ما هي عاصمة أستراليا

عاصمة-أستراليا

عاصمة أستراليا هي كانبرا أو كانبيرا، تأسست عقب اتحاد مستعمرات (ولايات) أستراليا وأُعلنت عاصمة للبلاد رسمياً في 9 مايو 1927م. وهي أكبر مدينة داخلية وثامن أكبر مدينة من حيث السكان في أستراليا وتعتبر مدينة مُخطَّطة بالكامل على عكس باقي المدن الأسترالية. تقع كانبرا على الطرف الشمالي من إقليم العاصمة الأسترالية وكذلك على الطرف الشمالي لجبال الألب الأسترالية، أعلى سلسلة جبال في البلاد.

فيما مضى، كان موقع المنطقة المختارة للعاصمة مأهولاً بالسكان الأصليين الأستراليين لمدة تصل إلى 21,000 عام، مَثَّل شعب “نجوناوال” المجموعة الرئيسية منهم. وبدأ الاستيطان الأوروبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كما يتضح من المعالم الباقية مثل كنيسة سانت جون الأنجليكانية ومنزل بلونديل الريفي (كوخ بلونديل).

في 1 يناير 1901م، تحقق الاتحاد بين مستعمرات أستراليا وبعد نزاع طويل حول ما إذا كان يجب أن تكون سيدني أو ملبورن العاصمة الوطنية لأستراليا، جرى التوصل إلى حل وسط عن طريق بناء “عاصمة جديدة” في نيوساوث ويلز، ومع ذلك كانت على بعد 160 كم على الأقل من مدينة سيدني. تأسست عاصمة أستراليا وسُمِّيَت رسمياً باسم كانبرا في عام 1913م.

ووقع الاختيار على مُخطط تصميم عاصمة أستراليا الذي وضعه المهندسان المعماريان الأمريكيان والتر بيرلي غريفن وماريون ماهوني غريفن، بعد مسابقة تصميم دولية حول تصميم العاصمة والتي بدأ البناء فيها في 1913م. وتميزت خطة المهندسين “غريفن” بأنماط هندسية وتمحورت حول محاور تتماشى مع معالم طبوغرافية هامة مثل الجبل الأسود وجبل أينسلي وكابيتال هيل وسيتي هيل. نظراً لموقعها الجبلي، تتميز مدينة كانبرا بأنها المدينة الأسترالية الوحيدة في البر الرئيسي التي يمكن فيها رؤية الجبال المغطاة بالثلوج في الشتاء، على الرغم من ندرة الثلوج في المدينة نفسها.

نظراً لدورها كمقر لحكومة أستراليا، تعد عاصمة أستراليا كانبرا موطناً للعديد من المؤسسات الهامة للحكومة الفيدرالية والمعالم الوطنية والمتاحف، يشمل ذلك مبنى البرلمان ومقر الحكومة والمحكمة العليا ومقر العديد من المؤسسات الحكومية.

كذلك تضم العديد من المؤسسات الاجتماعية والمواقع الثقافية ذات الأهمية الوطنية مثل النصب التذكاري للحرب الأسترالية والجامعة الوطنية الأسترالية ودار صك العملة الملكية والمعهد الأسترالي للرياضة والمعرض الوطني والمتحف الوطني والمكتبة الوطنية.

كذلك هي مقر العديد من المؤسسات الهامة لقوات الدفاع الأسترالية بما في ذلك كلية دونترون العسكرية الملكية وأكاديمية قوات الدفاع الأسترالية. وتستضيف جميع السفارات الأجنبية في أستراليا بالإضافة إلى المقار الإقليمية للعديد من المنظمات الدولية والمنظمات غير الهادفة للربح وجماعات التأثير والنقابات المهنية.

صُنِّفت كانبرا عاصمة أستراليا من بين أفضل مدن العالم من حيث جودة المعيشة والسياحة وعلى الرغم من أن حكومة الكومنولث لا تزال أكبر رب عمل منفرد في كانبرا، فإنها لم تعد صاحبة الأغلبية. أيضاً تطورت الصناعات الرئيسية الأخرى في المدينة، بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات المهنية والتعليم والتدريب وتجارة التجزئة والإسكان والغذاء والبناء.

وبالمقارنة بالمتوسطات الوطنية، فإن معدل البطالة أقل ومتوسط الدخل أكبر ومستويات التعليم العالي أعلى، في حين أن السكان أصغر سناً. في تعداد 2016م، وظهر أن 32% من سكان كانبرا ولدوا خارجها.

ويتأثر تصميم كانبرا عاصمة أستراليا “بنظرية المدينة الحدائقية” لذلك تضم مساحات كبيرة من النباتات الطبيعية، ويُمكن رؤية تصميم المدينة من أعلى نقطة في برج تلسترا وقمة جبل أينسلي.

وتشمل المعالم البارزة الأخرى مثل: المشتل الوطني، الذي تأسس نتيجة حرائق الغابات في كانبرا في 2003م، وبحيرة بورلي غريفن، التي سميت على اسم مُهندسي المدينة المعماريين. وتشمل الأحداث البارزة في التقويم السنوي للأحداث الثقافية مهرجان فلورياد، أكبر مهرجان للزهور في نصف الكرة الجنوبي، ومهرجانات إنلايتن وسكاي فاير وسمرناتس والمهرجان الوطني متعدد الثقافات.

أما الملاعب الرياضية الرئيسية في عاصمة أستراليا فهي ملعب كانبرا وملعب مانوكا البيضاوي، ويخدم مطار كانبرا المدينة عبر رحلات جوية محلية ودولية، بينما تقدم محطة سكة حديد كانبرا ومركز جوليمون خدمات القطارات والحافلات بين الولايات. ويعتبر مركز سيتي إنترتشينج المحور الرئيسي لشبكة النقل عبر سكك الحديدية أو عبر الحافلات الخفيفة في العاصمة.

 

أصل تسمية عاصمة أستراليا

يُعتقد أن كلمة “كانبرا” مشتقة من كلمة “كامبيرا” أو “كانبيري” والتي يُزعم أنها تعني “مكان الاجتماع” في لغة شعب نجوناوال، إحدى اللغات التي يتحدث بها السكان الأصليون في المنطقة قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، على الرغم من عدم وجود دليل واضح لتأكيد ذلك الأمر.

وعلى مر السنين، حاول العديد من السكان الأصليين تفسير أصل اسم العاصمة، من ضمنهم زعيم نجوناوال، دون بيل، الذي ذكر أن “كانبيرا” أو “نغانبرا” تعني “ثدي المرأة” وهو الاسم الأصلي للجبلين، الجبل الأسود وجبل أينسلي، اللذان يقعان في مقابل بعضها البعض تقريباً.

وفي ستينيات القرن التاسع عشر، ذكر مالك صحيفة كوينبيان جون جيل، الاسم “نغانبرا” أو “نغانبيرا” بما يعني “الشق بين ثدي المرأة”، مُشيراً بذلك إلى سهل جدول سوليفان الفيضي بين جبل أينسلي والجبل الأسود.

وبالفعل تشير خريطة المنطقة التي تعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والتي وضعها الرائد ميتشل إلى السهول الفيضية لجدول سوليفان بين هذين الجبلين باسم “نغانبرا”. لذا كان من الممكن تسمية “نغانبرا” أو “نغانبيرا” بسهولة باسم “كانبيري”، حيث سرعان ما أصبحت المنطقة معروفة للمستوطنين الأوروبيين.

أشار عالم النبات والمساحة، ريتشارد هند كامباج، في كتابه الصادر عام 1919م، “ملاحظات حول النباتات الأصلية لنيوساوث ويلز” (الجزء العاشر، إقليم العاصمة الفيدرالية)، إلى أن غوشوا جون مور، أول مستوطن في المنطقة، هو من أطلق على المنطقة اسم كانبيري في 1823م، قائلاً: “يبدو أنه لا شك في أن الاسم ذو أصل محلي، لكن معناه غير معروف”.

تشير مُخططات المسح للمنطقة المؤرخة عام 1837م إلى المنطقة باسم “سهل كانبيري”. في 1920م، ادَّعى بعض العجائز في المنطقة أن الاسم مُشتق من الاسم المحلي للتوت البري الأسترالي الذي كان ينمو بكثرة في المنطقة، مشيرين إلى أن الاسم المحلي له كان كانبيري. على الرغم من أن النطق الشائع للمدينة هو كانبرا أو كانبيرا، فقد كان النطق الأصلي عند التسمية الرسمية في 1913م هو “كانْبره”.

 

تاريخ كانبرا

الاستيطان الأول

قبل الاستيطان الأوروبي، كانت المنطقة التي ستُبنى فيها كانبرا عاصمة أستراليا مأهولة بشكل موسمي من قبل الأستراليين الأصليين. اقترح عالم الأنثروبولوجيا نورمان تندال أن المجموعة الرئيسية التي احتلت المنطقة هي شعب نجوناوال، في حين عاش شعب نغاريغو وشعب والغولو في الجنوب من منطقة العاصمة وشعب واندانديان في الشرق وشعب غانداغارا في الشمال وشعب يرادجوري في الشمال الغربي.

وتشمل الأدلة الأثرية على استيطان المنطقة، الملاجئ الصخرية المأهولة واللوحات والنقوش الصخرية وأماكن الدفن والمعسكرات ومواقع المحاجر فضلاً عن الأدوات والمعدات الحجرية. كما تشير المصنوعات اليدوية إلى أن نشاطًا بشرياً مبكراً حدث في وقت ما في المنطقة قبل 21,000 عام.

 

الاستعمار الأوروبي

بدأت عمليات الاستكشاف والاستعمار الأوروبي في منطقة كانبرا في عشرينيات القرن التاسع عشر، حيث كانت هناك أربع بعثات استكشافية بين عامي 1820م و 1824م. ومن المحتمل أن يعود تاريخ الاستيطان الأوروبي للمنطقة إلى عام 1823م، عندما بنى بعض الرعاة المأجورين من قبل مالك الأراضي جوشوا جون مور، مسكناً لهم على ما يُعرف الآن بشبه جزيرة أكتون. تقدم مور بطلب رسمي لشراء الموقع في 16 ديسمبر 1826م وأطلق على أبعاديته الجديدة اسم “كانبيري”. وفي 30 أبريل 1827م، تلقَّى مور إذناً من السلطات بالاحتفاظ بحيازة 1,000 فدان في كانبيري.

وُضع حجر الأساس لتكريس كنيسة القديس يوحنا المعمدان الأنجليكانية (كنيسة سانت جون)، في ضاحية ريد، عام 1845م وهي الآن أقدم مبنى عام لا زال قائماً في المدينة ويضم فناء الكنيسة أقدم المقابر في المنطقة. وقد وُصفت الكنيسة بأنها “ملاذ المدينة” وظلت قائمة ككنيسة صغيرة على طراز كنائس القرى الإنجليزية حتى مع تطور العاصمة حولها.

كانت مدرسة سانت جون (وهي متحف حالياً) أول مدرسة في كانبرا عاصمة أستراليا وكانت تقع بجوار الكنيسة وافتتحت في نفس عام افتتاح الكنيسة في 1845م. وقد أُقيمت لغرض تعليم أطفال المستوطنين المحليين، بما في ذلك أطفال عائلة بلونديل الذين كانوا يعيشون في منزل بلونديل الريفي القريب.

كان عدد السكان الأوروبيين في منطقة كانبرا ينمو ببطء طوال القرن التاسع عشر، وكان من بينهم عائلة كامبل الذين أصبح منزلهم الحجري المهيب حالياً مطعماً لضباط كلية دونترون العسكرية الملكية. وقد رعت عائلة كامبل عمليات الاستيطان لأجل استقرار عائلات المزارعين الأخرى للعمل في أراضيهم،

مثل عائلة ساوث ويل في “ويتانيغرا”، وكان من بين المستوطنين الأوائل البارزين الآخرين عائلات موراي وجيبس المترابطتين، اللتين كانتا تمتلكا أبعادية يارالوملا (حالياً هي موقع الإقامة الرسمية للحاكم العام لأستراليا) منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر حتى 1881م.

مع ارتفاع النمو السكاني الأوروبي، تضاءل عدد السكان الأصليين إلى حد كبير بسبب الأمراض التي جلبها الأوروبيون مثل الجدري والحصبة.

 

تأسيس عاصمة أستراليا

تحولت المنطقة من منطقة ريفية في نيوساوث ويلز لتصبح موقع العاصمة الوطنية للبلاد وذلك خلال مناقشات اتحاد المستعمرات الأسترالية في أواخر القرن التاسع عشر، حول ما إذا كان يجب أن تكون سيدني أو ملبورن عاصمة أستراليا الوطنية، ليتم التوصل في النهاية إلى حل وسط وهو بناء عاصمة جديدة في نيوساوث ويلز، بينما اُختيرت ملبورن لتكون المقر المؤقت للحكومة خلال بناء العاصمة الجديدة.

وجرى مسح عدة مواقع في نيوساوث ويلز مع طرح مواقع في بومبالا وجنوب مونارو وأورانج وياس وألبوري وتامورث وأرميدال وتوموت ودالغيتي. ليقع الاختيار على دالغتي من قبل البرلمان الفيدرالي وصدر قانون من مقر الحكومة في 1904م، يؤكد أن دالغتي هي موقع عاصمة الأمة. ومع ذلك، رفضت حكومة نيوساوث ويلز التنازل عن الأراضي المطلوبة لأنها رفضت مكان الموقع.

وفي 1906م، وافقت حكومة نيوساوث ويلز أخيراً على التنازل عن أراضي كافية بشرط أن تكون في منطقة ياس-كانبرا حيث كان هذا الموقع أقرب إلى سيدني، ووزع مالك الصحيفة جون جيل كتيباً بعنوان “دالغي أم كانبرا: أيُّ المدينتين؟” على كل عضو في برلمانات الكومنولث السبع الفيدرالية.

وحسب العديد من الروايات، كان هذا الأمر حاسماً في اختيار كانبيرا كموقع للعاصمة في 1908م نتيجة لأعمال المسح التي أجراها المسَّاح الحكومي تشارلز سكريفنر، تنازلت حكومة نيو ساوث ويلز عن المقاطعة للحكومة الفيدرالية في 1911م وبذلك نشأ إقليم العاصمة الفيدرالية.

وقد أُعلن عن مسابقة تصميم دولية للعاصمة من قبل وزارة الشؤون الداخلية في 30 أبريل 1911م واختتمت في 31 يناير 1912م. وفي 24 مايو 1911م، أُعلن عن فوز تصميم المهندسين والتر بيرلي غريفن وماريون ماهوني غريفن من شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة.

وفي عام 1912م، دعت الحكومة الجمهور إلى اقتراحات بشأن اسم المدينة المستقبلية، اُقترح حينها ما يقرب من 750 اسماً، وفي منتصف نهار 12 مارس 1913م، أعلنت السيدة دينمان، زوجة الحاكم العام اللورد دينمان، أن المدينة سيُطلق عليها اسم “كانبرا” في احتفال أقيم في كورراجونغ هيل، التي أصبحت منذ ذلك الحين موقع كابيتال هيل ومبنى البرلمان الحالي.

ويعتبر “يوم كانبرا” يوم عطلة عامة، يُحتفل به في إقليم عاصمة أستراليا في ثاني أيام الاثنين من شهر مارس للاحتفال بتأسيس العاصمة.

 

تطور كانبرا في القرن العشرين

اشترت حكومة الكومنولث المراعي المملوكة في يارالوملا في 1913م لتوفير الإقامة الرسمية للحاكم العام لأستراليا في عاصمة أستراليا الجديدة، وبدأت التجديدات في 1925م لتوسيع وتحديث الممتلكات. وفي عام 1927م، أُطلق على المبنى رسمياً اسم مقر الحكومة. وفي 9 مايو من ذلك العام، انتقل برلمان الكومنولث إلى كانبرا مع افتتاح مبنى البرلمان المؤقت.

وكان رئيس الوزراء ستانلي بروس قد اتخذ مسكناً رسمياً في ذا لودج قبل بضعة أيام. وتباطأ التطور المخطط للمدينة بشكل ملحوظ خلال فترة الكساد في الثلاثينيات وأثناء الحرب العالمية الثانية. فلم تكتمل أبداً بعض المشاريع المخطط لها في ذلك الوقت، بما في ذلك الكاتدرائيات الرومانية الكاثوليكية والأنجليكانية.

من 1920م إلى 1957م، استمرت ثلاث هيئات – على التوالي اللجنة الاستشارية للعاصمة الفيدرالية ولجنة العاصمة الفيدرالية واللجنة الوطنية لتخطيط رأس المال والتنمية – في التخطيط لمزيد من التوسع في كانبرا في غياب المهندِسَيْن غريفن. ومع ذلك، كانت قراراتهم استشارية وتطويرية اتُّخذت دون استشارة المهندسين غريفن، مما زاد من عدم كفاءتها.

كان أكبر حدث وقع في كانبرا حتى الحرب العالمية الثانية هو الاجتماع الرابع والعشرون للأنزاس (الرابطة الأسترالية النيوزيلندية للتقدم العلمي) في يناير 1939م. وقد وصفته صحيفة كانبرا تايمز بأنه “حدث مؤثر … في تاريخ أصغر عاصمة في العالم”. إذ كانت العاصمة صغيرة بالفعل لدرجة أنه لم تكن أماكن الإقامة فيها كافية تقريباً لإيواء 1.250 مندوباً، فأقيم لهم مُخيماً على ضفاف نهر مولونغلو.

كان أحد المتحدثين البارزين هو إتش. جي. ويلز، الذي كان ضيفاً على الحاكم العام اللورد جوري لمدة أسبوع. تزامن هذا الحدث مع موجة حر ضربت جنوب شرق أستراليا، وصلت خلالها درجة الحرارة في كانبرا إلى 42.5 درجة مئوية في 11 يناير. وفي يوم الجمعة، 13 يناير، تسببت حرائق الغابات (فيما عُرف باسم يوم الجمعة السوداء) في مقتل 71 شخصاً في فيكتوريا ورافق ويلز الحاكم العام في جولته في المناطق التي تضررت بفعل الحرائق.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، تعرضت مباني عاصمة أستراليا لانتقادات كثيرة، كونها تشبه مباني القرى واعتبرت مجموعتها غير المنظمة من المباني مُفتقرة إلى الناحية الجمالية، مما دفع بالسلطات إلى إعادة النظر في تطوير المدينة. وفي ذلك الوقت تسارعت وتيرة تطور العاصمة. فقد نما عدد السكان بأكثر من 50% كل خمس سنوات من 1955م إلى 1975م.

في 9 مايو 1988م، افتُتح مبنى أكبر ودائم للبرلمان في كابيتال هيل كجزء من احتفالات أستراليا بالذكرى المئوية الثانية. وانتقل برلمان الكومنولث إلى هناك من مبنى البرلمان المؤقت، المعروف حالياً باسم مبنى البرلمان القديم. وفي ديسمبر من نفس العام، مَنَح برلمان الكومنولث إقليم العاصمة الأسترالية حكماً ذاتياً بالكامل، وهي خطوة جرى اقتراحها في وقت مبكر من 1965م.

طوال عام 2013م، جرت العديد من الفعاليات احتفالاً بالذكرى المئوية لتسمية عاصمة أستراليا باسم كانبرا، ففي عام 2014م، اختارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانبرا كأفضل مدينة للعيش في العالم، كما حصلت على لقب ثالث أفضل مدينة يمكن زيارتها حول العالم من قبل لونلي بلانيت في 2017م.

 

الموقع الجغرافي

تغطِّي مدينة كانبرا مساحة 814.2 كم² وتقع بالقرب من سلسلة جبال بريندابيلا (جزء من جبال الألب الأسترالية)، على بعد حوالي 150 كم من الساحل الشرقي لأستراليا. ويبلغ ارتفاع كانبرا حوالي 580 م فوق مستوى سطح البحر؛ أما أعلى نقطة بها فهي جبل ماجورا على ارتفاع 888 م. من ضمن الجبال الأخرى الأقل ارتفاعاً؛ جبل تايلور 855 م، جبل إينسلي 843 م، جبل موجا موجا 812 م والجبل الأسود 812 م.

كانت الغابة الأصلية في منطقة كانبرا مغطاة بالكامل تقريباً بأنواع من أشجار الكافور والتي وفَّرت مورداً للوقود والأغراض المنزلية. وبحلول أوائل الستينيات، أدى القطع الجائر إلى استنزاف أشجار الكافور وبجانب القلق بشأن جودة المياه، فقد تقرر إغلاق الغابات.

حيث بدأ الاهتمام بالغابات في 1915م بتجارب على عدد من أنواع الأشجار بما في ذلك الصنوبر الشعاعي على سفوح جبل ستروملو. ومنذ ذلك الحين، توسعت المزارع، مع الاستفادة من عمليات تحجيم التعرية في “المستجمعات المائية” لنهر كوتر، كما أصبحت الغابات مناطق ترفيهية شائعة.

تمتد الضواحي الحضرية لمدينة كانبرا على امتداد سهل جينيندرا، سهل مولونغلو، سهل الحجر الجيري وسهل توغرانونغ (سهل إيزابيلا). وبُنيت سدود على نهر مولونغلو الذي يتدفق عبر سهل مولونغلو ليشكل إحدى المعالم الأيقونية في عاصمة أستراليا الوطنية ألا وهي بحيرة بيرلي غريفن.

يصب بعدها نهر مولونغلو في نهر مورومبيدجي شمال غرب كانبرا والذي يتجه بدوره شمالاً إلى الغرب نحو مدينة ياس في نيوساوث ويلز. ويصب نهر كوينبيان في نهر مولونغلو في منطقة أوكس داخل منطقة العاصمة الأسترالية.

تصب أيضاً عدد من الجداول، بما في ذلك جيرابومبيرا ويارالوملا، في نهري مولونغلو ومورومبيدجي. اثنان من هذه الجداول، هما جينيديرا وتوغرانوغ، بُنيت عليهما سدود بالمثل لتشكيل بحيرات جينيديرا وتوغرانوغ. حتى وقت قريب، كان لنهر مولونغلو تاريخ من الفيضانات العنيفة أحياناً. وقد كانت المنطقة عبارة عن سهل فيضي قبل ملء بحيرة بورلي غريفن.

 

المناخ

تتبع كانبرا تصنيف كوبن للمناخ، حيث تتمتع بمناخ محيطي، يعتبر شهر يناير، أكثر الشهور دفئاً، يبلغ متوسط ارتفاع درجة الحرارة حوالي 28°م؛ ومع ذلك، في يوليو، أكثر الشهور برودة، ينخفض متوسط الارتفاع إلى حوالي 11°م.

الصقيع شائع في أشهر الشتاء، لكن سقوط الثلج نادر في منطقة الأعمال المركزية، نظراً لوجودها على الجانب الشرقي من نطاق اتجاه الرياح، بينما تشهد المناطق المحيطة بها تساقطاً سنوياً للثلوج خلال فصل الشتاء وغالباً ما يمكن رؤية سلسلة مرتفعات بريندابيلا المغطاة بالثلوج من منطقة الأعمال المركزية.

وكان آخر تساقط للثلوج يشهده وسط المدينة في 1968م، وغالباً ما تتأثر كانبرا برياح فون، خاصة في فصل الشتاء ويتضح ذلك من خلال ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي بالنسبة لارتفاع المدينة عن مستوى سطح البحر.

كانت أعلى درجة حرارة قصوى مسجلة هي 44.0°م في 4 يناير 2020م. وكان شتاء 2011م هو أكثر فصول شتاء كانبرا دفئاً على الإطلاق، حيث كانت درجة الحرارة أعلى من المتوسط بحوالي 2°م. أما أدنى درجة حرارة مُسجلة كانت -10.0°م، صباح يوم 11 يوليو 1971م. هذا ويتساقط الثلج الخفيف مرة أو مرتين سنوياً وعادةً لا يتراكم ويتلاشى بسرعة.

وتحمي مرتفعات بريندابيلا كانبرا من الغرب، فهي تخلق “صحراء ظل مطري” قوية في وديان كانبرا التي تستمتع بنحو 100.4 يوم مشمس صافي سنوياً. وتشهد كانبرا ثالث أدنى معدل لهطول الأمطار السنوية بين عواصم الأقاليم الأسترالية (بعد أديلايد وهوبارت) وتهطل كمية الأمطار بالتساوي إلى حد ما على مدار الفصول الأربعة ويشهد أواخر الربيع أعلى هطول للأمطار.

وتحدث العواصف الرعدية في الغالب بين شهر أكتوبر وأبريل، بسبب تأثير الصيف والجبال. ومع ذلك المنطقة ليست شديدة الرياح والنسيم يكون في أفضل حالاته من شهر أغسطس إلى نوفمبر. وتعتبر كانبرا أقل رطوبة من المناطق الساحلية المجاورة.

 

التقسيم الإداري

كانبرا هي مدينة مخططة والمنطقة المركزية للمدينة صمَّمها في الأصل المهندس المعماري الأمريكي الكبير، والتر بيرلي غريفن، الذي صمم الطرق الرئيسية على نمط عجلة وأقطارها بدلاً من النمط الشبكي في المنطقة المركزية للمدينة بالقرب من بحيرة بيرلي غريفن، احتوى تصميم غريفن على أنماط هندسية عديدة، بما في ذلك الشوارع سداسية المركز وثمانية الأضلاع المنبثقة من عدة أنصاف أقطار.

ومع ذلك، لم تُصمم المناطق الخارجية للمدينة هندسياً والتي بُنيت لاحقاً. وقد صُممّت بحيرة بيرلي غريفن، بحيث يكون امتدادها مرتبطاً بمعالم طبوغرافية مختلفة في كانبرا وهي تمتد من الشرق إلى الغرب وتقسم المدينة إلى قسمين.

سُمِّيَت العديد من ضواحي كانبرا على أسماء رؤساء الوزراء السابقين أو مشاهير أستراليين أو المستوطنين الأوائل أو ألقاب السكان الأصليين. وتقع معظم البعثات الدبلوماسية في ضواحي يارالوملا وديكين وأومالي، في حين هناك ثلاث مناطق للصناعات الخفيفة تقع في ضواحي فيشويك وميتشل وهيوم.

وتتكون منطقة العاصمة الأسترالية من مدينة كانبرا وبعض البلدات المحيطة بما في ذلك ويليامزديل وناس وأوريارا وليكشري وهال. والمناطق الحضرية في كانبرا مُنظمة في تسلسل هرمي للمقاطعات ومراكز المدن ومراكز المجموعات والضواحي المحلية بالإضافة إلى المناطق والقرى الصناعية الأخرى.

وهناك سبع مناطق (مع ثامنة قيد الإنشاء)، كل منها مقسمة إلى ضواحي أصغر ومعظمها يحتوي على مركز المدينة الذي هو محور الأنشطة التجارية والاجتماعية.

وقد تأسست المناطق حسب الترتيب الزمني كالتالي:

  • منطقة كانبرا المركزية وتتكون من:

– شمال كانبرا: تشكل معظمها في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مع توسعها حتى الستينيات وهي تضم حالياً 14 ضاحية.

– جنوب كانبرا: تشكلت منذ عشرينيات وستينيات القرن الماضي وتضم 13 ضاحية.

  • وادي وودين: تشكل لأول مرة في 1963م ويضم 12 ضاحية.
  • بيلكونين: تشكلت لأول مرة في 1967م، من 25 ضاحية.
  • ويستون كريك: تشكلت في 1969م وتضم 8 ضواحي.
  • تغيرانونغ: تشكلت في 1974م وتضم 19 ضاحية.
  • غانغالين: تشكلت في أوائل التسعينيات تضم 18 ضاحية، منها 15 تحت التطوير.
  • وادي مولونغلو: ضواحيه تحت الإنشاء حالياً.

أندرو بار من حزب العمال الأسترالي هو رئيس وزراء إقليم العاصمة الأسترالية منذ 11 ديسمبر 2014م.

 

السكان

في تعداد عام 2016م، بلغ عدد سكان كانبرا 395,790 نسمة، ارتفع هذا العدد من 355,596 نسمة في تعداد 2011م ومن 322,036 نسمة في تعداد 2006م.

يعتبر سكان كانبرا صغار السن نسبياً وهم دائمو التنقل وعلى مستوى عالٍ من التعليم. ويبلغ متوسط العمر 35 عاماً و12.7% فقط من السكان تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. بين عامي 1996م و2001م، انتقل 61.9% من السكان إما إلى كانبرا أو إلى خارجها، وكان ذلك ثاني أعلى معدل تنقل في أي عاصمة إقليم أسترالية.

اعتباراً من مايو 2017م، كان 43% من سكان إقليم العاصمة في سن 25-64 على مستوى تحصيل تعليمي يساوي على الأقل درجة البكالوريوس وهو أعلى بكثير من المعدل الوطني البالغ 31%. وفي 2021م بلغ عدد سكان كانبرا 462,213 نسمة.

 

اللغة

ليس لأستراليا لغة رسمية لكن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر تحدثاً في البلاد، حيث أظهر تعداد في 2016م، أن هناك 72.7% من الناس يتحدثون الإنجليزية فقط في منازلهم. أما اللغات الأخرى الأكثر شيوعاً والتي تُستخدم في المنزل هي: الماندرين (3.1%)، الفيتنامية (1.1%)، الكانتونية (إحدى فروع اللغة الصينية) (1%)، الهندية (0.9%) والإسبانية (0.8%).

 

العرق

في تعداد لعام 2016م، كانت أكثر الجنسيات والعرقيات التي تسكن عاصمة أستراليا هي:

التنوع العرقي لسكان كانبرا حسب إحصائيات 2016م
إنجليز 35٪
أستراليون34٪
أيرلنديون14٪
أسكتلنديون11٪
صينيون
ألمان4.7٪
هنديون3.9٪
إيطاليون3.5٪
هولنديون1.7٪
السكان الأصليون1.6٪
فلبينيون1.3٪
فيتناميون1.3٪
يونانيون1.3٪
كرواتيون1.2٪
بولنديون1.1٪

 

أظهر الإحصاء السكاني لعام 2016م أن 32% من سكان كانبرا ولدوا خارجها. وأكثرهم ولد خارج أستراليا، في بلدان مثل إنجلترا والصين والهند ونيوزيلندا والفلبين. اُعتبر نحو 1.6% من السكان أو 6,476 شخصاً، من السكان الأصليين للبلاد في 2016م.

 

الدين

في تعداد لعام 2016م، وصف حوالي 50.0% من سكان منطقة العاصمة أنفسهم بأنهم مسيحيون (أغلبهم ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية)، بينما وصف 36.2% أنفسهم بأنهم لا دينيون وتوزعت النسب الأخرى على ديانات مختلفة، يُشكل المسلمون 0.5% من سكان العاصمة (1.330 نسمة).

 

الاقتصاد

في فبراير 2020م، وصل معدل البطالة في عاصمة أستراليا إلى 2.9% وهو أقل من معدل البطالة الوطني البالغ 5.1%. وذلك نتيجة المستويات الكبيرة من التوظيف في القطاع العام والتجاري، حيث تتمتع كانبرا بأعلى مستوى متوسط للدخل المتاح في أي عاصمة أسترالية.

يبلغ إجمالي متوسط الأجر الأسبوعي في كانبرا 1,827 دولاراً أمريكياً مقارنة بالمتوسط الوطني البالغ 1,658 دولاراً أمريكياً (حسب إحصاء نوفمبر 2019). وقد أدى ارتفاع إيجار العقارات إلى جعل كانبرا ثالث أغلى المدن في البلاد. تشمل العوامل المساهمة في ارتفاع سوق الإيجار؛ ارتفاع متوسط الدخل الأسبوعي والبنود التضخمية في قانون الإيجارات السكنية.

قطاعات الاقتصاد الرئيسية في المدينة هي الإدارة العامة والسلامة والتي تمثل 27.1% من إجمالي إنتاج إقليم العاصمة في 2018-2019 وتوظف 32.49% من القوى العاملة في كانبرا. يقع المقر الرئيسي للعديد من وكالات الخدمة العامة الأسترالية في العاصمة والتي تستضيف أيضاً العديد من مؤسسات قوات الدفاع الأسترالية، أبرزها مقر قوات الدفاع الأسترالية وقاعدة هارمان التابعة للبحرية الملكية الأسترالية.

وتشمل القطاعات الرئيسية الأخرى حسب التوظيف: الرعاية الصحية (10.54%) والخدمات المهنية (9.77%) والتعليم والتدريب (9.64%) وتجارة التجزئة (7.27%) والإقامة والأغذية (6.39%) والبناء (5.80%).

 

التعليم

تعتبر كلاً من الجامعة الوطنية الأسترالية في أكتون وجامعة كانبرا في بروس، المؤسستان الرئيسيتان للتعليم العالي في كانبرا، بنحو أكثر من 10,500 و8,000 طالب وطالبة بدوام كامل على التوالي. تأسست الجامعة الوطنية الأسترالية في 1946م، وكان هدفها الدائم التركيز على البحث العلمي القوي، مما جعلها تقع ضمن تصنيفات الجامعات الرائدة في العالم والأفضل في أستراليا حسب مجلة التايمز للتعليم العالي وتصنيفات جامعة شنغهاي جياو تونغ العالمية.

يوجد حَرَمان جامعيان دينيان في كانبرا: حرم سيغنادو في ضاحية واتسون الشمالية وهو حرم الجامعة الأسترالية الكاثوليكية وحرم كلية سانت مارك اللاهوتية في ضاحية بارتون وهي تتبع جامعة تشارلز ستورت العلمانية.

أعلنت حكومة إقليم العاصمة في 5 مارس 2020م تأجير حرم معهد كانبرا التكنولوجي وموقف السيارات المجاور له في ضاحية ريد إلى جامعة نيوساوث ويلز مقابل مبلغ زهيد، من أجل تطويره كمجمع لجامعة نيوساوث ويلز فرع كانبرا. ووضعت جامعة نيوساوث ويلز خطة رئيسية في 2021م لبناء حرم جامعي يسع 6,000 طالب على مدار 15 عاماً بتكلفة 1 مليار دولار.

تضم كلية الدفاع الأسترالية حرمين جامعيين: كلية القيادة والأركان الأسترالية بالإضافة إلى مركز الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في ويستون ومقر أكاديمية قوات الدفاع الأسترالية يقع بجانب كلية دونترون العسكرية الملكية في ضاحية كامبل الداخلية الشمالية. ويدرس الطلاب الجامعيين والخريجين العسكريين في أكاديمية قوات الدفاع الأسترالية في حرم جامعة نيوساوث ويلز؛ بينما توفر كلية دونترون تدريباً لضباط الجيش الأسترالي.

يدرس طلاب التعليم المهني عالي المستوى في معهد كانبرا للتكنولوجيا، عبر فروعه في بروس، ريد، غونغاهلين، توغرانونغ وفيشويك. وبلغ إجمالي عدد الطلاب المسجلين في معهد كانبرا للتكنولوجيا أكثر من 28,000 طالب في 2019م. ونظراً لنقل ملكية الأرض المُقام عليها فرع ريد إلى حرم جامعة نيوساوث ويلز الجديد في كانبرا، فمن المقرر الانتهاء من بناء فرع جديد للمعهد في وودن الجديدة بحلول 2025م.

في 2016م، كان هناك 132 مدرسة في كانبرا؛ منها 87 مدرسة حكومية و45 مدرسة خاصة. ومن المخطط أن تضم معظم الضواحي حضانة ابتدائية ومدرسة ابتدائية قريبة؛ ستقع عادة بالقرب من المناطق المفتوحة حيث تتوفر الأنشطة الترفيهية والرياضية بسهولة. وتضم كانبرا أيضاً أعلى نسبة من طلاب المدارس الخاصة في أستراليا، يمثلون 40.6% من الطلاب المسجلين في إقليم العاصمة.

 

الثقافة

تعتبر كانبرا موطناً للعديد من المعالم والمؤسسات الوطنية مثل النصب التذكاري للحرب الأسترالية ومعرض اللوحات الوطني والمعرض الوطني الأسترالي والمكتبة الوطنية والأرشيف الوطني والأكاديمية الأسترالية للعلوم والأرشيف الوطني للسينما والتسجيلات الصوتية والمتحف الوطني لأستراليا. والعديد من مباني حكومة الكومنولث في كانبرا مفتوحة للجمهور، بما في ذلك مبنى البرلمان والمحكمة العليا ودار سك العملة الأسترالية الملكية.

وخُصِّصت بحيرة بيرلي غريفن لتكون موقع النصب التذكاري للكابتن جيمس كوك (مكتشف أستراليا) والمُصلصلة الوطنية التي تضم 57 جرس. وتشمل المواقع الأخرى المثيرة للاهتمام برج تلسترا والحدائق النباتية الوطنية الأسترالية وحديقة الحيوانات الوطنية ومعرض الأحياء البحرية ومتحف الديناصورات الوطني ومركز كويستاكون (المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا).

ويعد متحف ومعرض كانبرا في المدينة مستودعاً للتاريخ المحلي والفن ويضم مجموعة فنية دائمة ومعارض متنقلة. وهناك العديد من المنازل التاريخية مفتوحة للجمهور، مثل منازل لانيون وتوغرانونغ في وادي توغرانونغ وموغا-موغا في سيمونستون وكوخ بلونديل في باركيز وكلها تعرض أسلوب حياة المستوطنين الأوروبيين الأوائل.

ويعد منزل كالثوربس في ريد هيل مثال محفوظ جيداً لطراز المنازل خلال عشرينيات القرن الماضي، إبان السنوات الأولى لنشأة كانبرا. كذلك فإن مسكن ستراتهنيرن هو مبنى تاريخي يعود تاريخه إلى عشرينيات القرن الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، معظم مراكز المدن بها مرافق مسرحية ودور سينما وجميعها تحوي مكتبات أيضاً. تشمل الأحداث الثقافية الشعبية المهرجان الشعبي الوطني وعرض كانبرا الملكي ومهرجان السيارات الصيفي ومهرجان التنوير والمهرجان الوطني متعدد الثقافات في شهر فبراير ومهرجان احتفالات كانبرا الذي يُقام على مدى 10 أيام في مارس بالتزامن مع يوم كانبرا.

تقيم كانبرا علاقات توأمة مدن مع كل من نارا في اليابان وبكين عاصمة الصين. كما تحتفظ كانبرا بعلاقات صداقة بين المدن مع كل من ديلي عاصمة تيمور الشرقية وهانغتشو في الصين. تشجع العلاقات بين مدينة وأخرى المجتمعات والمجموعات ذات الاهتمامات الخاصة على الصعيدين المحلي والخارجي على الانخراط في مجموعة واسعة من أنشطة التبادل. حيث يُقام مهرجان شمعة كانبرا-نارا سنوياً في الربيع وهو مهرجان مجتمعي يُقام احتفالا بعلاقة مدينة كانبرا بمدينة نارا الشقيقة وذلك في متنزه كانبرا-نارا على ضفاف بحيرة بورلي غريفن.

 

السياحة في عاصمة أستراليا

وفقاً لبيانات مسح الزوار الأسترالي لأبحاث السياحة، استقبلت كانبرا عدداً قياسياً من السياح، فقد كان هناك 2.9 مليون زائر محلي من أجل المبيت لليلة واحدة و2.3 مليون زائر محلي ليوم واحد و266.278 زائراً دولياً خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2019م. وقد أنفق هؤلاء الزائرون البالغ عددهم الإجمالي 5.5 مليون زائر ما مجموعه 2.82 مليار دولار خلال إقامتهم.

يدعم قطاع السياحة والضيافة في إقليم العاصمة دفع نمو الوظائف عبر تقديمه 19,300 وظيفة، كما يُساهم بأكثر من 2.4 مليار دولار من ناتج الاقتصاد المحلي. وقد ساعدت الزيادة في الرحلات الدولية إلى إقليم العاصمة في زيادة أعداد السياح الدوليين، حيث كانت تصل في 2019م إلى 14 رحلة جوية دولية في الأسبوع إلى مطار كانبرا.

كانت أكبر 10 أسواق دولية للزوار من الدول الآتية:
1- الصين (20.5%)
2- المملكة المتحدة (8.2%)
3 – الولايات المتحدة الأمريكية (8.1%)
4- الهند (7.1%)
5- نيوزيلندا (6.4%)
6- ألمانيا (4.0%)
7- كندا (3.4%)
8- سنغافورة (3.0%)
9- تايوان (2.5%)
10- هونغ كونغ (2.5%)

 

الرياضة

بالإضافة إلى البطولات الرياضية المحلية، يوجد في كانبرا عدد من الفرق الرياضية التي تتنافس في المسابقات الوطنية والدولية. أشهر هذه الفرق فريقا كانبرا رايدرز ويرومبيز اللذان يلعبان في دوري الرغبي واتحاد الرغبي على التوالي؛ كلاهما كان بطل بطولات الدوري.

ويلعب كلا الفريقين مبارياتهم على أرضهم في استاد كانبرا وهو أكبر ملعب في المدينة وكان يستخدم لإقامة مباريات كرة القدم لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2000م وفي اتحاد الرغبي لكأس العالم للرغبي 2003.

ويوجد بالمدينة أيضاً فريق كرة سلة ناجح، هو كانبرا كابيتالز، الذي فاز بسبعة من آخر 11 لقباً وطنياً لكرة السلة للسيدات. ويمثل فريق كانبرا يونايتد المدينة في الدوري الأسترالي لكرة القدم للسيدات وكان بطل موسم 2011-12. بينما يمثل كانبرا فايكينغز المدينة في البطولة الوطنية للرغبي واحتل المركز الثاني في موسم 2015م.
هناك أيضاً فرق تشارك في المسابقات الوطنية في كرة الشبكة والهوكي الميداني وهوكي الجليد والكريكيت والبيسبول. وملعب مانوكا البيضاوي هو مرفق رياضي كبير آخر في الهواء الطلق حيث يتم لعب الكريكيت وكرة القدم الأسترالية.

وقد بدأ نادي غريتر ويسترن سيدني جيانتس لكرة القدم التوسع في الشراكة مع كانبرا في 2012 والتي بموجبها سيلعب ثلاث مباريات على أرضها في ملعب مانوكا كل موسم حتى 2021م على الأقل. قبل ذلك، لعب فريق الكنغرز الذي يتخذ من ملبورن مقراً له بعض مباريات الإياب على ملعب مانوكا حتى يوليو 2006م.

بعد انتقال فريق الكنغرز إلى ملعبه البديل في كارارا في كوينزلاند، لعب فريقا ملبورن وويسترن بولدوغز بعض مباريات الإياب على ملعب مانوكا من 2007م أمام فريق سيدني سوانز. وتعد كانبرا أيضاً موطناً لبطولة باراسي الدولية لكرة القدم الأسترالية للشباب.

هذا وتقام “مباراة رئيس الوزراء للكريكيت الحادية عشرة التاريخية” في ملعب مانوكا سنوياً وهي مباراة بين فريق كريكيت من إقليم العاصمة يختاره رئيس وزراء أستراليا ضد فريق سياحي خارجي.

وتشمل الأحداث الرياضية السنوية الهامة الأخرى: ماراثون كانبرا ماراثون وترياثلون كانبرا.

يقع المعهد الأسترالي للرياضة في ضاحية بروس في كانبرا. وهو مؤسسة تعليمية وتدريبية متخصصة توفر التدريب لنخبة الرياضيين الصغار والكبار في عدد من الرياضات. يعمل المعهد منذ 1981م وحقق نجاحاً كبيراً في إنتاج نخبة الرياضيين، على الصعيدين المحلي والدولي. وكان غالبية أعضاء الفريق الأسترالي والحائزين على الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2000 في سيدني من خريجي هذا المعهد.

 

المواصلات

خدمة أكشن هي خدمة الحافلات التي تديرها الحكومة والتي توفر وسائل النقل العام في جميع أنحاء المدينة. بينما توفر كيوسيتي ترانزيت خدمات الحافلات بين كانبرا والمناطق القريبة من نيوساوث ويلز. بدأ خط سكة حديد خفيف الخدمة في 20 أبريل 2019م ليربط منطقة الأعمال المركزية بالمنطقة الشمالية من غونغالين، كما سيتم تشغيل المرحلة الثانية المخطط لها من شبكة السكك الحديدية الخفيفة في كانبرا من محطة شارع ألينغا إلى حديقة الكومنولث، مُضيفة ثلاث محطات جديدة في كانبرا الغربية وكانبرا الجنوبية وحديقة الكومنولث.

في شهر فبراير 2021م، صرَّح كريس ستيل، وزير النقل وخدمات المدينة في إقليم العاصمة، إنه يتوقع أن يبدأ البناء في المرحلة الثانية في السنة المالية 2021-22، من أجل “تحديد المسارات” بحلول انتخابات الإقليم التالية في 2024م. في تعداد عام 2016م، اشتملت 7.1% من رحلات العمل على وسائل النقل العام، بينما ذهب 4.5% إلى العمل سيراً على الأقدام.

هناك نوعان من شركات سيارات الأجرة المحلية وهي شركة إريال كابيتال غروب التي تمتعت بوضع احتكار حتى ظهور شركة كاب إكسبريس في 2007م. وفي أكتوبر 2015م، أصدرت حكومة إقليم العاصمة تشريعات لتنظيم حصة القيادة، مما يسمح لخدمات مشاركة الركوب بما في ذلك أوبر بالعمل بشكل قانوني في كانبرا.

وكانت حكومة إقليم العاصمة أول سلطة قضائية في أستراليا تسن تشريعاً لتنظيم هذه الخدمة. ومنذ ذلك الحين، بدأت العديد من خدمات مشاركة الرحلات وسيارات الأجرة الأخرى العمل في إقليم العاصمة الأسترالية مثل أولا وغلايد تاكسي وغوكانش.

تربط خدمة سكك حديد “نيوساوث ويلز ترين لينك” السريعة بين كانبرا وسيدني. وتقع محطة سكة حديد كانبرا في الضاحية الجنوبية الداخلية لمدينة كينغستون. وفيما مضى، بين عامي 1920م و1922م تضررت خطوط السكك الحديدية حتى وسط المدينة، عقب الفيضانات الكبيرة ولم يُعاد بنائها أبداً، بينما تم التخلي عن خطط مد السكك الحديدية إلى ياس. وأُنشئت سكة حديدية في 1923م بين يارالوملا ومبنى البرلمان المؤقت؛ امتدت لاحقاً إلى سيفيك ولكن الخط بالكامل تعرض للإغلاق في مايو 1927م.

كما تتوفر خدمات القطارات إلى ملبورن عن طريق خدمة “نيوساوث ويلز ترين لينك” التي تتصل بخدمة السكك الحديدية بين سيدني وملبورن في ياس، على بعد حوالي ساعة واحدة بالسيارة من كانبرا. لكن حتى الآن لم تُنفذ خطط إنشاء خدمة سكة حديد عالية السرعة بين ملبورن وكانبرا وسيدني، كما لم تُنفذ خطط إنشاء خط سكة حديد يربط كانبرا بخليج جيرفيس مطلقاً.

تقع كانبيرا على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة من سيدني على الطريق السريع الفيدرالي (الطريق السريع الوطني 23) والذي يتصل بطريق هيوم السريع (الطريق السريع الوطني رقم 31) بالقرب من جولبرن وسبع ساعات بالسيارة من ملبورن على طريق بارتون السريع (الطريق السريع الوطني رقم 25)، الذي يربط طريق هيوم السريع في ياس.

وتستغرق المسافة ساعتين بالسيارة على طريق مونارو السريع (الطريق السريع الوطني رقم 23) للوصول إلى ملاعب التزلج في الجبال الثلجية ومنتزه كوسيوسكو الوطني. يقع خليج باتيمانز وهو مكان شهير لقضاء العطلات على ساحل نيو ساوث ويلز، على بعد ساعتين عبر طريق كينجز السريع.

ويوفر مطار كانبرا خدمات محلية مباشرة إلى أديلايد وبريسبان وكيرنز وداروين وجولد كوست وهوبارت وملبورن وبيرث وصنشاين كوست وسيدني مع اتصالات بمراكز محلية أخرى. هناك أيضاً رحلات جوية مباشرة إلى مدن إقليمية صغيرة مثل: بالينا ودوبو ونيوكاسل وبورت ماكواري في نيوساوث ويلز.

وتعمل الرحلات الجوية التجارية الدولية المنتظمة إلى سنغافورة والدوحة. اعتباراً من سبتمبر 2013م، وصنَّفت وزارة البنية التحتية والتنمية الإقليمية بالحكومة الأسترالية مطار كانبراً، كمطار دولي مخصص للاستخدام المقيَّد. حتى 2003م، كان المطار المدني يتقاسم المدارج مع قاعدة فيربيرن التابعة للقوات الجوية الملكية الأسترالية. في يونيو من ذلك العام، سُحِبَت قاعدة القوات الجوية من الخدمة ومنذ ذلك الوقت أصبح المطار تحت السيطرة المدنية بالكامل.

 

الإعلام

نظراً لكونها عاصمة أستراليا، تعتبر كانبرا أهم مركز لكثير من التقارير السياسية الأسترالية وبالتالي فإن جميع وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك هيئة الإذاعة الأسترالية وشبكات التلفزيون التجارية والصحف الكبرى تحتفظ بمكاتب محلية بالمدينة. وتمثل المؤسسات الإخبارية في “معرض الصحافة” مجموعة من الصحفيين الذين يقدمون تقارير عن البرلمان الوطني. ويبث نادي الصحافة الوطني الأسترالي في بارتون بثاً تلفزيونياً منتظماً.

كما تصدر في كانبرا صحيفة يومية، هي كانبرا تايمز والتي تأسست في 1926م. وهناك أيضاً العديد من المطبوعات الأسبوعية المجانية، بما في ذلك المجلات الإخبارية سيتي نيوز وكانبرا ويكلي، بالإضافة إلى المجلة الموسيقية بي إم إيه التي صدرت في 1992م لأول مرة.

هناك عدد من محطات البث إيه إم وإف إم في كانبرا والمشغلون التجاريون الرئيسيون لها هي شبكة راديو كابيتال وأوستيريو (شبكة الراديو الأسترالية). وهناك أيضاً العديد من المحطات التي تديرها المؤسسات المجتمعية، كما تبث خمس محطات تلفزيونية مجانية برامجها في المدينة.

 

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد