دعاء الاستخارة

دعاء الاستخارة

دعاء الاستخارة هو الدعاء الذي يرتبط غالبًا بصلاة الاستخارة التي يُؤديها الفرد المسلم حينما يريد الاختيار بين أمرين متساويين يعجز عن اتخاذ قرار حاسم بشأنهما مترددًا أيُّهما أفضل له، لذلك يُؤدِّي صلاة الاستخارة التي يَطلُب فيها من الله أن يهديه إلى أفضل الأمرين وأخيرهما، تتعلق هذه الأمور في اختيار للعمل أو شريك للزواج أو السفر أو مشروع أو شراء وبيع وغيرها من الأمور الدُّنيوية.

دعاء الاستخارة الصحيح

كما جاء في حديث جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما عن النبي :

اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ (ويُسمِّي حَاجَتَه) خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري (أو عَاجِلهِ وآجِلِهِ) فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري (أو عَاجِلهِ وآجِلِهِ) فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ“. (أخرجه البخاري).

كيفية صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة هي صلاة من ركعتين مثل سائر صلوات النوافل بِنِيَّة الاستخارة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله يُعلِّم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يُعَلِّم السورة من القرآن؛ يقول : “إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ..” إلى آخر الحديث.

  • توضَّأ وضوءك للصلاة.
  • يُستحسن النيَّة لصلاة الاستخارة.
  • في الركعة الأولى، يقرأ المُصلي سورة الفاتحة وما تيسَّر من القرآن الكريم ويُستحب قراءة سورة الكافرون: “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون“.
  • في الركعة الثانية، بعد قراءة الفاتحة من المستحب قراءة سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد“.
  • التسليم من الصلاة والانتهاء منها.
  • ثم يرفع المسلم يديه ويدعو دعاء الاستخارة، ويجوز له تكرار صلاة الاستخارة إذا لم يتبين له من أمره رشدا.
اقرأ أيضًا: دعاء ختم القرآن

حكم صلاة الاستخارة

هي سُنَّة مستحبة وليست بفرض وتُؤدَّى في الغالب عقب صلاة الفرض ومع ذلك فإنه لا وقت محدد لها إلا أنها لا تُؤدى في أوقات النَّهي عن الصلاة مثل فترة ما بعد صلاة الصبح و صلاة العصر كما أنها لا تجوز إذا كان الاختيار بين المكروهات كونها تدخل في باب المُحرَّمات أو الاستخارة في الفرائض وأمور العبادات كونها أمور ثابتة في الدين إلا إذا كان هناك حاجة في تبين وقتها كالحج مثلًا إذا صادف وقوع مرض أو فتنة أو حرب وقت الحج بجواز الحج هذا العام أم تأجيله للعام القادم.

كيف تعرف نتيجتها

إن اعتقاد البعض بحدوث رؤيا في المنام تُوجِبُ الأمر من عدمه عقب الاستخارة هو اعتقاد خاطئ تمامًا وعلى المرء الأخذ بالأسباب والرضا بقضاء الله فإذا تم أمره وكان خيرًا فليحمد الله وإذا لم يُوَفَّق في أمره فليحمد الله أيضًا ويرضى بحكمه وقضاءه، يقول الله عزَّ وجل في سورة البقرة: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ“.

كذلك فإن الاستخارة بالقرآن كقراءة القرآن وتصادف قراءة آية في مَوْضِع ما تأمر بالنَّهي عن أمر أو بفعل أمر آخر أن يظُن البعض أن هذه بشارة مرتبطة بحاجتهم وهذا أيضًا من الاعتقادات الخاطئة التي تدخل تحت باب التنجيم. أما فيما يخص العلامات الخاصة بالاستخارة فهي مرتبطة بانشراح الصَّدر أو انقباضه دلالة على الأخذ بالأمر أو الامتناع عنه.

الفرق بين الاستخارة والاستشارة

الفرق بين الاستخارة والاستشارة أو المَشُورة هي أن الأُولى الطلب من الله التوفيق في الاختيار والثانية طلب الرأي والنصيحة من أهل الرأي والعلم من البشر كما جاء في قوله تعالى: “فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ في ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِين“. سورة آل عمران [الآية – 159].

والرَّاجح أن الاستخارة تسبق المشُورة وتُقَدَّم عليها ومع ذلك اختلف بعض العلماء في ذلك الأمر، فيقول الإمام النووي: “يُستحب أن يَستشير قبل الاستخارة من يعلم من حاله من النصيحة والشفقة والخبرة ويثق بدينه ومعرفته”.

متى يقال دعاء الاستخارة؟

يُقال عقب التسليم من صلاة الاستخارة، حيث يَستقبل المرء القبلة ويرفع يديه بالدعاء ويُستحب الوسطية في الصوت عند الدعاء فلا يجهر به المسلم ولا يخفضه كما جاء في قوله تعالى: “وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا” [سورة الإسراء:110].

والمقصود بالصلاة هنا هو الدعاء وقبل الدعاء يحمد المسلم الله ويُثني عليه ثم يصلي على النبي بالصيغة الإبراهيمية كالَّتي في التشهد ثم يقول دعاء الاستخارة وبعده يصلي مرة أخرى على النبي بالصيغة الإبراهيمية.

وترديد هذا الدعاء دون صلاة الاستخارة جائز في أي وقت لأنه لا يرتبط بوقت مُعيَّن بخلاف صلاة الاستخارة ذاتها المرتبطة بالدعاء أما دعاء الاستخارة المرتبط بصلاة الاستخارة فإن أفضل وقت له الثُّلث الأخير من اللَّيل حيث إنه أفضل وقت لقبول الدعاء.

صيغ دعاء الاستخارة

هو دعاء واحد معروف والمقصود بصيغ الاستخارة مثل: دعاء الاستخارة للخطوبة أو للزواج أو للدراسة أو للسفر وغيرها من الأمور، أن الأمر المراد الاستخارة بشأنه ليس أمراً ثابتاً، بل يختلف باختلاف الحاجة مثلما تدعو قائلاً في حالة دعاء الاستخارة للزواج “اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر زواجي من فلان/فلانة خيراً لي في عاجل أمري وآجله…” أو في حالة الاستخارة للدراسة “اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر دراستي الهندسة خيراً لي في عاجل أمري وآجله…”. فالأصل أن الدعاء واحد.

دعاء الاستخارة دون صلاة

اختلف بعض العلماء في جواز قول دعاء الاستخارة فقط دون صلاة الاستخارة وربطوا ذلك بتعذر أدائها وفي ذلك يقول الإمام النووي: “لو تعذَّرت عليه الصلاة استخار بالدعاء” أي أنه من الجائز للمرء قول الدعاء فقط إذا تعذَّر أداء الصلاة لِعُذر ما.

معنى الاستخارة وتعريفها

الاستخارة من استخارَّ بمعنى طلب الخير في الشيء أو طلب خير الأمرَيْن والطلب هنا من الله فيُقال: “اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك” ويَخِرْ مِن خار فيُقال: “خار الله لك” أي اصطفى وانتقى ما هو خير لك ويُقال خيَّرَ بين الأشياء أي فضَّل بعضها على بعض والمُستخير هو من يطلب الاستخارة.

والاستخارة شرعاً هي طلب صرف الهِمَّة لما هو المختار عند الله والأَوْلَى وذلك بالصلاة والدعاء المخصص لها والاستخارة فِقهياً هي صلاة تؤدى بعد الفرض ودعاء الاستخارة هو دعاء مأثور يرتبط بها يقرأه المسلم عقب الفراغ منها.

فائدة الاستخارة

صلاة الاستخارة هي عبادة وتقرُّب من الله لأجل التوفيق والهِداية منه فيقول الله تعالى: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [سورة غافر:60].

وقد وَرَد عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- أنه قال: إن النبي قال: “من سعادة ابن آدم استخارة الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله”. رواه الترمذي.

فالأصل في الاستخارة الرضا بقضاء الله خيره وشره والأخذ بالأسباب وثقة العبد في ربه والتقرب إليه واطمئنان قلبه وكلها أمور فيها خير للمسلم وقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال “إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له”.

ومما قد جاء في باب الاستخارة حديث: “ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد” (رواه الطبراني). وهذا الحديث حديث ضعيف لم يَرِد عن النبي ، يردده البعض عن غير علم، وفقكم الله إلى ما يُحبه ويرضاه.

قد يعجبك أيضاً
عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد