أعراض القولون العصبي

"</p

أعراض القولون العصبي من أكثر الأعراض المُؤرِّقة للمصاب بها، فهو من الأمراض الأكثر شيوعًا بين الناس فيما يتعلق بأمراض الجهاز الهضمي، ومن المعلوم أنه يتولَّد نتيجة لعدة أسباب، وسنتعرف عليه في هذا المقال والأسباب المؤدية إلى الإصابة به مع التعرض للعلاجات الناجعة له.

ما هو القولون؟

يُعد القولون من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان والذي يقوم بالعديد من الوظائف، والقولون هو أحد الأجزاء المهمة الموجودة داخل الأمعاء الغليظة ويمكن القول إنه الأمعاء الغليظة، وأكثر أجزائها تأثيرًا فيها على الإطلاق، أما عن دوره في الجهاز الهضمي، فإن دوره يأتي مباشرة بعد تكسير الطعام، حيث يقوم بمهمة امتصاص الأطعمة غير القابلة للهضم، وهو بهذا يمتص ما يتبقى من الأملاح والمياه والفيتامينات وأي مواد أخرى، ثم يُكثِّفُها في صورة صلبة على هيئة البراز، ويمُر البراز بدوره من القولون إلى المستقيم، وصولًا إلى فتحة الشرج حيث يتم إخراجها من الجسد.

وفي حالة تناول أطعمة بشكل غير صحيح أو ضارة للجسد فإن القولون يتعرض في كثير من الحالات لأعراض قد تكون صعبة تسبب الألم لصاحبها، وكثيرًا ما تظهر أعراض القولون العصبي بشكل متدرِّج، ما يترتب عن ذلك الضعف والوهن لدى الشخص المصاب بأعراض القولون.

وهو من أكثر الأمراض المنتشرة في مختلف دول العالم والتي يعاني منها عدد كبير من الناس حيث يشكُون من عدَّة أعراض تؤرق عليهم حياتهم، وتشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 10 إلى 20% من الناس يعانون منه، وهذا يؤكد أننا بصدد الحديث عن مرض من الأمراض المنتشرة بين فئة كثيرة من الناس ما يُحتِّم ضرورة التعرُّف على أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها.

أسبابه

قبل الحديث عن أسبابه لا بد من الإشارة إلى أن القولون العصبي قد تَبِعَه تاريخ تشخيصي ظهر في السنوات الأخيرة من أجل التشخيص الدقيق للقولون العصبي، حيث نشرت عدة مؤشرات بحثية تساعد على تشخيص الإصابة به عُرِفَت بمؤشرات روما، وهي عبارة عن مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُظهر مدى إصابة الشخص به من عدمه، ومن أبرز هذه الفحوصات، فحص الدم، وفحص البراز، ويؤكد الأطباء والباحثون أن أعراض القولون العصبي لا تظهر على الشخص بين عشيَّة وضُحاها، بل تأخذ وقتًا حتى تبدأ في الظهور، وهذا يستتبع ذكر بعض الأسباب التي أدَّت إلى الإصابة بهذه الأعراض.

وقد ذَكَرَ الأطباء أن هناك عدة أسباب تؤدي للإصابة به من أبرزها ما يلي:

1- الضغط العصبي والتوتر والانفعال: قد يتعرض الشخص للضغط والتوتر والانفعال، ولعل هذا السبب من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، ويظهر من مُسمَّى القولون العصبي أنه مرض له علاقة بالأعصاب والتوتر، وهذا إن دل فإنما يدل على الدور الكبير الذي يلعبه التوتر والضغط في الإصابة بهذا المرض.

وقد أكَّدت الدراسات أن أكثر من 50% من الأشخاص الذي تظهر عليهم أعراضه يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية كالاكتئاب والقلق، ولا شك أن هذه الجوانب النفسية تؤثر بشكل كبير على الجسد، إذ إن من المقرر أن الصحة النفسية تؤثر تأثيرًا كبيرًا على صحة الجسد وسلامته، أما إذا كان الإنسان يعاني من الاكتئاب والقلق فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على كافة الأعضاء في جسده ومن بينها القولون.

2- أنظمة الريجيم والتخسيس: بعض أنظمة الريجيم والتخسيس والتي قد تؤدي إلى إحداث خلل في الجهاز الهضمي، إذ إن من المعلوم أن تقليل العادات الغذائية أو زيادتها بشكل فج قد يُشكِّل خطورة على الجهاز الهضمي، ما يجعل الشخص عرضة للإصابة بهذا المرض وأعراضه.

3- امتلاء المستقيم: من أهم أسباب الإصابة بهذا المرض أن المستقيم قد يكون ممتلئًا ببعض بقايا البراز ما يؤدي للشعور بالألم في منطقة المعدة، وقد يؤدي ذلك للشعور الدائم بالحاجة إلى التغوُّط.

4- آلام جدار القولون: في بعض الحالات قد تنتج أعراض القولون العصبي عن الإصابة بآلام في جدار القولون ما يؤدي لشعور الشخص بآلام في منطقة القولون وشعوره بضغط قد يكون منخفضًا نسبيًا.

5- تناول أنواع معينة من الأدوية: بعض الأشخاص قد يتناولون أنواعًا معينة من الأدوية تصيبهم بأعراض القولون العصبي، ومن المعلوم أن بعض الأدوية تؤثر على المدى البعيد على أجهزة الجسد بما فيها القولون.

6- التهاب الأمعاء: وهي أحد الأسباب التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

ومن خلال استعراض الأسباب السابقة يمكن القول أنه كأي مرض من الأمراض له العديد من الأسباب التي تؤدي إليه، وقد ترجع بعض الأسباب إلى خلل في جهاز من أجهزة الجسد، وبعض الأسباب ترجع إلى أسباب خارجية، وأخرى إلى أسباب نفسية كالقلق والتوتر، وتتسبب هذا الأمور مجتمعة أو منفردة في ظهور أعراضه.

أعراض القولون العصبي

بعد الحديث عن الأسباب يجدر بنا أن نتحدث عن أعراضه أيضًا، وقد أثبتت البحوث الطبية النظرية والتطبيقية أن هناك العديد من الأعراض، والتي إذا ما ظهرت على شخص، فإنها تعني أنه مصاب بالقولون العصبي ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

1- آلام ومغص بالمعدة: لعل هذا من أكثر الأعراض التي يعاني منها مرضى القولون العصبي حيث يشكُون بشكل متزايد من آلام المعدة وفي بعض الحالات يكون الألم مصحوبًا بالمغص الشديد الذي يجعل المصاب يتألَّم منه، وغالبًا ما تكون هذه الآلام مزمنة تستمر لفترات طويلة وتسبب الإزعاج للمصاب بها.

2- الإمساك: من أعراضه أن المريض به يعاني من الإمساك الذي قد يستمر لفترات طويلة.

3- الإسهال: كما يعاني المريض من الإمساك فإنه قد يعاني من الإسهال المستمر الذي يُسبِّب له كثيرًا من الآلام.

4- الإعياء الشديد والميل إلى القيء: شعور المريض بالإعياء الشديد طوال الوقت والرغبة في التقيُّؤ ولعل هذا العرض من أكثر الأعراض المزعجة التي يعاني منها مريض القولون العصبي.

5- الانتفاخ والغازات: من الأعراض المشهورة للقولون العصبي أن المريض يعاني من الانتفاخ الذي قد يكون مصحوبًا في كثير من الحالات بالغازات الناتجة عن الانتفاخ.

6- الحاجة إلى التبرز: ان المصاب قد يكون في حاجة مستمرة إلى التبرز والتردد على الخلاء.

ويظهر مما سبق أن القولون العصبي له عدة أعراض، بعضها قد يجتمع في المريض وقد تجتمع كلها لدى المريض وعندها تكون الإصابة متقدمة للمريض وتتسبب له في كثير من الأزمات الصحية التي تؤثر على حياته.

علاج القولون العصبي

هذا المرض كغيره من الأمراض له عدة علاجات من ضمنها العلاج الغذائي والعلاج الدوائي والعلاج النفسي، ويمكن القول إن هذه الأنواع من العلاج قد تتم في المنزل وبعضها يتم بإشراف الطبيب ومن أبرز العلاجات المستخدمة في علاجه ما يلي:

1- تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية: لا شك أن من أهم أسبابه الأطعمة الغذائية، ولذلك فإن الأطباء ينصحون بتناول الأغذية الصحية التي تحتوي على الألياف المفيدة للحد من أعراضه.

2- الابتعاد عن الأطعمة التي تُهيِّجه: من العلاجات الناجعة للقولون العصبي الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تزيد من أعراضه ومن الأطعمة التي يَنصح الأطباء بالابتعاد عنها: الفاصوليا، البصل الطازج، الملفوف، العنب، وتعد هذه الأطعمة من الأطعمة المحفزة للغازات والانتفاخ.

3- شرب كثير من السوائل: من العلاجات التي يوصي بها الأطباء للتغلب عليه، الإكثار من شرب السوائل خاصة الماء، ولا بد من الابتعاد عن المشروبات الغازية أو التي تحتوي على مواد منبِّهة مثل الشاي والقهوة.

4- ممارسة الرياضة بشكل منتظم: من العلاجات الناجعة كذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، إذ إنها تساهم بشكل كبير في التخفيف من الأعراض.

5- العلاج الدوائي: في بعض الحالات قد لا تفلح العلاجات السابقة في التخفيف من آلامه، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى العلاج عن طريق استخدام بعض الأدوية، ومن الأدوية التي تستخدم كعلاج له الأدوية المضادة للتشنجات، وكذلك الأدوية المضادة للإسهال، وفي بعض الحالات يتم استخدام الأدوية التي تحفز نشاط القولون العصبي.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد