ما هي عاصمة كندا

عاصمة كندا

عاصمة كندا هي أوتاوا وتنطق بالإنجليزية (أت – وا) هي العاصمة السياسية والوطنية لكندا وهي مدينة معاصرة تأسست في 1826م تحت اسم باي تاون على الضفة الجنوبية لنهر أوتاوا في الجزء الجنوبي شرق أونتاريو وهو النهر الذي اشتقَّت منه اسمها لاحقاً عندما تغيَّر اسم المدينة في 1855م، وبمرور الزمن توسعت حدودها لتضم أراضِ جديدة وفي 1867م أصبحت رسمياً عاصمة كندا الكونفدرالية.

تكتسب هذه العاصمة أهميتها كونها عاصمة إحدى دول مجموعة الدول الصناعية السبع، إضافةً لذلك فهي تضم عدداً من أفضل الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية داخل وخارج البلاد ومجموعة كبيرة من الشركات التكنولوجية والصناعية الرائدة في العالم وهي مسقط رأس رئيس وزراء كندا الحالي جاستن ترودو الذي ولد بها في 1971م، وهي كذلك محل ميلاد الأميرة مارغريت أميرة هولندا وعدداً كبيراً من مشاهير السياسة والفن والثقافة والرياضة والعلوم المختلفة.

يُشار إلى منطقة العاصمة الوطنية باسم أوتاوا-غاتينو وهي تسمية اتحادية رسمية للعاصمة الكندية أوتاوا التي تضم بجانب مدينة أوتاوا، مدناً مجاورة مثل غاتينو وكيبيك، إضافة إلى المجتمعات الحضرية والريفية المحيطة.

 

أصل تسمية عاصمة كندا

أخذت اسمها من نهر أوتاوا الذي كان له دوراً كبيراً في تأسيس المدينة وهو اسم مُشتق من كلمة (أوداوا) التي تنتمي إلى لغة شعب ألغونكوين أو (هنود ألغونكوين) كما أسماهم الأوروبيون وهم السكان الأصليون للمنطقة وتعني كلمة أدواي “التجارة” في إشارة إلى ممارسات الشعوب الأصلية التي استخدمت النهر للتجارة والسفر والتنقل وصيد الأسماك والإقامة بمحاذاته وفي البداية كانت الخرائط الأولى للمنطقة تشير إلى تسمية النهر باسم ذلك الشعب فكان يسمى “نهر ألغونكوين العظيم” قبل أن يتغير إلى أوتاوا وهو المسمى الذي أصبح يطلق أيضاً على شعوب السكان الأصليين المُقيمين بمحاذاة النهر “شعوب أوتاوا”.

 

تاريخ عاصمة كندا

يرجع تاريخ المنطقة إلى نحو عشرة آلاف سنة، عندما بدأ جفاف بحر شامبلين، حيث أصبح وادي أوتاوا صالحاً للسكن، فقدمت إليه بعض شعوب كندا الأصلية التي استقرت به وعملت في الحصاد والصيد والتجارة فقد كان الوادي مُلتقى لثلاثة أنهار، مما جعله منطقة تجارة وسفر هامة لآلاف السنين وقد أطلق شعب ألغونكوين على نهر أوتاوا اسم “النهر العظيم”.

بعد اكتشاف أمريكا الشمالية، بدأت حركة نزوح كبيرة من الأوروبيين باتجاه القارة الجديدة، على هيئة رحالة ومستكشفين في بداية الأمر ثم كمستوطنين لاحقاً، يُعتبر المستكشف الفرنسي إتيان بروليه أول أوروبي يسافر عبر نهر أوتاوا في 1610م في طريقه إلى البحيرات العظمى وشاهد في طريقه “شلالات تشاودير”.

تبعه المستكشف الفرنسي صمويل دو شامبلان والعديد من المبشرين والمستكشفين والتجار الأوائل في وقت شهد صراعاً عسكرياً بين بريطانيا وفرنسا بلغ ذروته خلال حرب السنوات السبع للاستحواذ على مناطق كندا والتي انتهت بانتصار بريطانيا وبمقتضى معاهدة باريس في 1763م، سيطرت بريطانيا على كندا وبعد إعلان استقلال الثورة الأمريكية في 1776م، بدأ المهاجرون البروتستانت والموالون للحكم البريطاني في الهجرة إلى كندا، لكن لم تؤسس أي مستوطنة أوروبية دائمة في هذه المنطقة إلا بحلول مارس 1800م، على يد فليمون رايت، تحت اسم بلدة رايت، وهو مهاجر أمريكي من ماساتشوستس، وقع اختياره على الجانب الشمالي من النهر عند شلالات تشاودير لتأسيس المستوطنة كمجتمع زراعي.

كان فليمون رايت رائداً أيضاً في تجارة الأخشاب في وادي أوتاوا والتي سرعان ما أصبحت النشاط الاقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة عن طريق نقل الأخشاب عبر طريق النهر من وادي أوتاوا إلى مدينة كيبيك.

وفي عام 1826م تأسست قرية باي تاون، الاسم الأصلي لأوتاوا، كمجتمع سكني، عندما أقام المئات من المضاربين على الأراضي إلى الجانب الجنوبي من النهر خاصةً بعد بناء قناة ريدو في 1832م.

جاء بناء قناة ريدو لأجل أغراض دفاعية وتجارية، بعد محاولة أمريكا غزو الأراضي الكندية خلال حرب 1812م، كطريق آمن يربط بين مونتريال وكينغستون على بحيرة أونتاريو، حينها قُسِّمت باي تاون إلى حيَّيْن متميزين وُرسِّمَت شوارعها، سُمِّي الحي الأول بالحي العُلوي وسكنته غالبية بروتستانتية تتحدث اللغة الإنجليزية والحي الآخر سُمِّيَ بالحي السُّفلي وسكنته غالبية كاثوليكية تتحدث اللغة الفرنسية، نمَت القرية بعد بناء القناة باضطراد، لكنها شهدت أيضاً بعض أعمال العنف خلال اضطرابات العمالة الأيرلندية التي اُستُقدِمَت للعمل في القناة، عُرِفَت هذه الاضطرابات باسم حرب شينرز واستمرت عشر سنوات (1835-1845م) تبعها اضطراب سياسي في 1849م وفي 1850م تحولت باي تاون إلى بلدة ووصلتها السكك الحديدية في العام التالي وفي 1855م تحولت إلى مدينة وأُعيد تسميتها لتصبح أوتاوا.

في عام 1857م وقع اختيار الملكة فيكتوريا على أوتاوا كموقع للعاصمة الدائمة لمقاطعة كندا والتي كانت عواصمها في السابق كالتالي:

  • كينغستون (1841م).
  • مونتريال (1844م).
  • تورنتو (1849م).
  • كيبيك (1852م).
  • ثم تورنتو مجدداً في (1856م).
  • ثم كيبيك مرة أخرى في (1859م).

قبل أن تصبح هذه المدينة عاصمة كندا الرسمية في 1867م، وقع الاختيار عليها لعدة أسباب من أهمها:

  • موقعها الجغرافي المنعزل البعيد عن الحدود الكندية – الأمريكية والواقع على منحدر صخري الذي جعل منها موقعاً ممتازاً للدفاع عنها.
  • وقوعها في منتصف الطريق تقريباً بين تورنتو وكينغستون (في كندا الغربية) ومونتريال ومدينة كيبيك (في شرق كندا).
  • تمتعت بميزة النقل النَّهرِي إلى مونتريال عبر نهر أوتاوا وإلى كينغستون عبر قناة ريدو.
  • امتلاكها لسكَّة حديدية حديثة تمتد من باي تاون إلى بريسكوت وتعمل طوال السنة والتي كانت تنقل الرُّكَّاب والأخشاب والإمدادات لمسافة 82 كم.
  • كان هناك اعتقاد سائد أن حجم هذه المدينة الصغير سيجعلها أقل عرضة لإثارة الفوضى ذات الدوافع السياسية، كما حدث في العواصم الكندية السابقة.
  • كان الاختيار تسوية سياسية هامة فقد كانت أوتاوا تقع على حدود كندا السُّفلى السابقة المأهولة بالسكان الفرنسيين وكندا العُليا السابقة المأهولة بالسكان الإنجليز.

في غضون ذلك الوقت، توسعت صناعة الخشب، ليصبح لدى المدينة أكبر مصانع مناشر الخشب في العالم، وقد ربطتها خطوط السكك الحديدية التي بنيت في 1854م بالمناطق الجنوبية كما ربطتها بمدن هال ولاشوت وكيبيك في 1886م. وبين عامي 1859 و1866م شُيِّد برلمان المدينة على طراز النهضة القوطية.

وبحلول 1885م، كانت هي المدينة الوحيدة في كندا التي تُضاء شوارعها في وسط المدينة بالكهرباء بالكامل. وبدأت وسائل النقل العام في الانتشار في 1870م بنظام العربات التي تجرُّها الخيول، تبِعها في تسعينيَّات القرن التاسع عشر شبكة ترام كهربائي ضخم استمر حتى عام 1959م.

في عام 1900م دمَّر حريق هائل، ساعدت الرياح والأخشاب على انتشاره، أجزاء واسعة من أوتاوا وهال وكيبيك وتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة وفي 1916م أتت النيران على المبنى الرئيسي للبرلمان والذي أُعيد بناؤه في 1922م. وقد أُعيد تصميم المدينة بصورة حضارية، حسب خطة غريبر لعام 1950م التي وضعها المعماري الفرنسي جاك غريبر، الذي تمت الاستعانة به لتغيير مظهر المدينة الصناعي وعكس جمالها من الناحية الفنية، كي تلائم أكثر وضعها كعاصمة سياسية للبلاد، شملت الخطة إنشاء عدد من المنشآت والمؤسسات وفي نفس الوقت أُزيلت بعض المباني الأخرى ونُقلت المصانع إلى الخارج.

خلال فترة الستينيات حتى الثمانينيات، شهدت عاصمة كندا توسعاً كبيراً في أعمال البناء وفي التسعينيات وما تلاها شهدت نمواً ضخماً في صناعة التكنولوجيا الفائقة بعد أن تشكَّلت فيها شركات كبيرة متخصصة في هذه الصناعة، مع تراجع صناعة الأخشاب التي تميزت بها لاحقاً بسبب انخفاض العرض والطلب.

ونتج عن ذلك أن أصبحت واحدة من أكبر مدن التكنولوجيا الفائقة في كندا وأطلق عليها لقب “وادي السيليكون الشمالي”، ممَّا أدى إلى ازدهار المدينة اقتصادياً وساعد ذلك في زيادة عدد السكان في العقود الأخيرة من القرن العشرين. وفي عام 2001م، دُمِجَت أوتاوا مع جميع بلديات أوتاوا-كارلتون الإقليمية في مدينة واحدة. وفي الوقت الحالي هناك خطط مستمرة في مجالات مثل النمو والنقل وزيادة المساحات الخضراء والإسكان.

 

الموقع الجغرافي

تقع عاصمة كندا عند مُلتقى ثلاثة أنهار رئيسية: نهر أوتاوا ونهر غاتينو ونهر ريدو الذي تقع على الضفة الجنوبية منه حيث ينتهي مصبُّه، وتتبع مقاطعة أونتاريو على حدود مدينتي غاتينو وكيبيك وعلى الرغم من أن هذه المدن منفصلة رسمياً وإدارياً في مقاطعتين منفصلتين، فإن أوتاوا وغاتينو (جنباً إلى جنب مع عدد من البلديات المجاورة) تشكلان معاً مركز منطقة العاصمة الوطنية والتي تعتبر منطقة حضرية واحدة هي منطقة أوتاوا-غاتينو وتحيط بالمنطقة الحضرية للمدينة حزاماً من الغابات والأراضي الزراعية.

يُعرف الجزء الأقدم من عاصمة كندا بما في ذلك ما تبقَّى من باي تاون باسم أسفل المدينة ويحتل المنطقة ما بين القناة والأنهار. وعبر القناة إلى الغرب، يقع مركز المدينة ووسطها وهو المركز المالي والتجاري للمدينة وموطن البرلمان الكندي والعديد من مقرات الإدارات الحكومية الفيدرالية ولهذه العاصمة شكل مميز على الخريطة فهي تظهر على شكل حرف (V) باللغة الإنجليزية.

 

المناخ

نظراً لموقع كندا في نصف الكرة الشمالي، فإن أوتاوا تتميز بمناخ قارِّي بارد مع تساقط للثلوج في فصل الشتاء، يبلغ متوسط درجة الحرارة طوال شهور فصل الشتاء 20 تحت الصفر، بينما الصيف دافئ ورطب بمتوسط درجة حرارة 30 درجة مئوية ومتوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 940 ملم (37 بوصة)، أما الرياح فهي رياح غربية بمتوسط 13 كم/ساعة ولكنها تكون أكثر شِدَّة قليلاً خلال فصل الشتاء.

أعلى درجة حرارة سُجِّلت في أوتاوا كانت 37.8 درجة مئوية في 4 يوليو 1913م، أما أبرد درجة حرارة سُجِّلت فيها كانت 38.9 درجة مئوية تحت الصفر في 29 ديسمبر 1933م.

 

المَحَلِّيَّات والتقسيم الإداري

يحُد عاصمة كندا من الشرق، المحليات (الكاونتيات) المتحدة لبريسكوت ورسل ومن الغرب، محلة رينفرو ومحلة لانارك ويحدها من الجنوب، المحليات المتحدة لليدز وغرينفيل والمحليات المتحدة لستورمونت ودونداس وغلينغاري ويحدها من الشمال، بلدية محلة لي كولين دو لوتاوا ومدينة غاتينو.

وتتألف أوتاوا الحالية من إحدى عشرة بلدة تاريخية، عشر منها من محلة كارلتون وواحدة من محلة راسل وتوجد العديد من المناطق الحضرية والضواحي الريفية الأخرى داخل حدود المدينة الحديثة.

وفي عام 2001م، دُمِجَت مدينة أوتاوا القديمة مع ضواحي نيبين وكاناتا وغلوستر وروكليف بارك وفانيير وكمبرلاند والبلدات الريفية في ويست كارلتون وأوسغود وريدو وغولبورن، ضمن التقسيمات الإدارية لبلدية أوتاوا كارلتون لتصبح بلدية واحدة وتضم المدينة الآن 23 دائرة تشمل الكثير من الأحياء.

 

التركيبة السكانية

بلغ عدد سكان مدينة أوتاوا (934،243 نسمة) وبلغت نسبتهم في منطقة أوتاوا-غاتينو الحضرية (1،323،783 نسمة) حسب إحصائيات عام 2016م، مما جعلها ثاني أكبر مدينة في مقاطعة أونتاريو ورابع أكبر مدينة وخامس أكبر منطقة حضرية في كندا من حيث عدد السكان. وفي عام 2020م تجاوز عدد سكان عاصمة كندا المليون نسمة.

 

الدين

المسيحية هي الديانة الرئيسية في أوتاوا، يليها الإسلام، ويوضح الجدول التالي نسبة معتقدات سكان المدينة الدينية:

نسبة المعتقد الديني لسكان أوتاوا حسب إحصائيات 2011م
المسيحية٪65 منهم 38.5٪ كاثوليك و25٪ بروتستانت
لادينيون٪22.8
الإسلام٪6.7
الهندوسية٪1.4
البوذية٪1.3
اليهودية٪1.2

 

العرق

في أغلب دول العالم الجديد (في قارات أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا) ونتيجة لموجات الهجرة من أوروبا وعمليات الإبادة التي طالت السكان الأصليين، أصبح العنصر الأوروبي هو السائد في التركيبة السكانية، بينما تحول السكان الأصليون لأقلية ونتيجة الحاجة للأيدي العاملة جُلِبَ الأفارقة السود للعمل كعبيد في المزارع وغيرها، تَبِعَهم موجات من العمالة الصينية وهجرات لأشخاص من شتى أنحاء العالم، كلهم أصبحوا جزء من التركيبة السكانية لهذه البلاد وعواصمها ومن ضمنها هذه المدينة.

يُظهر الجدول التالي نسب توزيع العرقيات على سُكَّانها:

نسبة التقسيم العرقي لسكان أوتاوا حسب إحصائيات 2016م
الأوروبيون٪69.1
الأفارقة٪6.6
السكان الأصليون٪4.6
الصينيون٪4.5
العرب (معظمهم من لبنان)٪4.5
عرقيات من جنوب آسيا٪4.2
عرقيات من جنوب شرق آسيا٪1.3
الفلبينيون٪1.3
عرقيات من أمريكا اللاتينية٪1.2
عرقيات من غرب آسيا٪1.0
عرقيات أخرى٪2.9

 

اللغة

يتحدث سُكَّان أوتاوا كلاً من اللغة الفرنسية والإنجليزية مثل كافة سكان كندا وهما اللُّغتان الرسميَّتان للدولة ويمكن لنحو 37.6% من سكانها التحدث بكلتا اللغتين اعتباراً من 2016م، تبلغ نسبة أولئك الذين يعتبرون الإنجليزية لغتهم الأم 62.4% بينما تبلغ نسبة أولئك المتحدثين بالفرنسية كلغة أم 14.2% من سكانها.

كذلك توجد لغات أم أخرى تشمل: اللغة العربية (3.2%) والصينية (3.0%) والإسبانية (1.2%) والإيطالية (1.1%) وغيرها.

 

الاقتصاد

كان اقتصاد أوتاوا قائماً في السابق على تجارة الخشب قبل أن تحل صناعة التكنولوجيا الفائقة محلَّه، بجانب السياحة ومجال الرعاية الصحية، حيث يزور المدينة أكثر من سبعة ملايين سائح سنوياً ولكونها عاصمة كندا فهي تحوي العديد من الإدارات والمباني التابعة للحكومة الفيدرالية الواقعة في “حرم تونيز باستِر” والتي توظف هي والقطاع الصحي وأكثر من 1800 شركة، عدداً كبيراً من السكان.

ويعتبر “مجمَّع كاناتا للأبحاث” مقراً للعديد من الشركات، التي تعمل أغلبها في صناعة التكنولوجيا الفائقة وقد أدى ارتكاز تلك الشركات على هذه الصناعة إلى حصول المدينة على لقب “وادي السيليكون الشمالي”، حيث يتخصص معظمها في الاتصالات السلكية واللاسلكية وتطوير البرمجيات والتكنولوجيا البيئية.

تقل نسبة البطالة فيها عن متوسط المعدل المحلي لكندا البالغ 7.7% وتمتلك منطقة أوتاوا-غاتينو سادس أعلى إجمالي دخل للأسرة من ضمن جميع المناطق الحضرية الكندية، وصُنِّفت في المرتبة الثالثة من حيث جودة المعيشة مقارنة بأي مدينة كندية والمرتبة 19 من حيث جودة المعيشة عالمياً.

كذلك صُنِّفت كونها ثاني أنظف مدينة في كندا والثالثة عالمياً (بحسب إحصائيات 2015-2016م).

يساهم الاقتصاد الريفي بأكثر من مليار دولار من عائد الناتج المحلي الإجمالي، حيث تمتلك أوتاوا أكبر اقتصاد ريفي بين المدن الرئيسية في كندا وتشمل أنشطة الاقتصاد الريفي: الزراعة ومبيعات التجزئة والبناء والغابات والتعدين والتصنيع والنقل وغيرها. وتعتبر الحكومة الفيدرالية أكبر جهة توظيفية لسكان المدينة.

 

ثقافة عاصمة كندا

تتميز أوتاوا بمجموعة واسعة من الأماكن الثقافية التي تُبهر زوارها، فهناك العديد من المعارض الفنية الممتازة، مثل معرض جامعة كارلتون في مبنى سانت باتريك ومعرض كارش ماسون والمعرض الوطني الكندي (متحف الفنون الجميلة). وتحتوي قاعة المدينة أيضاً على مجموعة فنية مدهشة، مفتوحة للزيارة المجانية يومياً للجميع.

كما يوجد فيها عدداً كبيراً من المتاحف، منها المتحف الكندي للحضارة (المتحف الأكثر زيارة في كندا) ومتحف التصوير الفوتوغرافي المعاصر ومتحف الطيران ودار سَك العُملة الكندية الملكية ومتحف بنك كندا للعملات والمتحف الحربي الكندي.

وهناك أيضاً مجموعة متنوعة من المهرجانات والمناسبات الخاصة، وتحوي هذه المدينة وحدها 24 موقعاً تاريخياً وطنياً لكندا، مثل قناة ريدو التاريخية أو (ممر ريدو المائي) التي تمتد على مسافة 202 كم وفي 2007م اختارتها اليونسكو موقعاً للتراث العالمي.

يُعَد سوق “باي-وارد” في أسفل المدينة وساحة البرلمان والمثلث الذهبي وسط المدينة المركز الرئيسي للتمتع بمشاهدة الحياة الثقافية فيها. حيث يُعتبر موقعاً للعديد من المحلات والمتاحف والمسارح والمعارض والمعالم والنُّصب التذكارية بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي.

أوتاوا هو اسم عاصمة كندا ولكنها تُعرف أيضاً باسم عاصمة المهرجانات، حيث تستضيف العديد من المهرجانات السنوية الكبيرة في البلاد، بما في ذلك أكبر مهرجان لقوارب التنين في كندا. وكذلك مهرجان “وينترلود” وهو أكبر مهرجان شتوي في كندا، حيث تتجمد قناة ريدو، إحدى مناطق الجذب السياحي الرئيسية فيها لتُصبح أكبر حلبة تزلج في العالم وتتحول الحدائق في أوتاوا-غاتينو إلى ملاعب جليد وصالات تزلج وتُقام في الجوار مسابقات التزلج والنحت على الجليد، إلى جانب الحفلات في العديد من المواقع في جميع أنحاء المدينة.

 

العمارة

تأثرت الهندسة المعمارية في أوتاوا بدورها كعاصمة وطنية لكندا، من خلال إنشاء عدداً من المباني الضخمة المصممة لتمثيل الحكومة الفيدرالية والشعب الكندي. ونظراً لهيمنة البيروقراطية الحاكمة على المدينة، فإن الكثير من هندستها المعمارية تميل إلى كونها شكلية وعملية.

ومع ذلك، تتميز أيضاً بأنماط العمارة الرومانسية والخلابة مثل الهندسة المعمارية القوطية لمبنى البرلمان، التي تتجلَّى في برج السلام الذي كان أطول مبنى في المدينة حتى عام 1967م، والموجود ضمن مباني البرلمان وتوجد حالياً قوانين للحد من ارتفاع المباني بالقرب من البرلمان، لكي يصبح مرئياً من معظم أنحاء المدينة. هذا ويُعَد مبنى “كلاريدج آيكون” في حي “ليتل إيتالي” أعلى مبنى في أوتاوا-غاتينو بطول 143 متر حتى الآن.

 

الرياضة

تعتبر رياضة هوكي الجليد هي الرياضة الأكثر شعبية في أوتاوا مثل سائر أنحاء كندا وذلك بجانب كرة القدم والرغبي وكرة السلة والبيسبول وتحتضن المدينة ست فرق رياضية احترافية في هذه الرياضات المختلفة؛ فريق “أوتاوا سيناتورز” وهو فريق محترف لهوكي الجليد يلعب في دوري الهوكي الوطني، نادي “أتلتيكو أوتاوا” مع نادي “أوتاوا ريدبلاكس” ناديين محترفين في الدوري الكندي الممتاز لكرة القدم.

بينما يلعب فريق “أوتاوا بلاك جاك” في دوري النخبة الكندي لكرة السلة ويحترف فريق “أوتاوا تايتنز” لعبة البيسبول في دوري “فرونتير ليغ”.

هذا وتُمارس في المدينة أيضاً مجموعة متنوعة من الرياضات والهوايات مثل: التزلج والكيرلنغ والتجديف ورياضة القذف وسباق الخيل وركوب الدراجات والغولف وصيد الأسماك والإبحار.

 

التنظيم الحكومي والسياسي

إلى جانب كونها عاصمة كندا تعتبر مدينة أوتاوا بلدية موحدة في حد ذاتها ولا يوجد حكومة مقاطعة أو بلدية ذات سلطة أعلى منها. وبصفتها بلدية موحدة، فإنها مسؤولة عن جميع الخدمات البلدية، بما في ذلك خدمات الإطفاء والطوارئ والشرطة والحدائق والطرق والأرصفة والمواصلات العامة ومياه الشرب ومياه الأمطار والصرف الصحي والنفايات الصلبة.

يحكم “مجلس مدينة أوتاوا” هذه المدينة وهو مؤلف من 23 من أعضاء المجالس، يُمثل كل منهم دائرة واحدة، بجانب رئيس البلدية جيم واتسون وهو نفسه عمدة المدينة والذي انتُخب في تصويت عام على مستوى المدينة في 2018م.

تتنوع السياسة المحلية فيها، فتقليدياً يدعم معظم سكان المدينة الحزب الليبرالي، خاصة المناطق التي يهيمن عليها الناطقون باللغة الفرنسية ويميل سكان وسط المدينة أكثر إلى الأحزاب اليسارية، مثل الحزب الديمقراطي الجديد، بينما تميل الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة القديمة إلى حزب المحافظين.

وكلما اتجه المرء خارج وسط المدينة نحو كاناتا وبارهافن والمناطق الريفية، سيجد أن الناخبين يميلون إلى حزب المحافظين بشكل متزايد، بتأثير الثقافة المحافظة لهذه المناطق.

في الوقت الحاضر، تستضيف أوتاوا 130 سفارة، إلى جانب 49 دولة أخرى تعتمد سفاراتها وبعثاتها في الولايات المتحدة تقع في أوتاوا.

 

النقل

يخدم المدينة مطار أوتاوا ماكدونالد-كارتير الدولي، بالإضافة إلى مطارين إقليميين رئيسيين، هما مطار غاتينو-أوتاوا ومطار أوتاوا- كارب وعدة مطارات أخرى أصغر، كذلك تغطيها شبكة واسعة من السكك الحديدية ومحطات الحافلات والطرق السريعة، وبعض الطرق معبدة لركوب الدراجات ومصممة لتشق طريقها عبر جزء كبير من المدينة، بما في ذلك على طول نهر أوتاوا ونهر وقناة ريدو. حيث تُستخدم هذه الممرات في النقل والسياحة والترفيه أما ركوب الدراجات فهو وسيلة مواصلات شائعة على مدار العام.

 

التعليم

تُعرف أوتاوا بأنها واحدة من أكثر المدن تعليماً في كندا، فأكثر من نصف سكانها يتخرجون إما من الكلية أو الجامعة. وتمتلك أعلى نسبة من الأفراد المقيمين من المهندسين والعلماء والحاصلين على درجة الدكتوراه في كندا.

ويوجد بالمدينة جامعتان حكوميتان رئيسيتان هما جامعة أوتاوا (أول مؤسسة للتعليم الجامعي تأسست في المدينة في 1848م) وجامعة كارلتون التي تأسست في 1942م وهي مصنفة في مرتبة عالية بين الجامعات الشاملة في كندا.

وتضم أيضاً كُلِّيَّتان عامَّتان رئيسيتان هما كلية ألغونكوين و”لا سيتيه كوليجيال” (أكبر كلية ناطقة بالفرنسية في المدينة)، كما يوجد بها جامعتان كاثوليكيتان هما: جامعة الدومينيكان وجامعة سانت بول. بالإضافة إلى بعض الكليات والجامعات الأخرى في المناطق المجاورة مثل أوتاوا-غاتينو.

توجد أربعة مجالس رئيسية للمدارس العامة في المدينة: إنجليزية وإنجليزية كاثوليكية وفرنسية وفرنسية كاثوليكية، يعتبر مجلس مدرسة دائرة أوتاوا-كارلتون أكبر مجلس يضم 147 مدرسة، يليه مجلس مدرسة أوتاوا الكاثوليكية الإنجليزية بعدد 85 مدرسة. ويضم المجلس الفرنسي الكاثوليكي للمدارس الكاثوليكية في المركز الشرقي 49 مدرسة والمجلس الفرنسي للمدارس العامة في أونتاريو 37 مدرسة. وتحتوي أيضاً على العديد من المدارس الخاصة، لكنها لا تتبع أي مجلس.

تأسست مكتبة أوتاوا العامة في 1906 كجزء من نظام مكتبة كارنيغي الشهير. احتوت المكتبة على 2.3 مليون من الكتب والملفات في 2008م.

 

الإعلام

تُطبع ثلاث صحف محلية رئيسية يومية في أوتاوا: صحيفتان باللغة الإنجليزية، هما صحيفة أوتاوا “سيتيزن” التي تأسست في عام 1845م وصحيفة “أوتاوا صن” وصحيفة واحدة باللغة الفرنسية، هي “لو درويت”.

وتتعدد فيها شبكات وأنظمة البث التلفزيوني الكندي وعدد كبير من المحطات الإذاعية، تبُث باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

وبالإضافة إلى الخدمات الإعلامية المحلية للسوق، تُعد عاصمة كندا مقراً للعديد من الهيئات الإعلامية الوطنية، بما في ذلك هيئة البث التشريعية الوطنية الكندية والصحيفة السياسية الرقمية “آي بوليتكس” وموظفي المكتب البرلماني لجميع منظمات جمع الأخبار في كندا تقريباً، سواء في التلفزيون أو الإذاعة والمطبوعات وهي أيضاً موطناً للمكتب الرئيسي لهيئة الإذاعة الكندية، على الرغم من أنها ليست موقع الإنتاج الرئيسي لمعظم برامج الراديو أو التلفزيون للهيئة.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد