى في العاشر من شهر ذي الحجة، وذلك بعد شروق الشمس بمقدر ثلث ساعة تقريباً.
والتهنئة يوم عيد الأضحى ويوم الفطر كذلك من السُّنن الثابتة عن أصحاب رسول الله ﷺ الذي كانوا إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبَّل الله منك ويكون وقت التهنئة بعد صلاة العيد.
ومن أفضل الأعمال التي يتقرَّب المسلم بها إلى ربه في هذا اليوم هي ذبح الأضاحي، وقد سُمِّيَ عيد الأضحى بهذا الاسم نسبة إلى الأضاحي التي يذبحها المسلمون في هذا اليوم إحياءً لسُنَّة نبي الله إبراهيم عليه السلام واقتداءً بالنبي محمد ﷺ الذي ضحّى بكبشين أقرَنَيْن أملَحَيْن.
وقد سُمِّي اليوم العاشر من ذي الحجة بيوم النحر لأن المسلمين ينحرون أضحياتهم فيه، وكذلك حجيج بيت الله الحرام ينحرون هديهم في مِنَى، وقد ثبت في فضل الأضحية كثير من الأدلة من ذلك قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ). (الكوثر:1-3).
وقد كان النبي ﷺ يبدأ يومه هذا بالصلاة ثم ينحر الأضاحي بعد ذلك، ومن فعل ذلك فقد أصاب السُّنَّة، ومن خالف ذلك فقد خالف السُّنَّة، لذلك اتفق الفقهاء على أن الأضحية لا تجوز قبل صلاة العيد، بل لا بد من الذبح بعد هذه الصلاة، ويُستحب للمسلم ألَّا يأكل شيئًا يوم الأضحى حتى يرجع ويأكل من أضحيته.
التكبير في عيد الأضحى
من أهم السُّنن والشعائر العظيمة في عيد الأضحى التكبير، ويبدأ التكبير بداية من فجر يوم عرفة وينتهي مع عصر آخر أيام التشريق، والتكبير من السُّنن المستحبة عمومًا في عشر ذي الحجة، وقد نُقل عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى الأسواق في عشر ذي الحجة فيُكبِّرون ويُكبِّر الناس بتكبيرهم، وكان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يُكبِّر في مِنَى ويُكبِّر الناس بتكبيره، ومن صور التكبير المباحة، التكبير في أدبار الصلوات الخمس حتى انتهاء موعد التكبير المحدد، في آخر أيام التشريق، وهي أيام أكل وشرب وذِكر وشُكر لله تعالى على ما أولانا إياه من النعم العظيمة.
صلة الرحم في العيد الأضحى
يأتي العيد الأضحى المبارك كل عام ليؤكد على أمر في غاية الأهمية وهو صلة الرحم، ولصلة الرحم منزلة ومكانة كبيرة في الإسلام، وربما يغفل عنها كثير من الناس سائر العام فتأتي الأعياد لتحيي هذه الشعيرة العظيمة، خاصة أن أيام الأعياد هي أيام فرح وسرور وغبطة وحبور، يتوفر الوقت لدى المسلمين للقيام بعدة أمور من أهمها صلة الرحم وزيارة الأقارب وتجديد التعارف والتآلف بين أفراد المجتمع المسلم.
وعلى المسلم ألا ينسى الفقراء والمساكين والمحتاجين في هذا اليوم، وذلك من خلال التوسعة عليهم وتقديم ما يحتاجونه من طعام وشراب وملبس واحتياجات أخرى في هذا اليوم المبارك، وكما أمر النبي ﷺ بإغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في عيد الفطر، فالأمر كذلك في يوم الأضحى فلابد من إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال والحاجة في هذا اليوم المبارك.
وأخيرًا لا بد أن يكون المسلمون على علم تام بأن العيد في ديننا عبادة، وليس تحللًا من الأحكام الشرعية، لأن البعض قد يعتقد أن الإنسان يُباح له في هذا اليوم ما لا يُباح له في غيره وهذا فهم خاطئ فالمسلم مطالب بالالتزام بالأحكام الشرعية في الأعياد وفي سائر الأيام، وعليه أن يشكر الله سبحانه وتعالى أن أعطاه هذا اليوم ليظهر فيه الفرح والسرور وتحدثًا بنعمة الله تعالى عليه كما قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58).
هذه أبرز الأحكام والآداب المتعلقة بكل ما يخص عيد الأضحى المبارك أعظم أعياد المسلمين.