ما هي عاصمة السويد

عاصمة السويد ستوكهولم

عاصمة السويد هي ستوكهولم وهي عاصمة مقاطعة ستوكهولم أيضاً وواحدة من أكثر المناطق الحضرية ازدحاماً بالسكان في السويد وكذلك في الدول الاسكندنافية. حيث يعيش مليون شخص في منطقة البلدية وما يقرب من 1.6 مليون في المناطق الحضرية و2.4 مليون في منطقة العاصمة. وتقع على الحدود بين مقاطعتي سودرمانلاند وأوبلاند وتمتد المدينة عبر أربع عشرة جزيرة رئيسية تقع في بحيرة مالارين التي تصب في بحر البلطيق.

وعلى بعد 60 كم منها تمتد جزر أرخبيل ستوكهولم (ثاني أكبر أرخبيل في بحر البلطيق) إلى الشرق وعلى طول الساحل. وقد استوطن البشر تلك المنطقة منذ العصر الحجري خلال الألفية السادسة قبل الميلاد، وقد تأسست عاصمة السويد على يد رجل الدولة السويدي بيرغر يارل في عام 1252م.

وتعتبر هذه المدينة المركز الثقافي والإعلامي والسياسي والاقتصادي للسويد، وتساهم منطقة ستوكهولم وحدها بأكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وهي من بين أعلى 10 مناطق في أوروبا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. لذلك حصلت على (تصنيف ألفا) كمدينة عالمية وهي الأكبر في الدول الاسكندنافية والمركز الرئيسي لمقار كبرى الشركات في منطقة الشمال.

وهي موطن لبعض أفضل الجامعات في أوروبا، مثل مدرسة ستوكهولم للاقتصاد ومعهد كارولينسكا والمعهد الملكي للتكنولوجيا وجامعة ستوكهولم. ويوجد بالمدينة عدد كبير من المتاحف وعدد من المسارح والجامعات وتُقام فيها العديد من المهرجانات والمسابقات الرياضية على المستويين الوطني والدولي بالإضافة إلى استضافتها المناسبات الدولية الهامة الأخرى مثل حفل توزيع جائزة نوبل السنوي في قاعة ستوكهولم للحفلات الموسيقية وفي قاعة مدينة ستوكهولم.

ويعد متحف فاسا أحد أكثر المتاحف القيمة في المدينة وهو أكثر المتاحف غير الفنية زيارة في الدول الاسكندنافية، كما تعتبر عاصمة السويد ثاني أكبر مدينة في الدول الاسكندنافية بعد كوبنهاغن عاصمة الدنمارك من حيث عدد السياح.

ويشتهر مترو المدينة، الذي افتتح في 1950م، بديكور محطاته؛ لذلك أُطلق عليه أطول معرض فني في العالم. تقع ساحة كرة القدم الوطنية السويدية شمال وسط المدينة في بلدية سولنا، بينما تقع ساحة أفيتشي (إريكسون غلوب) وهي الساحة الداخلية الوطنية، في الجزء الجنوبي من المدينة. كما استضافت المدينة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1912م، كما استضافت بطولة الفروسية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1956م التي أقيمت في الأساس في مدينة ملبورن، فيكتوريا، أستراليا.

ستوكهولم هي مقر الحكومة السويدية ومعظم مؤسساتها، بما في ذلك أعلى المحاكم القضائية ومقرات الإقامة الرسمية لملك السويد ورئيس الوزراء، كذلك هي مقر أسقفية البلاد. ويقع مقر الحكومة في مبنى روزنباد ومجلس ريكسداغ (البرلمان السويدي) في مبنى البرلمان في مركز المدينة، في حين يقع مقر إقامة رئيس الوزراء بجوار منزل ساغر. كما يعتبر قصر ستوكهولم المقر الرسمي لملك السويد، بالإضافة لكونه مقر عمله الرئيسي، في حين يخدم قصر دروتنينغهولم (أحد مواقع التراث العالمي في ضواحي العاصمة) كمقر إقامة خاص للعائلة المالكة.

وفي عام 1998م، وقع الاختيار على عاصمة السويد لتصبح عاصمة الثقافة في أوروبا وفي 2010م، حيث أصبحت العاصمة البيئية لأوروبا. وفي تصنيف لمجلة “مونوكل” البريطانية، واحتلت المرتبة الرابعة بين أفضل مدن العالم من حيث جودة المعيشة في 2021م.

شعار المدينة عبارة عن علم ذو خلفية زرقاء يُصوَّر عليه رأس القديس إريك أو إريك التاسع، أحد ملوك السويد (1156م-1160م).

 

أصل تسمية عاصمة السويد

ينقسم اسمها إلى مقطعين، (ستوك) و (هولم).

يُعتقد أن المقطع الأول (ستوك) مُشتق من الكلمة السويدية (stäk) التي تعني حاجز من الجذوع الخشبية المثبتة في قاع البحر كجزء من نظام دفاعي عن المدن من جهة البحر وقد عُثر على مثل هذه الجذوع في المضيق الواقع بين بحيرة مالارين وخليج سالتسيون. وقد كان الغرض منها العمل كحاجز لزيادة صعوبة دخول سفن العدو إلى بحيرة مالارين حيث نشأت المستوطنات الدائمة الأولى على ضفاف بحيرة مالارين وسرعان ما تحولت مستوطنة سيغتونا إلى أهم مدينة قبل أن تثبت ستوكهولم نفسها كمدينة أكبر. وقد ترتبط كلمة (stäk) بالكلمة الألمانية القديمة (Stock) والتي تعني “حصن”، هناك تفسير آخر هو أن الاسم يشير إلى منشآت الصيد الثابتة في شكل “مزارع سمكية”.

