ما هي عاصمة أوكرانيا

عاصمة أوكرانيا

عاصمة أوكرانيا هي كييف وهي واحدة من أكبر مدن أوروبا وأقدمها، تقع المدينة على ضفاف نهر الدنيبر، في منطقة دنيبرو الشمالية، وسط شمال أوكرانيا. وتعد كييف أكبر مُدن أوكرانيا اكتظاظاً بالسكان وهي أيضاً سابع أكبر مدينة في أوروبا من حيث عدد السكان بعد إسطنبول وموسكو ولندن وسانت بطرسبرغ وبرلين ومدريد.

كييف هي المركز السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والعلمي والتاريخي والثقافي والروحي لأوكرانيا وهي أيضاً أهم مركز للنقل في البلاد وتعتبر مركزاً صناعياً وعلمياً وأكاديمياً وثقافياً هاماً في أوروبا الشرقية ويوجد بها العديد من الشركات ومؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث وتتمتع بنظام واسع ومتقدم من وسائل النقل العام والبنية التحتية.

تضم المدينة عدداً كبيراً من المعالم التاريخية، لا سيما الآثار الدينية، اثنان منها مدرجان في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ 1990م وهما من أقدم المراكز التاريخية في أوروبا الشرقية والمسيحية؛ كاتدرائية القديسة صوفيا ودير كييف بيشيرسك لافرا. وغالباً ما تُلقَّب باسم (القدس الجديدة) منذ العصور الوسطى، نظراً لأهميتها الدينية بالنسبة للمسيحية الأرثوذكسية واحتوائها على العديد من الكنائس والأديِرَة، كما أنها تُلقب باسم “أم المدن الروسية” بسبب أهميتها كمركز تاريخي لروسيا.

تعود بداية التطوير المستمر لمدينة كييف إلى النصف الثاني من القرن الخامس وحتى النصف الأول من القرن السادس الميلادي؛ كان مركز توسع كييف هو جبل زامكوفا، حينها كانت كييف واحدة من أقدم المدن في أوروبا الشرقية، وقد مرَّت المدينة عبر تاريخها عدة مرات بفترات من الرخاء والشهرة أو السقوط والاندثار.

ويُعتقد أنها كانت في الأصل مركزاً تجارياً سلافياً تأسَّس في القرن السادس أو السابع الميلادي على الطريق التجاري الهام الذي يربط الدول الاسكندنافية بالقسطنطينية، في ذلك الوقت كانت المدينة أحد روافد مملكة الخزر، حتى استولى الفارانجيون (الفايكنغ) عليها في منتصف القرن التاسع.

أصبحت كييف عاصمة إمارة “روس الكييفية”، أول دولة للسلاف الشرقيين، والتي ازدهرت وامتد تأثيرها حتى بحر البلطيق. لكن المدينة دُمِّرت بالكامل في 1240م خلال الغزوات المغولية وفقدت كل تأثيرها لعدة قرون. ثم أصبحت عاصمة إقليمية ذات أهمية ثانوية، ووقعت تحت سيطرة جيرانها الأقوياء، ليتوانيا وبولندا وأخيراً روسيا على التوالي.

بعد اندماج كييف في الإمبراطورية الروسية، شهدت فترة ازدهار جديدة خلال الثورة الصناعية، التي امتدت عبر الإمبراطورية بين نهاية القرن التاسع عشر حتى قيام الحرب العالمية الأولى. أصبحت كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا الشعبية سريعة الزوال بعد سقوط الإمبراطورية الروسية في 1917م، قبل أن يضمها الاتحاد السوفيتي بالقوة في 1921م.

شهدت كييف التي أصبحت عاصمة جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية في 1934م، نمواً صناعياً وديموغرافياً متصاعداً بين الحربين العالميتين. ودُمِّرت المدينة بالكامل تقريباً خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن سرعان ما أُعيد بناؤها بعد انتهاء الحرب، لتصبح ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الاتحاد السوفيتي.

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وإعلان أوكرانيا استقلالها في 1991م، ظلَّت كييف عاصمة الدولة الجديدة وتزايد عدد سكانها بسرعة بفضل تدفق المهاجرين من أصل أوكراني من مختلف جمهوريات الاتحاد السوفيتي إليها. وفي ظل النظام الجديد، ازدهرت وظلَّت أغنى مدينة في أوكرانيا وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.

انخفض ناتج المدينة الصناعي المعتمد على الصناعات المعدنية والتسليح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مما أثَّر سلباً على العلوم والتكنولوجيا، لكن القطاعات الجديدة للاقتصاد مثل الخدمات والتمويل سهَّلت نمو الرواتب والاستثمار، فضلاً عن توفير التمويل المستمر لتطوير الإسكان والحضر والبنية الأساسية. خلال تحول البلاد إلى اقتصاد السوق والديمقراطية الانتخابية، استمرت كييف في كونها أكبر مدن أوكرانيا وأغناها.

ظهرت كييف في السنوات الأخيرة، باعتبارها المنطقة الأوكرانية الأكثر تأييداً للتقارب مع الغرب؛ وهيمنت عليها الأحزاب التي تدعو إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال الانتخابات. برز ذلك خلال الاحتجاجات التي كانت في الأصل تدعو إلى سقوط الحكومات القائمة مثل الثورة البرتقالية في 2004م وثورة الميدان الأوروبي في 2014م، ما اعتبرته روسيا تهديداً لمصالحها وشنَّت على أثر ذلك غزواً شاملاً للبلاد نهاية فبراير 2022م، كانت كييف عاصمة أوكرانيا من بين أهداف هذا الغزو، ولكن القوات الروسية فشلت في الاستيلاء عليها.

كانت كييف منذ نشأتها، عاصمة لكلاً من: بوليانا، روس الكييفية، إمارة كييف، إمارة روس الكبرى، جمهورية أوكرانيا الشعبية، وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية وأخيراً أوكرانيا الحالية. كما كانت أيضاً المركز الإداري للمقاطعة الليتوانية البولندية التي تحمل الاسم نفسه وفوج من أفواج القوزاق باسم فوج كييف (يُقصد بالفوج هنا منطقة إدارية) ومقاطعة ضمن مقاطعات الإمبراطورية الروسية، ثم منطقة سوفيتية، ومنطقة عامة ألمانية خلال الاحتلال النازي، ثم منطقة سوفيتية مجدداً.

وحالياً هي المركز الإداري لأوبلاست كييف، موقع السلطات المركزية لأوكرانيا، والبعثات الأجنبية، والمقر الرئيسي لمعظم الشركات والجمعيات العامة العاملة في أوكرانيا وهي وحدة إدارية إقليمية منفصلة، حيث أن كييف عاصمة أوكرانيا وفقاً لنظام التنظيم الإداري والإقليمي لأوكرانيا، تتمتع بوضع خاص يحدده الدستور وليست جزءاً من أي إقليم.

 

أصل التسمية

وفقاً لأسطورة بناء المدينة من سجل “الوقائع الأوَّلية”، يقال إن اسم المدينة مشتق من اسم الأمير كي، أكبر الإخوة الثلاثة الذين يُعتبرون مؤسسي المدينة. وقد عُرِفَت المدينة بأسماء مختلفة تاريخياً، فقد ذُكرت باسم (كوينوجارور) في ملاحم الثقافة الإسكندنافية والجرمانية، ظل هذا الاسم لكييف في اللغة الآيسلندية.

كما وردت باسم (مانكرمان) أي (مدينة كبيرة) في المصادر التركية ووفقاً للمصادر العربية والفارسية في القرنين التاسع والعاشر، كان يُطلق على أحد مراكز الدولة في الكيانات السلافية الشرقية اسم (كوبايا) أو (كوفايا) وهو ما يتناسب مع اسم مدينة كييف. وأقدم الخرائط الإنجليزية لأوروبا الشرقية تذكر كييف باسم (كيو)، حتى ظهر اسم كييف على الخرائط الإنجليزية في 1804م.

 

تاريخ عاصمة أوكرانيا

عصور ما قبل التاريخ

تشير الاكتشافات الأثرية للمساكن المصنوعة من الخشب والجلود الحيوانية والتراكمات الكبيرة من عظام الماموث إلى أن موقع كييف كان مستوطناً من قِبَل البشر منذ نهاية العصر الحجري القديم (ما بين 40,000 و15,000 سنة مضت). حيث احتلت القبائل الأولى لحضارة كيوكوتيني-تريبيليان الموقع إبان العصر الحجري الحديث والتي كانت تمارس الزراعة وتربية الحيوانات حوالي 3000 قبل الميلاد.

اكتُشفت العديد من الآثار التي تدل على وجود قرية يرجع تاريخها إلى عصور النحاس والبرونز والحديد. كانت القبائل التي عاشت هناك تتاجر مع الشعوب البدوية في السهوب مثل: السكوثيين، السارماتيين، الخرز ولاحقاً اليونانيين الذين استقروا في المستعمرات التي أنشأوها على ساحل البحر الأسود.

يشير اكتشاف عملات معدنية رومانية من القرن الثاني إلى القرن الرابع الميلادي في موقع المدينة إلى وجود علاقات تجارية مع المقاطعات الشرقية للإمبراطورية الرومانية. وتعتبر قبائل حضارة زاروبينتسي أسلافاً مباشرة للسلاف القدماء الذين أسَّسوا كييف فيما بعد.

 

تأسيس المدينة

هناك القليل من الأدلة التاريخية المتعلقة بالفترة التي تأسست فيها مدينة كييف. كان يوجد مستوطنات سلافية متناثرة في المنطقة منذ القرن السادس الميلادي، لكن من غير الواضح ما إذا كان أي منها قد تطور لاحقاً إلى المدينة.

الكثير من هذه المستوطنات المشار إليها وُجدت على طول مجرى نهر بوريستين في خريطة العالم لبطليموس، من بينها مستوطنة أزاجاريوم، التي يعتقد بعض المؤرخين أنها كانت سلفاً لكييف. لكن وفقاً لمعجم 1773م للجغرافيا القديمة للكاتب ألكسندر ماكبين، فإن هذه المستوطنة تتوافق مع موقع مدينة تشيرنوبيل الحالي.

يعتقد أن سبب بناء كييف هو لجعلها مركزاً تجارياً بين القسطنطينية والدول الاسكندنافية. ووفقاً لما ذكره بعض المؤرخين، تأسست مدينة كييف في 482م، لذا احتفلت المدينة بذكرى مرور 1500 عام على تأسيسها في 1982م. في حين تشير البيانات الأثرية إلى تأسيسها في القرن السادس أو السابع الميلادي، مع أن بعض الباحثين يؤرخ تأسيسها إلى أواخر القرن التاسع الميلادي.

هناك العديد من الروايات الأسطورية عن أصل المدينة. أشهرها أسطورة الإخوة كي، وهم أعضاء قبيلة سلافية (من البولان الشرقيين)، الأخ الأكبر الأمير كي وأخويه شيتشك وخوريف، مع أختهم ليبيديا. أسس هؤلاء المدينة، وفقاً لسجل الوقائع الأولية وهو سجل تاريخي لإمارة روس الكييفية.

وهناك أسطورة أخرى تقول إن القديس أندرو مر بالمنطقة في القرن الأول الميلادي. حيث أقام صليباً في موقع المدينة الحالي، وقد شُيِّدت مكانه كنيسة فيما بعد. واتخذت المدينة صورة الملاك ميخائيل المُجنح (رئيس الملائكة حسب المعتقد المسيحي) شعاراً لها منذ العصور الوسطى، والذي اعتمدته رسمياً شعاراً وعلماً لها منذ 1995م. في حين اتخذت منطقة أوبلاست كييف من أيقونة القديس جورج والتنين شعاراً لها.

يَذكر سجل الوقائع الأولية أنه في وقت ما خلال أواخر القرن التاسع أو أوائل القرن العاشر الميلادي، حكم كلاً من الأمير (أسكولد) والأمير (دير) المدينة، والذين ربما كانا من أصول الفايكنغ أو الفارانجيين. حتى غزا أوليغ النبوي، أمير نوفغورود المدينة في 882م وقتل كلاً منهما.

يعارض بعض المؤرخين ذلك، بحجة أن حكم الخزر استمر حتى أواخر العشرينيات من القرن التاسع عشر. بينما يشير مؤرخون آخرون إلى أن القبائل المجرية حكمت المدينة بين عامي 840م و878م، قبل أن تهاجر مع بعض قبائل الخزر إلى حوض الكاربات.

 

إمارة كييف روس

أصبحت المدينة في عهد أوليغ النبوي عاصمة الدولة الروثينية الأولى، روس الكييفية أو كييف روس والمعروفة في أوروبا باسم إمارة كييف والتي استمرت حتى سقوطها بفعل الغزو المغولي في أربعينيات القرن الثالث عشر.

شهدت كييف تطوراً حضرياً ومعمارياً استثنائياً بين القرنين العاشر والحادي عشر، بفضل وقوعها على الطريق التجاري الشهير بين الفارانجيين والقسطنطينية، وازدادت أهميتها بموجب معاهدات التجارة لأعوام 912م و945م و971م وعلى الرغم من أن المدينة تعرضت لهجوم البدو البجناك والذين حاصروها في 968م، فإنها لم تتأثر بهذا الهجوم.

أراد الأمير فلاديمير الأول (980م-1015م)، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لإمارة كييف، بناء دولة مركزية تكون كييف عاصمتها، مستفيداً من نموها الاقتصادي. ترك الأمير فلاديمير الوثنية واعتنق المسيحية، وجرى تعميده في تاوريس خيرسون في 989م من قبل رهبان بيزنطيين. ويعتبر تعميد فلاديمير ضمن المشهد التاريخي لما يُعرف باسم (معمودية كييف روس) والذي بدأ منذ 867م، بعدها أصبحت الإمارة أمة مسيحية أرثوذكسية.

وصل عدد سكان كييف إلى 45,000 نسمة بحلول عام 1000م. تُوِّج هذا النمو الديموغرافي والحضري، الذي شهد تكاثر المعالم الدينية بالمدينة، بتأسيس كاتدرائية القديسة صوفيا (1037م-1041م) ثم دير الكهوف الشهير (بيتشرسك لافرا)، بالقرب من كييف في 1051م في عهد الأمير ياروسلاف الأول (يارسلاف الحكيم).

بدأت المدينة في التدهور بعد وقت قصير من وفاة الأمير ياروسلاف في 1054م. وأدى نظام الخلافة من أخ إلى أخ إلى صراعات طويلة وعنيفة بين الأعمام وأبناء الأخوة. نهب أندريه بوغوليوبسكي، أمير مدينة فلاديميرسوزدال، كييف في مارس 1169م، تاركاً إياها في حالة خراب، كما استولى على العديد من الأعمال الفنية الدينية، بما في ذلك أيقونة عذراء فلاديمير.

لاحقاً استولى الأمير روريك روستيسلافيتش وحلفاؤه من القفجاق على كييف وأحرقوها في 1203م. وفي ثلاثينيات القرن الثاني عشر، حاصر أمراء مختلفون المدينة ودمروها عدة مرات. لم تتعافى كييف من هذه الهجمات وانتهى الأمر بتدميرها تماماً خلال الغزو المغولي لإمارة كييف بقيادة باتو خان في 1240م.

كان لهذه الأحداث تأثير عميق على مستقبل المدينة وعلى الحضارة السلافية الشرقية. قبل نهب بوغوليوبسكي المدينة، كانت كييف تتمتع بسمعة طيبة كواحدة من أكبر المدن في العالم، حيث تجاوز عدد سكانها 100,000 نسمة في بداية القرن الثاني عشر.

 

الاتحاد البولندي الليتواني

في أوائل العشرينيات من القرن الثالث عشر، هزم الجيش الليتواني بقيادة الدوق الأكبر غيديمين جيشاً من السلافيين بقيادة ستانيسلاف أمير كييف في المعركة التي جرت على نهر إربن ومن ثم غزا كييف والتي هاجمها التتار أيضاً خلال أعوام 1324م-1325م، لذلك توجب على المدينة والتي كان يحكمها أمير ليتواني، دفع جزية إلى تتار القبيلة الذهبية. وبالنهاية، ضم ألغيرداس، دوق ليتوانيا، كييف والمناطق المحيطة بها إلى دوقية ليتوانيا الكبرى عقب معركة المياه الزرقاء في 1362م. لاحقاً، نهب تتار القرم كييف وأحرقوا جزءاً كبيراً منها في 1482م.

أصبحت كييف جزءاً من الاتحاد البولندي الليتواني من 1363م حتى 1667م، وعندما تأسس الكومنولث البولندي الليتواني (اتحاد لوبلين) في 1569م، انتقلت الأراضي التي تسيطر عليها ليتوانيا في منطقة كييف (بودوليا وفولينيا وبودلاتشيا) من دوقية ليتوانيا الكبرى إلى تاج مملكة بولندا وأصبحت كييف عاصمة محافظة كييف ضمن هذا الاتحاد. ونصَّت معاهدة هادياخ في 1658م على أن تصبح كييف عاصمة لدوقية روس الكبرى داخل الكومنولث البولندي الليتواني والروثيني، لكن هذا البند من المعاهدة لم يدخل حيِّز التنفيذ أبداً.

 

هتمانات القوزاق

كانت قبائل قوزاق زابوريزيا قد استقرت عند نهر الدنيبر خلال القرن السابع عشر، وبمرور الوقت ثار القوزاق على السلطات البولندية واستولى قائدهم الهيتمان بوهدان خميلنيتسكي على مدينة كييف في 1648م.
وأصبحت كييف جزءاً من دولة هيتمانات القوزاق التي أسسها خميلنيتسكي، لكنه وجد صعوبة في مقاومة الجيوش البولندية، لذلك أقام تحالفاً مع قيصر دوقية موسكو الكبرى في 1654م.

أصبحت أوكرانيا بمقتضى هذا التحالف تحت حماية دوقية موسكو، ثم أكدت معاهدة أندروسوفو في 1667م، سيادة موسكو على الضفة اليسرى لنهر الدنيبر، في حين كانت الضفة اليمنى لا تزال في حوزة بولندا. ومع ذلك كانت كييف، التي تقع على الضفة اليمنى للنهر وقتها، خاضعة لحماية دوقية موسكو.

مع تنامي قوة الإمبراطورية الروسية ووقوع التقسيم الثاني لبولندا، ضمت الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية الأراضي الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر في 1793م وحلت دولة هيتمانات القوزاق وضمت كامل الأراضي الأوكرانية ومن بينها كييف، التي أصبحت عاصمة محافظة روسيا الصغرى (1796م–1802م) ضمن الإمبراطورية الروسية.

 

الإمبراطورية الروسية

أُعيد بناء المدينة السفلية بالكامل بعد حريق بوديل الكبير في 1811م بمنازل من طابق واحد ومباني إدارية على طراز بالاديو من قبل المعماري أندريه ميلينسكي، كما أُعيد بناء المدينة العليا، في النصف الثاني من نفس القرن، بمباني برجوازية، لمنح كييف مظهر عاصمة إقليمية للإمبراطورية الروسية.

أنشأت الحكومة الروسية بكييف جامعة سانت فلاديمير في 1834م، والتي تسمى حالياً جامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية على اسم الشاعر الأوكراني تاراس شيفتشينكو (1814م-1861م). وانفصلت كلية الطب عن جامعة سانت فلاديمير وأصبحت مؤسسة مستقلة في 1919م-1921م خلال الفترة السوفيتية، وهي حالياً جامعة بوغوموليتس الطبية الوطنية منذ 1995م.

سيطرت السلطات العسكرية والكنسية الروسية على حياة المدينة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وشاركت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في جزء كبير من البنية التحتية في كييف ونشاطها التجاري. أسس المؤرخ ميكولا كوستوماروف جمعية سياسية سرية في 1845م، هي جماعة (أخوية القديسان كيرلس وميثوديوسفي)، التي ناضل أعضاؤها من أجل القومية الأوكرانية والدفاع عن اللغة الأوكرانية. قمعت السلطات الروسية هذه الجماعة بسرعة وحُكم على كوستوماروف بالنفي.

فقدت أوكرانيا حكمها الذاتي تدريجياً خلال القرن التاسع عشر وشهدت المدينة زيادة في الترويس، حيث ساهم وصول المهاجرين الروس وإجراءات الإدارة الإمبراطورية في إضفاء الطابع الروسي على المدينة. وفي بداية القرن العشرين، شكَّل الناطقون بالروسية الأغلبية في وسط المدينة، بينما احتفظت الطبقات الدنيا التي تعيش في الضواحي بالثقافة الشعبية الأوكرانية إلى حد كبير. ومع ذلك، حاول المتحمسون من بين النبلاء والجنود والتجار من أصل أوكراني، الحفاظ على الثقافة المحلية عن طريق طباعة الكتب بالأوكرانية سراً أو عرض مسرحيات للهواة أو دراسة الفولكلور المحلي.

خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، أصبحت مدينة كييف تدريجياً مركزاً تجارياً مهماً، بفضل إلغاء الحواجز الجمركية بين روسيا وأوكرانيا. وإبان الثورة الصناعية الروسية في أواخر القرن التاسع عشر، احتلت كييف المركز الثالث كأهم مدينة في الإمبراطورية الروسية والمركز الرئيسي للتجارة والنقل في جنوب غرب الإمبراطورية، وتخصصت في تصدير السكر والحبوب عن طريق السكك الحديدية وعبر نهر الدنيبر.

وبحلول عام 1900م، أصبحت المدينة أيضاً مركزاً صناعياً هاماً، وبلغ عدد سكانها 250,000 نسمة. شملت معالم تلك الفترة تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية، كربط مدينة كييف بمدينة موسكو عاصمة روسيا وميناء أوديسا في نهاية ستينيات القرن التاسع عشر، مع تأسيس العديد من المرافق التعليمية والثقافية والآثار المعمارية البارزة وبناء المصانع الحديثة، كذلك بدأ تشغيل أول خط ترام كهربائي في الإمبراطورية الروسية (والثالث عالمياً) بكييف في 1892م. حيث ساهمت هذه البنى التحتية الجديدة بشكل أكبر في زيادة دور كييف كمركز صناعي وتجاري وإداري.

 

جمهورية أوكرانيا الشعبية

أنهت الثورة الروسية في 1917م النظام القيصري نتيجة للحرب العالمية الأولى. قررت جمعية التقدميين الأوكرانيين والجمعيات الثقافية والمهنية والسياسية الأخرى في كييف، إنشاء برلمان يمارس السلطة التشريعية، وهو الرادا المركزي (المجلس المركزي لأوكرانيا)، الذي انتخب أعضاؤه في أبريل 1917م.

أعلن الرادا استقلال أوكرانيا في يناير 1918م. أصبحت كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا الشعبية الجديدة. قُمعت الانتفاضات الصغيرة الموالية للبلاشفة الروس، لكن القوات البلشفية تقدمت بسرعة لمساعدتها واستولت على كييف في 9 فبراير 1918م. وقام البلاشفة بقمع وحشي ضد السكان من أصل أوكراني.

لكن لم يدم احتلالهم للمدينة طويلاً، لأن معاهدة بريست ليتوفسك التي وقعها لينين في 3 مارس 1918م، والتي وضعت حداً للصراع بين ألمانيا وروسيا في ظل ظروف غير مواتية للأخيرة، تطلبت من الحكومة السوفيتية الاعتراف باستقلال أوكرانيا. حيث احتلت القوات العسكرية الألمانية البلاد ونصَّبَت حكومة دُمية في كييف، لكن ذلك انهار عندما هُزمت ألمانيا على يد الحلفاء في نوفمبر 1918م. وغادرت القوات الألمانية البلاد وأُعلِن استقلال أوكرانيا مرة أخرى.

استؤنف القتال على الفور تقريباً بين الجيش القومي الأوكراني بقيادة سيمون بيتليورا والجيش الأحمر السوفيتي والقوات الروسية القيصرية (الروس البيض). احتل الروس البيض كييف لفترة وجيزة في نوفمبر 1919م قبل أن يستولي عليها الجيش الأحمر في النهاية. واندلعت الحرب السوفيتية البولندية في ربيع 1920م واحتل البولنديون كييف لفترة وجيزة في مايو 1920م قبل أن تصدهم القوات السوفيتية بشكل نهائي.

 

جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية

شكَّلت كييف جزءاً من جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية التابعة للاتحاد السوفيتي من 1922م حتى 1991م. واتُّخِذَ من مدينة خاركيف عاصمة لهذه الجمهورية الاشتراكية في البداية، لأن مدينة كييف شكَّلت معقل القوميين الأوكرانيين. وظلت خاركيف عاصمة الجمهورية حتى 1934م، عندما اعتُمدت كييف عاصمة أوكرانيا من جديد.

بدأ اقتصاد المدينة، الذي تضرَّر بشدة جراء الصراعات، في التعافي تدريجياً. وأنشأت الخطط الخمسية الثلاث التي سبقت الحرب العالمية الثانية شركات في قطاعات الأدوات الآلية والمعدات الكيميائية والكهربائية. وأدت المجاعة الكبرى (هولودومور) التي دبَّرها ستالين في الفترة من 1932م إلى 1933م إلى القضاء على السكان المهاجرين غير المسجلين للحصول على البطاقات التموينية.

وكاد التطهير العظيم لجوزيف ستالين في 1937م-1938م أن يقضي على المثقفين في المدينة. ارتفع عدد سكان المدينة، الذي انخفض بشكل حاد في أعقاب الصراعات السابقة، من 366,000 نسمة في 1922م إلى 930,000 نسمة في 1940م.

تعرضت المدينة مرة أخرى لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية، حينما تمكنت القوات الألمانية من القضاء على العديد من الجيوش الروسية واستولت على المدينة في 19 سبتمبر 1941م بعد معركة كييف التي استمرت 90 يوماً.

عقب فترة وجيزة من الاحتلال الألماني للمدينة، دبر ضباط سوفيت من المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية عدة انفجارات استهدفت معظم المباني في شارع كريشتشافيك والشوارع المحيطة، حيث تقع المراكز والإدارات الألمانية. أدت الانفجارات والحرائق التي استمرت من 24 إلى 28 سبتمبر 1941م، إلى تدمير جزء كبير من وسط المدينة، كما أودت بحياة أعداد كبيرة من السكان المدنيين وتشريد 25 ألف شخص.

تشير التقديرات إلى أن الألمان قتلوا أكثر من 100,000 شخص من مجموعات عرقية مختلفة، معظمهم من المدنيين، أثناء فترة احتلالهم كييف، كما أجبروا العديد من سكان كييف على العمل القسري في معسكر اعتقال سيريتس شمال المدينة.

تمكن الجيش الأحمر، بعد معركة شرسة ضد القوات الألمانية، من عبور نهر الدنيبر واستعادة المدينة في 6 نوفمبر 1943م. لكن بعد تدمير 40% من مباني المدينة، بالإضافة إلى 800 مؤسسة صناعية. منحت الحكومة السوفيتية كييف لقب مدينة الأبطال (مثل أوديسا وسيفاستوبول وكيرتش) لإحياء ذكرى المقاومة الشرسة ضد القوات الألمانية.

نُفذت أعمال إعادة الإعمار بسرعة في إطار الخطة الخمسية الأولى لما بعد الحرب وتعافت المدينة بسرعة لتصبح ثالث أكبر مركز اقتصادي سوفيتي مجدداً. حيث نما النشاط الصناعي في المدينة بقوة بين الخمسينيات ونهاية الثمانينيات وتضاعف عدد سكانها ثلاث مرات، ليصل إلى 2.6 مليون نسمة في 1989م.
في 26 أبريل 1986م، انفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، الواقع على بعد 100 كم شمال كييف، ونجت المدينة بفضل الرياح التي دفعت التداعيات الإشعاعية شمالًا.

 

أوكرانيا المستقلة

اختار زعيم الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، الذي تولى السلطة في 1985م، سياسة التحرير التي أدت إلى زيادة المطالب القومية في جميع الجمهوريات السوفيتية. وقعت المظاهرات الكبرى الأولى في كييف في 26 مارس 1989م، للاحتجاج على القوانين الانتخابية والمطالبة باستقالة فولوديمير تشيتشربيتسكي، السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأوكراني.

تضاعفت المظاهرات في الأشهر التالية والتي طالبت على وجه الخصوص بإجراء انتخابات حرة والاعتراف باللغة الأوكرانية كلغة رسمية واستقلال الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن كنيسة موسكو. أخيراً، أعلن البرلمان الأوكراني، استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 1991م، وأصبحت مدينة كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا المستقلة. صوَّت الأوكرانيون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال في 1 ديسمبر 1991م وسقط الاتحاد السوفيتي في نهاية العام.

مع تأرجح أوكرانيا منذ استقلالها بين الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا والتقارب مع أوروبا الغربية واعتماد نظام ديمقراطي كامل، أصبحت كييف عاصمة أوكرانيا موطناً للقوى المؤيدة للغرب والديمقراطية. بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2004م، والتي يبدو أن نتائجها شابتها عمليات تزوير مختلفة، أصبحت كييف في قلب حملة احتجاج سلمية واسعة (الثورة البرتقالية)، أدت إلى إلغاء نتائج الانتخابات وإعادتها من جديد.

تخلى فيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، عن توقيع اتفاقية التقارب مع الاتحاد الأوروبي لصالح الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة موسكو في نوفمبر 2013م، وذلك على عكس رغبات البرلمان الأوكراني. مما أدى إلى اشتعال مظاهرات واحتجاجات طويلة في الميدان الأوروبي بكييف استمرت ما يقرب من ثلاثة أشهر وأدت في النهاية إلى الإطاحة بيانكوفيتش من السلطة وفراره إلى روسيا.

 

الغزو الروسي لأوكرانيا

غزت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير 2022م، وكانت كييف عاصمة أوكرانيا أحد الأهداف الرئيسية لهذا الغزو، وذلك لنصب حكومة موالية للمصالح الروسية. تصوَّرت الخطط الروسية النجاح في الاستيلاء على المدينة في غضون عدة أيام قليلة. توجهت قوات روسية كبيرة نحو العاصمة عبر الحدود البيلاروسية التي تبعد 100 كم من المدينة.

تعرضت عاصمة أوكرانيا منذ اليوم الأول للغزو لهجمات جوية وصاروخية عدة، وهاجمت قوات المظلات الروسية عبر إبرار جوي مطار هوستوميل، الواقع شمال غرب كييف وتعرض مطار فاسيلكيف، الواقع جنوب المدينة لهجوم جوي في 26 فبراير.

فرضت سلطات المدينة حظر التجول ليلاً للكشف عن القوات الخاصة الروسية المتسللة وأفراد الطابور الخامس المكلفين بعمليات تخريب. وصلت القوات الروسية بصعوبة إلى ضواحي المدينة في مارس نتيجة تدمير أغلب الجسور، لكنها اضطرت في النهاية إلى الانسحاب بسبب مشاكل لوجستية كبيرة واستنزاف قدراتها بفعل المقاومة الأوكرانية وبناء عليه فشل غزو المدينة.

غادر مليونا شخص، ما يقرب من نصف سكان منطقة كييف الحضرية، المدينة خلال الأسبوعين الأولين من الحرب.

 

الموقع الجغرافي

تقع كييف عاصمة أوكرانيا في وسط شمال البلاد على بعد حوالي 90 كم جنوب الحدود مع بيلاروسيا، 450 كم شمال أوديسا، الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأسود و400 كم غرب خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان.

تقع مدينة كييف على حدود ضفتي نهر الدنيبر لمسافة 20 كم تقريباً. وتتركز أراضي المدينة عند تقاطع ثلاث مناطق طبيعية: المرتفعات الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر والأراضي المنخفضة التي تحتل الضفة اليسرى ومنطقة بوليزيا الشاسعة التي تمتد إلى الشمال الغربي من النهر.

وتقع كييف مباشرة في اتجاه مجرى النهر عند التقاء نهر الدنيبر مع نهر ديسنا. يتدفق نهر الدنيبر جنوباً ويصب في البحر الأسود. حيث لعب هذا الشريان النهري الكبير القابل للملاحة دوراً رئيسياً في إنشاء المدينة وتاريخها.

 

المناخ

تتمتع كييف بمناخ قاري دافئ صيفي ورطب وفقاً لتصنيف كوبن للمناخ. ويعد يونيو ويوليو وأغسطس أكثر الشهور دفئاً، بمتوسط درجات حرارة تتراوح من 13.8° إلى 24.8°. في حين أن ديسمبر ويناير وفبراير هي الأشهر الأكثر برداً، بمتوسط درجات حرارة تتراوح من −4.6° إلى -1.1°. سُجلت أعلى درجة حرارة في المدينة وهي 39.4° في 30 يوليو 1936م.

بينما كانت أبرد درجة حرارة سُجلت في عاصمة أوكرانيا هي -32.9° في 11 يناير 1951م. عادة ما يظهر الغطاء الجليدي من منتصف نوفمبر وحتى نهاية مارس، مع فترة خالية من الصقيع تستمر 180 يوماً في المتوسط، ولكنها قد تتجاوز 200 يوم في بعض السنوات.

 

التقسيم الإداري

تتمتع بلدية مدينة كييف عاصمة أوكرانيا بوضع قانوني خاص داخل أوكرانيا مقارنة بالتقسيمات الإدارية الأخرى في الدولة. وهي المدينة الوحيدة التي لديها سلطة قضائية مزدوجة. ويُعيِّن رئيس أوكرانيا حاكم المدينة (رئيس إدارة مدينة كييف)، بينما يُنتخب رئيس بلدية كييف عن طريق التصويت الشعبي المحلي.

فيتالي كليتشكو هو رئيس بلدية كييف منذ 5 يونيو 2014م، بعد فوزه في انتخابات رئاسة بلدية كييف في 25 مايو 2014م، بحوالي 57% من الأصوات. وهو أيضاً رئيس إدارة مدينة كييف اعتباراً من 25 يونيو 2014م. وقد أُعيد انتخاب كليتشكو آخر مرة في انتخابات كييف المحلية في 2020م وحصل فيها على 50.52% من الأصوات، في الجولة الأولى من الانتخابات.

تقع معظم المباني الرئيسية للحكومة الوطنية على طول شارع هروشيفسكوهو. ويُعرف هذا الجزء من عاصمة أوكرانيا أيضاً بشكل غير رسمي باسم الحي الحكومي.

وتقع إدارة المدينة ومجلسها في مبنى مجلس مدينة كييف في شارع خريشاتيك. بينما تقع إدارة ومجلس أوبلاست كييف في مبنى مجلس أوبلاست كييف في ميدان ليسيا أوكراينيكا. وتقع إدارة ولاية كييف-سفياتوشين رايون بالقرب من الطريق الدائري في بيرموهي، بينما يقع المجلس المحلي كييف-سفياتوشين رايون في شارع يانتارنايا.

تضم المدينة المقرات الرئيسية للحكومة: المقر الرئاسي (قصر ماريانسكي)، البرلمان (رادا)، الوزارات والمكاتب الوطنية.

 

سكان كييف

بلغ عدد سكان العاصمة كييف 3,010,209 نسمة في 2022م. وهي واحدة من العواصم النادرة في أوروبا الشرقية التي شهدت زيادة طبيعية إيجابية في عدد سكانها منذ نهاية الشيوعية في أوروبا. ومع ذلك، شهدت المدينة زيادة طبيعية سلبية (وفيات أكثر من المواليد) بين عامي 1993م و2007م والتي عوضتها الهجرة خلال الفترة نفسها.

بلغ معدل المواليد 11.7 لكل ألف في 2013م (مقابل 12.0 لكل ألف في 2012م) أعلى 5 نقاط من المتوسط الوطني في حين كان معدل الوفيات 9.8 لكل ألف في نفس العام (مقابل 9.8 لكل ألف في 2012م) بنحو 65% بالنسبة للمتوسط الوطني.

وشهدت المدينة تغييرات كبيرة في تكوينها العرقي خلال القرن العشرين وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وبشكل عام، ارتفعت نسبة السكان ذوي الأصل الأوكراني بشكل حاد من 31% في 1874م إلى 82% في إحصاء لعام 2001م، بينما انخفضت نسبة السكان ذوي الأصل الروسي خلال نفس الفترة من 58% إلى 13%. ما يجعل نسبة الأوكران في كييف أعلى من بقية البلاد.

وبحسب نفس الإحصاء، بلغ عدد سكان كييف 2,611,300. منهم 1,393,000 (53.3%) من الإناث و1,219,000 (46.7%) من الذكور. وكان هناك حوالي 1,069,700 شخص ممَّن حصلوا على تعليم عالٍ أو أكملوا تعليمهم الثانوي، بزيادة كبيرة قدرها 21.7% منذ 1989م.

 

اللغة

يتحدث سكان كييف اللغتين الأوكرانية والروسية بشكل شائع في المدينة؛ أجاب ما يقرب من 75% من سكان كييف بالإيجاب، حول ما إذا كانت اللغة الأوكرانية هي لغتهم الأم، خلال سؤال تعداد عن اللغة الأم جرى في 2001م . بينما ذكر حوالي 25% أن الروسية هي لغتهم الأم. وفقاً لاستطلاع جرى في 2006م، فإن 23% من سكان كييف يتحدثون الأوكرانية في المنزل، مقابل 52% يتحدثون الروسية، بينما يستخدم 24% كلاهما.

ووفقاً للإحصاء السكاني لعام 1897م، كان من بين سكان عاصمة أوكرانيا المُقدرين بما يقرب من 240,000 شخص، 56% يتحدثون الروسية و23% يتحدثون الأوكرانية و13% يتحدثون اليديشية و7% يتحدثون البولندية و1% يتحدثون اللغة البيلاروسية.

ووجدت دراسة أجراها المعهد الجمهوري الدولي في 2015م أن اللغات التي يتحدث بها السكان في المنزل في كييف كانت كالتالي: الأوكرانية (27%) والروسية (32%) ومجموعة تتحدث الأوكرانية والروسية معاً (40%).

 

العرق

وفقاً لبيانات تعداد عام 2001م، كان هناك أكثر من 130 جنسية ومجموعة عرقية تُقيم داخل إقليم كييف. يشكل الأوكرانيون أكبر مجموعة عرقية في المدينة، ويبلغ عددهم 2,110,800 نسمة، أو 82.2% من السكان.

بينما يبلغ عدد السكان الروس 337,300 نسمة (13.1%)، اليهود 17,900 (0.7%)، البيلاروسيون 16,500 (0.6%)، البولنديون 6,900 (0.3%)، الأرمن 4,900 (0.2%)، الأذربيجانيون 2,600 (0.1%)، التتار 2,500 (0.1%)، الجورجيون 2,400 (0.1%)، المولدوفون 1,900 (0.1%).

ووجدت دراسة أجراها المعهد الجمهوري الدولي في 2015م أن 94% من سكان كييف هم من أصل أوكراني و5% من أصل روسي. ويتألف معظم سكان المدينة من غير السلافيين من التتار والقوقازيين وأشخاص آخرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

 

الديانة

كان هناك 719 طائفة دينية في كييف في 2007م، من بينهم 177 طائفة تنتمي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو و91 طائفة للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف و49 طائفة لشهود يهوه و45 طائفة للمعمدانيين و40 طائفة للمسيحيين الإنجيليين و24 طائفة للكنيسة الأرثوذكسية المستقلة الأوكرانية و21 طائفة للسبتيين و15 طائفة خمسينية و9 طوائف للكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية و8 طوائف إسلامية و8 طوائف للكنيسة الرومانية الكاثوليكية و7 طوائف يهودية وطائفة واحدة للمؤمنين القدامى (كنيسة المؤمنين القدامى الأرثوذكسية الروسية) و4 طوائف على الأقل غير مسجلة للمجتمعات البوذية. واعتباراً من 1 يوليو 2009م، كان هناك 1,067 منظمة دينية عاملة ومسجلة رسمياً في كييف.

في دراسة استقصائية لمجموعة الأبحاث والعلامات التجارية أجريت في نوفمبر 2006م، عرَّف 64% من سكان كييف أنفسهم بأنهم مؤمنين وكان أغلب هؤلاء مسيحيون أرثوذكس والباقون ينتمون إلى أقليات إسلامية ويهودية، في حين عرَّف 9% أنفسهم على أنهم يؤمنون بقوى خارقة للطبيعة و19% كانوا لادينيون و 8% كانوا ملحدون.

من أشهر المعالم الدينية والسياحية في كييف عاصمة أوكرانيا:

  • كييف بيتشرسك لافرا (دير الكهوف).
  • كاتدرائية القديسة صوفيا.
  • دير القديس ميخائيل.
  • كاتدرائية القديس فلاديمير.
  • كنيسة القديس أندرو.
  • دير رئيس الملائكة ميخائيل.
  • كاتدرائية دورميتيون لافرا.
  • كاتدرائية القديس نيكولاس.
  • دير بوكروفسكي.
  • دير ثالوث يونينسكي.
  • كنيس اليهودية القرائية.

 

الاقتصاد

كما هو الحال مع معظم عواصم دول العالم، تعد عاصمة أوكرانيا مركزاً إدارياً وثقافياً وعلمياً رئيسياً في البلاد. إنها أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث عدد السكان والمساحة وتتمتع بأعلى مستويات النشاط التجاري. وسُجِّل بالمدينة حوالي 238,000 كيان تجاري في 1 يناير 2010م.

تظهر الأرقام الرسمية أنه بين عامي 2004م و2008م تفوَّق اقتصاد العاصمة على بقية مدن أوكرانيا، بمعدل نمو سنوي قدره 11.5%. لكن اقتصاد كييف عانى من نكسة حادة في 2009م في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي بدأت في 2007م، حيث تقلَّص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 13.5% بالقيمة الحقيقية. حتى تعافى اقتصاد العاصمة، كما هو الحال في بقية أوكرانيا، إلى حد ما في عامي 2010م و2011م.

هذا وتعتبر كييف من المدن متوسطة الدخل، بأسعار مماثلة للعديد من المدن الأمريكية متوسطة الحجم (أي أقل بكثير من أوروبا الغربية).

نظراً لأن المدينة تتمتع بقاعدة اقتصادية كبيرة ومتنوعة ولا تعتمد على أي صناعة أو شركة واحدة، فقد سجل معدل البطالة فيها انخفاضاً تاريخياً نسبياً (بلغ 3.75% فقط خلال الفترة 2005م-2008م). في الواقع، حتى مع ارتفاع معدل البطالة إلى 7.1% في 2009م، فقد ظل أقل بكثير من المتوسط الوطني البالغ 9.6%. وقد بلغ متوسط الراتب الإجمالي الشهري في كييف 21.347 هريفنا أوكرانية (ما يُعادل 570 يورو والهريفنا عملة أوكرانيا) اعتباراً من يناير 2022م.

كييف هي مركز الأعمال والتجارة بلا منازع في أوكرانيا وهي موطن لأكبر الشركات في البلاد، مثل نفتوغاز أوكرانيا وإنرجورينكو وكييف ستار. ساهمت المدينة بنسبة 18% من مبيعات التجزئة الوطنية و24% من جميع أنشطة البناء في 2010م. وتعد العقارات إحدى الدعامات الرئيسية في اقتصاد كييف.

حيث يعد متوسط أسعار الشقق بالمدينة الأعلى في البلاد ومن بين أعلى المعدلات في أوروبا الشرقية. وتحتل كييف أيضاً مرتبة عالية من حيث العقارات التجارية ولديها أطول مباني المكاتب في أوكرانيا مثل غوليفر وباروس وبعض أكبر مراكز التسوق في أوكرانيا مثل دريم تاون وأوشان بلازا.

وقدمت سلطات كييف خطة استراتيجية تنموية لمدة 15 عاماً في مايو 2011م، والتي تدعو إلى جذب ما يصل إلى 82 مليار يورو من الاستثمار الأجنبي بحلول 2025م لتحديث البنية التحتية للنقل والمرافق وجعل المدينة أكثر جاذبية للسياح.

تشمل الصناعات الأولية في كييف المرافق مثل الكهرباء والغاز وإمدادات المياه (26% من إجمالي الناتج الصناعي)، وتصنيع الأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ (22%) والكيميائية (17%) والهندسة الميكانيكية (13%) وتصنيع الورق والمنتجات الورقية، بما في ذلك النشر والطباعة وإعادة إنتاج الوسائط المسجلة (11%).

ويشمل القطاع الصناعي أيضاً إنتاج الأدوات الآلية والأدوات الدقيقة والمعدات الخاصة بالصناعة الكيميائية والمعدات الكهربائية. وتحتل الصناعة الكيميائية مكاناً هاماً مثل إنتاج الألياف الزجاجية والأسمدة والفسكوز. كما يوجد بالمدينة أيضاً مناشر ومصانع طوب ومصانع خرسانية ويلعب قطاع البناء دوراً حيوياً كونه مدفوعاً بسوق عقارات ديناميكي للغاية.

كما يشمل القطاع الصناعي بالمدينة صناعة الأغذية الزراعية وإنتاج السلع الاستهلاكية. وتتوزع المؤسسات الصناعية في جميع أحياء المدينة بتركيزات أكثر أهمية غرب وسط المدينة وعلى الضفة اليسرى لنهر الدنيبر.

 

التعليم

تستضيف كييف العديد من الجامعات، أهمها جامعة كييف الوطنية تاراس شيفتشينكو والجامعة التقنية الوطنية “معهد كييف بوليتكنيك” وأكاديمية كييف موهيلا وجامعة كييف الوطنية للتجارة والاقتصاد. وتعتبر أكاديمية موهيلا الأقدم بينهم، حيث تأسست كمدرسة دينية في 1632م، لكن جامعة شيفتشينكو، التي تأسست في 1834م، هي الأقدم بالنسبة كمؤسسة تعليمية مستمرة في العمل منذ تأسيسها.

يقترب العدد الإجمالي لمؤسسات التعليم العالي في كييف من 200 مؤسسة، مما يسمح للشباب بالالتحاق بأي مجال دراسي تقريباً. وتشرف الدولة على التعليم الحكومي إلى حد كبير وهناك العديد من المؤسسات الخاصة المعتمدة في المدينة.

كما تحتضن كييف العديد من المعاهد البحثية التابعة لأكاديمية العلوم الأوكرانية وهي موطن وزارة التعليم والعلوم الأوكرانية وتشتهر أيضاً بإسهاماتها في الأبحاث الطبية وعلوم الكمبيوتر. وتضم المدينة حوالي 530 مدرسة ثانوية عامة وحوالي 680 مدرسة حضانة وروضة أطفال. بالإضافة إلى ذلك، توجد مدارس مسائية للكبار ومدارس فنية متخصصة ومدارس إنجيلية لاهوتية.

 

الثقافة

كانت كييف المركز الثقافي التاريخي للحضارة السلافية الشرقية ومهداً رئيسياً لتنصير إمارة روس الكييفية. واحتفظت كييف عبر القرون بأهميتها الثقافية حتى في أوقات الانحلال النسبي، فقد ظلت مركز الأهمية الأساسية للمسيحية الأرثوذكسية الشرقية وجذبت مواقعها المقدسة الحجاج لعدة قرون،

والتي تشمل دير الكهوف وكاتدرائية القديسة صوفيا، الأكثر شهرة، وهي معترف بها حالياً ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتمثل بجانب المراكز الدينية الأخرى عامل جذب سياحي رئيسي. كما أنها أيضاً جزء من مجموعة عجائب الدنيا السبع في أوكرانيا والتي تضم كذلك: حصن كامينيتس ـ بودوليسكي، حديقة سوفيفكا، مستعمرة تاوريس خيرسون، جزيرة خورتيتسيا وحصن خوتين.

كانت كييف تضم أربعة مسارح ودار أوبرا وقاعة حفلات موسيقية واحدة في 1946م، ولكن معظم تذاكرها كانت مخصصة لفئات معينة. ومن أشهر مسارح كييف والمراكز الثقافية البارزة حالياً:

  • دار أوبرا كييف.
  • مسرح إيفان فرانكو الأكاديمي الوطني للدراما.
  • مسرح ليسيا أوكراينكا الأكاديمي الوطني للدراما الروسية.
  • مسرح كييف للدمى.
  • قصر أكتوبر.
  • الأوركسترا الأوكرانية الوطنية.
  • استوديوهات دوفجينكو السينمائية.
  • سيرك كييف.

كييف هي موطن لنحو 40 متحفاً مختلفاً وقد سجلت هذه المتاحف ما مجموعه 4.3 مليون زيارة في 2009م. ومن أهم المتاحف المنتشرة في المدينة:

  • متحف كييف التاريخي.
  • المتحف الوطني لتاريخ أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
  • المتحف الوطني للفنون.
  • متحف الفن الغربي والشرقي.
  • مركز بينتشوك للفنون.
  • المتحف الوطني للفن الروسي.
  • متحف تشيرنوبيل الوطني الأوكراني.
  • متحف كييف الوطني للوحات.
  • المركز الوطني للثقافة الشعبية (متحف إيفان هونشار).
  • المتحف الوطني للفنون الزخرفية الشعبية.
  • متحف ميخائيل بولغاكوف.
  • متحف الاحتلال السوفيتي لكييف.
  • متحف الشارع الواحد.
  • متحف فيكتور كوسينكو.
  • متحف الثورة الأوكرانية (1917م-1921م).
  • متحف السينما والموسيقى والمسرح في أوكرانيا.
  • متحف ومجمع ميستيتسكي أرسنال الوطني للفنون والثقافة.
  • متحف أوليغ-أنتونوف الوطني للطيران الموجود في مطار كييف الدولي.

كذلك تُعرف كييف بأنها مدينة خضراء وبها حديقتان نباتيتان والعديد من المتنزهات الكبيرة والصغيرة. حيث استضافت كييف مسابقة الأغنية الأوروبية السنوية في دورتها الخمسين في 2005م، كما استضافت الدورة الثانية والستين لها في 2017م. وقد كُرِّست العديد من الأغاني واللوحات الفنية لتخليد ذكرى المدينة. بعض هذه الأغاني أصبح جزءاً من الفولكلور الروسي والأوكراني واليهودي.

كما توجد العديد من المكتبات العامة في المدينة مثل مكتبة فيرنادسكي الوطنية، وهي المكتبة الأكاديمية الرئيسية ومركز المعلومات العلمية في أوكرانيا، بالإضافة إلى كونها واحدة من أكبر المكتبات الوطنية في العالم.

 

السياحة في عاصمة أوكرانيا

منذ تقديم نظام بدون تأشيرة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا في 2005م، شهدت أوكرانيا زيادة مُطَّردة في عدد السياح الأجانب الذين يزورون البلاد. قبل فترة الركود بين 2008-2009م، كان متوسط النمو السنوي في عدد الزيارات الأجنبية في كييف 23% على مدى ثلاث سنوات. في عام 2009م، أقام ما مجموعه 1.6 مليون سائح في فنادق كييف، منهم حوالي 259,000 (حوالي 16%) أجنبي.

بعد بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في 2012م، أصبحت المدينة الوجهة الأكثر شعبية للسياح الأوروبيين. وسجلت رقم قياسي بلغ 1.8 مليون سائح أجنبي في ذلك الوقت، بالإضافة إلى حوالي 2.5 مليون سائح محلي. وزار أكثر من 850 ألف سائح أجنبي كييف في النصف الأول من 2018م، مقارنة بنحو660 ألف سائح خلال نفس الفترة من 2013م.

واعتباراً من 2018م، بلغ معدل إشغال الفنادق من مايو إلى سبتمبر في المتوسط 45-50%. بلغت نسبة الإشغال في النُزل وفنادق الثلاث نجوم 90% تقريباً، وبلغت في فنادق الأربع نجوم 65-70%. بينما سجلت ستة فنادق من فئة الخمس نجوم متوسط إشغال يتراوح بين 50 و55%. وفي المجمل بلغ عدد زوار المدينة الأجانب خلال 2018م، نحو 1.93 مليون أجنبي، منهم 29% من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا، روسيا البيضاء، أذربيجان وغيرها)، 35% من بقية أوروبا (ألمانيا، المملكة المتحدة، بولندا، فرنسا وغيرها)، 14% من الدول الآسيوية، 14% من أفريقيا و8% من الأمريكتين.

ويَفِدُ السياح العاديون إلى المدينة عادة من شهر مايو إلى شهر أكتوبر وسياح الأعمال من سبتمبر إلى مايو.

 

الرياضة

يوجد في كييف العديد من أندية كرة القدم للمحترفين والهواة، بما في ذلك أندية دينامو كييف وأرسنال كييف وإف سي أوبولون كييف ولكن دينامو كييف هو الوحيد الذي يلعب في الدوري الأوكراني الممتاز، من بين هؤلاء الثلاثة، حقق دينامو كييف أكبر نجاح على مدار تاريخه. على سبيل المثال، ولغاية انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991م، فاز النادي بـ 13 بطولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية و9 كؤوس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية و3 كؤوس سوبر لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، مما جعله النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ الدوري السوفيتي الممتاز.

تشمل الأندية الرياضية البارزة الأخرى لغير كرة القدم في المدينة: نادي سوكيل كييف لهوكي الجليد ونادي بي سي بوديفيلنيك لكرة السلة. وكلا الفريقين يلعبان في الدوري الممتاز للرياضات الخاصة بهما. تأسس نادي بوديفيلنيك في 1945م، وتأسس نادي سوكيل في 1963م، خلال الحقبة السوفيتية. يلعب كلا الفريقين مبارياتهما على أرضهما في قصر كييف للرياضة.

خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1980م التي أقيمت في الاتحاد السوفيتي، جرت المباريات التمهيدية ودور ربع نهائي بطولة كرة القدم في ملعب كييف الأولمبي، والذي أعيد بناؤه خصيصاً لهذا الحدث. خضع الملعب لعملية إعادة بناء واسعة النطاق منذ 1 ديسمبر 2008م، من أجل تلبية المعايير التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاستضافة بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2012م؛ أقيم حفل الافتتاح بحضور الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في 8 أكتوبر 2011م، وكان أول حدث رئيسي هو حفل غناء شاكيرا الذي خُطط له خصيصاً ليتزامن مع إعادة افتتاح الملعب خلال يورو 2012م.

وتشمل الملاعب الرياضية البارزة الأخرى، المجمعات الرياضية في كييف وملعب فاليري لوبانوفسكي دينامو وقصر الرياضة وغيرها الكثير. وتلعب معظم المنتخبات الوطنية الأوكرانية مبارياتها الدولية على أرضها في كييف، بما فيها المنتخب الأوكراني لكرة القدم، الذي يلعب مبارياته على الاستاد الأولمبي الذي أُعيد تجديده مرة أخرى في 2011م.

 

وسائل المواصلات

تشمل وسائل النقل العام المحلية في المدينة، مترو كييف والحافلات والميكروباص وحافلات الترولي والترام وسيارات الأجرة والقطار الجبلي المائل، بالإضافة إلى قطار الضواحي الكهربائي داخل المدينة.

كما يعتبر مترو كييف المملوك والمدار من قبل القطاع العام أسرع شبكة مواصلات في المدينة وأكثرها ملاءمة وبأسعار معقولة ويغطي معظم المدينة ويتوسع نحو حدودها لتلبية الطلب المتزايد، وهو يضم ثلاثة خطوط بطول إجمالي يبلغ 66.1 كم مع 51 محطة (بعضها من المعالم المعمارية الشهيرة). وينقل المترو حوالي 1.422 مليون مسافر يومياً وهو ما يمثل 38% من حمولة النقل العام في كييف، وقد تجاوز إجمالي عدد رحلاته 519 مليون رحلة في 2011م.

كان نظام ترام كييف التاريخي أول خط ترام كهربائي في الإمبراطورية الروسية السابقة والثالث في أوروبا بعد ترام برلين وترام بودابست. يملك ترام كييف 523 عربة ترام ويمر عبر 21 طريقاً ويصل طول مساره إلى 139.9 كم، (بما في ذلك 14 كم لخطين من الترام السريع).

لكن الحكومة قررت الاستغناء عنه والتخلص منه تدريجياً، بعد أن كان وسيلة نقل جيدة الصيانة ومستخدمة على نطاق واسع، لصالح الحافلات وحافلات الترولي. وتعمل جميع وسائل النقل العام باستثناء بعض الحافلات الصغيرة لصالح شركة كييف باصترانز المتحدة.

بُني قطار كييف الجبلي المائل خلال 1902م-1905م. ليربط بين كييف القديمة وحي بوديل التجاري السفلي عبر منحدر تل سانت فلاديمير الذي يُطل على نهر الدنيبر ويضم خطه محطتين فقط.

يستخدم نظام النقل العام في كييف، باستثناء سيارات الأجرة، نظاماً بسيطاً لتعريفة أجرة ثابتة بغض النظر عن المسافة المقطوعة وتتوفر تذاكر الخصم لطلاب المدارس الابتدائية والتعليم العالي في حين يستخدم المتقاعدون وسائل النقل العام مجاناً. وتنظم الحكومة أسعار التذاكر، وتكلفة الرحلة الواحدة أقل بكثير مما هي عليه في أوروبا الغربية.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد