ما هي عاصمة ماليزيا
عاصمة ماليزيا هي كوالالمبور وتعرف رسمياً باسم مقاطعة كوالالمبور الفيدرالية، وهي أكبر مدنها، على مساحة 243 كم² ويقدر عدد سكانها بنحو 1.808 مليون نسمة اعتباراً من 2017م. في حين تُشكل منطقة كوالالمبور الكبرى والمعروفة أيضاً باسم “وادي كلانغ” تكتلاً حضرياً يضم 7.564 مليون نسمة اعتباراً من 2018م. وهي من بين المناطق الحضرية الأسرع نمواً في جنوب شرق آسيا، سواء النمو السكاني أو الاقتصادي.
وتعتبر كوالالمبور هي المركز الثقافي والمالي والاقتصادي لماليزيا، كما أنها موطن لبرلمان ماليزيا والمقر الرسمي للحاكم الأعلى في ماليزيا. وتطورت كوالالمبور لأول مرة في حوالي عام 1857م كمدينة تخدم مناجم القصدير في المنطقة وكانت عاصمة ولاية سيلانجور من 1880م حتى 1978م.
وكانت كوالالمبور العاصمة المؤسِّسَة لاتحاد مالايا ثم عاصمة خليفته ماليزيا وظلَّت المدينة مقراً للفرعين التنفيذي والقضائي للحكومة الفيدرالية الماليزية حتى نُقِلا إلى بوتراجايا في أوائل عام 1999م. ومع ذلك، لا تزال بعض مؤسسات الهيئات السياسية مستمرة في عملها في كوالالمبور.
وتعتبر كوالالمبور واحدة من ثلاث أقاليم فيدرالية في ماليزيا وهي محصورة داخل ولاية سيلانجور، على الساحل الغربي الأوسط لشبه جزيرة ماليزيا. منذ تسعينيات القرن العشرين، واستضافت المدينة العديد من الأحداث الرياضية والسياسية والثقافية الدولية بما في ذلك ألعاب الكومنولث لعام 1998م ودورة ألعاب جنوب شرق آسيا لعام 2017م. كما شهدت كوالالمبور تطورًا سريعًا في العقود الأخيرة وهي موطن لأطول المباني المزدوجة في العالم، برجا بتروناس، اللذين أصبحا منذ ذلك الحين رمزاً للتنمية الماليزية.
ولدى عاصمة ماليزيا نظام طرق شامل مدعوم بمجموعة واسعة من شبكات النقل العام، مثل النقل الجماعي السريع والنقل السريع الخفيف والسكك الحديدية الأحادية والسكك الحديدية للركاب والحافلات العامة وحافلات القفز والقفز (خالية من المسؤول) وخطوط السكك الحديدية في المطار. وتعد كوالالمبور واحدة من المدن الرائدة حول العالم في السياحة والتسوق، كونها المدينة السادسة الأكثر زيارة في العالم في عام 2019م . وتضم المدينة ثلاثة من أكبر 10 مراكز تسوق في العالم.
كما حلَّت كوالالمبور في المرتبة 70 عالمياً والمرتبة 2 في جنوب شرق آسيا في تصنيف قابلية العيش العالمي وفقاً لوحدة استخبارات الإيكونوميست والمرتبة 9 في شبكة مراكز العلوم والتكنولوجيا لدول آسيا والمحيط الهادئ والمرتبة 2 في جنوب شرق آسيا لمركز كيه بي إم جي الدولية الرائد للابتكار التكنولوجي لعام 2021م. واختارت منظمة اليونسكو كوالالمبور عاصمة العالم للكتاب لعام 2020م.
أصل تسمية عاصمة ماليزيا
تعني كلمة كوالالمبور في لغة الملايو “المُلتقى الموحل”. وهي مكونة من مقطعين: “كوالا” أي النقطة التي يلتقي فيها نهرين معاً أو المصب و”لمبور” التي تعني طين أو وحل. أحد الاقتراحات الأخرى هو أن المدينة سُمِّيت على اسم نهر سونغاي لمبور (النهر الموحل)؛ وقد سُجل في عشرينيات القرن التاسع عشر أن “سونغي لمبور” كانت أهم مستوطنة منتجة للقصدير على طول نهر كلانغ. ومع ذلك، فقد أثيرت الشكوك حول مثل هذا الاشتقاق حيث تقع كوالالمبور عند التقاء نهر غومباك ونهر كلانغ، لذلك فقد كان يجب تسمية المدينة “كوالا جومباك” باعتبارها النقطة التي يلتقي فيها نهر واحد مع نهر أكبر.
اقتُرح أيضاً أن تسمية كوالالمبور يرجع أصلاً إلى “بينغكالان لمبور” أي (مكان الهبوط الموحل). وهناك نظرية أخرى تقول إنها كانت في البداية كلمة كانتونية (إحدى اللغات الصينية) وهي كلمة “لام-با “وتعني “الغابة المغمورة” أو “الغابة المتعفنة”. ومع ذلك لا يوجد دليل ثابت معاصر لهذه الاقتراحات بخلاف قصص محلية متداولة ومن الممكن أيضاً أن يكون الاسم هو شكل مُحرَّف لاسم منسي سابقاً ولكن لا يمكن التعرف عليه حالياً.
تاريخ عاصمة ماليزيا
السنوات المبكِّرة
من غير المعروف من أسَّس مستوطنة كوالالمبور أو سماها بهذا الاسم. شارك عمال المناجم الصينيون في تعدين القصدير فوق نهر سيلانجور في أربعينيات القرن التاسع عشر على بعد حوالي 16 كم شمال مدينة كوالالمبور الحالية، كما شارك شعب مانديلينغ القادم من جزيرة سومطرة بقيادة راجا أسال وسوتان بواسا في تعدين وتجارة القصدير في منطقة أولو كلانغ قبل عام 1860م، وربما استقر هؤلاء السومطريون في الروافد العليا لنهر كلانغ في الربع الأول من القرن التاسع عشر وربما قبل ذلك.
كانت كوالالمبور في الأصل قرية صغيرة تتكون من عدد قليل من المنازل والمحلات التجارية عند التقاء نهري سونغاي غومباك وسونغاي كلانغ (نهر كلانغ الحالي) قبل أن تنمو لتصبح بلدة. من المسلَّم به عموماً أن كوالالمبور تأسست كمدينة حوالي عام 1857م، عندما قام رئيس الملايو في كلانغ، رجا عبد الله بن رجا جعفر، (رجا، لقب يُعادل ملك) بمساعدة شقيقه رجا جُمعات حاكم لوكوت، بجمع الأموال من رجال الأعمال الصينيين المقيمين في ملقا لتوظيف بعض عمال المناجم الصينيين من لوكوت للعمل بمناجم قصدير جديدة في موقع المدينة الحالي.
نزل عمال المناجم في كوالالمبور وواصلوا رحلتهم سيراً على الأقدام إلى أمبانغ حيث ظهر أول منجم. وكانت كوالالمبور أبعد نقطة في نهر كلانغ والتي يمكن جلب الإمدادات عبرها بسهولة عن طريق القوارب؛ لذلك أصبحت نقطة تجمع وانطلاق تخدم مناجم القصدير.
على الرغم من أن عمال المناجم الأوائل عانوا من ارتفاع عدد الوفيات بسبب ظروف مرض الملاريا في الغابة، فإن عمليات التعدين في مناجم أمبانغ كانت ناجحة وجرى تصدير أول قصدير من هذه المناجم في 1859م. في ذلك الوقت، وصل اثنان من التجار من لوكوت هما هيو سيو وياب أه سزي، إلى كوالالمبور حيث أقاموا متاجر لبيع المؤن لعمال المناجم مقابل القصدير.
بدأت المدينة، مدفوعة بتعدين القصدير، في التطور من مركزها الأصلي في ساحة السوق القديم (ميدان باسار حالياً)، مع إنشاء طرق تتصل بأمبانغ وكذلك بودو وباتو (أصبحت هذه الوجهات أسماء لهذه الطرق) حيث بدأ عمال المناجم في الإقامة بها أيضاً واستقر بعضهم في بيتالينج ودامانسارا.
لاحقاً، شَكَّل عمال المناجم عصابات فيما بينهم؛ وتكررت المعارك بين العصابات المختلفة في هذه الفترة ولا سيما بين فصائل كوالالمبور وكانشينغ، وذلك بشكل أساسي للسيطرة على أفضل مناجم القصدير.
ومنح حاكم الملايو قادة الجالية الصينية لقب “كابيتان تشينا” (زعيم صيني)، واُختير هيو سيو، أول تاجر صيني، كأول زعيم صيني لكوالالمبور. وقد عُين ياب آه لوي، زعيماً صينياً ثالثاً لكوالالمبور في 1868م.
من ضمن الشخصيات الماليزية البارزة خلال بدايات تطور عاصمة ماليزيا كوالالمبور، الحاج محمد طاهر الذي أصبح “داتو داغانغ” (رئيس التجار). وأصبح شعب مينانغكابو القادم من سومطرة أيضاً إحدى المجموعات الهامة الأخرى من الشعوب التي تعمل بالتجارة وفي مزارع التبغ في المنطقة ومن بين الشخصيات البارزة لشعب مينانغكابو، زعيمهم داتو ساتي وعثمان عبد الله والحاج محمد طيب الذي شارك في التطوير المبكر لمقاطعة كامبونغ بارو.
وكان من بين شعب مينانغكابو أيضاً شخصيات اجتماعية ودينية هامة، على سبيل المثال، كان عثمان بن عبد الله أول قاضي في كوالالمبور وكذلك محمد نور بن إسماعيل.
كوالالمبور في العصر الحديث
كانت كوالالمبور المبكرة مدينة صغيرة عانت من العديد من المشاكل الاجتماعية والسياسية وكانت المباني مبنية من الخشب وسعف النخيل المعرضة للحريق وتعاني من نقص الصرف الصحي المناسب. فابتليت المدينة بالأمراض وعانت من تهديد الفيضانات المستمر. وأصبحت المدينة متورطة في حرب سيلانجور الأهلية ويرجع ذلك جزئياً إلى القتال حول السيطرة على إيرادات مناجم القصدير.
وتحالف الزعيم ياب آه لوي الصيني مع تنجكو كودين، بينما تحالفت العصابات الصينية المنافسة مع رجا مهدي. كما تحول الزعماء رجا عسل وسوتان بواسا إلى جانب رجا مهدي. وسقطت كوالالمبور في 1872م وأُحرقت وسويت بالأرض. وهرب الزعيم ياب إلى كلانغ حيث أعاد تجميع قوة مقاتلة بمساعدة محاربين من باهانج ونجح في هزيمة قوات رجا المهدي واستعادة كوالالمبور في مارس 1873م.
وقد أدت الحرب والنكسات الأخرى، مثل انخفاض أسعار القصدير، إلى حالة من الركود الاقتصادي، كما أدى تفشي مرض الكوليرا بشكل كبير إلى فرار الكثيرين من المدينة. واستمر الركود حتى أواخر عام 1879م، عندما سمح ارتفاع سعر القصدير للمدينة بالتعافي.
وفي أواخر عام 1881م، غمرت المياه المدينة بشدة في محاولة لإطفاء حريق ضخم نشب بها، لكنه دمر المدينة بأكملها بنهاية المطاف في شهر يناير من نفس العام. وأُعيد بناء المدينة عدة مرات بفضل مثابرة ياب آه لوي. بينما يعزو الفضل في نموها وتطورها السريع وتحولها إلى مركز حضري رئيسي إلى فرانك سويتنهام الذي عينته السلطات البريطانية الاستعمارية وزيراً مقيماً في المدينة عام 1882م.
امتدت المستوطنات الصينية والماليزية المبكرة على طول الضفة الشرقية لنهر كلانغ حيث استقر الصينيون بشكل أساسي حول المركز التجاري لساحة السوق؛ بينما أقام الملايو وفيما بعد الهنود الشيتار والمسلمون الهنود في منطقة شارع جاوة (جالان تون بيراك حالياً).
وفي عام 1880م، نُقلت عاصمة ولاية سيلانجور من كلانغ إلى كوالالمبور لأهميتها من الناحية الاستراتيجية من قبل الإدارة الاستعمارية، ثم قرر الوزير البريطاني المقيم، ويليام بلومفيلد دوغلاس، نقل المباني الحكومية والمناطق السكنية غرب النهر.
فبُنيت مكاتب حكومية ومقر جديد للشرطة في بوكيت أمان، وبُني “بادانغ” (ملعب عُشبي للكريكت) في البداية لتدريب الشرطة. وأصبح بادانغ، المعروف حالياً باسم ميدان ميرديكا، فيما بعد مركزاً للمكاتب الإدارية البريطانية عندما نُقلت مكاتب الحكومة الاستعمارية إلى مبنى السلطان عبد الصمد في 1897م.
شرع فرانك سويتنهام، عند تولِّيه منصبه، في تحسين المدينة من خلال تنظيف الشوارع. كما نص في 1884م على وجوب تشييد المباني من الطوب والبلاط بحيث تكون أقل قابلية للاشتعال وإعادة بناء المدينة بشوارع أوسع لتقليل مخاطر الحريق. واشترى الزعيم ياب أه لوي قطعة مترامية الأطراف من العقارات لإنشاء مصنعاً للطوب لإعادة بناء كوالالمبور؛ أصبح هذا المكان يُعرف باسم “بريكفيلدز”.
وجرى استبدال المباني المدمرة التي كانت مبنية بالخشب والسعف، بأخرى من الطوب والبلاط، تميزت العديد من المباني الجديدة المبنية بالطوب “بالشرفات المسقوفة التي يبلغ عرضها خمسة أقدام” وكذلك تميزت بأعمال النجارة الصينية. ونتج عن ذلك تصميم معماري متميز لمتجر انتقائي نموذجي لهذه المنطقة.
وقام الزعيم ياب أه لوي بتوسيع طرق المدينة بشكل كبير وربط مناجم القصدير بالمدينة؛ تشتمل هذه الطرق على الطرق الفرعية الرئيسية لطريق أمبانغ الحالي وطريق بودو وشارع بيتالينغ. وعلى الرغم من كونه صينياً، كان ياب يتمتع بسلطات واسعة على قدم المساواة مع زعماء الملايو.
كمت أقر ياب إصلاحات قانونية وتشريعية من خلال محاكم الدعاوى الصغيرة وبنى العديد من المنشآت مثل أول مدرسة في كوالالمبور ومطحنة كبيرة لإنتاج نشا التابيوكا في شارع بيتالينغ والتي كان يهتم بها السلطان عبد الصمد، سلطان سيلانجور.
أدَّى خط السكك الحديدية بين كوالالمبور وكلانغ، الذي أسسه سويتنهام واكتمل في 1886م، إلى زيادة إمكانية الوصول لكلا المدينتين، مما أدى إلى النمو السريع لكوالالمبور. فقد نما عدد السكان من 4,500 في 1884م إلى 20,000م في 1890م. ومع ازدياد مؤشرات التنمية في ثمانينيات القرن التاسع عشر، كانت هناك ضغوطاً لمعالجة مشكلة الصرف الصحي والتخلص من النفايات والقضايا الصحية الأخرى.
فتقرر إنشاء مجلس صحي في 14 مايو 1890م كان مسؤولاً عن الصرف الصحي وصيانة الطرق وإنارة الشوارع وغيرها من الوظائف والذي أصبح في نهاية المطاف، مجلس بلدية كوالالمبور في 1948م. وفي 1896م، وقع الاختيار على كوالالمبور كعاصمة للولايات الماليزية الفيدرالية المُشكَّلة حديثاً.
كوالالمبور في القرن العشرين حتى الوقت الحاضر
توسعت منطقة العاصمة بشكل كبير في القرن العشرين، من 0.65 كم² فقط في 1895م إلى 20 كم² في 1903م. وبحلول الوقت الذي أصبحت فيه بلدية في 1948م توسعت إلى 93 كم²، ثم إلى 243 كم² في 1974م كمنطقة اتحادية.
هذا وقد أدى تطور صناعة المطاط في سيلانجور بسبب الطلب على إطارات السيارات في أوائل القرن العشرين إلى ازدهار عاصمة ماليزيا، حيث زاد عدد سكان كوالالمبور من 30,000 في 1900م إلى 80,000 في 1920م. وفيما مضى، كانت الأنشطة التجارية للمدينة تُدار إلى حد كبير من قبل رجال الأعمال الصينيين مثل لوك يو الذي كان آنذاك أغناهم وأكثرهم نفوذاً في كوالالمبور.
وأدى نمو صناعة المطاط إلى تدفق رأس المال الأجنبي والمزارعين، مع تأسيس شركات وصناعات جديدة في كوالالمبور، كما نقلت شركات أخرى، كانت موجودة سابقاً في أماكن أخرى، مقراتها إليها.
خلال الحرب العالمية الثانية، استولى الجيش الإمبراطوري الياباني على كوالالمبور في 11 يناير 1942م. على الرغم من تعرضها لأضرار طفيفة أثناء المعركة، أدى احتلال المدينة خلال الحرب إلى خسائر كبيرة في الأرواح.
فقد قُتل ما لا يقل عن 5,000 صيني في كوالالمبور في غضون أسابيع قليلة من الاحتلال على يد القوات اليابانية وأُرسل آلاف الهنود للعمل بالسُّخرة في سكة حديد بورما حيث مات عدد كبير منهم. واستمر الاحتلال الياباني للمدينة حتى 15 أغسطس 1945م، عندما استسلم سيشيرو إيتاجاكي، القائد العام لجيش المنطقة السابعة اليابانية في سنغافورة وماليزيا، للقوات البريطانية بعد القصف الذري الأمريكي لمدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيَّتين.
ومع ذلك استمرت كوالالمبور في النمو خلال الحرب العالمية وحتى بعد الحرب أثناء أزمة طوارئ الملايو (1948-1960م)، حيث كانت الملايو مشغولة بقمع التمرد الشيوعي، حيث بُنيت قرى جديدة في ضواحي المدينة.
هذا وأُجريت أول انتخابات بلدية في كوالالمبور في 16 فبراير 1952م. وفاز تحالف خاص بين مرشحي حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة وحزب الرابطة الماليزية الصينية بأغلبية المقاعد المتنازع عليها وأدى نجاحهما إلى تشكيل حزب التحالف (الجبهة الوطنية لاحقاً).
وفي 31 أغسطس 1957م، حصل اتحاد مالايا على استقلاله من بريطانيا وأُنزل العلم البريطاني ورفع علم الملايو لأول مرة في بادانغ في منتصف ليل 30 أغسطس 1957م وفي صباح يوم 31 أغسطس، أقيم حفل إعلان الاستقلال في استاد ميرديكا من قبل أول رئيس وزراء اتحاد المالايو، تونكو عبد الرحمن.
وظلت كوالالمبور العاصمة حتى بعد تشكيل ماليزيا في 16 سبتمبر 1963م وفي نفس العام، اكتمل بناء مجلسي البرلمان الماليزي على حافة حدائق بيردانا النباتية.
حصلت كوالالمبور على وضع المدينة في 1 فبراير 1972م، لتصبح أول منطقة سكنية في ماليزيا تُمنح هذا الوضع عقب الاستقلال. لاحقاً، في 1 فبراير 1974م، أصبحت كوالالمبور منطقة فيدرالية، بينما لم تعد عاصمة سيلانجور في 1978م بعد إعلان مدينة شاه علم عاصمة الولاية الجديدة.
وفي 14 مايو 1990م، احتفلت كوالالمبور بمرور 100 عام على إنشاء مجلس البلدية، حيث عُرض علم ونشيد كوالالمبور الفيدرالي الجديد. وفي 1 فبراير 2001م، تم إعلان بوتراجايا إقليماً فيدرالياً، بالإضافة إلى مقر الحكومة الفيدرالية. لذلك نُقلت المؤسسات الإدارية والقضائية للحكومة من كوالالمبور إلى بوتراجايا.
ومع ذلك، احتفظت كوالالمبور بوظيفتها التشريعية وظلت موطن “يانغ دي بيرتوان أغونغ” (لقب الملك الشرعي للبلاد).
منذ التسعينيات فصاعداً، أدَّت التطورات الحضرية الرئيسية في وادي كلانغ إلى توسع منطقة كوالالمبور الحضرية. تمتد هذه المنطقة، المعروفة باسم كوالالمبور الكبرى، من الإقليم الفيدرالي لكوالالمبور غرباً إلى بورت كلانغ وشرقاً إلى حافة جبال تيتيوانغسا وكذلك إلى الشمال والجنوب.
وتغطي المنطقة بلدات ومدن أخرى منفصلة إدارياً مثل كلانغ وشاه علام وبوتراجايا وغيرها ويخدمها نظام نقل وادي كلانغ المتكامل. وتشمل المشاريع البارزة التي أُجريت داخل كوالالمبور نفسها تطوير مركز مدينة كوالالمبور الجديد حول جالان أمبانغ وأبراج بتروناس.
الموقع الجغرافي
تتميز جغرافية كوالالمبور بوجود وادي كلانغ الواسع، يحد الوادي جبال تيتيوانجسا في الشرق وعدة سلاسل صغيرة في الشمال والجنوب ومضيق ملقا في الغرب. وتقع كوالالمبور في وسط ولاية سيلانجور وكانت إحدى أراضي حكومة ولاية سيلانجور.
في عام 1974م، انفصلت كوالالمبور عن سيلانجور لتشكيل أول إقليم فيدرالي تحكمه مباشرة الحكومة الفيدرالية الماليزية. وتقع كوالالمبور ضمن الولاية الأكثر تطوراً على الساحل الغربي لشبه جزيرة ماليزيا والتي تتمتع بأرض مستوية أوسع من الساحل الشرقي وقد ساهم في تطورها بشكل أسرع مقارنة بالمدن الأخرى في ماليزيا. إذ تغطي بلدية المدينة مساحة 243 كم²، بمتوسط ارتفاع 81.95 م.
المناخ
عاصمة ماليزيا محمية من قبل سلسلة جبال تيتيوانغسا في الشرق وجزيرة سومطرة الإندونيسية في الغرب، لذلك كوالالمبور آمنة من الرياح القوية وتتميز بمناخ الغابات المطيرة الاستوائية (حسب تصنيف كوبن للمناخ) المتميز كونه حار ورطب ومشمس إلى جانب أنه يشهد هطول أمطار غزيرة، خاصة خلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية من أكتوبر إلى مارس.
وتميل درجات الحرارة إلى البقاء ثابتة وتتراوح الدرجات القصوى بين 32 و35°م وأحياناً تصل إلى 38°م، بينما تتراوح الدرجات الدُّنيا بين 23.4 و24.6°م ولم تنخفض أبداً عن 17.8°م.
تتلقى عاصمة ماليزيا عادة 2.600 ملم من الأمطار كحد أدنى سنوياً؛ وعلى الرغم من أن شهري يونيو ويوليو جافان نسبياً، يتجاوز هطول الأمطار خلالهما عادةً 131 ملم شهرياً.
كما تتعرض العاصمة إلى الفيضانات بشكل متكرر بعد هطول الأمطار الغزيرة، خاصة في وسط المدينة، في حين قد يتسبب الدخان المنبعث من حرائق الغابات في سومطرة المجاورة بضباب كثيف فوق المنطقة. مما يعد مصدراً رئيسياً للتلوث في المدينة إلى جانب حرق النفايات وانبعاثات عوادم السيارات وأعمال البناء.
التقسيم الإداري
كانت كوالالمبور تدار من قبل هيئة تعاونية مخوَّلة تُدعى مفوضية العاصمة الفيدرالية اعتباراً من 1 أبريل 1961م، حتى مُنحت وضع المدينة في 1972م وبعد ذلك انتقلت السلطة التنفيذية إلى عمدة المدينة. وقد تعيَّن ثلاثة عشر عمدة منذ ذلك الحين.
ويُمثل مجلس مدينة كوالالمبور الإدارة المحلية وهو وكالة تابعة لوزارة الأقاليم الفيدرالية في ماليزيا ومسؤول عن الصحة العامة والصرف الصحي وإزالة النفايات وإدارتها وتخطيط المدن وحماية البيئة ومراقبة البناء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ووظائف الصيانة العامة للبنية التحتية الحضرية.
وتقع السلطة التنفيذية على عاتق رئيس البلدية في مجلس المدينة الذي يعينه وزير المناطق الاتحادية لمدة ثلاث سنوات.
تتوافق الدوائر الانتخابية البرلمانية الإحدى عشرة في كوالالمبور، مع عدد السكان التقديري والتقسيمات الفرعية الإدارية الخاضعة لسلطة مجلس مدينة كوالالمبور ويمكن تقسيم هذه الدوائر الإحدى عشرة إلى 29 ضاحية والدوائر هي:
- بوكيت بينتانغ.
- تيتيوانغسا.
- سيتياوانغسا.
- وانغسا ماغو.
- باتو.
- كيبونغ.
- سيغامبوت.
- ليمبا بانتاي.
- سبوتهز.
- بندر تون رزاق.
- شيراس.
وتعتبر كوالالمبور موطن البرلمان الماليزي. وقد حدد التسلسل الهرمي للسلطة في ماليزيا، وفقاً للدستور الاتحادي، الفروع الثلاثة للحكومة الماليزية على أنها تتكون من السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية. ويتكون البرلمان من ديوان نيجارا (مجلس الشيوخ) وديوان راكيات (مجلس النواب)
السكان
كوالالمبور هي المدينة الأكثر ازدحاماً بالسكان في ماليزيا، حيث بلغ عدد سكانها 1.808 مليون نسمة اعتباراً من 2017. وتبلغ الكثافة السكانية 6.696 نسمة لكل كيلومتر مربع وبذلك تعتبر أيضاً المنطقة الإدارية الأكثر كثافة سكانية نسبة إلى عدد سكان ماليزيا.
عاصمة ماليزيا هي أيضاً مركز منطقة وادي كلانغ الكبرى (التي تغطي بيتالينغ غايا وكلانغ وسوبانغ غايا وبوشونغ وشاه علم وغومباك وغيرها) والتي يقدر عدد سكانها بنحو 7.564 مليون نسمة اعتباراً من 2018م. وتتجه هذه الأرقام للارتفاع سنوياً مع ازدياد عدد سكان العالم.
الدين
مدينة كوالالمبور هي مدينة تعددية ومتنوعة دينياً، حيث يوجد في المدينة العديد من أماكن العبادة التي تلبي احتياجات السكان متعددي الأديان. الإسلام هو الديانة الرئيسية في البلاد ويعتنقها في المقام الأول الملايو والجاليات الهندية المسلمة وعدد قليل من المسلمين الصينيين، بينما يعتنق الصينيون البوذية والكونفوشيوسية والطاوية بشكل رئيسي ويعتنق الهنود الهندوسية، كما يعتنق بعض الصينيين والهنود المسيحية.
وفقاً للإحصاء السكاني لعام 2010م، كان سكان كوالالمبور من المسلمين 46.4% والبوذيون 35.7% والهندوس 8.5% والمسيحيون 5.8% وأولئك ممن ليس لهم انتماءات معروفة 1.4%، بينما كان هناك 1.1% من معتنقي الديانة الطاوية أو الصينية وما نسبته 0.6% من أتباع الديانات الأخرى و0.5% لادينيون.
العرق
يشمل السكان غير المتجانسين في كوالالمبور المجموعات العرقية الرئيسية الثلاث في البلاد: الملايو والصينيون والهنود، على الرغم من أن عاصمة ماليزيا بها أيضاً مزيج من أعراق الثقافات المختلفة بما في ذلك الأوراسيون وكذلك شعب كادازان وإيبان وأعراق السكان الأصليين الأخرى من جميع أنحاء ماليزيا.
نسبة الأعراق بين سكان كوالالمبور – إحصاء 2015م | |
---|---|
الملايو | 40.32% |
الصينيون | 36.90% |
الهنود | 8.62% |
أعراق أخرى | 0.98% |
أعراق غير ماليزية | 13.18% |
اللغة
اللغة الماليزية (بهاسا مالايو) هي اللغة الرئيسية في عاصمة ماليزيا، وغالبية سكان كوالالمبور يجيدون القراءة والكتابة بشكل عام باللغة الإنجليزية، مع اعتماد نسبة كبيرة منهم عليها كلغة أولى. واللهجة الإنجليزية الماليزية هي لهجة مستخدمة على نطاق واسع ولها حضور قوي، خاصة في مجال الأعمال وهي لغة إلزامية تُدرس في المدارس. أما الكانتونية والماندرين من اللغات الصينية البارزة لأن الأغلبية المحلية من السكان الصينيين يتكلمون بهما.
واللهجة الرئيسية الأخرى المستخدمة هي لغة الهاكا. وعلى الرغم أن التاميل هي اللغة المهيمنة بين السكان الهنود المحليين، فإن اللغات الهندية الأخرى التي تتحدث بها الأقليات تشمل التيلجو والمالايالامية والبنجابية والهندية. بجانب لغة الملايو وهناك مجموعة متنوعة من اللغات التي يتحدث بها الأشخاص المنحدرون من أصل إندونيسي، مثل لغة مينانغكابو واللغة الجاوية.
الثقافة
تُعَد كوالالمبور مركزاً للأنشطة والفعاليات الثقافية في ماليزيا، من بين هذه المراكز، المتحف الوطني، الذي يقع على طول طريق ماهاميرو السريع. ويضم مجموعة فنية من المصنوعات اليدوية واللوحات التي جُمعت من جميع أنحاء البلاد.
ويعد متحف الفنون الإسلامية، الذي يضم أكثر من سبعة آلاف قطعة أثرية إسلامية بما في ذلك المعروضات النادرة بالإضافة إلى مكتبة لكتب الفن الإسلامي، أكبر مجموعة للفنون الإسلامية في جنوب شرق آسيا. لا تقتصر المجموعة الفنية للمتحف على القطع الأثرية من الشرق الأوسط فحسب، بل تشمل أيضاً أعمال فنية من أماكن أخرى في آسيا، مثل الصين وجنوب شرق آسيا.
كما يوجد في كوالالمبور مجمع الحرف إلى جانب متحف يعرض مجموعة متنوعة من المنسوجات والسيراميك والحرف المعدنية والمنتجات المنسوجة.
يقع المعرض الوطني للفنون في ماليزيا في جالان تيميرلوه، قبالة جالان تون رزاق على مساحة 14 فدان بجوار المسرح الوطني (إيستانا بوديا) والمكتبة الوطنية. وتشتمل بنية المعرض على عناصر العمارة الماليزية التقليدية، فضلاً عن العمارة الحديثة المعاصرة. بينما يقع معرض بتروناس للفنون وهو مركز آخر للفنون الجميلة، في وسط مدينة كوالالمبور. ويضم معرض برج إلهام بالقرب من حديقة أمبانغ معارض لأعمال فنانين محليين وأجانب.
الهندسة المعمارية في كوالالمبور عبارة عن مزيج من التأثيرات الاستعمارية القديمة والتقاليد الآسيوية والإسلامية في الملايو مع مزيج من العمارة الحديثة وما بعد الحداثة. نظراً لكونها مدينة صغيرة نسبياً مقارنة بعواصم جنوب شرق آسيا الأخرى مثل بانكوك عاصمة تايلاند وجاكرتا عاصمة إندونيسيا ومانيلا عاصمة الفلبين، فقد شُيِّدت معظم مباني الحقبة الاستعمارية البارزة في كوالالمبور في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وصُمِّمَت هذه المباني وفق أنماط العمارة الإحيائية المغولية والمغاربية والتيودورية والقوطية وكذلك اليونانية-الإسبانية. لكن مع تعديلات في التصميم تُتيح استخدام الموارد المحلية والتأقلم مع المناخ المحلي الحار والرطب طوال العام. وكان آرثر بينيسون هوباك أحد المهندسين المعماريين البارزين خلال الحقبة الاستعمارية وقد صمَّم عدداً من المباني الهامة بما في ذلك محطة سكة حديد كوالالمبور ومسجد جاميك.
ويعد برجا بتروناس التوأم اللذين يبلغ ارتفاعهما 452 م أطول مبنيين توأمين في العالم وأعلى المباني في ماليزيا وشكَّل البرجين معاً أطول مبنى في العالم في الفترة من 1998-2004م. وقد صُممت لتشبه الزخارف الموجودة في الفن الإسلامي.
بدأت العمارة الحديثة وما بعد الحداثة في الظهور في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين. مع التطور الاقتصادي، هُدِّمت المباني القديمة مثل بوك هاوس لإفساح المجال لأبنية جديدة. وتوجد المباني ذات الأصداف الزجاجية بالكامل في جميع أنحاء المدينة وأبرز الأمثلة هي أبراج بتروناس ومركز كوالالمبور للمؤتمرات.
وتحوي المنطقة التجارية المركزية حول مركز مدينة كوالالمبور العديد من المباني الجديدة والشاهقة ذات الهندسة المعمارية الحديثة وما بعد الحداثة. وفقاً لإسقاطات التكتل الحضري لأطول 50 في العالم لعام 2010م من قبل مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، احتلت كوالالمبور المرتبة العاشرة بين المدن التي تحتوي على معظم المباني التي يزيد ارتفاعها عن 100 م بارتفاع إجمالي يصل إلى 34.035 م لنحو 244 مبنى شاهق الارتفاع.
السياحة في كوالالمبور
تلعب السياحة دوراً هاماً في اقتصاد عاصمة ماليزيا القائم على الخدمات، حيث يوجد العديد من سلاسل الفنادق العالمية الكبيرة في المدينة، يعد فندق ماجيستيك أحد أقدم فنادق كوالالمبور. وتعد كوالالمبور هي سادس أكثر المدن زيارة في العالم، حيث يزورها 8.9 مليون سائح سنوياً.
يعزو النشاط السياحي إلى التنوع الثقافي للمدينة والتكاليف المنخفضة نسبياً وتنوع الطعام في المطبخ الماليزي والتسوق. وتوسعت سياحة المعارض والمؤتمرات في السنوات الأخيرة لتصبح مكوناً حيوياً في الصناعة ومن المتوقع أن تنمو أكثر بمجرد بدء برنامج التحول الاقتصادي للحكومة الماليزية.
وتشمل الوجهات السياحية الرئيسية في عاصمة ماليزيا:
- أبراج بتروناس التوأم.
- منطقة التسوق بوكيت بينتانج.
- برج منارة كوالالمبور.
- شارع بيتالينغ (الحي الصيني).
- ميدان ميرديكا.
- محطة سكة حديد كوالالمبور.
- مبنى مجلس النواب.
- القصر الوطني (إستانا نغارا).
- المتحف الوطني.
- المتحف الملكي.
- متحف الفنون الإسلامية.
- سوق كوالالمبور المركزي.
- متنزه طيور كوالالمبور.
- معرض الأحياء البحرية.
- نهر الحياة.
- جسر سالوما لينك.
- النصب التذكاري الوطني.
- شارع العرب.
- المواقع الدينية مثل مسجد السلطان عبد الصمد جامك، معبد ثين هو ومعبد مها فيهارا في بريكفيلدز.
كما تستضيف عاصمة ماليزيا العديد من المهرجانات الثقافية الأخرى.
التعليم
وفقاً للإحصاءات الحكومية، بلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في كوالالمبور 97.5% في عام 2000م وهو أعلى معدل في أي ولاية أو إقليم في ماليزيا. وتعتبر لغة الملايو (بهاسا ملايو) لغة التدريس لمعظم المواد، بينما تعد اللغة الإنجليزية مادة إلزامية، لكن اعتباراً من 2012م، لا تزال اللغة الإنجليزية هي لغة تدريس الرياضيات والعلوم الطبيعية في مدارس معينة.
وتستخدم بعض المدارس لغة الماندرين والتاميل كلغات للتدريس في مواد معينة. يتطلب كل مستوى تعليمي مهارات مختلفة في التدريس والقدرة على التعلم. وتحتوي كوالالمبور على 14 مؤسسة للتعليم العالي و79 مدرسة ثانوية و155 مدرسة ابتدائية و136 روضة أطفال (إحصاء عام 2000م).
يرجع تاريخ العديد من المؤسسات في المدينة إلى أكثر من 100 عام – مثل مدرسة بوكيت بينتانغ للبنات (1893-2000م)، التي انتقلت إلى تامان شاملين بيركاسا في شيراس وأعيدت تسميتها إلى مدرسة الحديقة الدولية إلى جانب معهد فيكتوريا (1893م)، المدرسة الميثودية للبنات (1896م)، المدرسة الميثودية للبنين (1897م)، دير بوكيت ناناس (1899م)، معهد سانت جون (1904م)، المدرسة الكونفوشيوسية الثانوية الخاصة (1906م)، مدرسة كوين تشينغ الثانوية (1908م)، مدرسة تسون جين الثانوية (1913م) ومدرسة ماكسويل (1917م).
كوالالمبور هي موطن لجامعة مالايا، التي تأسست في عام 1949م، كأقدم جامعة في ماليزيا وواحدة من أقدم الجامعات في المنطقة. وقد صُنِّفت أفضل جامعة في ماليزيا وجاءت في المرتبة 22 ضمن أفضل الجامعات في آسيا وحلَّت في المرتبة الثالثة بين جامعات دول جنوب شرق آسيا وفقاً لتصنيفات جامعة كيو إس العالمية لعام 2019م. وفي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد الطلاب الدوليين في جامعة مالايا نتيجة للجهود المتزايدة لجذب المزيد من الطلاب الدوليين.
وتشمل الجامعات الأخرى في كوالالمبور:
- جامعة تونكو عبد الرحمن.
- الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا.
- كلية جامعة تونكو عبد الرحمن.
- جامعة يو سي إس آي.
- جامعة تايلور.
- الجامعة الطبية الدولية.
- جامعة ماليزيا المفتوحة.
- جامعة كوالالمبور.
- جامعة بيردانا.
- جامعة واواسان المفتوحة.
- جامعة هيلب.
- فرع جامعة ماليزيا الوطنية.
- جامعة ماليزيا للتكنولوجيا.
كما تقع جامعة الدفاع الوطني الماليزية في القاعدة العسكرية سونغاي بيسي، في الجزء الجنوبي من وسط كوالالمبور والتي تأسست لتكون مركزاً رئيسياً للدراسات العسكرية وتكنولوجيا الدفاع.
وتضم كوالالمبور الكبرى مجموعة أكثر شمولاً من الجامعات بما في ذلك العديد من الفروع الدولية مثل الحرم الجامعي لجامعة موناش ماليزيا وحرم جامعة نوتنغهام ماليزيا وجامعة شيامن ماليزيا.
الاقتصاد
كوالالمبور هي المركز الاقتصادي والتجاري في ماليزيا ومركز للتمويل والتأمين والعقارات والإعلام والفنون فيها، حيث تُشكل عاصمة ماليزيا والمناطق الحضرية المحيطة بها أكثر المناطق الصناعية والأسرع نمواً في ماليزيا.
وعلى الرغم من نقل إدارة الحكومة الفيدرالية إلى بوتراجايا، فما زالت بعض المؤسسات الحكومية مثل بنك نيغارا ماليزيا (البنك الوطني الماليزي) ولجنة الشركات الماليزية وهيئة الأوراق المالية بالإضافة إلى معظم السفارات والبعثات الدبلوماسية موجودة في المدينة.
وصُنِّفت كوالالمبور على أنها مدينة عالمية (ألفا) وهي المدينة العالمية الوحيدة في ماليزيا وفقاً لمجموعة وشبكة دراسة العولمة والمدن العالمية. حيث أدى تطوير البنية التحتية في المناطق المحيطة مثل مطار كوالالمبور الدولي في سيبانغ وإنشاء منطقة اقتصادية خاصة وتوسيع ميناء كلانغ إلى تعزيز الأهمية الاقتصادية للمدينة.
يقع مقر بورصة ماليزيا في المدينة ويشكل أحد أنشطتها الاقتصادية الأساسية. اعتباراً من 5 يوليو 2013م، إذ بلغت القيمة السوقية لها 505.67 مليار دولار أمريكي.
قُدِّر الناتج المحلي الإجمالي لكوالالمبور بنحو 73,536 مليون رينجيت ماليزي في 2008م بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 5.9 بالمائة. وبحلول عام 2015م، بلغ الناتج المحلي الإجمالي 160,388 مليون رينجيت وهو ما يمثل 15.1% من إجمالي الناتج المحلي لماليزيا.
وبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في كوالالمبور، 79,752 رينغيت في 2013م بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 5.6% وبلغ 94,722 رينغيت في 2015م.
ويُشكل قطاع الخدمات الذي يشمل التمويل والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق والنقل والتخزين والاتصالات والمرافق والخدمات الشخصية والخدمات الحكومية أكبر مكون من العمالة إذ يمثل حوالي 83.0% من الإجمالي. أما نسبة 17% المتبقية فتأتي من التصنيع والبناء.
يتجلَّى قطاع الخدمات الكبير في عدد البنوك وشركات التأمين المحلية والأجنبية العاملة في المدينة. حيث تستعد عاصمة ماليزيا لأن تصبح مركز التمويل الإسلامي العالمي مع زيادة عدد المؤسسات المالية التي تقدم التمويل الإسلامي والوجود القوي للمؤسسات المالية الخليجية مثل مصرف الراجحي، أكبر بنك إسلامي في العالم وبيت التمويل الكويتي.
الرياضة
ساهم امتلاك عاصمة ماليزيا لمجموعة كبيرة من المرافق الرياضية ذات المستوى الدولي والتي يقع معظمها في المجمع الرياضي في “بوكيت جليل” إلى استضافتها للعديد من البطولات المحلية والإقليمية والدولية مثل استضافة دورة ألعاب دول الكومنولث في 1998م وهي واحدة من المدن المضيفة لبطولة العالم للفورمولا 1 منذ 1999م إلى 2017م.
كما استضافت سباقات الجائزة الكبرى إيه وان للسيارات ذات العجلات المفتوحة حتى توقفت في 2009م. وأقيمت سباقات الجائزة الكبرى للدراجات النارية في حلبة سيبانغ الدولية في سيبانغ بولاية سيلانجور المجاورة. وساهم حدث الفورمولا 1 بشكل كبير في ازدياد عدد السياح وإيرادات السياحة في كوالالمبور.
وتجلى ذلك خلال الأزمة المالية الآسيوية في 1998م. عندما كانت المدن في جميع أنحاء آسيا تعاني من انخفاض عدد السائحين الوافدين، في حين ارتفع عدد السياح الوافدين إلى كوالالمبور من 6,210,900 في 1997م إلى 10,221,600 في 2000م، أو 64.6% زيادة في عدد السياح الوافدين. وفي عام 2015م، شُيِّدت حلبة شارع كوالالمبور لاستضافة حدث سباق الجائزة الكبرى في مدينة كوالالمبور.
كرة القدم هي إحدى الرياضات الأكثر شعبية في كوالالمبور، حيث تُقام بطولة ميرديكا المحلية لكرة القدم بشكل أساسي على ملعب ميرديكا والمدينة هي أيضاً موطناً لنادي كوالالمبور سيتي، الذي يلعب في الدوري الماليزي الممتاز.
استضافت كوالالمبور البطولة الآسيوية الرسمية لكرة السلة في أعوام 1965م و1977م و1985م. وقد وصل فريق كرة السلة الوطني الماليزي إلى ربع النهائي في بطولة عام 1985م وهو أفضل أداء للفريق الوطني إلى اليوم.
علاوة على ذلك، عاصمة ماليزيا هي موطن لفريق كوالالمبور دراغونز، بطل دوري آسيان لكرة السلة، الذي يلعب مبارياته على ملعب مابا. كما يوجد في المدينة العديد من ملاعب الجولف بما في ذلك نادي كوالالمبور للغولف والنادي الريفي ونادي الغولف للخدمة المدنية الماليزية في كيارا وملعب برجايا للغولف في بوكيت جليل.
كوالالمبور هي أيضاً مسقط رأس مجموعة نوادي هاش للجري، التي بدأت في ديسمبر 1938م عندما بدأت مجموعة من الضباط الاستعماريين البريطانيين والأجانب، بعضهم من نادي سيلانجور، بالاجتماع في أمسيات يوم الاثنين للجري.
استضافت كوالالمبور الدورة 128 للجنة الأولمبية الدولية في 2015م حيث انتخبت اللجنة الأولمبية الدولية بكين عاصمة الصين كمدينة مضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022م ومدينة لوزان في سويسرا باعتبارها المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية للشباب لعام 2020م.
الإعلام
تشمل الصحف اليومية والتجارية والرقمية الصادرة في كوالالمبور: ذا ماليزيان ريزيرف وذا إيدج وذا ستار ونيو سترايتس تايمز وكالاي ميل وبريتا هاريان وهاريان ميترو وهناك صحف تَصدر بلغة الماندرين والتاميل يومياً، على سبيل المثال: سن تشو ديلي تشينا بريس وتاميل نيسان وماكلا أوساي ونانيانغ سيانغ باو.
كوالالمبور هي أيضاً المقر الرئيسي لمحطات التلفزيون الأرضية الحكومية العامة للإعلام الحكومي في ماليزيا وبرامج محطات التلفزيون تبث بلغات الملايو والإنجليزية والصينية والتاميلية.
ويقع برج تيليكوم ماليزيا في المدينة وهو المقر الرئيسي لشركة تيليكوم ماليزيا لخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في ماليزيا، كما أن المدينة هي موطن لخدمة أسترو التلفزيونية المدفوعة الرئيسية في البلاد وهي خدمة تلفزيونية فضائية.
وسائل المواصلات
كحال معظم المدن الآسيوية الأخرى، يتصل كل جزء من المدينة جيداً بالطرق السريعة، وتمتلك عاصمة ماليزيا شبكة طرق شاملة مع التوسع في خطط تطوير وسائل النقل ومد الطرق. تشمل وسائل النقل العام مجموعة متنوعة من الحافلات والسكك الحديدية وسيارات الأجرة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتشجيع استخدام وسائل النقل العام، فإن معدلات الاستخدام منخفضة، حيث استخدم 16% من السكان وسائل النقل العام في 2006م. ومع ذلك، من المقرر أن يرتفع استخدام وسائل النقل العام مع توسع شبكة السكك الحديدية.
أعادت شركة براسارانا ماليزيا الحكومية رسم شبكة الحافلات بالكامل في كوالالمبور ومنطقة وادي كلانغ الحضرية لزيادة أعداد الركاب وتحسين نظام النقل العام في المدينة.
بدأت خدمة قطار الضواحي العمل في 1995م وهي توفر خدمات السكك الحديدية المحلية في كوالالمبور ومناطق الضواحي المحيطة بوادي كلانغ. وقد امتدت هذه الخدمة فيما بعد إلى أجزاء أخرى من ماليزيا مع إدخال المناطق الشمالية والجنوبية، بشبكة تمتد على مساحة 175 كم في القطاع المركزي وبنحو 53 محطة وتتكون من خطين عبر المدينة، هما خط ميناء كلانغ (من تانجونغ ماليم إلى ميناء كلانغ) وخط سيريمبان (من كهوف باتو إلى بولاو سيبانج/تامبين).
وهناك أيضاً خدمة النقل السريع الخفيف لقطارات متوسطة السعة في وادي كلانغ، ماليزيا. حيث افتتح أول خط لهذه الخدمة في 1996م وتوسع النظام منذ ذلك الحين إلى ثلاثة خطوط اُفتُتحت في عامي 1998م و1999م وفي عام 2006م، أعلنت الحكومة عن مشاريع تمديد خط “سري بيتالينج” وخط “كيلانا جايا”.
وفي 31 أغسطس 2003م، أُفتُتحت خدمة القطار أحادي الخط (مونوريل) مع 11 محطة تعمل بـطول 8.6 كم على مسارين مرتفعين متوازيين وفي 16 ديسمبر 2016م، أُفتُتح الخط الأول من مترو الأنفاق وهناك خطة لإنشاء حوالي 90 محطة جديدة لمختلف خدمات القطارات، منها 26 محطة في وسط المدينة ستكون تحت الأرض وقادرة على استيعاب 2 مليون مسافر يومياً ضمن خطة تطوير خدمات النقل.
يخدم عاصمة ماليزيا مطاران، المطار الرئيسي وهو مطار كوالالمبور الدولي في سيبانغ، سيلانجور وهو أيضاً محور الطيران في ماليزيا، يقع على بعد حوالي 50 كم جنوب المدينة، أما المطار الآخر فهو مطار السلطان عبد العزيز شاه، المعروف أيضاً باسم “سوبانغ سكاي بارك” وكان بمثابة البوابة الدولية الرئيسية لكوالالمبور من 1965م حتى تم افتتاح مطار كوالالمبور الدولي في 1998م.
ويربط مطار كوالالمبور الدولي المدينة برحلات مباشرة إلى أغلب دول العالم في ست قارات على خريطة العالم وهو المحور الرئيسي لشركة الطيران الوطنية، الخطوط الجوية الماليزية وشركة الخطوط الجوية منخفضة التكلفة، طيران آسيا.
وكانت خدمة “ميني-باص كوالالمبور” واحدة من أقدم وأشهر خدمات الحافلات العامة في ماليزيا، توفرت في عاصمة ماليزيا ومنطقة وادي كلانغ وكانت الحافلات في الأساس مطلية باللون الوردي مع شريط أبيض على الجانبين وتتسع لنحو 20-30 راكباً.
وبدأت هذه الخدمة في 23 سبتمبر 1975م وتوقفت في 1 يوليو 1998م، لتحل محلها خدمة حافلات إنتراكوتا وفيما بعد، رابيد باص في 2005م.