أما المقطع الثاني “هولم” فيعني (جزيرة) والذي يمكن أن يشير إلى الجزيرة التي تسمى اليوم “ستادشولمن” أو ربما جزيرة “هليغاندشولمن” والتي شكلت بشكل رئيسي مدينة ستوكهولم لعدة قرون.

الاحتمال الآخر هو أن الاسم لم يُشِر من البداية إلى ستادشولمن، بل كان يُشير إلى إحدى الجزر الصغيرة التي كانت موجودة في نهر نورستروم خلال العصور الوسطى. وهناك نظرية بديلة مفادها أن كلمة (stäk) باللغة السويدية القديمة تعني “مجموعة من”، لذلك قد يكون معنى ستوكهولم؛ هو “مجموعة من الجزر” وقد تعني أيضاً كلمة “سجل”.

وقد ظهر اسم ستوكهولم للمرة الأولى في 1252م، خلال ذلك الوقت كانت أوبسالا، أهم مدينة في السويد، لكونها المركز الديني في السويد في المقام الأول. ومع ذلك، كانت هذه المدينة من الأهمية بما يكفي لدرجة أن الملك فالديمار ملك الدنمارك ألقى خطاباً من هناك في 1252م، كما فعل رجل الدولة السويدي بيرغر يارل.

على مر السنين، أُطلقت العديد من الأسماء والألقاب عليها لجذب السياح الأجانب مثل “فينيسيا الشمال” و”فينسيا إسكندنافيا” و”ملكة مالارين” و”إيكن”، أحدث لقب رسمي لها هو “ستوكهولم عاصمة الدول الاسكندنافية” الذي ظهر في 2005م.

أما “فينيسيا الشمال” هو اللقب الأكثر استخداماً من قبل وكلاء السياحة الأجانب، نظراً لتشابهها مع مدينة البندقية (فينسيا)، في إيطاليا والمبنية على جزر في البحر، كذلك فإن العديد من مبانيها المبنية على الطراز الإيطالي تتشابه مع مباني البندقية.

في 1973م، احتجزت مجموعة من اللصوص عدد من الرهائن لست أيام، خلال سطو مسلح على بنك “كريديتبانكين” الذي يقع في عاصمة السويد، حيث أظهر الرهائن تعاطفاً تجاه اللصوص ودافعوا عنهم بعد إطلاق سراحهم، هذه الظاهرة النفسية أصبحت تُعرف باسم “متلازمة ستوكهولم” نسبة إلى المدينة التي وقعت بها هذه الحادثة.

 

التاريخ

بعد العصر الجليدي، حوالي 8000 ق.م. كان هناك بالفعل العديد من الأشخاص الذين يعيشون فيما يعرف اليوم بمنطقة ستوكهولم، لكن مع انخفاض درجات الحرارة، انتقل السكان جنوباً. بعد آلاف السنين ومع ذوبان الجليد، اعتدل المناخ وأصبحت الأرض خصبة وبدأ الناس في الهجرة إلى الشمال مجدداً.

عند تقاطع بحر البلطيق وبحيرة مالارين، في موقع الأرخبيل، أسس الفايكنغ المدينة القديمة لستوكهولم لأول مرة حوالي 1000م. مما كان له تأثير إيجابي على التجارة في المنطقة بسبب طرق التجارة التي أنشأها الفايكنغ أيضاً.

يظهر موقع عاصمة السويد في الملاحم الإسكندنافية باسم “آغنافيت”، وذلك في ملحمة الملوك “هيمسكرينغلا” التي تدور حول الملك الأسطوري “آغني”. يعود أقدم ذكر مكتوب لاسم ستوكهولم إلى 1252م، وفي ذلك الوقت، أصبحت موقعاً مهماً في تجارة الحديد بفضل المناجم في منطقة بيرغسلاغين.

ووفقاً لـ “سجلات إيريك”، يُذكر أن المدينة قد أسسها بيرغر يارل لحماية السويد من الغزوات البحرية التي شنتها مقاطعة كاريليا الفنلندية، بعد نهب سيغتونا على بحيرة مالارين في صيف 1187م. وبُنيت المدينة القديمة (غاملا ستان حالياً) في ستوكهولم في الجزيرة الوسطى بجوار هليغاندشولمن منذ منتصف القرن الثالث عشر فصاعداً. وبرزت المدينة في الأصل نتيجة لتجارة البلطيق من خلال “الرابطة الهانزية”.

حيث أقامت روابط اقتصادية وثقافية قوية مع لوبيك وهامبورغ وغدانسك وفيسبي ورفال (تالين) وريغا خلال هذا الوقت. بين عامي 1296م و 1478م كان مجلس المدينة يتألف من 24 عضو، وقع اختيار نصفهم من سكان المدينة الناطقين بالألمانية. وساهمت الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمدينة في جعلها عاملاً مؤثراً في العلاقات بين ملوك الدنمارك في اتحاد كالمار وحركة الاستقلال الوطني في القرن الخامس عشر. وقد تمكن الملك الدنماركي كريستيان الثاني من دخول المدينة في 1520م.

وفي 8 نوفمبر 1520م، أُقيمت مُحاكمات للشخصيات المُعارضة، أُعدم خلالها 100 شخص، فيما عُرف باسم “حمام دم ستوكهولم” أو “مذبحة ستوكهولم” وقد أدى ذلك إلى اندلاع المزيد من الانتفاضات التي أدت في النهاية إلى تفكك اتحاد كالمار. مع اعتلاء غوستاف فاسا عرش السويد في 1523م وتأسيس الحكم الملكي، حيث بدأ عدد سكان العاصمة في النمو، ووصل تعدادهم إلى 10,000 نسمة بحلول 1600م.

شهد القرن السابع عشر صعود السويد لتصبح قوة أوروبية كبرى، الأمر الذي انعكس على تطور عاصمتها. حيث زاد عدد السكان ستة أضعاف في الفترة من 1610م إلى 1680م. وفي 1634م، وأصبحت العاصمة الرسمية للإمبراطورية السويدية. كما وُضعت قواعد التجارة التي مُنِحَت المدينة بموجبها، احتكاراً كبيراً للتجارة القائمة بين التجار الأجانب والأقاليم السويدية والإسكندنافية الأخرى. وفي عام 1697م، احترقت قلعة تري كرونور (مقر الحكم الملكي) وحل محلها قصر ستوكهولم.

طوال تاريخ السويد، بُنيت أسوار حول العاصمة للدفاع عن المدينة من الغزوات، وجرى تحصين وتعزيز هذه الأسوار الدفاعية طوال القرن الثالث عشر وإلى القرن السادس عشر. وفي 1625م، اندلع حريق كبير يسمى “ستورا فودالدن” أي “الحريق الكبير” أو حريق ستوكهولم الكبير.

دمر هذا الحريق الجزء الجنوبي الغربي من جزيرة ستادشولمن، وأدى حجم الدمار إلى البدء في هدم أسوار المدينة. حالياً، اختفت معظم أسوار المدينة، فيما عدا بعض أجزاء أسوار المدينة الشمالية المحفوظة في “متحف ستوكهولم خلال العصور الوسطى”.

في 1710م، قتل وباء حوالي 20,000 (36%) من السكان. بعد نهاية الحرب الشمالية العظمى، دخلت المدينة في حالة من الركود، حيث توقف النمو السكاني وتباطأ النمو الاقتصادي. وكانت المدينة في حالة صدمة بعد أن فقدت مكانتها كعاصمة لقوة عظمى. ومع ذلك، حافظت على دورها كمركز سياسي للسويد واستمرت في التطور الثقافي في ظل حكم غوستاف الثالث.

بحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، استعادت عاصمة السويد دورها الاقتصادي الرائد. وظهرت صناعات جديدة وتحولت إلى مركز تجاري وخدمي مهم بالإضافة إلى كونها بوابة رئيسية داخل السويد. كما نما عدد السكان بشكل كبير خلال هذا الوقت، بشكل رئيسي عن طريق الهجرة، ففي نهاية القرن التاسع عشر، كان أقل من 40% من السكان من مواليد ستوكهولم.

بدأت عملية الاستيطان في التوسع خارج حدود المدينة. وشهد القرن التاسع عشر إنشاء عدد من المعاهد العلمية، بما في ذلك معهد كارولينسكا. أقيم المعرض العام للفنون الصناعية في 1897م. ومن 1887م إلى 1953م كان برج هواتف ستوكهولم القديم معلماً بارزاً والذي أُقيم في الأصل لربط خطوط الهاتف، لكنه خرج من الخدمة، بعدما مُدَّت خطوط الهاتف تحت الأرض، بعدها أصبح يُستخدم للإعلانات حتى أتى عليه حريق ثم هُدم في 1953م.

أصبحت هذه العاصمة مدينة عصرية ومتقدمة تقنياً ومتنوعة عرقياً في النصف الأخير من القرن العشرين. وهُدمت العديد من المباني التاريخية خلال فترة الحركات الحداثية والوظيفية في السويد (حوالي 1930-1935م)، بما في ذلك أجزاء كبيرة من منطقة كلارا التاريخية، وقد جرى استبدالها بمباني ذات هندسة معمارية عصرية.

ومع ذلك، نجت العديد من المباني والشوارع “القديمة” من الهدم في أجزاء أخرى كثيرة من عاصمة السويد مثل: غاملا ستان، سودرمالم، أوسترمالم، كونغشولمن وفاساستان. على مدار القرن، تحولت العديد من مجالات الصناعات بالمدينة إلى التكنولوجيا الفائقة.

تعد منطقة ستوكهولم الحضرية واحدة من أسرع المناطق نمواً في أوروبا ومن المتوقع أن يصل عدد سكانها إلى 2.5 مليون بحلول 2024م. ونتيجة لهذا النمو السكاني الهائل، طُرح اقتراح لبناء ناطحات سحاب شاهقة مكتظة بالسكان في وسط المدينة تتصل بواسطة ممرات مرتفعة.

 

الموقع الجغرافي

تقع ستوكهولم على الساحل الشرقي للسويد، حيث تصب بحيرة مالارين العذبة – ثالث أكبر بحيرة في السويد – في بحر البلطيق. تتكون الأجزاء المركزية للمدينة من أربع عشرة جزيرة متصلة بأرخبيل ستوكهولم في الجزء الشرقي منها، الذي يتكون من أكثر من 30 ألف جزيرة وهو رابع أكبر أرخبيل في العالم.

يقع المركز الجغرافي للمدينة على ضفة خليج ريدارفجاردين. أكثر من 30% من مساحة المدينة مكونة من مجاري مائية و30% أخرى من الحدائق والمساحات الخضراء. ويعكس موقع المدينة، المتمركز في الطرف الشرقي من الأراضي المنخفضة السويدية الوسطى، الاتجاه المبكر للتجارة السويدية نحو منطقة البلطيق.

وتنتمي العاصمة إلى المنطقة الأحيائية للغابات النفضية المعتدلة، مما يعني أن المناخ مشابه جداً لمناخ المنطقة الشمالية الشرقية البعيدة من الولايات المتحدة ومقاطعة نوفا سكوشا الساحلية في كندا. ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 7.6 درجة مئوية، بينما يبلغ متوسط هطول الأمطار 531 ملم في السنة.

وتتميز الغابة النفضية في المنطقة بأربعة فصول مميزة، في الخريف يتغير لون أوراق الشجر وخلال أشهر الشتاء، تفقد الأشجار أوراقها.وتبلغ مساحة العاصمة 188 كم²، بينما تبلغ مساحة المناطق الحضرية 381.63 كم².

 

الطقس

تتمتع ستوكهولم بمناخ رطب قاري بدرجة حرارة تبلغ صفر إيسوثرم حسب تصنيف كوبن للمناخ وبمناخ محيطي بدرجة حرارة -3 إيسوثرم. على الرغم من برودة الشتاء، إلا أن متوسط درجات الحرارة بشكل عام يظل أعلى من صفر درجة مئوية في معظم أوقات العام. والصيف دافئ ولطيف وتهطل الأمطار على مدار العام.

نظراً لارتفاع خط العرض الشمالي للمدينة، يختلف طول اليوم بشكل كبير، من أكثر من 18 ساعة تقريباً في منتصف الصيف إلى حوالي 6 ساعات فقط في أواخر ديسمبر. تكون الليالي من أواخر مايو حتى منتصف يوليو مشرقة حتى عندما تكون ملبدة بالغيوم.

تتمتع أيضاً بطقس معتدل نسبياً مقارنة بالمواقع الأخرى على خط العرض المماثل. مع ما يزيد قليلاً عن 18.00 ساعة من سطوع الشمس سنوياً، حيث تعتبر واحدة من أكثر المدن إشراقاً في شمال أوروبا وتتلقى سطوعاً شمسياً أعلى من باريس ولندن وعدد قليل من المدن الأوروبية الكبرى الأخرى الواقعة على خطوط عرض أبعد جنوباً.

نتيجة تأثير الجزر الحرارية الحضرية والرياح السائدة التي تهب براً من جهة البحر خلال أشهر الصيف، تتمتع عاصمة السويد بأدفأ شهور يوليو في عواصم دول الشمال. كذلك لديها متوسط سنوي من الغطاء الثلجي بين 75 و100 يوم.

تبلغ متوسط درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار من 20 إلى 25 °م وأدنى مستوى لها يبلغ حوالي 13 °م، ولكن يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 30 °م في بعض الأيام. وأعلى درجة حرارة سجلت فيها كانت 36 °م في 3 يوليو 1811م؛ بينما كانت أدنى درجة حرارة مُسجلة -32 °م في 20 يناير 1814م.

لم تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون -25.1 °م منذ 10 يناير 1987م. كان أكثر الشهور دفئاً على الإطلاق هو يوليو 2018م بمتوسط درجة حرارة 22.5 °م وهو أيضاً الرقم القياسي على مستوى البلاد.

يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي 546.4 ملم، خلال حوالي 170 يوماً ممطراً، مع هطول خفيف إلى معتدل على مدار العام. وتتساقط الثلوج بشكل رئيسي في ديسمبر حتى مارس وقد تتساقط الثلوج من حين لآخر في أواخر أكتوبر وكذلك في أبريل. بالإمكان ملاحظة ظاهرة الشفق القطبي في العاصمة أحياناً.

 

السكان

منطقة ستوكهولم هي موطن لحوالي 22% من إجمالي سكان السويد وهي منطقة تنتج حوالي 29% من الناتج المحلي الإجمالي. لقد تغير الوضع الجغرافي لعاصمة السويد بمرور الوقت. بحلول مطلع القرن التاسع عشر، كانت تتكون إلى حد كبير من المنطقة المعروفة اليوم باسم مركز المدينة، بمساحة حوالي 35 كم² أو ما يساوي خمس مساحة البلدية الحالية.

لاحقاً وفي العقود التالية، دُمجت العديد من المناطق الأخرى مع العاصمة (مثل بلدية برنكيركا في 1913م، التي كان عدد سكانها يبلغ 25,000 نسمة في ذلك الوقت وبلدية سبانغا في 1949م). أُقرّت حدود البلدية في 1971م؛ باستثناء انضمام هانستا، التي اشترتها بلدية العاصمة في 1982م من بلدية سولينتونا وهي اليوم محمية طبيعية.

من بين سكان المدينة البالغ عددهم 935,619 نسمة في 2016م، كان هناك 461,677 رجلاً و473,942 امرأة، بمتوسط عمر يبلغ 40 سنة وتتراوح أعمار 40.1% منهم بين 20 و44 سنة.

حسب آخر إحصاء في ديسمبر 2020م، بلغ عدد سكان ستوكهولم بما في ذلك الأجانب والمهاجرين 975,551 نسمة، بينما بلغ عدد سكان المنطقة الحضرية بأكملها والتي تتكون من 26 بلدية، أكثر من 2.2 مليون نسمة.

 

التقسيم الإداري

بلدية ستوكهولم هي وحدة إدارية محددة بالحدود الجغرافية، والاسم شبه الرسمي للبلدية هو مدينة ستوكهولم وعمدة المدينة الحالي هي آنا كونيغ جيرلمير منذ 2018م. وتنقسم المدينة كبلدية إلى مجالس أحياء والتي تتحمل مسؤولية المدارس الابتدائية والخدمات الاجتماعية والترفيهية والثقافية في مناطقها الخاصة.

وعادة ما تُقسم البلدية من حيث مناطقها الرئيسية الثلاثة: مركز المدينة وجنوبها وغربها. وتنقسم هذه المناطق الثلاث إلى عدة أحياء:

– مركز مدينة ستوكهولم: البلدة القديمة “غاملا ستان”، كونغشولمن، نورمالم، سودرمالم، فاساستان، أوسترمالم.

– جنوب ستوكهولم: إنسكيده-أورستا-فانتورفارستا، هاغرستن-ليلغيهولمن، سكاربنيك، فارستا، سكارهولمن، ألفشو.

– غرب ستوكهولم: بروما، هاسيلبي-فالينغبي، رينكيبي كيستا، سبونغا تينستا.

يعتبر مركز نورمالم الحديث (الذي يتركز حول ساحة سيرغيل) أكبر منطقة للأعمال والتسوق في السويد. تتبع بلدية ستوكهولم “مُقاطعة ستوكهولم” والتي تتألف من 26 بلدية و132 حي (حسب إحصاء 2017م) ومقاطعة ستوكهولم بدورها تقع ضمن محافظتي سودرمانلاند وأوبلاند.

 

اللغة

يتحدث سكان عاصمة السويد اللغة السويدية عامةً وهي اللغة الرسمية في البلاد، كذلك تعترف الحكومة رسمياً ببعض لغات الأقليات، أكبرها اللغة الفنلندية وتشكل اللغة العربية أكبر لغة يتحدث بها المهاجرون بجانب الألبانية والبوسنوية والسريانية والتركية والكردية والفارسية والهولندية والإسبانية والصربية والكرواتية.

وبالنسبة للغات الأجنبية التي يتحدثها سكان السويد، بإمكان نحو 86% منهم التحدث باللغة الإنجليزية و30% منهم يتحدث الفرنسية ونسبة أقل تتحدث الألمانية.

 

العرق

أغلب سكان العاصمة من أصل سويدي من المجموعة العرقية الجرمانية الشمالية. اعتباراً من ديسمبر 2019م، كان هناك 248,708 شخصاً ممن ولدوا خارجها، يُشكلون 25.5% من سكان المدينة. وهناك 329,421 من أصول أجنبية مهاجرة أو غير سويدية، يُشكلون 33.8% من السكان.

أكبر مجموعة منهم هم الفنلنديون (17,000)، يليهم العراقيون (16,275) والبولنديون (11,994) والإيرانيون (11,429)، بالإضافة إلى مجموعات ملحوظة من السوريين والصوماليين والهنديين وغيرهم.

 

الديانة

تعتبر السويد من أكبر البلدان العلمانية في العالم، ولا يوجد بيانات محددة حول الديانات المُعتنقة في عاصمة السويد، لكن من واقع الإحصاء العام للديانات في السويد، فإن 62.9% من السكان يعتنقون المسيحية (منهم 56.4% ينتمون إلى كنيسة السويد ذات المذهب البروتستانتي اللوثري) وهناك 18% لادينيون والنسب الأخرى موزعة على الإسلام والبوذية والهندوسية واليهودية والبهائية.

بحسب إحصاء في 2017م، بلغت نسبة المسلمين بين سكان السويد 8.1% (810,000) من ضمن 10 مليون نسمة هُم مجمل سكان السويد. ويعتبر مسجد ستوكهولم أحد أقدم وأكبر المساجد في عاصمة السويد والذي بُني في 1903م وتم تجديده في عام 2000م وهو يسع ألفين مُصلِّي.

 

الثقافة

تضم ستوكهولم العديد من المؤسسات الثقافية الوطنية، وهي موطن لثلاثة من مواقع التراث العالمي السويدية هي: قصر دروتنينغهولم ومقبرة الغابات وموقع بيركا. وفي عام 1998م، اُختيرت كعاصمة للثقافة الأوروبية.

وهناك بعض المؤلفين المرتبطين بها، مثل الشاعر وكاتب الأغاني كارل مايكل بيلمان (1740-1795م) والروائي والكاتب المسرحي أوغست ستريندبرغ (1849-1912م) والروائي هغالمار سودربيرغ (1869-1941) والذين تناولوا عاصمة السويد ضمن موضوعات أعمالهم.

من ضمن المؤلفون الآخرون أصحاب التراث البارز فيها، الروائي الحائز على جائزة نوبل، إيفند جونسون (1900-1976م) والشاعر والملحن الشهير إيفرت توب (1890-1976م). وكتب الروائي بير أندرس فوغلستروم (1917-1998م) سلسلة شعبية من الروايات التاريخية التي تصور الحياة في المدينة خلال منتصف القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن العشرين.

أقدم حي في عاصمة السويد هو المدينة القديمة (غاملا ستان)، التي تقع على الجزر الصغيرة الأصلية لأقدم مستوطنات المدينة ولا تزال تتميز بتصميم الشارع الذي يعود إلى العصور الوسطى. وتشمل بعض المباني البارزة في غاملا ستان، الكنيسة الألمانية الكبيرة والعديد من القصور والسرايات مثل: بيت النبلاء، قصر بونده، وقصر تسين وقصر أكسل أوكسينستيرنا.

أقدم مبنى في عاصمة السويد هو كنيسة ريدارهولم التي تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر. بعد حريق عام 1697م الذي دمر القلعة الأصلية التي تعود للقرون الوسطى، شُيِّد قصر ستوكهولم على الطراز الباروكي.

وقد تأسست في القرن الثالث عشر ولكن تصميمها الخارجي المبني على الطراز الباروكي يرجع إلى القرن الثامن عشر. ويعتبر برج كيستا للعلوم أطول مبنى فيها وثاني أطول مبنى في السويد بارتفاع 156 م.

 

السياحة

أصبحت السياحة في السنوات الأخيرة نشاطاً هاماً للغاية في هذه المدينة مع سبعة ملايين زائر سنوياً. وصُنفت مقاطعة ستوكهولم كعاشر أكبر وجهة للزوار في أوروبا، مع أكثر من 10 ملايين ليلة مبيت في السنة. ومن بين 44 مدينة أوروبية، سجلت عاصمة السويد كسادس أعلى معدل نمو في عدد الليالي التي تم قضاؤها في فترة 2004-2008م.

غرونا لوند هي مدينة ملاهي تقع في جزيرة ديورغوردن (أو جورجاردن) وهي منطقة شهيرة تضم أكثر من 30 منطقة جذب سياحي والعديد من المطاعم ويزورها آلاف الأشخاص يومياً وهي تضم أيضاً عدداً من المتاحف وتعد ستوكهولم واحدة من أكثر مدن المتاحف ازدحاماً في العالم حيث تضم حوالي 100 متحف يزورها ملايين الأشخاص كل عام، من بين أبرز متاحف المدينة:

متحف فاسا: وهو متحف بحري في جزيرة ديورغوردن، يعرض السفينة الحربية الوحيدة التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر والتي كانت سليمة تماماً تقريباً عند اكتشافها وانتشالها، وهي السفينة الحربية “فاسا” المُسلحة بعدد 64 مدفعاً، وكانت قد غرقت في رحلتها الأولى في 1628م.

– المتحف الوطني: الذي يضم أكبر مجموعة فنية في البلاد، 16,000 لوحة و30,000 قطعة من الأعمال اليدوية الفنية. ويعود تاريخ المجموعة إلى أيام الملك غوستاف الأول في القرن السادس عشر، ثم توسعت لتضم أعمال فنانين مثل رامبرانت وأنطون واتو،

بالإضافة إلى ذلك يُشكل المتحف جزءاً رئيسياً من التراث الفني السويدي والذي يتجلى في أعمال ألكسندر روسلين، أندرس زورن، يوهان توبياس سيرغيل، كارل لارسون، كارل فريدريك هيل وإرنست جوزيفسون.

متحف الفن الحديث: هو متحف السويد الوطني للفن الحديث، يضم أعمال لفنانين معاصرين مشهورين مثل بيكاسو وسلفادور دالي.

متحف سكانسن: هو متحف وحديقة حيوانات مشتركة في الهواء الطلق، يقع في جزيرة ديورغوردن. تأسس في 1891م على يد أرتور هزيليوس (1833–1901م) لإظهار أساليب الحياة في مختلف أنحاء السويد قبل العصر الصناعي.

 

وتضم المتاحف البارزة الأخرى:

متحف آبا: هو معرض تفاعلي عن فرقة البوب السويدية الشهيرة (ABBA).

متحف فوتوغرافيسكا: متحف التصوير الفوتوغرافي.

متحف ليفروستكامارين: المتحف الحربي السويدي ومستودع الأسلحة الملكي، يقع في قصر ستوكهولم.

متحف نوبل: وهو مُكرَّس لجائزة نوبل والحائزين على الجائزة ومؤسسها ألفريد نوبل.

متحف الشمال: وهو مُخصص للتاريخ الثقافي ووصف العرق البشري السويدي.

متحف خزانة العملة الملكية: وهو مُكرَّس لتاريخ المال والتاريخ الاقتصادي عامةً.

متحف مدينة ستوكهولم.

المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي.

كما تضم هذه العاصمة أيضاً مجموعة رائعة من المسارح مثل المسرح الدرامي الملكي وهو أحد أشهر المسارح في أوروبا والأوبرا الملكية السويدية، التي اُفتُتحت في 1773م ومسرح مدينة ستوكهولم والأوبرا الشعبية والمسرح الحديث للرقص والمسرح الصيني ومسرح غوتا لييون ومسرح موزباكه ومسرح أوسكار.وتتمتع أيضاً بعدد من المراكز الفنية والمعارض التجارية المعترف بها دولياً.

يوجد أكثر من 1000 مطعم في عاصمة السويد. واعتباراً من 2019م، كان بالمدينة ما مجموعه عشرة مطاعم حاصلة على نجمة الدليل السياحي “نجمة ميشلان”، منها مطعمين حصلا على نجمتين وواحد حصل على ثلاث.

 

الاقتصاد

يقع المقر الرئيسي لأكثر من 40% من الشركات السويدية في العاصمة ستوكهولم، وهي المركز الاقتصادي والمالي للسويد. ويوجد في منطقتها عدد كبير من شركات التكنولوجيا الفائقة والاتصالات السلكية واللاسلكية، مثل إريكسون ونوكيا وتلياسونيرا وإلكترولوكس وآسترازينيكا وآي بي إم. والتي تتركز بشكل أساسي في “كيستا” التي تعد واحدة من أكثر المراكز الأوروبية ديناميكية لتقنيات المعلومات والاتصالات.

ووفقاً لمؤشر القدرة التنافسية للمعرفة العالمية لعام 2008م، فإن عاصمة السويد، هي المنطقة الأوروبية الوحيدة، التي تحتل المرتبة السادسة، في أكبر عشر اقتصادات قائمة على المعرفة حول العالم، بجانب ثمان مدن أمريكية وطوكيو عاصمة اليابان.

خلال العهود السابقة، كانت عاصمة السويد مدينة بحرية وصناعية مهمة، فقد كان ميناء المدينة الحر بين عامي 1919م و1990م مستودعاً كبيراً لجميع أنواع البضائع المعفاة من الرسوم الجمركية. أما حالياً، يُهيمن قطاع الخدمات بشدة على الإنتاج. حيث يمثل قطاع الخدمات حوالي 85% من جميع الوظائف فيها.

ويقع مقر العديد من أكبر الشركات في مجتمع الأعمال السويدي في منطقة ستوكهولم. ويوظف قطاع صناعة تكنولوجيا المعلومات (حسب إحصاء 2009م) ما يقرب من 67،600 موظف في مقاطعة ستوكهولم ضمن ما يقرب من 7،100 من شركات تكنولوجيا المعلومات وتعد مهنة المبرمجين من أكثر المهن شيوعاً في المنطقة (إحصاء 2015م).

وتعتبر مدينة ستوكهولم المركز المالي للسويد حيث يقع بها مقر معظم البنوك والمؤسسات المالية السويدية، منها سويدبنك، هاندلس بانكين، إس إي بي، بالإضافة إلى شركات التأمين الرائدة في السويد (فولكسام وسكانديا وتريغ هانسا)، التي يقع مقرها الرئيسي في عاصمة السويد أيضاً. كما تضم المدينة أيضاً البورصة السويدية الرئيسية، “بورصة ستوكهولم”.

تعد أيضاً مدينة مؤتمرات شهيرة وناجحة، وفقاً للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، حيث احتلت المرتبة الثامنة في التصنيف العالمي في 2008م. في ذلك الوقت، عُقد ما يقرب من 150 مؤتمراً بالمدينة، مما ساهم في ازدياد حجز عدد الليالي بالفنادق إلى حوالي 260،000 ليلة. بالإضافة إلى ذلك يُنفق زائر المؤتمر ما معدله 4،100 كرونة سويدية في اليوم.

وأشارت بعض التقديرات إلى أن مؤتمرات 2010م وفَّرت للعاصمة عائدات تقدَّر بحوالي 1.6 مليار كرونة. ويعد معرض ستوكهولم في ألفشو أحد مرافق المؤتمرات الكبيرة في المدينة. وأحدث إضافة له هي مركز مؤتمرات الواجهة البحرية في ستوكهولم والذي افتتح أبوابه في يناير 2011م.

ويُصنف تقرير جديد، أصدره معهد ميلكن في كاليفورنيا، ستوكهولم على أنها “ثاني أفضل مدينة” في أوروبا. واعتمد هذا التقرير على معايير مثل الوظائف ومكاسب الأجور والتصنيع والمهارات الصناعية.

وقد أدى الغياب شبه التام للصناعات الثقيلة ومحطات الطاقة بالوقود الأحفوري، إلى جعلها واحدة من أنظف مدن العالم. في 1994م، بدأت شركة ستوكاب المملوكة للمدينة في بناء شبكة ألياف ضوئية في جميع أنحاء البلدية وبعد حوالي عقد من الزمان، وصل طول الشبكة 1.2 مليون كم²، مما يجعلها أطول شبكة ألياف بصرية في العالم.

 

التعليم

بدأت حركة البحث والتعليم العالي للعلوم في عاصمة السويد خلال القرن الثامن عشر، مع تعليم الطب وإنشاء مؤسسات بحثية مختلفة مثل مرصد ستوكهولم. وأُضيف الطابع الرسمي على التعليم الطبي في 1811م بتأسيس معهد كارولنسكا. وقد تأسس المعهد الملكي للتكنولوجيا في 1827م وهو أكبر معهد للتكنولوجيا في الدول الإسكندنافية ويضم 13،000 طالباً.

تأسست جامعة ستوكهولم في 1878م ومُنحت وضعها الجامعي في 1960م وهي تضم 52،000 طالباً اعتباراً من 2008/. وتضم أيضاً مؤسسات تاريخية، مثل المرصد والمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي والحديقة النباتية (حديقة بيرجيان). وتعتبر مدرسة ستوكهولم للاقتصاد، التي تأسست في 1909م، واحدة من مؤسسات التعليم العالي الخاصة القليلة في السويد.

 

الرياضة

تعتبر رياضة كرة القدم وهوكي الجليد أشهر رياضتين في عاصمة السويد. وأشهر ثلاثة أندية لكرة القدم فيها هي:  آيك سولنا ويورغوردينس وهاماربي، التي تلعب جميعاً في الدوري السويدي الممتاز.

ويلعب نادي آيك على الملعب الوطني السويدي لكرة القدم، في فريندز أرينا في سولنا، بسعة 54،329 متفرج. حيث أقيم نهائي الدوري الأوروبي لعام 2017م في 24 مايو بين أياكس ومانشستر يونايتد في فريندز أرينا وفاز مانشستر يونايتد باللقب بعد فوزه 2-0. بينما يلعب نادي يورغوردينس وهاماربي على ملعب تيل 2 أرينا في يوهانشوف بسعة 30,000 متفرج.

جميع الأندية الثلاثة هي أندية متعددة الرياضات، فهي تضم أيضاً فرقاً في هوكي الجليد؛ حيث يلعب فريق يورغوردينس في دوري الدرجة الأولى وآيك في الدرجة الثاني وهاماربي في الدرجة الثالثة لهوكي الجليد، بالإضافة إلى فرق في رياضة الباندي وكرة السلة وكرة الأرض وغيرها من الألعاب الرياضية، بما في ذلك الرياضات الفردية. في 2015م، تشكل نادي ملوك ستوكهولم، كأول فريق للمدينة يلعب في دوري الرغبي، ضمن بطولة الدوري الوطني للرغبي في السويد.

تاريخياً، استضافت المدينة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1912م. منذ ذلك الوقت، بدأ استاد ستوكهولم الأولمبي في استضافة العديد من الأحداث الرياضية، لا سيما كرة القدم وألعاب القوى. توشمل الساحات والملاعب الرياضية الرئيسية الأخرى: فريندز أرينا وملعب كرة القدم الوطني الجديد وساحة آفيتشي وهي ساحة متعددة الرياضات وواحدة من أكبر المباني الكروية في العالم، بالإضافة إلى الساحة الداخلية القريبة “هوفيت”.

إلى جانب الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1912م، استضافت العاصمة في 1956م دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للفروسية وكأس العالم لكرة القدم في 1958م وبطولة أمم أوروبا 1992م. كما احتلت المدينة المركز الثاني في عروض الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2004م.

كما قدمت مؤخراً عرضاً بالاشتراك مع منتجع “أورا” لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026م لكنها خسرت أمام العرض المشترك لميلان/كورتينا دامبيزو، في إيطاليا. كذلك استضافت جميع ألعاب الشمال باستثناء واحدة وهي حدث شتوي متعدد الرياضات يسبق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وهي تستضيف كذلك بطولة أوتيلو العالمية للسباحة كل عام و”بطولة ستوكهولم المفتوحة” سنوياً منذ 1969م وهي إحدى بطولات التنس المحترفة من سلسلة بطولات رابطة محترفي التنس برصيد 250 نقطة. ومنذ 1995م، أصبحت تلك البطولة تُقام في القاعة الملكية للتنس.

 

الإعلام

ستوكهولم هي المركز الإعلامي للسويد وتصدر بها أربع صحف يومية على مستوى البلاد وهي أيضاً الموقع المركزي للإذاعة والتلفزيون المموَّل من القطاع العام، بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع القنوات التلفزيونية الرئيسية الأخرى تقع مقراتها في عاصمة السويد، مثل قنوات: (تي في 6) و(تي في 4) و(تي في 3).

وتقع مقرات جميع المجلات الرئيسية أيضاً فيها وكذلك مقر أكبر دار نشر في السويد، “مجموعة بونيير للنشر”.

 

المواصلات

تتمتع عاصمة السويد بنظام نقل عام واسع النطاق. يتألف من مترو والذي يتكون من ثلاثة أنظمة رئيسية مُرمزة بالألوان (أخضر وأحمر وأزرق) مع سبعة خطوط (10، 11، 13، 14، 17، 18، 19)؛ سكة حديد قطار الضواحي التي تعمل على خطوط السكك الحديدية المملوكة للدولة بعدد ستة خطوط (40، 41، 42، 43، 44، 48)؛ وخدمة الترام بأربعة خطوط (7، 12، 21، 22)؛ سكة حديد روسلاجسبانان الضيقة المسار (بعرض 891 مم)، على ثلاثة خطوط (27، 28، 29) في الجزء الشمالي الشرقي؛ السكك الحديدية المحلية سالتسخوبونان، على خطين (25، 26) في الجزء الجنوبي الشرقي؛ بالإضافة إلى عدد كبير من خطوط الحافلات وعبّارات جزيرة دجورغوردن.

كما توفر محطتها المركزية خطوط قطارات للعديد من المدن السويدية وكذلك إلى أوسلو بالنرويج وكوبنهاغن بالدنمارك. وتستغرق رحلة القطار المائل (إكس 2000) الشهيرة إلى غوتنبرغ ثلاث ساعات. وتتبع معظم القطارات شركة إس جيه الحكومية.

انطلق مشروع خط المدينة في شهر يوليو 2017م وهو مشروع مُعتمد بيئياً، عبارة عن نفق خرساني مغمور، يمر به قطار للركاب بطول 6 كم (في الصخور والمياه) أسفل عاصمة السويد، كان الغرض من هذا المشروع هو مضاعفة سعة المسار في المدينة وتحسين كفاءة الخدمة، يتضمن المشروع أيضاً تنقية مياه الصرف الصحي؛ وتقليل الضوضاء من خلال مسارات مخففة للصوت؛ واستخدام الديزل الصناعي، الذي يوفر للمستخدمين هواءً نقياً.

يوجد بالمدينة خطوط عبَّارات منتظمة مع هلسنكي وتوركو وماريهامن وأولاند في فنلندا ومع تالين عاصمة إستونيا ومع ريغا عاصمة لاتفيا ومع سانت بطرسبرغ في روسيا. للتنقل عبر جزر أرخبيل ستوكهولم الكبير تُستخدم قوارب شركة واكسهولمسبولاجيت (التي يملكها ويدعمها مجلس مقاطعة العاصمة).

بين أبريل وأكتوبر، خلال الأشهر الأكثر دفئاً، من الممكن استئجار دراجات المدينة عن طريق شراء بطاقة دراجة عبر الإنترنت أو من خلال تُجَّار التجزئة. تسمح البطاقات للمستخدمين باستئجار الدراجات من أي مكان لبيع دراجات المدينة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.

 

تخدم عاصمة السويد أربع مطارات، منها مطاران دوليان ومحليان:

مطار ستوكهولم أرلاندا: هو أكبر المطارات وأكثرها ازدحاماً في السويد بما يصل إلى 27 مليون مسافر في 2017م. ويقع على بعد حوالي 40 كم شمال العاصمة ويعمل كمحور للخطوط الجوية الاسكندنافية.

مطار ستوكهولم بروما: يقع على بعد حوالي 8 كم غرب المدينة.

ومطاران دوليان فقط:

مطار ستوكهولم سكافستا: يقع على بعد 108 كم جنوب العاصمة وعلى بعد 5 كم من نيكوبينغ، عاصمة مقاطعة سودرمانلاند.

مطار ستوكهولم فيستيروس: يقع على بعد 103 كم غرب المدينة، في مدينة فيستيروس.

يمتد خط سكة حديد المطار السريع أرلاندا إكسبريس بين مطار ستوكهولم أرلاندا ومحطة ستوكهولم المركزية. مع رحلة مدتها 20 دقيقة، فإن ركوب القطار هو أسرع وسيلة للسفر إلى وسط المدينة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً خطوط خدمة حافلات المطار، التي تعمل بين وسط عاصمة السويد وجميع المطارات. واعتباراً من 2010م، لم يعد هناك مطارات خاصة بالطيران العام في منطقة ستوكهولم.

 

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد