ما هي عاصمة الفلبين
عاصمة الفلبين هي مانيلا وتعد ثاني أكبر مدينة فلبينية من حيث عدد السكان بعد مدينة كويزون، كما أنها من بين المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان والأسرع نموًا في جنوب شرق آسيا، كما أنها أكبر مدينة ذات كثافة سكانية في العالم اعتبارًا من 2019م، مع وجود 71,263 شخصاً لكل كم². وتقع في جزيرة لوزون وتطل على الشاطئ الشرقي لخليج مانيلا ويتدفق نهر باسيج عبر وسطها ويقسمها إلى قسمين شمالي وجنوبي.
كانت أول مدينة تتمتع بالاستقلال الذاتي في البلاد مع إقرار القانون الجمهوري رقم 409، أو ما يُعرف باسم الميثاق المنقح لمدينة مانيلا، في 18 يونيو 1949م وهي مؤلفة من 16 منطقة إدارية في ست مقاطعات سياسية لأغراض التمثيل في الكونغرس الفلبيني وانتخاب أعضاء مجلس المدينة. وتعد مدينة عالمية من فئة ألفا حسب تصنيف شبكة أبحاث العولمة والمدن العالمية في 2018م.
لُقِّبت المدينة بلؤلؤة الشرق نتيجة لموقعها المركزي على طرق الشحن الحيوية في المحيط الهادئ، فقد كانت جزءًا من أولى المدن العالمية عندما أصبحت طرقها التجارية أولى الطرق التي امتدت عبر المحيط الهادئ وربطت آسيا بالأمريكتين اللَّتين كانتا تحت السيطرة الإسبانية وقد أُطلق على هذه التجارة المارة بها (غليون مانيلا) نظرًا لاستخدامها سفن من نوع الغليون. وكانت هذه أول مرة تُقام فيها سلسلة غير منقطعة من الطرق التجارية التي تدور حول الأرض.
يعتبر لوح لاغونا النحاسي، الذي يرجع تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي، أقدم سجل تاريخي يذكر المدينة لأول مرة وقد شكَّلت شُعب التاغالوغ كيان محصَّن باسم ماينيلا وبحلول 1258م في موقع مانيلا الحديثة. أصبحت ماينيلا تابعة لسلطنة بروناي بعدما غزاها السلطان بلقية، سادس سلاطنة بروناي. وبعد هزيمة السكان الأصليين على يد الإسبان في معركة بانجكوساي، في 24 يونيو 1571م، شرع القائد الإسباني ميغيل لوبيث دي ليغاثبي في بناء المنطقة المُحصنة المسماة، إنتراموروس، على أنقاض مستوطنة ماينيلا والتي اُشتق منها اسم مانيلا لاحقاً.
جُعلت مانيلا عاصمة للمقاطعة العامة لجزر الهند الشرقية الإسبانية، والتي شملت جزر ماريانا وغوام وجزر أخرى، وكانت تقع تحت تبعية مدينة مكسيكو سيتي التي أدارتها لصالح التاج الإسباني ضمن ما يُعرف بإسبانيا الجديدة.
شهدت عاصمة الفلبين عبر تاريخها العديد من الثورات والتمردات، بعضها كان وطنيًا ضد الاحتلال الإسباني وما تلاه من احتلال أمريكي وبعضه كان جزءًا من تمرُّدات الجالية الصينية. ساهم انتهاء هذه التمرُّدات في مطلع القرن التاسع عشر والعشرين في منح الوقت للتخطيط والتطوير الحضري للعاصمة، على أن معظم المدينة تعرضت للدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، وأعيد بنائها من جديد.
يوجد في عاصمة الفلبين اليوم العديد من المواقع التاريخية والرمزية ذات الأهمية الثقافية الكبيرة في البلاد، مثل مقر السلطة التنفيذية الفلبينية والمحكمة العليا للفلبين كما أنها موطن للعديد من المؤسسات العلمية والتعليمية والعديد من المرافق الرياضية، فضلًا عن مجموعة واسعة من الكيانات الثقافية في البلاد وغيرها من الأماكن ذات الأهمية الثقافية والتاريخية.
يُستخدم اسم مانيلا بشكل شائع للإشارة حاليًا إلى مانيلا الكبرى ومنطقة مانيلا الحضرية والمدينة ذاتها. تعتبر منطقة مانيلا الحضرية، وتعرف رسميًا باسم المنطقة الحضرية، بمثابة منطقة العاصمة، وتشمل أجزاء أكبر مثل مدينة كويزون ومنطقة ماكاتي المركزية للأعمال. وهي المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، وواحدة من أكثر المناطق الحضرية اكتظاظاً بالسكان في العالم، كما أنها واحدة من أغنى المناطق في جنوب شرق آسيا. أما مدينة مانيلا ذاتها فقد كانت موطنًا لنحو 1,846,513 شخصًا في 2020م، وهي بمثابة المركز التاريخي للمناطق المبنية والتي تمتد إلى ما هو أبعد من حدودها الإدارية.
كما تعد اليوم من بين أسرع المدن النامية في جنوب شرق آسيا وقد احتلت المرتبة السابعة في الأداء الاقتصادي عالميًا والثانية إقليميًا، بينما وضعها مؤشر المراكز المالية العالمية في المرتبة 79 عالميًا. وصنَّفتها مجلة تايم أوت في المرتبة 34 في قائمتها لأفضل 53 مدينة في العالم في 2022م.
أصل تسمية عاصمة الفلبين
يُشتق اسم ماينيلا، الاسم الفلبيني القديم لمانيلا بالتاغالوغية، من عبارة (ماي-نيلا) والتي تعني حرفيًا (أين أيوجد نبات النيلة؟) وكلمة (نيلا) ذات أصل سنسكريتي ويعني صبغة النيلة وربما جاء هذا الاسم نتيجة العديد من الأنواع النباتية التي يمكن استخراج هذه الصبغة الطبيعية منها والتي كانت تنمو في المنطقة المحيطة بالمستوطنة على ضفاف نهر باسيج حيث أصبح استخراج صبغة النيلي نشاطًا اقتصاديًا هامًا في المنطقة خلال القرن الثامن عشر، لكن ذلك كان بعد عدة مئات من السنين من تأسيس وتسمية مستوطنة ماينيلا. وبالنهاية تحول اسم ماينيلا إلى مانيلا بالإسبانية. ومن ألقابها: مدينة الإنسان ولؤلؤة الشرق.
تاريخ مانيلا
التاريخ المبكر
يرجع أقدم أثر على وجود الحياة البشرية حول مانيلا الحالية إلى نقوش أنغونو القريبة، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 قبل الميلاد. حيث عاش شعب النيغريتو، السكان الأصليون للفلبين، على جزيرة لوزون، حيث تقع العاصمة، قبل وصول شعوب الملايو-البولينيزيين واستيعابهم داخل الجزيرة.
كان شعب التاغالوغ الذي ينتمي إلى الأوسترونيزيين هو من أسَّس في النهاية نظام الحكم في ماينيلا المحصنة. وكانت الثقافة الأسترونيزية هي المهيمنة قبل التأثيرات الثقافية لكل من الصين واليابان ومن بعدها تأثيرات القوى الاستعمارية الغربية. وقد استمرت العناصر الأساسية لهذه الثقافة الأسترونيزية أيضًا على الرغم من إدخال البوذية والهندوسية والإسلام، وبعد ذلك المسيحية إلى جزيرة لوزون.
كانت مانيلا شريكًا تجاريًا نشطًا لأسرتي سونغ ويوان الحاكمتين في الصين وذلك عبر نظام حكم توندو. حيث كانت منطقة توندو العاصمة التقليدية لإمبراطورية اقتصادية كان حكامها ملوكًا يتمتعون بالسيادة وليسوا زعماء قبائل. وشكلت توندو مركزاً تجارياً رئيسياً يقع في الجزء الشمالي من دلتا نهر باسيج، في جزيرة لوزون.
فيما أقامت كيانًا سياسيًا جنبًا إلى جنب مع ماينيلا على الجزء الجنوبي من دلتا نهر باسيج، وتقاسما احتكارًا مشتركًا لتجارة السلع الصينية في جميع أنحاء أرخبيل الفلبين، مما جعلهما قوة تجارية راسخة في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وقد بلغت أوجها خلال النصف الأخير من عهد أسرة مينغ نتيجة العلاقات التجارية المباشرة مع الصين.
غزت مملكة بروناي الهندوسية (حينها) مانيلا خلال القرن الثاني عشر، واستولت أيضًا على ساراواك وصباح في ماليزيا الحالية، بالإضافة إلى عدد من الممالك الفلبينية. واستعادت مانيلا استقلالها في القرن الثالث عشر، حينها كانت مكونة من مستوطنة محصنة وحي تجاري على ضفاف نهر باسيج. لكنها تعرضت للغزو من قبل إمبراطورية ماجاباهيت الهندية ثم نالت استقلالها لاحقًا. في ذلك الوقت، كانت مانيلا تُعرف بالاسم التاريخي سلورونغ أو سلودونغ.
كانت سلطنة بروناي قد انفصلت عن إمبراطورية ماجاباهيت واعتنقت الإسلام وفي عهد السلطان بلقية (1485-1521م)، غزت المنطقة وذلك للاستفادة من موقع توندو الاستراتيجي في التجارة مع عاصمة الصين وعاصمة إندونيسيا، وأسس حكام بروناي راجانية (إمارة يحكمها الراجا) في سلودونغ (مانيلا) باسم (كوتا سلودونغ). كانت الراجانية تحكم في ظل سلطنة بروناي مقابل جزية سنوية تدفعها كإمارة تابعة.
حكمت الراجانية سلالة جديدة تحت قيادة الزعيم المحلي، راجا سليمان الأول، الذي اعتنق الإسلام وشكل تحدياً تجارياً لأسرة لاكان دولا الغنية في توندو. انتشر الإسلام في كوتا سلودونغ بوصول التجار المسلمين من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
العصر الحديث
الاحتلال الإسباني (1571-1762م)
وصل الإسباني ميغيل لوبيث دي ليغاثبي إلى مانيلا في 24 يونيو 1571م، وأعلنها منطقة تابعة لمملكة إسبانيا الجديدة، وأنشأ بها مجلس مدينة فيما يعرف اليوم بمنطقة إنتراموروس. واستغل ليغاثبي الصراع الإقليمي بين هندوس توندو ومسلمي مانيلا لتبرير طرد المسلمين أو تنصيرهم على غرار حروب الاسترداد التي جرت من قبل في البر الرئيسي لإسبانيا.
أعدم ليغاثبي الحكام المحليين ونفى بعضهم بعدما انكشفت خطة تشمل تحالف من أمراء الراجا والداتو والتجار اليابانيين وسلطنة بروناي مجتمعين للثورة على حكم الإسبان وطردهم، فيما عُرف بمؤامرة توندو في المصادر الإسبانية. واتخذ المنتصرون الإسبان منها عاصمة لجزر الهند الشرقية الإسبانية والفلبين، التي سيطرت إمبراطوريتهم عليها على مدى القرون الثلاثة القادمة. وحاصرها القرصان الصيني ليم هونغ في 1574م، لكن السكان المحليين تمكنوا من دحره.
اشتهرت مانيلا بدورها في تجارة السفن بينها وبين أكابولكو، والتي استمرت لأكثر من قرنين وجلبت البضائع من وإلى أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية عبر جزر المحيط الهادئ إلى جنوب شرق آسيا. إذ جُلب الحرير الصيني والأحجار الكريمة الهندية والتوابل من إندونيسيا ومن عاصمة ماليزيا في مقابل توريد الفضة المستخرجة من مناجم المكسيك وبيرو، بينما شُحن النبيذ والزيتون المزروع في أوروبا وشمال أفريقيا عبر المكسيك إلى مانيلا.
بسبب الحظر التجاري الذي فرضته أسرة مينغ الصينية على شوغونية أشيكاغا اليابانية في 1549م، مُنع جميع اليابانيين من دخول الصين والسفن الصينية من الإبحار إلى اليابان. نتيجة ذلك أصبحت مانيلا المكان الوحيد الذي يستطيع فيه اليابانيون والصينيون التجارة بشكل علني.
صدر مرسوم إسباني بإعلان مانيلا عاصمة الفلبين في 1595م، على الرغم من أنها كانت تخدم بالفعل هذا الدور عمليًا منذ احتلالها في 1571م. ثم أمر ليغاثبي بإنشاء حكومة بلدية أو كابيلدو مع مجموعة من المنازل والأديرة والكنائس والمدارس ذات الطراز الإسباني والتي أصبحت لاحقًا منطقة إنتراموروس.
خُططت المدينة عشوائيًا خلال هذه الحقبة كمجموعة من المجتمعات المحيطة بأسوار إنتراموروس المحصنة، والتي شيَّدها المبشرون اليسوعيون الإسبان لتوفير الحماية من غزوات القراصنة الصينيين والانتفاضات المحلية. وكانت منطقة إنتراموروس المحاطة بالأسوار، وكذلك الضواحي الواقعة خارجها، تأوي ما مجموعه 1200 أسرة إسبانية وحامية من 400 جندي إسباني.
إبان الغزو الإسباني لسلطنة تيرنات في 1606م، والتي كانت تحتكر زراعة التوابل، رحَّل الإسبان سلطانها الحاكم سعيد دين بركات مع عشيرته وبلاطه إلى مانيلا، حيث استُعبِدوا في البداية ثم جرى تنصيرهم وتبعهم في وقت لاحق حوالي 200 عائلة من عرقيَّات مختلطة من أصول إسبانية-مكسيكية-فلبينية ومولوكانية-إندونيسية-برتغالية من تيرنات وتيدور.
ثار الصينيون ضد الإسبان مرات عديدة خلال القرن التالي. فقد أشعلوا النار في كويابو وتوندو في 1602م، ولفترة من الوقت هددوا بالإستيلاء على إنتراموروس نفسها وثاروا مرة أخرى في 1662م وفي 1686م، وضعوا مؤامرة بقيادة زعيمهم تينغكو لقتل جميع الإسبان. أدت هذه الأحداث إلى طرد الصينيين من العاصمة والفلبين بأكملها بموجب المراسيم التي صدرت من قبل السلطات الإسبانية لهذا الغرض. ومع ذلك، فإن المصالحات اللاحقة سمحت دائمًا بعودة الجالية الصينية إلى المدينة.
اكتسبت المدينة ثروة كبيرة بسبب موقعها عند ملتقى طريق الحرير وطريق التوابل وطريق الفضة. وبرز دور الأرمن، الذين عملوا كوسطاء تجاريين، سهَّلوا عملية التجارة بين أوروبا وآسيا. وكانت فرنسا أول دولة حاولت تمويل تجارتها الآسيوية من خلال شراكة مع التجار الأرمن فيها.
الاحتلال البريطاني (1762–1764م)
استولت بريطانيا على المدينة في 30 أكتوبر 1762م كجزء من حرب السنوات السبع بينها وبين فرنسا، والتي حاربت فيها إسبانيا إلى جانب فرنسا. احتل البريطانيون المدينة لمدة عشرين شهرًا من 1762م إلى 1764م، ضمن محاولتهم الاستيلاء على جزر الهند الشرقية الإسبانية، لكنهم لم يتمكنوا من تمديد احتلالهم لما بعد مانيلا.
وقد انسحب البريطانيون من مانيلا وفقًا لمعاهدة باريس الموقعة في 1763م، والتي أنهت الحرب، نتيجة شعورهم بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على الاستيلاء على بقية الأرخبيل. وعوقبت الأقلية الصينية لدعمها البريطانيين خلال احتلالهم المدينة، ووجَّه الإسبان مدافعهم نحو حي بينوندو، أقدم حي صيني في العالم.
عاود البريطانيون الهجوم عليها في يناير 1798م خلال الحروب الثورية الفرنسية، لكن على شكل غارة بحرية هذه المرة، تمكنوا خلالها من أسر ثلاث زوارق مدفعية إسبانية في ميناء مانيلا وانسحبوا. يُذكر أن عددًا غير معروف من جنود السباهي الهنود، ممَّن قدِموا مع البريطانيين، تركوا الجيش واستقروا في كاينتا القريبة في ريزال.
وإلى جانب الهنود قدِم المكسيكيون إلى المدينة واستقروا في الجزء الجنوبي منها. وكان صعود مانيلا الإسبانية بمثابة المرة الأولى التي يرتبط فيها جميع نصفي الكرة الأرضية والقارات ببعضها البعض في شبكة تجارية عالمية، مما جعلها، جنبًا إلى جنب مع مكسيكو سيتي ومدريد، من أولى المدن العالمية.
الاحتلال الإسباني (1764-1898م)
خضعت مانيلا لحكم التاج الإسباني مباشرة بعد استقلال المكسيك عن إسبانيا في 1821م. وفي ظل الحكم الإسباني المباشر، ازدهرت الأعمال المصرفية والصناعة والتعليم أكثر مما كانت عليه في القرنين الماضيين. وسهَّل افتتاح قناة السويس في 1869م التجارة المباشرة والاتصال مع إسبانيا.
وجذبت الثروة المتزايدة ونهضة التعليم في المدينة الشعوب الأصلية مثل، شعوب النيغريتو، شعوب الملايو، الأفارقة، الصينيون، الهنود، العرب، الأوروبيون، اللاتينيون والبابويون من المقاطعات المجاورة، وسهلت صعود طبقة (إيلوسترادو) التي تبنت الأفكار القومية، والتي شكلت الأسس الأيديولوجية للثورة الفلبينية التي سعت إلى الاستقلال عن إسبانيا.
استوحى النقيب الفلبيني أندريس نوفاليس ثورته من حروب الاستقلال في أمريكا اللاتينية. ثم اشتعلت الثورة الفلبينية بعد التمرد الذي وقع في كافيت وظهور الحركة الثورية الفلبينية أو ما يعرف باسم (الحركة الدعائية). وكانت من بين المقاطعات الثماني الأولى التي تمردت على الاحتلال الإسباني وقد كُرِّم دورها وسُجل على العلم الفلبيني، حيث تمثل أشعة الشمس الثمانية المرسومة على العلم عدد المقاطعات الفلبينية التي شاركت في الثورة ومن بينها مانيلا.
وقد تكللت الثورة بالنجاح وطُرد الإسبان مع إعلان الاستقلال في 1898م وتشكيل الجمهورية الفلبينية الأولى في 1899م. لكن الفلبينيون لم ينعموا باستقلال بلادهم سوى ثلاثة أعوام.
الاحتلال الأمريكي (1898-1946م)
كانت إسبانيا تخوض نزاعًا عسكريًا مع الولايات المتحدة في نفس الوقت الذي اندلعت فيه الثورة الفلبينية وبعد خسارتها في معركة مانيلا في 1898م، تنازلت إسبانيا عن المدينة للولايات المتحدة. وقاتلت الجمهورية الفلبينية الأولى من مقرها في بولاكان المجاورة الأمريكيين للسيطرة على المدينة. لكن الأمريكيون هزموها وأسروا رئيسها إميليو أجوينالدو، الذي تعهد بالولاء للولايات المتحدة في 1 أبريل 1901م.
أقرَّت الولايات المتحدة رسميًا بحدود مدينة مانيلا التي تتكون من إنتراموروس والمناطق المحيطة بها عند صياغة ميثاق جديد للمدينة في يونيو 1901م. وجعل هذا الميثاق الجديد المدينة مؤلفة من إحدى عشرة منطقة بلدية: بينوندو وإرميتا وإنتراموروس ومالاتي وباكو وبانداكان وسامبالوك وسان ميغيل وسانتا آنا وسانتا كروز وتوندو. كما اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بخمس أبرشيات كأجزاء منها وهي غاغالانغين، تروزو، باليك-باليتش، سانتا ميسا وسينغالونغ وأضيفت بالوت وسان أندريس فيما بعد.
أسست الولايات المتحدة حكومة فلبينية جديدة باسم (الحكومة الجزيرية) وكانت ذات توجه مدني برئاسة الحاكم العام ويليام هوارد تافت ودُعي المهندس دانييل بورنهام لتخطيط المدينة لتكييف مع الاحتياجات الحديثة. وتضمنت خطة بورنهام تطوير نظام الطرق واستخدام الممرَّات المائية للنقل وتجميل مانيلا مع تحسينات الواجهة البحرية وإنشاء الحدائق والممرات والمباني.
الاحتلال الياباني (1942-1945م)
وقعت عاصمة الفلبين خلال الحرب العالمية الثانية تحت الاحتلال الياباني، حيث أُمر الجنود الأمريكيون بالانسحاب منها وأُزيلت جميع المنشآت العسكرية بحلول 24 ديسمبر 1941م. وبعد يومين، أعلنها الجنرال دوغلاس ماك آرثر مدينة مفتوحة لمنع المزيد من الخراب للمدينة، لكن الطائرات اليابانية استمرت في قصفها. واحتلتها القوات اليابانية في 2 يناير 1942م.
وعند حملة الفلبين التي شنَّتها أمريكا لاستعادة الفلبين، شهدت عاصمة الفلبين واحدة من أكثر معارك الحرب العالمية الثانية دموية في مسرح المحيط الهادئ في 1945م. قتلت القوات اليابانية المنسحبة من المدينة حوالي 100,000 مدني فلبيني وارتكبت فظائع ضد سكانها، بأوامر من الأدميرال الياباني سانجي إيوابوتشي.
كما عانت من القصف العنيف حتى أصبحت ثاني أكثر المدن دمارًا في الحرب العالمية الثانية. واستعادت القوات الأمريكية والفلبينية السيطرة على عاصمة الفلبين أخيراً في 3 مارس 1945م. وقد شهد عام 1946م توقيع اتفاقية مانيلا التي اعترفت باستقلال البلاد عن الولايات المتحدة وتأسيس الجمهورية الثالثة.
التاريخ المعاصر
بدأت جهود إعادة الإعمار بعد الحرب مباشرة. حيث أُعيد بناء عدة مبان مثل قاعة مدينة مانيلا والمبنى التشريعي (المتحف الوطني للفنون الجميلة حاليًا) ومكتب البريد وأُصلحت الطرق والبنى التحتية الأخرى. وقد نقل الرئيس إلبيديو كويرينو مقر حكومة الفلبين إلى مدينة كويزون في 1948م، لتكون عاصمة جديدة شمال شرق مانيلا، والتي تأسست في 1939م أثناء إدارة الرئيس مانويل كويزون.
عندما أصبح أرسينيو لاكسون أول عمدة منتخب لها في 1952م، عاشت مانيلا (عصرها الذهبي)، واستعادت لقبها قبل الحرب (لؤلؤة الشرق). بعد فترة ولاية لاكسون في الخمسينيات، أصبح أنطونيو فيليغاس عمدة لها لمعظم فترة الستينيات. ثم أصبح رامون باجاتسينغ رئيسًا للبلدية من 1972م حتى ثورة سلطة الشعب في 1986م.
أثناء إدارة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، تأسس مترو مانيلا في 1975م. وشملت منطقتها أربع مدن وثلاث عشرة مدينة مجاورة كوحدة إقليمية منفصلة. وأعادها الرئيس ماركوس كعاصمة للفلبين في 24 يونيو 1976م، خلال الذكرى 405 لتأسيس المدينة، وذلك لأهميتها التاريخية كمقر للحكومة منذ العصر الإسباني. وفي الوقت نفسه، عيَّن زوجته إيميلدا ماركوس كأول حاكم للمدينة .
اتسمت فترة حكم ماركوس بالديكتاتورية والأحكام العرفية، وأصبحت عاصمة الفلبين مركزًا لنشاط المقاومة حيث اشتبك المتظاهرون الشباب والطلاب مرارًا مع الشرطة والجيش. حتى أطاحت ثورة سلطة الشعب السلمية بقيادة كورازون أكينو والكاردينال خايمي سين بماركوس من السلطة في 1986م.
شغل ميل لوبيز منصب عمدة العاصمة من 1986م إلى 1992م، تلاه ألفريدو ليم، وهو أول فلبيني صيني يشغل هذا المنصب وكان معروفًا بحملاته ضد جرائم الكراهية. ثم خلفه ليتو أتينزا، الذي شغل منصب عمدة المدينة لمدة تسع سنوات قبل أن يُقال من منصبه، وكان معروفًا بحملته وشعاره (إحياء مانيلا)، والتي شهدت إنشاء العديد من الحدائق وإصلاح وإعادة تأهيل مرافق المدينة المتدهورة.
ترشح ليم مرة أخرى لمنصب رئيس البلدية لكن هزمه علي نجل أتينزا في انتخابات المدينة لعام 2007م، والذي ألغى على الفور جميع مشاريع أتينزا، قائلًا إنها لم تسهم كثيرًا في تحسين المدينة. وتحولت العلاقة بين الطرفين إلى صراع كبير، حيث خاض كلاهما انتخابات المدينة لعام 2010م، والتي انتهت بفوز ليم.
خلف ليم الرئيس الفلبيني السابق جوزيف استرادا كرئيس لبلدية المدينة في انتخابات 2013م. خلال فترة ولايته، زُعم أن استرادا سدَّد 5 مليار بيزو من ديون المدينة ورفع إيراداتها. في 2015م، أصبحت مانيلا المدينة الأكثر تنافسية في الفلبين تماشيًا مع التقدم الإداري للرئيس نوينوي أكينو. فاز استرادا مجدداً بفارق ضئيل على ليم في انتخابات 2016م. وطوال فترة ولاية استرادا، هُدم العديد من المواقع التراثية الفلبينية أو صدق الموافقة على هدمها.
وتشمل هذه المباني مبنى سانتا كروز المبني بعد الحرب ومسرح الكابيتول والهوغار ومصنع آيس كريم ماغنوليا واستاد ريزال التذكاري. وجرى إنقاذ بعض هذه المواقع بعد تدخل الوكالات الثقافية الحكومية وجماعات الدفاع عن التراث. وقال استرادا إن مانيلا خالية من الديون في مايو 2019م، لكن بعد شهرين من ذلك، قالت لجنة التدقيق إن مديونيتها تبلغ 4.4 مليار بيزو. وقد خسر إسترادا، الذي كان يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثالثة وأخيرة، أمام إيسكو مورينو في الانتخابات المحلية لعام 2019م.
شغل مورينو منصب نائب العمدة في عهد كل من ليم وإسترادا. وكان يُنظر إلى هزيمة إسترادا على أنها نهاية حكم لعائلته كعشيرة سياسية، يترشح أفرادها للمناصب الوطنية والمحلية. بدأ مورينو بعد توليه منصبه، بإنهاء ظاهرة الباعة الجائلين غير القانونيين على مستوى المدينة وتعهد بوقف الرشوة والفساد في المدينة. كما أُبرمت العديد من المراسيم تحت إدارته، لمنح امتيازات ومزايا إضافية لكبار السن وطلبة المدارس والجامعات.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة مانيلا على الشاطئ الشرقي لخليج مانيلا، على الساحل الغربي لجزيرة لوزون، على بعد 1300 كم من البر الرئيسي لآسيا. ويعتبر هذا المرفأ الأفضل في آسيا. كذلك يتدفق نهر باسيج عبر وسط المدينة.
وتقع جميع أنحاء العاصمة تقريبًا على أعلى الترسبات الغرينية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والتي شكلتها مياه نهر باسيج وعلى الأراضي المستصلحة من خليج مانيلا.
تغيرت أرضها بشكل كبير نتيجة التدخل البشري؛ كان هناك استصلاح كبير للأراضي على طول الواجهات المائية منذ أوائل القرن العشرين إلى منتصفه. تمت تسوية بعض الاختلافات الطبيعية في تضاريس المدينة. اعتباراً من 2013م، وبلغت مساحة مانيلا الإجمالية 42.88 كم².
مناخ عاصمة الفلبين
تتمتع عاصمة الفلبين بمناخ موسمي استوائي وفقًا لتصنيف كوبن للمناخ، وهو يتاخم بشكل وثيق مناخ السافانا الاستوائي. حيث تقع بالكامل داخل المناطق الاستوائية، جنبًا إلى جنب مع بقية الفلبين. وقد تسبب قربها من خط الاستواء في رفع درجات الحرارة على مدار العام خاصة خلال النهار، وهي نادرًا ما تقل عن 19° أو أعلى من 39°. وتراوحت درجات الحرارة القصوى من 14.5° في 11 يناير 1914م، إلى 38.6° في 7 مايو 1915م.
عادة ما تكون مستويات الرطوبة مرتفعة للغاية على مدار السنة، مما يجعل الهواء أكثر سخونة من درجة حرارته الفعلية. وتتمتع بموسم جاف مميز يمتد من أواخر ديسمبر وحتى أوائل أبريل وموسم رطب طويل نسبيًا يغطِّي الفترة المتبقية مع درجات حرارة أكثر برودة خلال النهار. أما في موسم الأمطار، فنادراً ما تهطل الأمطار طوال اليوم ولكنها تكون غزيرة جدًا لفترات قصيرة. فيما تتعرض المدينة للأعاصير من يونيو إلى سبتمبر عادةً.
السكان
بلغ عدد سكان مانيلا 1,846,513 نسمة وفقًا لإحصاء 2020م، مما يجعلها ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الفلبين. وهي المدينة الأكثر كثافة سكانية في العالم، حيث بلغ عدد سكانها 41,515 نسمة لكل كم² في 2015م. ومن بين مقاطعها الست، تصنف المقاطعة السادسة كونها الأكثر كثافة حيث يبلغ عدد سكانها 68,266 نسمة لكل كم²، تليها المقاطعة الأولى التي تضم 64,936 نسمة والمقاطعة الثانية 64,710 نسمة. وتعد المقاطعة الخامسة الأقل كثافة سكانية حيث يبلغ عدد سكانها 19,235 نسمة.
اللغة
لغة الفلبين هي اللغة الفلبينية وهي اللغة العامة، والتي تعتمد في الغالب على اللغة التاغالوغية الفرعية والمنتشرة بالمدينة والمناطق المحيطة بها. ويشكل شعب التاغالوغ أكبر مجموعة عرقية في مدن مانيلا الحضرية والمحافظات المجاورة. وبالتالي، فإن التاغالوغية هي اللغة الأولى لمعظم الأشخاص المولودين حولها، حوالي 95% من جميع الأسر.
واللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر استخدامًا في التعليم والأعمال، وهي تستخدم يوميًا بكثافة في جميع أنحاء مانيلا الحضرية وبقية الفلبين. ويهاجر الكثير من الناس إليها من مناطق أخرى، جالبين معهم لغات فلبينية أخرى مثل السيبوانية والإيلوكانو.
لهجة هوكين الفلبينية، المعروف محليًا باسم لا-نانغ-أو، هي نوع مختلف من لهجات مين نان الصينية، ويتحدث بها المجتمع الصيني الفلبيني في المدينة بشكل أساسي. وفقًا للبيانات التي قدمها مكتب الهجرة، وصل 3.12 مليون مواطن صيني إلى الفلبين في الفترة من يناير 2016م إلى مايو 2018م.
الدين
نتيجة للتأثير الثقافي الإسباني، أصبحت مانيلا مدينة ذات أغلبية مسيحية. اعتبارًا من 2010م، كان 93.5% من السكان من الروم الكاثوليك، و1.9% من أتباع كنيسة إغليشا ني كريستو، و1.8% من البروتستانت، و1.1% من البوذيين. يشكل أتباع الإسلام والديانات الأخرى نسبة 1.4% المتبقية من السكان.
مانيلا هي مقر الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية البارزة ويوجد 113 كنيسة كاثوليكية داخل حدودها. تعد كاتدرائية مانيلا، أقدم كنيسة في البلاد، وهي مقر أبرشية الروم الكاثوليك في العاصمة. تعد كنيسة سان أوجستين في إنتراموروس أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. ويقع المقر الرئيسي للعديد من الطوائف البروتستانتية الرئيسية في المدينة أيضًا.
وتعد أبرشية سانت ستيفن في منطقة سانتا كروز كنيسة الأسقفية لأبرشية وسط البلاد. ولدى كنيسة إغليشا ني كريستو والطوائف الإنجيلية والخمسينية والسبتية العديد من الأماكن في المدينة، التي تضم المقر الرئيسي لجمعية الكتاب المقدس الفلبينية.
وبالنسبة للديانات الأخرى، يوجد في عاصمة الفلبين العديد من المعابد الطاوية والبوذية مثل معبد سينغ غوان الذي يخدم المجتمع الفلبيني الصيني. ويوجد بلدة إسلامية في كويابو بها (مسجد الذهب)، أكبر مسجد في المدينة. كما توجد مجتمعات هندوسية وبهائية بالعاصمة.
التقسيم الإداري
تُعرف عاصمة الفلبين رسميًا باسم مدينة مانيلا، وهي العاصمة الوطنية للفلبين وتصنف على أنها مدينة خاصة وفقًا لدخلها، بجانب كونها مدينة عالية التحضر. عمدتها هو الرئيس التنفيذي، ويساعده نائب العمدة ومجلس المدينة المكون من 38 عضوًا، الذين يُنتخبوا كممثلين عن مقاطعات المجالس الست داخل المدينة، ورؤساء اتحاد البلديات ومجلس الشباب.
ولا تخضع إنتراموروس وميناء مانيلا الشمالي لإدارة المدينة، حيث توجد إدارة خاصة لإنتراموروس بينما يخضع الميناء لإدارة هيئة الموانئ الفلبينية وكلاهما وكالات حكومية وطنية. عمدة مانيلا حالياً هي (هني لاكونا)، ابنة نائب العمدة السابق دانيلو لاكونا اعتباراً من مايو 2022م، وهي أول امرأة ترأس بلدية المدينة، أما نائب العمدة فهو يول سيرفو. وفترة كلاهما محددة بثلاث مرات وكل فترة تستمر لمدة ثلاث سنوات.
تضم العاصمة، كونها مقر السلطة السياسية في الفلبين، العديد من المكاتب الحكومية الوطنية. وبدأ التخطيط لدور المدينة كمركز للحكومة خلال السنوات الأولى من الاحتلال الأمريكي، عندما تصورتها الولايات المتحدة كمدينة مصممة جيدًا خارج أسوار إنتراموروس، واختارت باغومبايان، وهي بلدة سابقة موقعها ريزال بارك حاليًا، لتصبح مركزًا للمدينة. لكن العديد من الخطط تغيرت بشكل كبير بعد الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الثانية والإدارات اللاحقة.
كما تضم عاصمة الفلبين أكبر عدد من القرى يفوق أي مدينة فلبينية بنحو 897 قرية مُجمَّعة في 100 منطقة لتسهيل العمليات الإحصائية. وتتألف المدينة من ست مقاطعات / مناطق من (مقاطعات الكونغرس الفلبينية) كالتالي:
اسم المقاطعة | عدد السكان حسب 2020م | عنها |
---|---|---|
المقاطعة 1 | 441,282 نسمة | تغطي الجزء الغربي من توندو وتتكون من 136 قرية. وهي المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في مقاطعات الكونغرس الفلبينية وكانت تُعرف أيضاً باسم توندو 1. وهي تضم واحدة من أكبر المجتمعات الحضرية الفقيرة. وهي تحتوي أيضًا على مركز وميناء مانيلا الشمالي ومحطة مانيلا الدولية للحاويات في ميناء مانيلا. |
المقاطعة 2 | 212,938 نسمة | تغطي الجزء الشرقي من توندو وتحتوي على 122 قرية. ويشار إليها أيضًا باسم توندو 2. وهي تشمل غاغالانغين (مكان بارز في توندو) وديفيسورا (منطقة تسوق شهيرة) وبها موقع المحطة الرئيسية للسكك الحديدية الوطنية الفلبينية. |
المقاطعة 3 | 220,029 نسمة | تغطي بينوندو وكويابو وسان نيكولاس وسانتا كروز. وتحتوي على 123 قرية وتشمل وسط مدينة مانيلا والحي التجاري التاريخي للمدينة وأقدم حي صيني في العالم. |
المقاطعة 4 | 277,013 نسمة | تغطي سامبالوك وبعض أجزاء من سانتا ميسا. وهي تحتوي على 192 قرية وهي منطقة فرعية بحكم الواقع وتضم العديد من الكليات والجامعات، التي كانت تقع على طول الحزام الجامعي بالمدينة. تأسست بها جامعة سانتو توماس وهي أقدم جامعة موجودة في آسيا في 1611م. |
المقاطعة 5 | 395,065 نسمة | تغطي إرميتا ومالاتي ومنطقة الميناء وإنتراموروس وسان أندريس بوكيد وجزء من باكو. وهي مكونة من 184 قرية. وبها كاتدرائية مانيلا وكنيسة سان أوجستين، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وتضم أيضًا مقبرة مانيلا الجنوبية، وهي عبارة عن معبر محاط بمدينة ماكاتي. |
المقاطعة 6 | 300,186 نسمة | تغطي مناطق بانداكان، سان ميغيل، سانتا آنا، سانتا ميسا وجزء من باكو. تحتوي على 139 قرية. وتشتهر بكنيسة سانتا آنا التي تعود للقرن الثامن عشر ومنازل الأجداد التاريخية. |
الثقافة
يوجد في عاصمة الفلبين عددًا كبيرًا من المتاحف كونها مركزًا ثقافيًا كبيرًا في الفلبين. ويتكون مجمع المتاحف الوطنية، الواقع في ريزال بارك، من المتحف الوطني للفنون الجميلة والمتحف الوطني للأنثروبولوجيا والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي والقبة السماوية الوطنية. كما تستضيف المدينة المكتبة الوطنية الفلبينية، وهي مستودع للتراث الثقافي المطبوع والمسجل في البلاد وغيرها من الموارد الأدبية والمعلوماتية.
وتحتفظ اللجنة التاريخية الوطنية للفلبين بمتحفين للتاريخ في المدينة وهما ضريح مابيني وضريح ريزال وتدير المكتبة الوطنية للمؤسسات التعليمية عددًا من المتاحف الجامعية. ويوثق باهاي تسينوي، أحد المتاحف البارزة في مانيلا، حياة الصينيين ومساهماتهم في تاريخ الفلبين. في حين يؤرخ متحف إنتراموروس للصوت والضوء كفاح الفلبينيين في نيل الحرية خلال الثورة التي قادها الزعيم الوطني ريزال وقادة ثوريين آخرين.
كما يعرض متحف متروبوليتان مانيلا ألوانًا من الفنون البصرية الحديثة والمعاصرة وأشكال الفنون والثقافة الفلبينية. من بين المتاحف الأخرى في المدينة: متحف بامباتا وبلازا سان لويس والمتاحف الكنسية مثل أبرشية سانتا آنا، متحف كنيسة سان أوجستين ومتحف إنتراموروس.
تحتفل عاصمة الفلبين بعدد من الأعياد والمهرجانات المدنية والوطنية وأغلبها ذات طبيعة دينية، نظرًا لأن معظم سكان المدينة هم من الروم الكاثوليك، تشمل العطلات غير الدينية: رأس السنة الجديدة وعيد الأبطال الوطنيين ويوم بونيفاسيو ويوم ريزال ويوم مانيلا، الذي يحتفل فيه بتأسيس المدينة في 24 يونيو 1571م.
اشتهرت مبان عاصمة الفلبين بمزيج مختلط من الهندسة المعمارية التي تشمل مجموعة واسعة من الطرازات التي تغطي الفترات التاريخية والثقافية للمدينة وتعكس أنماطها المعمارية التأثيرات الأمريكية والإسبانية والصينية والماليزية. وقد صمم المهندسون المعماريون الفلبينيون البارزون بما في ذلك أنطونيو توليدو وفيليبي روكساس وخوان إم أريلانو وتوماس مابوا منشآت هامة في مانيلا مثل الكنائس والمكاتب الحكومية والمسارح والقصور والمدارس والجامعات.
إلا أنه جرى تدمير أغلب ملامح الهندسة المعمارية الاستعمارية الإسبانية في عاصمة الفلبين خلال معركة مانيلا في 1945م جراء القصف الأمريكي المكثف. ومع إعادة الإعمار بعد ذلك، استُبدلت المباني التاريخية المدمرة التي تعود إلى الحقبة الإسبانية بأخرى حديثة، مما أدى إلى محو الكثير من مظهر المدينة.
الاقتصاد
تعد مانيلا مركزًا رئيسيًا للتجارة والمصارف والتمويل وتجارة التجزئة والنقل والسياحة والعقارات والوسائط الجديدة ووسائل الإعلام التقليدية والإعلان والخدمات القانونية والمحاسبة والتأمين والمسرح والأزياء والفنون. وتعمل حوالي 60,000 مؤسسة في المدينة.
صنَّف المجلس الوطني للتنافسية في الفلبين، الذي ينشر سنويًا مؤشر تنافسية المدن والبلديات والمقاطعات في البلاد وفقاً لديناميكيتها الاقتصادية وكفاءة الحكومة والبنية التحتية، مانيلا كثاني أكثر المدن تحضرًا وتنافسية في الفلبين في مؤشر 2022م.
كما احتلت لقب المدينة الأكثر تنافسية في البلاد في 2015م، ومنذ ذلك الحين أصبحت ضمن المراكز الثلاثة الأولى، مما يدل على أنها واحدة من أفضل مدن الفلبين للإقامة وممارسة الأعمال التجارية بها.
ميناء مانيلا هو أكبر ميناء بحري في الفلبين ومنفذ الشحن الدولي الرئيسي إلى البلاد وتشرف هيئة الموانئ الفلبينية على تشغيله وإدارته إلى جانب موانئ البلاد. وتعد شركة خدمات محطات الحاويات الدولية وفقاً لبنك التنمية الآسيوي، واحدة من أكبر خمسة مشغلين للمحطات البحرية في العالم، ويقع مقرها ومركز عملياتها الرئيسي في ميناء العاصمة.
كذلك تدير شركة المحطات الآسيوية المتحدة عملياتها الرئيسية ويقع مقرها في ميناء مانيلا الجنوبي، بينما يقع مستودع الحاويات الخاص بها في سانتا ميسا بالعاصمة. وقد صنَّف نظام ساوثهامبتون لتصنيف مدن المواني، مانيلا كونها مدينة ميناء عملاقة متوسطة الحجم.
كان بينوندو، أقدم وأكبر حي صيني في العالم، مركزًا للأعمال والأنشطة التجارية في المدينة. حاليًا، وتحتل العديد من ناطحات السحاب السكنية والمكتبية شوارعه التي ترجع إلى قرون العصور الوسطى. اعتبارًا من 2013م، أصبحت الخطط التي وضعتها حكومة مدينة مانيلا لتحويل منطقة الحي الصيني إلى مركز تعهيد للعمليات التجارية قيد التنفيذ. حُدد بالفعل ثلاثين مبنى غير مأهول، يقع معظمهم في شارع إسكولتا، لتحويلهم إلى مكاتب تعهيد.
كما تنتج المدينة منتجات صناعية مثل المواد الكيميائية والمنسوجات والملابس والسلع الإلكترونية والأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ. وتعالج الشركات المحلية السلع الأساسية للتصدير، بما في ذلك الحبال والخشب الرقائقي والسكر المكرر ولب وزيت جوز الهند.
ويضم مستودع نفط بانداكان مرافق التخزين ومحطات التوزيع لشركات كالتيكس فلبينز (شركة شيفرون) وفلبيناز شيل وبترون وهما بمثابة اللاعبين الرئيسيين في صناعة البترول في البلاد. وكان مستودع النفط محل جدل، لاسيما بسبب تأثيره البيئي والصحي على سكان العاصمة. حيث أمرت المحكمة العليا في فيها بنقل مستودع النفط إلى خارج المدينة بحلول يوليو 2015م، لكنها فشلت في الوفاء بهذا الموعد النهائي. وفي النهاية هُدمت معظم منشأة مستودع النفط داخل المجمع الذي تبلغ مساحته 82 فدانًا، ووُضعت خطط لتحويلها إلى مركز نقل أو حديقة طعام.
تعد عاصمة الفلبين مركز دُور نشر رئيسي في الفلبين. ويقع المقر الرئيسي لنشرة مانيلا، أكبر صحيفة عريضة في الفلبين من حيث التوزيع، في إنتراموروس. كذلك يقع المقر الرئيسي لشركات النشر الكبرى الأخرى في البلاد مثل مانيلا تايمز وذا فلبين ستار ومانيلا ستاندرد توداي في منطقة الميناء.
يقع مقر الأخبار التجارية الصينية، أقدم صحيفة حالية باللغة الصينية في الفلبين، وثالث أقدم صحيفة في البلاد، في بينوندو. كما اعتاد راديو 96.3 إيزي روك أن يكون لديه استوديو في برج إف إي إم إس 1 على طول الطريق السريع الجنوبي في حي مالات قبل نقله إلى مبنى شركة مانيلا الإذاعية في المركز الثقافي لمجمع الفلبين في 2008م.
ويوجد في عاصمة الفلبين مقر البنك المركزي الفلبيني في شارع روكساس ومقر كلًا من المصرف العقاري الفلبيني والشركة الائتمانية الفلبينية. ولدى شركة تويوتا المصنعة للسيارات مكتبًا إقليميًا في جادة الأمم المتحدة بحي باكو في العاصمة وكان لدى شركة يونيليفر الفلبين مكتبًا لها في نفس الشارع قبل أن تنتقل إلى مدينة بونيفاسيو العالمية في 2016م.
التعليم
كانت مانيلا مركزًا للتعليم منذ فترة الاستعمار الإسباني. فأُقيم بها العديد من الجامعات والكليات الفلبينية، بعضها من أقدم الجامعات في آسيا. يضم الحزام الجامعي بالمدينة عددًا كبيرًا من الكليات والجامعات المتجاورة. وهو يقع على الحدود بين مقاطعات سان ميغيل وكويبو وسمبالوك، بينما تقع الكليات الفرعية الأخرى على طول الضفة الجنوبية لنهر باسيج في مقاطعتي إنتراموروس وإرميتا؛ وفي أقصى جنوب مالات بالقرب من حدود المدينة.
ضمَّت منطقة إنتراموروس التاريخية جامعة سانتو توماس المبنية في 1611م وكلية دي سان خوان دي ليتران المبنية في 1620م وجامعة أتينيو دي مانيلا المبنية في 1859م. وظلت كلية دي سان خوان دي ليتران فقط في إنتراموروس، بينما انتقلت جامعة سانتو توماس إلى حرم جامعي جديد في سامبالوك في 1927م وانتقلت جامعة أتينيو دي مانيلا إلى لويولا هايت، في كويزون، في 1952م.
وفي القرن العشرين، بُنيت كليات وجامعات جديدة على أساس غير طائفي أو عرقي مثل جامعة مابوا وبامانتاسان نج لونجسود نج ماينيلا التي تمتلكها وتديرها حكومة المدينة. شكلت الكليات الأربع في المنطقة (اتحاد إنتراموروس الجامعي). وتشمل الجامعات البارزة الأخرى في المدينة:
- الجامعة الوطنية.
- جامعة دي لا سال، وهي الأكبر من بين فروع جامعات دي لا سال.
- جامعة الشرق الأقصى.
- جامعة آدامسون.
تأسست جامعة الفلبين في إرميتا بمانيلا في 1908م، وهي الجامعة الحكومية الرئيسية في البلاد، وانتقلت مكاتبها الإدارية المركزية من مانيلا إلى ديليمان في 1949م وأصبحت في النهاية الحرم الجامعي الأصلي لجامعة مانيلا الفلبين، أقدم الجامعات المكوِّنة لمنظومة (جامعات الفلبين) بجانب كونها مركز تعليم العلوم الصحية في البلاد. وتشغل مانيلا أيضاً موقع الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة البوليتكنيك في الفلبين، وهي أكبر جامعة في البلاد من حيث عدد الطلاب.
ويُشكل قسم مدارس مدينة مانيلا، وهو فرع من وزارة التعليم، نظام التعليم العام المكون من ثلاث مراحل في المدينة. يدير القسم 71 مدرسة ابتدائية عامة و32 مدرسة ثانوية عامة. تحتوي المدينة أيضًا على مدرسة مانيلا الثانوية للعلوم، وهي مدرسة ثانوية علمية رائدة.
السياحة في مانيلا
تستقبل عاصمة الفلبين أكثر من مليون سائح كل عام. تشمل الوجهات السياحية الرئيسية مدينة إنتراموروس التاريخية المُسَوَّرة، والمركز الثقافي لمجمع الفلبين ومتنزه مانيلا أوشن وبينوندو (الحي الصيني) وإرميتا ومالات وحديقة حيوان مانيلا ومجمع المتحف الوطني وحديقة ريزال. وصُنفت كل من مدينة إنتراموروس التاريخية وريزال بارك كوجهات رئيسية وكمناطق للمشاريع السياحية في قانون السياحة لعام 2009م.
كما تعد ريزال بارك، المعروفة أيضًا باسم لونيتا بارك، حديقة وطنية وأكبر حديقة حضرية في آسيا على مساحة 140 فدان، شُيِّدت الحديقة لتكريم البطل القومي للبلاد خوسيه ريزال، الذي أعدمه الإسبان بتهمة التخريب وتشرف هيئة المتنزهات الوطنية والتنمية على إدارة الحديقة.
وتعتبر مدينة إنتراموروس المُسَوَّرة على مساحة 0.67 كم² المركز التاريخي لمدينة مانيلا. وتدار من قبل إدارة إنتراموروس، وهي وكالة تابعة لوزارة السياحة الفلبينية. وهي تحتوي على كاتدرائية مانيلا وكنيسة سان أوجستين التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وتشتهر بعربة كاليسا وهي وسيلة نقل شائعة للسياح فيها وفي الأماكن القريبة بما في ذلك بينوندو وإرميتا وريزال بارك.
تأسس حي بينوندو، أقدم حي صيني في العالم، في 1521م وكان بمثابة مركز للتجارة الصينية قبل أن يستعمر الإسبان الفلبين. ومن بين مناطق الجذب الرئيسية التي يضمها:
- كنيسة بينوندو.
- قوس الصداقة الفلبينية الصينية.
- معبد سينغ غوان البوذي.
- المطاعم الصينية الأصيلة.
كذلك تُصنَّف مانيلا كوجهة رئيسية للسياحة العلاجية في البلاد، والتي يُقدَّر أنها تدر مليار دولار من العائدات كل عام. لكن يُنظر إلى عدم وجود نظام صحي تقدُّمي وعدم كفاية البنية التحتية والبيئة السياسية غير المستقرة على أنها عوائق أمام نمو هذه السياحة.
الرياضة
تعتبر كرة السلة الرياضة الأكثر شعبية في عاصمة الفلبين ويوجد في معظم القرى ملعب دائم أو مؤقت لكرة سلة. تشمل أبرز المرافق الرياضية الرئيسية في مانيلا: مجمع ريزال التذكاري الرياضي ومجمع سان أندريس، الذي شكَّل قاعدة لفريق كرة السلة التاريخي (مانيلا متروستارز). يضم مجمع ريزال التذكاري مسارًا للجري وملعبًا لكرة القدم وملعبًا للبيسبول وملاعب تنس وساحتين داخليتين هما مدرج ريزال التذكاري (أو الكولوسيوم التذكاري) واستاد نينوي أكينو.
استضاف مجمع ريزال العديد من الأحداث الرياضية المتعددة، مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 1954م ودورة ألعاب الشرق الأقصى لعام 1934م. وقد استضافت الفلبين أغلب أحداث دورة ألعاب جنوب شرق آسيا في هذا المجمع أيضًا باستثناء دورة 2005م. استضاف الكولوسيوم التذكاري بطولتي أمم آسيا لكرة السلة لعام 1960م ولعام 1973م، وفاز المنتخب الوطني الفلبيني لكرة السلة بكلتا البطولتين. كما أقيمت بطولة أمم آسيا لكرة السلة لعام 1978م في الكولوسيوم، لكن النهائيات أقيمت في آرانيتا كولوسيوم في مدينة كويزون.
أيضًا يوجد في المدينة العديد من المرافق الرياضية المعروفة الأخرى مثل مركز إنريكي إم رازون الرياضي ومجمع جامعة سانتو توماس الرياضي، وكلاهما أماكن خاصة مملوكة لجامعة سانتو توماس. وتُقام الرياضات الجماعية للرابطة الرياضية الجامعية في الفلبين والرابطة الوطنية لألعاب القوى الجماعية في المدينة أيضًا.
وذلك على ملعبي ريزال التذكاري وملعب نينوي أكينو.
على الرغم من نقل أحداث مباريات كرة السلة إلى ملعب فيلويل فرينغ في في سان خوان وآرانيتا كولوسيوم في كويزون سيتي، لا تزال الرياضات الجماعية الأخرى تُقام في مجمع ريزال التذكاري. كما تُقام مباريات كرة السلة للمحترفين، التي تنظمها فرق الشركات غالبًا في المدينة، لكن اتحاد كرة السلة الفلبيني يعقد مبارياته حاليًا في ملاعب آرانيتا كولوسيوم وكوينتا أسترودوم في مدينة باساي.
شارك فريق مانيلا متروستارز الذي سُمِّي على اسم خط المترو الثالث (متروستارز إكسبرس)، في المواسم الثلاثة الأولى لرابطة مترو مانيلا لكرة السلة وفاز ببطولة 1999م. اندمج ميتروستارز لاحقًا مع نادي باستانغ بليدز التاريخي ولعب مبارياته لاحقًا في ملاعب ليبا، في باتانغاس، ولم يعد للناديين وجود حالياً.
بعد عشرين عامًا تقريبًا، شارك نادي مانيلا ستارز (نادي مستقل عن مانيلا متروستارز) في دوري ماهرليكا فليبيناس لكرة السلة، ووصل إلى نهائيات القسم الشمالي في 2019م وهو يلعب مبارياته في مجمع سان أندرس الرياضي. ومن بين الفرق الأخرى التي مثلت مانيلا لكنها لم تستضيف مباريات داخل المدينة هي مانيلا جيبني وإف سي ميرالكو مانيلا لكرة القدم. واعتبرت حكومة المدينة نادي بجيبني ممثلًا عن مانيلا في الرابطة المتحدة لكرة القدم. ويلعب نادي ميرالكو مانيلا في الدوري الفلبيني لكرة القدم وملعب ريزال ميموريال مُخصص له كملعب.
يتدرب فريق مانيلا ستورم التابع لدوري الرغبي في مانيلا في ريزال بارك ويلعب مبارياته على ملعب ساثرن بلينز، في كالامبا، لاغونا. وكانت لعبة البيسبول فيما مضى رياضة شهيرة في المدينة، ولكن في 2022م، أصبح ملعب ريزال ميموريال للبيسبول هو ملعب البيسبول الوحيد والكبير في الفلبين، وقد استضاف سابقًا مباريات الرابطة الفلبينية لهواة البيسبول والتي لم يعد لها وجود حاليًا. كما أن رياضة البلياردو تحظى بشعبية كبيرة في عاصمة الفلبين وتنتشر قاعات البلياردو في معظم مناطقها.
وأقيمت بطولة كأس العالم للسباحة لعام 2010م في مول روبنسونز بليس مانيلا. واستضاف ملعب ريزال التذكاري أول تصفيات لكأس العالم لكرة القدم منذ عقود عندما استضافت الفلبين فريق سريلانكا في يوليو 2011م. وقد جُدد الملعب قبل المباراة فقد كان غير صالح للمباريات الدولية سابقًا. كما استضاف أول مباراة للرغبي، لاختبار جاهزيته، لبطولات دوري الدرجة الأولى الآسيوية الخمسة لعام 2012م.
وسائل المواصلات
تتعدد وسائل المواصلات في مانيلا وتعد الجيبني من أشهرها وهي عبارة عن سيارة جيب جرى تحويلها إلى ما يشبه الميكروباص وكانت مستخدمة منذ منتصف الأربعينيات حتى بدأ استبدالها بشاحنات يو في إكسبريس وتعد جميع أنواع النقل البري العام في عاصمة الفلبين مملوكة للقطاع الخاص وتعمل بموجب امتيازات صادرة عن الحكومة الفلبينية.
كما تخدم المدينة سيارات الأجرة وعربات الترولي التي تُجَر باليد والعربات ذات العجلات الثلاث وهي عبارة عن النسخة الفلبينية من الركشة (التوكتوك) والتي تحظى بشعبية في بعض المناطق. فيما تعتبر الكاليسا، التي تجرُّها الخيول من الحقبة الإسبانية، من المعالم السياحية الشهيرة ضمن وسائل النقل في بينوندو وإنتراموروس.
هذا وتخطط عاصمة الفلبين للتخلص التدريجي من جميع الدراجات ثلاثية العجلات والعربات التي تعمل بالبنزين واستبدالها بالدراجة ثلاثية العجلات الكهربائية، مع توزيع 10,000 منها لسائقي الدراجات الثلاثية المؤهلين في المدينة.
ويخدم العاصمة الخط 1 و2 من نظام مانيلا للسكك الحديدية الخفيفة والتي بدأ تطويرها خلال السبعينيات إبَّان رئاسة فرديناند ماركوس، عندما بُني الخط 1، مما جعله أول نظام للسكك الحديدية الخفيفة في جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من اسمه، يعمل الخط 1 كخط مترو أنفاق خفيف، بينما يعمل الخط 2 كخط مترو وسكة حديد ثقيلة بالكامل. وقد خضع الخطين لعملية تطوير بمليارات الدولارات اعتبارًا من 2015م. هذا وتقع بالعاصمة محطة توتوبان، المحطة المركزية للسكك الحديدية الوطنية الفلبينية.
أما مترو مانيلا، فيعمل به خط واحد قيد التشغيل. وهو يمتد في اتجاه عام بين الشمال والجنوب من محطة توتوبان (توندو) باتجاه مقاطعة لاغونا. فيما يعد الميناء، الذي يقع في الجزء الغربي من المدينة على خليج مانيلا، أكبر ميناء بحري في الفلبين. وتعد خدمة عبارات نهر باسيج شكل آخر من وسائل النقل. ويخدم المدينة أيضاً مطار نينوي أكينو الدولي وهو بمثابة المطار الدولي الرئيسي في البلاد والمحور الجوي المحلي.
صُنَّفت شركة توم توم للملاحة عبر الأقمار الصناعية، عاصمة الفلبين على أنها ثاني أكثر المدن ازدحامًا في العالم في 2019م. كما صُنفت بأن لديها أسوأ حركة مرور في جميع أنحاء العالم. فهي تشتهر بالاختناقات المرورية المتكررة والازدحام الشديد. ونفَّذت الحكومة العديد من المشاريع للتخفيف من حركة المرور في المدينة، ومع ذلك، لم تحقق هذه المشاريع أي تأثير ملموس بحلول 2014م، واستمرت الاختناقات المرورية والازدحام. ومع ذلك، تهدف الحكومة، بموجب (خطة أحلام مترو مانيلا لعام 2014م)، إلى معالجة مشاكل النقل الحضري وهي عبارة عن قائمة من مشاريع النقل المستمرة لغاية 2030م.